الجمعة 22 نوفمبر 2024

الجزء الرابع والاخير رواية كاملة رائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الثانى والعشرون

تنزل الصغيرة من السيارة لتجد حمزة وحياة بانتظارها فتصرخ قائلة ببهجة : دادى

ليتسمر حمزة مكانه وهو لا يستوعب ماسمعه من لحظات حتى تنبه إلى اندفاع الصغيرة لترتمى عليه   وهى ترفع رأسها اليه بابتسامة ټخطف القلوب لينحنى عليها حمزة ورفعها  بحنان وشوق قائلا : اشتقت اليك يا أميرة المارشميلو

لتضحك الصغيرة بمرح قائلة : كيف أكون أميرة المارشميلو وانا حتى لا أمتلك  قطعة مارشملو صغيرة

ليقهقه حمزة قائلا : سوف اجلب لكى جبلا من المارشميلو لتجلسى فوق عرشه وتصبحى وحدك انتى اميرته

لتضحك الطفلة بسعادة وهى تنظر إلى حياة التى تمتلئ عيونها بدموع الفرح : الن تحيي أميرة المارشميلو!

******

ثريا : وهتأمنلى مستقبلها ازاى بقى يادكتور خالد

خالد بثقة : يوم كتب كتابنا هحطلها فى البنك مليون جنية… ده مهرها ده غير طقم الماظ من أشهر الماركات…. شبكتها

ثريا بجشع : طب والشقة والمؤخر

خالد وهو يبتسم بجانب شفتيه : المؤخر اللى تؤمرى بيه ياثريا هانم.. انا عمرى كله لنورا.. أما بالنسبة للشقة فدى هدية جوازنا منى ليها شقة تمليك متصممة ومفروشة عن طريق اكبر مصممين الديكور فى البلد كلها باسمها وتستلم عقدها فى ايدها يوم كتب الكتاب

لتلتمع عينا نورا بسعادة فى حين قالت ثريا بمكر : انت طبعا عارف انى ماليش غير نورا وعشان كده عاوزة اتطمن عليها وبما ان جوازكم هيبقى غير معلن فنورا من حقها انها تشتغل فى وظيفة مرموقة بدخل كبير

خالد : من الناحية دى ماتقلقش ابدا، انا ونورا لازم نحط ايدنا ف ايدين بعض لحد مانوصل لهدفنا

ثريا بلهفة : يعنى هتشغلها فين

خالد : فى مكتب حمزة ذات نفسه،  مع حياة

نورا وهى تنتفض من مجلسها : ايه! حمزة عمره ماهيوافق

خالد : دى بقى سيبيها عليا، لكن على شرط

نورا : اللى تقول عليه

خالد : مظهرك يفضل زى ما شوفتك اخر مرة واسع وطويل وحشمة…. يعنى من الاخر كده عاوزك تتحجبى … لانى بغير ده اولا وثانيا عشان حمزة مايتلككش بشكلك

نورا بامتعاض : ماشى…. أيه كمان

خالد : حياة… تتعاملى معاها كويس عشان ماتعمليش مشاكل تعطلنا عن هدفنا… مفهوم

نورا بضحكة ماجنة مليئة بالشړ : الا مفهوم

وفى تلك اللحظة يسمعوا رنين هاتف ثريا التى ترد على الهاتف وهى تسمع بريبة ولا تتحدث وماهى الا ثوانى حتى اغلقت الهاتف وهى تنظر إليهم بانتصار قائلة : يمكن نحتاج نعدل فى الخطة شوية…….. حمزة وحياة تعيشوا انتو

لينتفض خالد وهو يسألها بلهفة : ايه اللى حصل

ثريا بشړ : الكوخ ۏلع باللى فيه وزمانهم بقم كلهم حتة فحمة

خالد وهو يحاول السيطرة على غضبه حتى لا ېقتلها : تمام…. نستنى لما نشوف هيحصل ايه وبعد كده نقرر

نورا باستغراب : انت مازعلتش على حمزة…. معقول زعلان منه للدرجة دى

خالد وهو متماسك : اى حاجة تحصلله برة البلد… طالما احنا بعيد وفى الأمان يبقى خير

خالد : ولا انتى كمان تقدرى تتصورى انا بخطط عشان مستقبلنا بايه

……………..

يخرج خالد من منزل ثريا ليتجه إلى سيارته وما ان أدار محركها وانطلق حتى قام بالاتصال على حمزة وما ان اجابه حمزة حتى صړخ خالد قائلا : حمزة.. انتو بخير كنتم فى الكوخ لما اتحرق

حمزة ضاحكا : هى الاخبار لحقت توصل

خالد وهو يسب ويلعن تحت أنفاسه : لسه نازل من عندهم والخبر جالها واحنا قاعدين

حمزة بشجن : ماتقلقش ياخالد احنا كلنا بخير وكمان معانا خديجة

خالد باستغراب : خديجة مين

حمزة بمرح : خديجة حمزة زيدان… لاهو انت فاكر انى كنت هسيبها بالاسم المايص اللى امها سمته لها ده

خالد ضاحكا : مبروك يا ابو خديجة، وناويين ان شاء الله ترجعوا بالسلامة امتى

حمزة : اول ما أوراق خديجة تبقى جاهزة هنيجى على طول ماتقلقش…. اسبوع بالكتير ان شاء الله.. مش هنتأخر عليك

خالد : طب بقوللك… ابعتلى صور خديجة

حمزة : ده بعينك…. لما تشوفها ع الطبيعة

خالد : خليك جدع واقف جنب اخوك

حمزة : وصور بنتى ايه علاقتها بوقوفى جنبك من عدمه

خالد وهو يبتسم بحنين : اختك نفسيتها وحشة اوى بسبب اللى بيحصل… عاوز اخرجها شوية من اللى هى فيه

حمزة بخبث : خلاص هبعتلها الصور

خالد : تصدق انك رخم…. مش عاوز منك حاجة

حمزة ضاحكا : خد بس هقوللك

خالد بعبث : ولا تقوللى ولا اقوللك، انا بطلب منك ليه اصلا، انا هكلم حياة اطلب منها اللى انا عاوزة وهى عمرها ماهترفضلى طلب

حمزة صارخا : إياك تعملها ياخالد… اياك اعرف انك كلمتها… وانا ماخليكش تشوف ضل رقية حتى

خالد : يبقى تتلم وتبعتلى الصور من غير ماتصيع عليا انا

حمزة : غور يا بن عم عبدالله

خالد : اغور وهتبعت

حمزة : خلاص يا زفت هبعت… غور بقى

لتأتى عليه حياة بعد ان وضعت الصغيرة بفراشها : مالك ياحمزة…. صوتك عالى اوى

ليقص عليها حمزة ماحدث، لتقهقه حياة بملئ فيها فى حين ينظر اليها حمزة بمكر قائلا : انتى بقى كنتى بتهمسيلى بايه واحنا فى مكتب ديفيد

لتحاول حياة استرجاع ذاكرتها إلى تلك اللحظة وعند استيعابها لما يقصد أدارت ظهرها فى محاولة منها للهروب الا انه كان أسبق وامسكها من منكبيها ليديرها اليه هامسا باذنها : قوليها ياحياة… اروى قلبى… وتممى فرحة يومى… قولى ياحياة… قولى

  : قلتلك بحبك لكن دلوقتى…. حسيت ان احساسى بيك اكبر من كده بكتير.. انت بقيت روحى ياحمزة… امتى وازاى…. ماعرفش، اوعى تبعد او تتخلى عنى ياحمزة

 :  يوم ما أبعد عنك اعرفى انى مابقيتش عايش ع الارض دى

…………

فى اليوم التالى بشركة حمزة تجلس رقية على مكتب حمزة وهى تراجع بعض التقارير الصادرة من المعامل ليدخل عليها خالد : صباح الورد على وردة حياتى

لترفع رقيه رأسها بابتسامة وهى تجيب : صباح الخير… اتاخرت

 : كنت عند سيادة العميد بعرفه اخر التطورات

رقية بانتباه : حصلت حاجة جديدة

خالد بصوت خاڤت : حرقوا الكوخ بتاع حمزة هناك

لتشهق رقية فزعا : حد حصل له حاجة

خالد : لا ماتقلقيش كلهم بخير بس طبعا هم هنا لسه مايعرفوش

المهم جايبلك معايا حاجة حلوة

رقية بابتسامة : ايه جايبلى معاك شيكولاتة

خالد وهو يخرج مظروفا من جيب سترته ويصعه أمامها : حاجة احلى من الشيكولاتة

لتفتح رقية المظروف لتقع عيناها على صور طفلة جميلة فى أوضاع مختلفة

رقية وهى تتأمل الصور ببهجة : مين البونبوناية دى…. اوعى تقولى بنت حمزة

خالد ضاحكا وهو يقرص وجنتها : قردة على رأى حمزة

رقية بسعادة من قلبها وهى تشاهد صورة بعد صورة : ياخلاثى ع الحلاوة والطعامة ياناس… بقى السكراية دى هتقولى انا ياعمتو

 

خالد : مبسوطة

رقية : اوى جدا خالص

خالد بنصف عين : رقية

رقية : والله هديك لوحدى

ليتركها خالد وهو غير مصدقا اياها لتقول له : غمض عينك

خالد : انتى هتخمى

رقية : انا حلفت انى هديلك

يارقية.

رقية وهى تهز رأسها ايجابا : انت اصلا طول عمرك فى ضهرى ياخالد وطول عمرى بعتبرك أمانى مع حمزة،  لانى من زمان وانا عارفة ان ربنا مش هيحرمنى منك ابدا مهما طال الوقت

ليمد خالد سبابته ليرفع وجهها اليه : بتحبينى

لتومئ براسها بخجل علامة الموافقة

خالد بصوت اجش : بحبك يارقية وامنيتى انى اسمعها منك تانى

لتفتح عينيها وتنظر الي عينيه لتجده يتجول بملامحها بحب يملا خلجاته فوضعت الخجل جانبا وقالت : انا كمان عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك… بحبك ياخالد

 

رقية : خليه يدخل يا اميرة

ليدخل عم سعد وهو يلقى السلام وينقل عينيه بين رقية وخالد

رقية بابتسامة : ماتقلقش ياعم سعد، اتكلم

سعد : عرضوا عليا يدخلونى معاهم فى اللعبة عشان يضمنوا سكاتى وانا فهمتهم انى موافق وفهمت هم بيعملوا ايه

رقية : ولقيت ايه ياعم سعد

سعد : کاړثة يابنتى.. کاړثة

رقية بړعب : ماتتكلم ياعمو على طول

سعد وهو يرمى بجسده على مقعدا مقابل رقية : المادة دى بقالنا سنة بنستوردها من غير ماتدخل منها المعامل غير نسبة 50٪ بس والباقى بيتباع برة

خالد : ماعرفتش لمين بالظبط

اللى عرفته ان مش شركتنا بس اللى بيتعمل فيها كده ده فى اكتر من 3 شركات على نفس الوضع مع اختلاف المادة لكل شركة

خالد وعرفت الشركات دى ايه : ايوة…. الورقة دى فيه اسماءهم

خالد وهو يتناول الورقة ويقوم بفضها ويبتسم بمكر : كنت متخيل حاجة زى كده، بس لازم نعرف مين اللى بياخد المواد دى منهم

سعد : انا سمعت الاسم بس ماكانش واضح اوى وهم بيتوشوشوا… ماهم برضة ماقالوليش على كل الخفايا…. لكن هو اسمه فادى حمدان.. فادى حسان حاجة زى كدة

لتبرق عينا خالد وهو يقول پصدمة : تقصد فادى عدنان

سعد بلهفة : ايوة ...هو ده يادكتور الله ينور

لتنهض رقية من مجلسها وهى تضع كف يدها على فمها من الصدمة بينما يسب خالد من تحت أنفاسه پغضب وهو يتوعدهم بالويل والثبور

الفصل الثالث والعشرون

فى مكتب حمزة بشركته بالقاهرة، وبعد خروج سعد

رقية باندهاش : ليه فادى يعمل كده، هيستفيد ايه، ده طول عمره علاقته كويسة جدا بحمزة وعمرها ما اتعكرت حتى بعد كل اللى حصل، ده حتى كان حمزة دايما واقف فى صفة

خالد : كل مابنقرب.. كل ما القذارة بتزيد والدايرة بتوسع،  انا هسيبك وهرجع لسيادة العميد عشان اعرفه بالتطورات دى

رقية : ماتكلمه فى التليفون ياخالد… مش لازم تروحله، انا بقيت اخاڤ عليك، الموضوع ابتدى ياخد سكة تانية، والناس دى مش سهلة ولو عرفوا اللى انت بتعمله ممكن ېأذوك

ليقترب منها خالد  قائلا : اوعى تخافى طول ما احنا صح، الناس دى بتأذينا وبتأذى شباب البلد، لكن احنا عمرنا ماأذينا حد الحمدلله…. الناس دى بتقدم السم للناس لكن احنا بنقدم لهم الدواء… وعشان كده ربنا مش هيسيبنا واكيد هينصرنا عليهم…. وان كان عليا.. انا ان شاء الله هفضل بخير طول ماحبيبتى واقفة معايا وبتدعيلى

رقية :  كنت عاوزة أسألك على حاجة

خالد : اسألى ياحبيبتى

رقية : هنعمل ايه مع نورا

خالد بانتفاضة : فكرتينى، كنت هنسى خالص

رقية : خير

خالد : كلمت بتوع الأمن يحطوا كاميرات مراقبة زيادة فى أماكن معينة هنا وبرة فى مكتب حياة بحيث نبقى عارفين تحركاتها بالكامل وخصوصا انى شاكك انها عاوزة توصل لحاجة معينة هنا فى مكتب حمزة

نورا : انا كمان جالى نفس الاحساس لما جت هنا مع عمتو

خالد : عموما للحرص مش عاوزك تسيبى هنا اى ورقة عليها امضتك او امضة حمزة وقبل ماتستلم شغلها هكون ناقل كل الملفات المهمة عندى وهسيب هنا شوية ملفات هيكلية على شغل قديم.. كده يعنى

رقية : طب وانا هيبقى لزمتى ايه بقى

خالد : لو احتجت امضتك فى حاجة هندهلك عندى تمضيها…. اتفقنا

رقية  : اتفقنا

……………….

فى أمريكا، كان حمزة يتحدث مع خالد الذى يروى له مستجدات الأحداث وبعد أن أنهى المكالمة تدخل عليه حياة لتجده شاردا، لتجلس بجواره   ليبتسم لها قائلا : اهلا ياحبيبتى، اومال خديجة فين

حياة ضاحكة : قاعدة مع هرم المارشميلو بتاعها هى والمربية

حمزة مبتسما : طلبت منى اننا لما نرجع مصر انى لازم اخودهولها معانا

حياة شاهقة : ياخبر….. وهتعمل ايه

حمزة وهو يعود برأسه للخلف : قولتلها تملا شنطتها بالكمية اللى عاوزاها وأننا لما نرجع القاهرة هتلاقى هناك هرم تانى

حياة ضاحكة : عشان تبقى أميرة المارشميلو على حق

لتلاحظ شرود حمزة فتسأله : مين كان بيكلمك وخلاك مسهم بالشكل ده

حمزة : ده خالد.. كان بيحكيلى على التطورات

حياة : وفى جديد

حمزة : ايوة عرفنا اسامى االشركات اللى بيحصل معاها كده واسم كل مادة بتتسحب منها ومين اللى بيشترى المواد الخام

حياة : وطلع حد نعرفه

حمزة : فادى عدنان

لتنتفض حياة قائلة : ايوة ايوة انا بقيت عمالة اقول شفته فين قبل كده

حمزة : هو مين ده مش فاهم

حياة : فاكر لما قلتلك انى شفت منصور وعدلى وهم شكلهم زى مايكون بيزعقوا قدام شركة…. للادوية وكان معاهم واحد حاسة انى شفته قبل كده بس مش فاكرة فين

الواحد ده كان فادى عدنان طليق نورا

لتلتمع عينا حمزة بالڠضب لتلاحظها حياة فتسأله برهبة : طب هو ليه بيعمل كده… مصلحته ايه

حمزة موضحا : لما تحطى مادة… على مادة… على مادة… على مادة…. يحصل ايه

لتبرق عينا حياة : ماكس…. بيصنعوا ماكس

حمزة پغضب : وعلى حسابنا الشخصى…. بنشتريلهم المواد الخام على حسابنا وهم يادوب باضافات بسيطة يحولوها لكميات ضخمة يموتوا بيها شبابنا واولادنا ويربوا من وراها ملايين الملايين

حياة : والعمل

حمزة : هيدفعوا التمن غالى….وغالى اوى كمان

حياة : ناوى على ايه ياحمزة… الناس دى مابتتفاهمش

حمزة : ناوى البسهم البدل الحمرا ان شاء الله… وانا كذلك لفاعلون

……………

فى مكتب خالد بالشركة يدلف إلى مكتبه صباحا ليجد نورا بانتظاره، وما ان رأته حتى هبت متجهة اليه تنوى  ليغلق الباب پعنف ويبعدها عنه زاجرا اياها بقسۏة قائلا : انتى مچنونة…. نسيتى روحك واللا ايه…. بقى هو ده اللى اتفقنا عليه

نورا ممتعضة : كل الزعيق ده عشان وحشتنى

خالد : ولما حد يشوفنا ويبلغ حمزة واللا رقية ونترمى فى الشارع من غير لا ابيض ولا اسود

نورا وهى تزفر أنفاسها : معاك حق… انا اسفة

خالد : تعملى حسابك انك اول ماهتستلمى الشغل مافيش كلام نهائى بينا غير فى الشغل ومااشوفش خيالك ناحية مكتبى الا لو حمزة او رقية اللى باعتينك عندى

لتدب بقدمها على الارض ساخطة : بس ده كتير اوى

خالد بحزم : لو مش هتقدرى تلتزمى يبقى تقعدى فى البيت لحد اما نتجوز او اشوفلك شغل فى شركة تانية

نورا باستسلام: خلاص ياسيدى هستحمل وامرى لله… بس افرد وشك بقى.. بقولك وحشتنى

ليبتسم خالد  وهو يتقدم نحو الباب قائلا : طب حصلينى ياللا عشان اسلمك شغلك

ليذهب بها إلى رقية ويدلف اليها بعد ان تأذن لهم بالدخول وما ان وقعت عيناها على نورا الا وهبت واقفة  مرحبة وهى تشير بيدها لخالد بعلامة القټل ليبتسم خالد ويتنحنح قائلا : انا قلت اخليها تيجى تسلم عليكى قبل ما ابعتها لشئون العاملين عشان تمضى العقد

رقية بتأنيب : ايه الكلام ده ياخالد.. نورا صاحبة شركة… ماتروحش لشئون العاملين… شئون العاملين هى اللى تجيلها لحد عندها

قالت ذلك وهى تخرج ملفا من درج مكتبها وتعطيه لنورا بابتسامة كبيرة وهى تقول : خدى يانورا العقد بتاعك اهوه امضيه، بس ايه التانق والجمال ده يانورا… انتى صحيح طول عمرك جميلة بس الحجاب هياكل منك حتة ومنور وشك

ياسلام بقى لما تبقى مساعدة مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة…. وااااو وتبقى مسئولة عن المؤتمرات العالمية وتلفى العالم وتقابلى أغنى اغنياء العالم من أصحاب الشركات الطبية… ده انتى هتهيصى

كانت رقية تتحدث وخالد يفتح الملف أمام رقية ويشير لها مكان التوقيع فى كل ورقة حتى انتهت وهى لا تعى سوى ما صورته لها خيالاتها واطماعها مع كلام رقية، وأغلق خالد الملف وهو يقول : انا نازل المعامل وهوصل الملف فى طريقى لشئون العاملين عشان يوثق لها العقد بسرعة

وعندما استدار خالد نادته رقية قائلة : حمزة عاوزك تكلمه

لتنهض نورا قائلة : حمزة كلمك….! امتى

رقية بابتسامة واسعة : النهاردة الصبح، واحتمال يوصلوا على الأسبوع اللى جاى

خالد بابتسامة وهو ينظر لنورا : ييجى بالسلامة.. ياللا يانورا روحى لاميرة وهى هتشرحلك كل حاجة… عاوز حمزة لما يرجع يلاقيكى البريمو

ليغادر إلى مكتبه بينما خرجت نورا إلى أميرة كالطاووس وهى تخطط للاستيلاء على الشركة بما فيها

……………..

بعد اسبوعين، وبعد أن عادت رقية من الشركة تجلس لتناول طعامها لتسمع رنين هاتفها لترد قائلة : موزة…. وحشتنى ياحبيبى عامل ايه

حمزة ضاحكا : انا بخير ياحبيبتى انتى عاملة ايه، فى الشركة واللا روحتى

رقية : روحت وباكل كمان.. تعالى كل

حمزة ضاحكا : ده على حسب اللى بتاكليه هيعجبنى واللا لا

لتترك رقية الشوكة من يدها وتهب وهى تجرى إلى باب الشقة لتفتحها وهى تشهق عندما وجدت حمزة مستندا على الباب ضاحكا ويقول : ااه ياقردة……. قفشتينى

 : وحشتنى ياميزو…. اوعى تسافر بعيد عنى كتير كده مرة تانية

ثم تترك حمزة وتتجه الى حياة لتكرار مافعلته وقالته لحمزة مرة أخرى…. ثم نظرت لخديجة بحب وفرحة عظيمة وجلست على ركبتها وهى تفتح ذراعيها قائلة : تعالى فى * عمتو ياقلب عمتو

لكنها وجدت رقية واقفة مكانها تنقل عينيها بينهم جميعا وترسم ابتسامة كبيرة على وجهها، لتنظر رقية إلى حمزة قائلة بامتعاض: هى مابتجيش ليه

حمزة ضاحكا : لأنها ياذكية لسه مابتعرفش عربى

رقية بالإنجليزية وهى على نفس وضعيتها : ادخلى إلى * عمتك التى اشتاقت اليكى كثيرا حلوتى

لترتمى خديجة  بسعادة  وهى تعطيها قطعة من المارشميلو قائلة : انا ديجا.. أميرة المارشميلو

انى اعشق المارشميلو

لتضحك خديجة وهى تتقافز بسعادة : اذا سأكون ثرية

رقية : وما العلاقة يا ابنة اخى

خديجة : سابيعك هرم المارشميلو خاصتى وساكسب ثروة عظيمة

رقية وهى تفتح فمها : وهل تملكين هرما من المارشميلو

خديجة : نعم، اشتراه لى والدى

رقية ضاحكة وهى تقول لحمزة : قابل ياعم بنتك هتبقى ڼصابة عظيمة فى المستقبل

ليضحكوا جميعا الا خديجة التى عنفتهم بقولها : انا لا أفهم لغتكم، تحدثوا بلغتى حتى اضحك معكم

رقية وهى تضحك بشدة : إياكى والڠضب يا أميرة المارشميلو… اعطى لى فرصة لمدة أسبوعين فقط وسأجعلك عالمة بكل بواطن الامور

حمزة : يبقى عليه العوض

……………..

مساءا يجلس الجميع بشقة حمزة وبصحبتهم خالد يتناقشون فى كل ماحدث وتوابع الأحداث بعد نوم خديجة

خالد : الشحنة هتوصل المينا بعد يومين

حمزة : تمام اوى، ومين اللى هيستلمها

خالد مبتسم بسخرية : الحقيقة منصور وعدلى طلعوا ولاد أصول وصمموا انهم يستلموا الشحنة بنفسهم بما انك مسافر والمصونة نورا قالت إن لازم حد مننا يبقى معاهم عشان نبقى متطمنين فاتطوعت تروح معاهم عشان بالمرة تتعلم

حمزة : عاوزك تحجزلهم فى افخم الاوتيلات فول بورد طبعا ويسافروا بعربياتنا ويسوقوها بنفسهم طبعا لأنهم مش عاوزين بينهم حد غريب، والعربيات بالاوتيل يبقوا جاهزين لاستقبالهم ياخالد

خالد : اوامرك يابوص… بس ناخد اذن سيادة العميد

حمزة ضاحكا : طبعا… انا بحب أمشى قانونى، وانتى يارقية.. عاوزك ماتروحيش الشركة بكرة وكلمى نورا تحل محلك… عاوزين نديها فرصتها

خالد بسخرية : ااه وخصوصا بعد صدمة نجاتك انت وحياة من الكوخ

رقية بتساؤل : تفتكروا عمتو معاهم فى موضوع الماكس ده

حمزة : ده أن ماطلعتش هى زعيمة العصابة اصلا

الفصل الرابع والعشرون

فى اليوم التالى بشقة حمزة تخرج رقية من غرفتها وهى ترتدى ملابسها لتجد حمزة وحياة يجلسون بغرفة الطعام يتضاحكون مع خديجة وهى تتناول افطارها لتقبلهم جميعا ثم تقول

رقية : صباح الخير ياحلوين

ليردوا عليها التحية الا خديجة التى نظرت إليهم بغيظ لتدرك رقية الموقف فتنظر إلى خديجة وتقول وهى تمثل حركة الولاء الملكى : دمتى صباحا سمو الاميرة

لتسعد خديجة وترد ضاحكة : دمتى صباحا أيتها الوصيفة

ليضحكوا جميعا بينما ينظر حمزة الى رقية قائلا :  عرفتى هتعملى ايه

رقية : ايوة، هاخد الأوراق من خالد احطها فى مكتبك واسيبلها المكتب وامشى

حمزة : تمام،  وانا هكلم خالد يتأكد من شغل الكاميرا والصوت

رقية وهى تمسك وجه خديجة  بوجنتها بمرح : استأذن سموك فى الذهاب إلى العمل

خديجة وهى تشير اليها بظهر كفها بشموخ : فلتذهبى ولا تنسى أن تأتى لى بما طلبته منكى

لتخرج رقية بظهرها وهى تنحنى ضاحكة وتقول : امر مولاتى

حياة  بحنان وحب : هيا ديجا، انتهى من طعامك حتى نتمكن من الذهاب والعودة سريعا

حمزة : الن تسمحوا لى ان آتى معكم

خديجة ضاحكة : لو تناولت افطارك جيدا سادع امى تسمح لك بالذهاب معنا

ليقول حمزة لحياة التى تجمدت مكانها وهى تنظر إلى حمزة : هل تسمح الماما بأن اذهب بصحبتكم

حياة والدموع تتجمع بعينها : قالت عليا ماما ياحمزة

حمزة بحنان : انا اتفقت معاها على كده وهى كانت مبسوطة جدا بده

ليتفاجئوا بخديجة ټضرب على المائدة بكف يدها الصغير بغيظ قائلة : ألم اقل لكم لا تتحدثوا بلغة لا افهمها

حمزة : انا اسف صغيرتى

خديجة : تقصد اميرتى

حمزة ضاحكا : حسنا اميرتى، سوف نتفق اتفاقا سريا

خديجة وهى تصفق بيديها : اجل اجل اجعل لنا سرا

حمزة : سوف تتعلمين لغتنا دون أن يعلم احد… خاصة عمتك رقية

خديجة : ولما

حمزة : حتى نلهو معا ونجعلها مفاجئة لها هى والعم خالد، ما رأيك

خديجة : وماذا سنفعل

حمزة : ستذهبين إلى معلمة كل يوم لمدة ساعتين فقط وفى فترة قصيرة جدا سوف تفهمين لغتنا

خديجة : هل سأذهب إلى المدرسة

حمزة : اجل ولكن ليس الآن فانتى مازلتى صغيرة، ولكن فى العام القادم ستصبحين كبيرة بما يكفى لان تدخلى المدرسة

حياة : ماذا تريدى أن تصبحى حين تكبرين ديجا

لتنظر ديجا إلى أعلى قليلا وهى تفكر ثم تقول : اريد ان اصبح مثل جوليا

حمزة بتقطيبة : كيف،  وماذا تصنع جوليا

خديجة : جوليا تعتنى بالزهور والببغاوات

حياة بدهشة : وكيف ذلك

خديجة : جوليا لديها ارض صغيرة مليئة بالزهور وقالت لى مرة انها تحولها لعطور رائعة وتمتلك غرفة كبيرة مليئة بالببغاوات كنت العب معهم واطعمهم ولى ببغاء صديقى اشتقت له كثيرا كنا نلعب ونتحدث سويا

ليلاحظ حمزة شوقها لببغائها فسألها : وما اسم ببغائك

خديجة : اسمه الثرثار

لتضحك حياة وهى تسألها : ومن اسماه بهذا الاسم

خديجة : انا، فهو لا يكف عن الثرثرة، أوتعلمون بما ينادينى ذاك الثرثار

حمزة بمرح : بماذا يدعوكى

خديجة : يدعونى بالنسناسة الصغيرة، ثم تكمل ضاحكة : لانى كنت استطيع التنقل بمهارة بين أفرع الشجر

حمزة وهو ينهض بعد ان اكمل افطاره : اذا هيا بنا

خديجة بمرح : هيا بسرعة

………………….

تدخل رقية إلى مكتب حمزة وتخرج من حقيبتها ملفا مليئا ببعض الأوراق أعطاه لها خالد، وقامت بوضعه بأحد ادراج المكتب ووضعت المفتاح بالدرج من الخارج ووقفت بمكانها وهى تستدعى نورا وادعت انها على عجلة من أمرها وهى تخرج بعض الأوراق لتضعها بحقيبتها أمام نورا وهى تقول لها : بقوللك يانورا انا مضطرة انى اسيب الشركة دلوقتى عشان فى اجتماع مهم برة هحضره انا وخالد انتى مكانى هنا، خليكى فى المكتب عشان الكل يعرف انك مكاننا ماشى ياقمر

نورا بسعادة لم تستطع اخفائها : الا ماشى، مع السلامة انتى وماتقلقيش خالص

وقامت رقية بالتلفت حولها وهى تدعى انها تتمم على أن كل شئ بخير وتعمدت الا تنظر إلى درج المكتب الذى تتدلى منه ميدالية مفاتيحها، وقامت بالذهاب سريعا بينما جلست نورا على مقعدها بسعادة ولكنها عادت لتقف وراء النافذة حتى تأكدت من ذهابهم بسيارة خالد، لتعود إلى الباب وتتأكد من إغلاقه جيدا لتسرع إلى ادراج المكتب لترى دلاية المفاتيح الخاصة برقية تتدلى من احد الإدراج لتمد يدها لتفتح الدرج بسرعة لتجد ملفا وعند فتحه تبرق عينيها بجشع وسعادة وهى تمسك بيدها بعض أوراق الملكية الخاصة بحمزة ومعهم شيكا بنكيا  موقع من حمزة وغير مؤرخ بمبلغ مئة مليون دولار، ثم وبعد أن قررت أن تأخذ الملف بأكمله الا انها تراجعت عن ذلك وقررت ان تحصل فقط على الشيك لتضعه بجيب بنطالها وعقدا لملكية قطعة أرض كبيرة بالساحل الشمالى وتتجه مسرعة إلى الخارج لتحضر هاتفها وتغلق الباب مرة أخرى لتجلس بغرور على مكتب حمزة وهى تتحدث بهاتفها قائلة : انت كمان وحشتنى

………….

نورا : انا فى عقر دارهم ومش هتصدق معايا ايه

…………

نورا وهى تلوح بسبابتها بنصر وكان من تحادثه يراها: شيك لحامله ممضى من حمزة زيدان ذات نفسه ب100مليون دولار ومن غير تاريخ

…………

نورا : يعنى اعمل ايه

…………

نورا : انت اټجننت، طب والشحنة

………..

نورا : اقصد ان كده كده الشيك من غير تاريخ، يعنى احنا بعد بكرة ناخد الشحنة ونتطمن انها بقت فى مخزنا ومعملنا وبعدين اصرف الشيك واختفى للابد

……….

نورا منتفضة من مكانها : لعبة.! ومين اللى يفكر يلعب عليا فى حاجة زى دى

………..

نورا پحقد : بسيطة… وقتها يبقى اقول ان خالد هو اللى اداهونى عشان اصرفه، وهو انا يعنى هجيب الشيك ده منين

………

نورا : خلاص يافادى لما نتقابل فى السفر نبقى  نتفق على كل حاجة ياللا سلام دلوقتى

لتغلق الهاتف وتمد يدها إلى الدرج وتغلقه بالمفتاح وتلقى بالدلاية على الأرض أسفل المكتب حتى تظن رقية انها سقطت منها من دون قصد وأتت ببعض الملفات وجلست لتكمل عملها وكأن شيئا لم يحدث بعد ان عبثت قليلا بباقى الإدراج ولم تجد بهم شيئا يثير اهتمامها

وبعد عشر دقائق وجدت رقية تفتح باب المكتب وتسالها دون أن تنظر اليها : نورا… ماشفتيش المفاتيح بتاعتى بدور عليها ومش لقياها

لتنهض نورا وتخرج من وراء المكتب وهى تدعى انها تبحث معها لتدخل رقية مكانها وهى تنظر فى كل اتجاه حتى هبطت على ركبتها وهى تلتقط المفاتيح قائلة : اهى الحمدلله لقيتها

لتتجه الى باب المكتب مرة أخرى قائلة : سلام يانورا… اشوفك بكرة قبل ماتسافرى ان شاء الله

نورا مسرعة : هو انا لازم اجى على هنا الأول، مانا ممكن اطلع من البيت عادى

رقية دون اهتمام : براحتك هخلى السواق يجيبلك العربية ع البيت

نورا : ليه سواق، انا بحب اسوق

رقية : خلاص براحتك، هخليهم يسلموكى العربية اللى هتسافرى بيها، خديها وانتى ماشيىة

لتنظر لها نورا بعدم فهم، لتقول لها رقية  : عربياتنا مميزة فى المينا واللى راكبها بيتعامل برضة معاملة مميزة، بس انتى كده هتزهقى انا قلت هتسافرى معاهم

نورا : لا لا.. انا عاوزة ابقى براحتى

رقية وهى تتجه للخارج مرة أخرى : تمام، ترجعى بالسلامة

……………………

فى المينا، يقف فادى ومنصور وعدلى بجوار نورا

فادى : فاضل ايه، احنا مستنيين ايه دلوقتى

عدلى : عشر دقايق بس والعربيات تكون اتشونت ونمشى على طول

نورا : الكميات اتقسمت واللا لسه هتتقسم بعدين

منصور : لا من الناحية دى اتطمنى، فى عربيتين هيطلعوا على الشركة وانا وعدلى معاهم والتلات عربيات اللى باقية هتطلع على مخازنا

فادى : ومافيش اخبار عن باقى المواد

عدلى :  كله فى المخازن من اسبوع مافاضلش غير شغل شركة….. اللى هيوصل بعد 3 ايام بالظبط

نورا : تمام

عدلى : ياللا ياجماعة كله كده تمام وكل الورق معانا خلونا نمشى عشان نوصل قبل الضلمة

ليتجه عدلى ومنصور إلى سيارة ونورا وفادى إلى الاخرى

…………………

فى سيارة نورا

نورا : ها يافادى.. قررت هنعمل ايه

فادى : احنا هنكمل شغلنا عادى وانتى هتروحى البنك الصبح تصرفى الشيك اللى معاكى

نورا : وبعدين

فادى : لو صرفتى الشيك فعلا تبقى ضړبة العمر وهتبقى العملية دى اخر عملية نعملها وبالفلوس اللى معانا نطلع على أسبانيا، انا ليا أصحاب هناك و نعمل هناك مشروع نعيش منه ملوك

نورا ببعض الڠضب : ااه، وترجع تخسرنا الفلوس ونشحت من تانى زى ماعملت قبل كده

فادى بحدة : مش كل شوية هتقعدى تبكتى قيا لا انا اول ولا اخر واحد يخسر فلوسه فى البورصة وماتنسيش انى لسه بسلطتى والا كانوا أعلنوا افلاسى من زمان

نورا بتهكم : ماتنساش ان لولا أن الشركة باسم عالية اختك.. كان اتحجز عليها هى كمان وكانت ڤضيحتنا هتبقى بجلاجل

فادى : عموما ماتقلقيش احنا هنبقى شركا وكل حاجة هتحصل هتبقى بعلمك وموافقتك ثم يزفر فادى بحنق قائلا : هو احنا لازم نتخانق كل مانتقابل

نورا بمجون : احنا ماتخانقناش امبارح

فادى بخبث : مانتى اصلك كنتى وحشانى الصراحة

نورا بعهر : تقصد انك خلاص كده

نورا بضحكة ماجنة :  هانت ياروحي … هانت

💥💥💥💥💥💥

الفصل الخامس والعشرون

فى شقة حمزة، يجلس حمزة ومراد يتابعون تسجيلات محادثات عصابة الواغش كما يسميها خالد ويسمعون إلى احاديثهم عن طريق الميكرفونات التى زرعوها بالسيارات بعلم وتصريح من سيادة العميد محيى وعند انتهائهم من الاستماع لحديث نورا وفادى جاء إلى اذانهم حديث منصور وعدلى كالتالى

منصور : مالك ياعدلى ساكت من ساعة ما طلعنا من المينا، ايه الحكاية

عدلى : مش عارف يامنصور حاسس ان فى حاجة كده قلقانى

منصور : حد برضة يقلق وهو داخل على هالومة الخير دى كلها!  دى ملايين ياعدلى…. ملايين

عدلى : ماهو عشان عارف انها ملايين يامنصور

منصور : مش فاهمك

عدلى بعد فترة صمت : انت مش ملاحظ حاجة غريبة

منصور : نورنى انت وقولى….. ايه اللى انا مش ملاحظه

عدلى : نورا وفادى

منصور : اشمعنى

عدلى : اول مرة يحضروا بنفسهم حاجة زى دى، كان دايما التسليم بيبقى من مخازن زيدان مش من المينا

منصور : بس ماتنساش ان كده أأمن بكتير

عدلى : وانت كمان ماتنساش ان الكميات كل مرة ماكانتش ابدا بالحجم ده، ثم انا شفت فى عينهم لمعة طمع قلقانى

منصور بقلق : تقصد ايه

عدلى : خاېف من الخېانة ياصاحبى

لينتفض منصور قائلا : لا لا ياعم خېانة ايه اللى بتتكلم عنها

عدلى : ليه، انت مالاحظتش ان كل شوية كان فادى ياخد نورا على جنب ويقعدوا يتودودوا سوا بعيد عننا

منصور : ماتنساش انها مراته ياجدع، واكيد يعنى فى بينهم كلام كدا واللا كدا

عدلى : اهو ده ادعى انه يخلينى اقلق.. الناس كلها فاهمة انهم متطلقين، ومن كذا سنة.. ايه بقى اللى جد يخليهم ولا هاممهم كده، ده انت كمان ماشفتهومش امبارح وهم بيرقصوا فى النايت كلاب ولا وهو ساحبها على اوضته عينى عينك… لالا الموضوع مش تمام

منصور : يعنى هياخد الشحنة ويخلع

عدلى : مايقدرش من غيرنا… احنا اللى بنطبخ وعارفين المقادير، مايقدروش يتصرفوا من غيرنا

منصور : اومال ايه ياعم…. انت عاوز تقلق وخلاص

عدلى : اسمع يامنصور….. العملية دى بالذات لازم تتقسم خام

منصور : تقصد ايه

عدلى : يعنى كل واحد ياخد نصيبه بضاعة ويصرف نفسه بمعرفته، لانى حاسس ان الغدر هييجى من تمن البضاعة

منصور : طب وهنجيبهالهم ازاى دى بقى

عدلى : لما نتجمع بكرة فى المخزن انا هتصرف… المهم انت توافقنى على اللى هقوله، وكمان تبقى متسلح

منصور پخوف : فى ايه ياجدع… ليه كل ده

عدلى بشرود : الاحتياط واجب يابن عمى

…………………….

ليعودا لتسجيلات سيارة نورا

فادى : بقوللك ياحياتى

نورا : قول ياحبى

فادى : انا عاوز ماما تتفق مع الاسيوطى انه يقول قدام الجماعة انه هيقسط السعر عشان المبلغ هيبقى كبير حبتين

نورا : طب وليه، ماتخلينا نخلص

فادى : احنا مسافرين ومش راجعين تانى، يعنى محتاجين كل قرش نقدر نجمعه معانا

نورا : انت تقصد اننا هناخد احنا بقيت تمن البضاعة

فادى : الله ينور عليكى

نورا : بس خد بالك عدلى مش بالساهل كده انه يتاكل

فادى : ماتقلقيش انتى … سيبينى انا اتصرف

………………..

عند حمزة

خالد : يا ريتهم لما يتجمعوا النهاردة يخلصوا على بعض ونخلص منهم خالص

حمزة : اه منها الواطية، طب ليه يفهمونى انها اتطلقت

خالد : لان طول ماهى فى عصمة جوزها مش هتقدر تسحب منك كل الفلوس اللى كانت بتسحبها دى كل شوية

حمزة : لو كانت جت وصارحتنى بالحقيقة كنت ساعدته يقف على رجله من تانى بس بنضافة

خالد : احنا هنضحك على بعض ياحمزة : مانت عارف ان فادى طول عمره شغله شمال، وعمره ماهينضف

حمزة بأسى : كل ما ده وبتأكد انى مش غلطان فى اللى عملته، انا بس صعبان عليا اسم ابويا لو الصحافة والاعلام شموا خبر بالموضوع ده…. الله يسامحك ياعمتى، الله يسامحك

لتدخل عليهم رقية وهى تحمل خديجة وهم يضحكون ويلتهمون المارشميلو بشغف ويرتدون ملابس منزلية متشابهه عبارة عن بنطال بعد الركبة ومن الأعلى كنزة قصيرة عليها رسوم كرتونية مضحكة ويضعون على رأسهم غطاء شبيها بباريهات الشرطة، ليضحك حمزة وخالد فور رؤيتهم بهذا الشكل

حمزة ضاحكا: ماذا تفعلون وما هذا الشكل

خديجة : انا وامى ورقية قررنا ان نرتدى نفس الملابس

ليضحك خالد وهو يأخذ خديجة من رقية ويدغدغها من قدميها لتتعالى ضحكاتها فى حين يتجه حمزة الى الداخل ليفتح باب غرفته ويدلف إلى الداخل ويغلق الباب بهدوء ليرى حياة تجلس بهدوء وتركيز وهى تطالع على هاتفها بعض الاخبار العلمية،  وهى ترتدى رداءا يماثل ما ترتدياه خديجة ورقية وترفع شعرها لأعلى دون ترتيب وهى تجمعه بقلم لتتساقط بعض الخصلات بفوضوية ليزيدها جمالا ورقة، وبعد أن توقف الزمن بحمزة وهو يراقبها باستمتاع دون أن تدرى بوقوفه، إذ بحمزة فجأة يناديها بهمس وصل لقلبها قبل اذنها، لتنهض لملاقاته  : خلصت كلامك مع خالد

ليضم حمزة حاجبيه قائلا بخبث : خالد مين، ثم يديرها أمامه وهو يشاهده بتروى ثم اكمل قائلا : ايه الحلاوة دى كلها، طالعة تجننى

حياة بخجل : دى فكرة رقية : قالت كل البنات يوحدوا اللبس عشان خديجة تبقى مبسوطة، وهى اللى نزلت امبارح جابت لنا اطقم كتير اوى

حمزة مبتسم بشغف : انا قلتلك النهاردة انى بحبك

لتومئ حياة رأسها علامة الرضا، ولكن حمزة يرفع رأسها بسبابته ويقول : بس انا مش فاكر

 شكرا ياحياة

حياة باستغراب : على ايه ياحبيبى

ليمسك كفها واضعا اياه على مضخته قائلا : انك رجعتيلى الأمل انه يعيش حلمه فى الحياة

وقبل ان يميل عليها مرة أخرى يسمع طرقات رقيقة متتالية على باب الغرفة وصوت خديجة وهى تنادى على حياة لترتجف حياة بين يديه عند سماع لقبها الجديد من فم خديجة لتسرع إلى الباب وتفتحه وتنحنى اما م خديجة قائلة : نعم يا حلوى القلوب

خديجة : امى انا اريد ان…… وتميل على اذن حياة وهى تهمس لها بشئ ما جعل حياة تبتسم بعيون متغرغرة بالدموع وتنهض وهى حاملة اياها وتسألها قائلة : هل ذهب العم خالد ام مازال بالخارج

خديجة : لقد ذهب بعد ان لعبنا كثيرا

حياة : حسنا.. هيا بنا

لتقوم  بأخذها وتذهب إلى الخارج لتتجه الى المطبخ ووراءهم حمزة، وتقوم بتحضير الطعام لخديجة

حمزة : هى كانت عاوزة ايه

حياة بابتسامة سعيدة : جعانة وعاوزة تاكل

حمزة باستغراب : طب ليه ماطلبتش من عزة واللا وردة

لتنظر له حياة بلوم : وليه ماتطلبش منى انا، مش انا برضة امها

وقبل ان يتحدث حمزة ضړبت خديجة بكفها كالعادة معترضة على تحدثهم بالعربية

حمزة : اميرتى الجميلة، هل انتى جائعة بشدة

خديجة : نعم… وطلبت من امى ان تعد لى بعض الشطائر

حمزة : ولم لم تطلبى من الآخرين اميرتى فكلهم رهن اشارتك

خديجة : انا احب ان تصنع لى امى ما اريد مثل كارولين

حمزة بتساؤل : ومن هى كارولين

خديجة : انها ابنة بانى الصغرى

حمزة : ومن تكون بانى هى الاخرى

خديجة : مساعدة جدتى، ثم قالت بحزن : وهى اميرة امها المفضلة

حمزة بعبوس : ولما

خديجة : كانت دائما تطلب ماتريد من بانى وهى تقول لها اريد هذا الشئ امى، فكانت بانى دائما تجيبها قائلة : نعم اميرتى وتصنعه لها على الفور، اما انا فلم يكن لى امى وقتها، كنت انا وجوليا فقط

حمزة بحزن : وماذا عن كيت

خديجة : كنت قليلا ما أراها ، وعندما تأتى كانت ټتشاجر مع جوليا، ولا تتحدث معى

خديجة بسعادة وهى تصفق بيديها الصفيرتين : وماهى

حمزة وهو يمسك كفها الرقيق ويحصى على اناملها،   يوم ويوم ويوم ثم تعرفينها

خديجة بمرح : اذا بعد ثلاثة أيام

حمزة : وهل تعرفين الاعداد

خديجة : نعم، علمتهم لى امى بالأمس، وشغلت لى على الهاتف افلام جميلة تعلمت منها ان اعد حتى رقم عشرة

ليرفع حمزة عينيه ليلتقى بعينا حياة التى تشاهده بحب بعد ان وضعت الطعام أمام خديجة التى بدأت فى التهامه على الفور ليهمس لها دون صوت : بحبك، لتبتسم عينيها قبل شفتيها وعندما همت بالحديث تاتى رقية وهى تنادى حمزة : ياحمزة تليفونك عمال يرن وانت ولا انت هنا

حمزة : مين

رقية : سيادة العميد

ليأخذ منه الهاتف ليجيب قائلا : السلام عليكم، ازى حضرتك

………

حمزة بانتباه : طب وراى حضرتك ايه

………………

حمزة وهو يجيل عينيه بين حياة ورقية : انا لغاية دلوقتى ماحدش عرف انى فى مصر

……………..

حمزة : اللى تؤمر بيه حضرتك، بس انا لازم ابقى موجود

…………….

حمزة : حضرتك عارف انى بعرف اتحكم فى غضبى كويس

……………

حمزة : تمام يافندم، هبقى عند حضرتك فى المعاد

ليغلق الهاتف ثم ينظر لحياة ورقية قائلا : قرروا يهاجموا المخازن بتاعتهم النهاردة ويقبضوا عليهم متلبسين، خايفين لايهربوا

رقية : طب ماهو ممكن ينكروا

حمزة : التسجيلات اللى تمت كلها بأمر النيابة، وعاوزين يطلعوا تصريح بالقبض على اللى بيشتروا منهم الماكس بعد اعترافاتهم من غير شوشرة عشان مايحصلش مواجهه مسلحة، عاوزين ياخدوه من بيته

حياة پخوف : والكلام ده امتى

حمزة : بعد ساعتين، يادوب اغير هدومى واروحلهم

لتنتفض حياة من مكانها ولأول مرة على مدى مايقرب من ثمانية أعوام يسمع صوت حياة عاليا پغضب فانتفضت صاړخة بحمزة : انت اټجننت ياحمزة، تروح فين، ده شغل البوليس، ثم وبعدين ممكن يحصل ضړب ڼار، ايه اللى يوديك وسط كل ده، ايه…. مش خاېف على روحك…خاف على بنتك… اختك، وانا…. ايه.. مافكرتش فيا لو حصللك حاجة انا هعمل ايه….. ليه كده ليه.. متبقاش انانى ياحمزة

انا بس عاوز اتطمن ان مش هيبقالهم ديل تانى ممكن يطول ويأذى اى حد فينا من تانى

رقية وهى تحاول لملمة كلماتها من رهبة الموقف : ايوة ياحبيبى… بس حياة عندها حق، افرض لا قدر الله حصلت مواجهة بينهم وطلقة طاشت كده واللا كده يبقى ليه

حياة وهى لازالت على بكائها : وبعدين ربنا سبحانه وتعالى قال ' ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة'

حمزة : صدق الله العظيم، حاضر ياحياة، حاضر يارقية هفضل معاكم

ليتبادلا ، بينما حمزة شارد فيما سيحدث

الفصل السادس والعشرون

فى شقة حمزة، يجلس حمزة وخالد بغرفة المكتب وسط جو من التوتر.. فقد أصرت حياة ورقية على عدم اشتراكهم فى عملية الھجوم على مخزن عصابة الواغش واصرت رقية ان يبقى خالد معهم حتى لو اضطر للمبيت ولا يبرح شقتهم الا اذا علموا بانتهاء العملية، حتى سمعوا رنين هاتف حمزة ليزدرد لعابه وهو يرد بلهفة قلقة : ايوة يافندم، طمنى

…………

حمزة بتجهم : وحالتهم خطېرة

………..

حمزة : نص ساعة وهكون عند حضرتك

خالد : ايه اللى حصل

قبل البوليس مايهجم…. الظاهر انهم اختلفوا زى ماكانوا ناويين، وحصل بينهم ضړب ڼار

خالد : ماتخلص ياحمزة انت هتنقطنى، ماتقول مين حصلله ايه

حمزة پقهر : عمتى ماټت

خالد پصدمة : هى كانت معاهم

حمزة : فى حاجات لسه انا مش فاهمها، لما اروحلهم اكيد هفهم اكتر

ليخرجا من الغرفة متجهين إلى الخارج لتنهض حياة مهرولة مع رقية إليهم وهما تصيحان : على فين

حمزة : على المديرية، سيادة العميد طالبنا هناك

حياة وهى تمسك بكف حمزة : احلف انك مش رايح تحضر الھجوم

حمزة بعتاب : انا مابكذبش عشان احلف ياحياة

حياة باصرار يشوبه بعض الڠضب الممزوج بالدموع : احلف ياحمزة، يااما رجلى على رجلك

حمزة پغضب مكبوت : مش هحلف ياحياة، ومش هتيجى معايا، ولولا ان عندى معاد كان هيبقالنا كلام تانى مع بعض، بس مش معنى كده ان حسابنا خلص على كده

ليستدير پغضب متجها إلى الخارج، لتجلس حياة بمكانها أرضا وهى لا تصدق ان حمزة قد تركها وذهب غاضبا منها، قلبها يتآكل من الخۏف على سلامته، لتربت رقية على كتفها وهى تهمس باذنها : ده اكتر درس لازم تتعلميه فى حياتك مع حمزة، مبيحبش الكذب ولا اللى بيكذبوا ولا ان اى حد يكذبه

حياة بنشيج مكتوم : زعل منى يارقية، مشى وهو زعلان منى

رقية بحنان : معلش ياحياة استحملى عقابه، وهتعدى

حياة وهى تنظر لها پصدمة : عقابه!

لتومئ لها رقية رأسها علامة الموافقة وهى تقول : بمعنى أدق…. خصامه

حياة پبكاء : بس يرجعلى بالسلامة ويخاصمنى زى ماهو عاوز…. المهم يبقى قدامى وبخير

…………………

فى مكتب العميد محيى بمديرية الامن

محيى : ياترى انت عندك اى فكرة عن سر كره عمتك ليك

حمزة بأسى : الحقيقة طول عمرى كنت معتقد ان السبب فى الفلوس لأنها كانت دايما بتحتاج منى فلوس وبما انها عمتى ممكن ده كان يديها احساس بالدونية، لكن انها تدبر كل ده الحقيقة انا محتار ومش فاهم

محيى : هل مثلا كان فى ورث مشترك مابينكم وهى مثلا حست انها مظلومة

حمزة : حسب معلوماتى انها اخدت نصيبها من ميراث جدى بالكامل وكمان ورثت كتير من جوزها، لكن اللى اعرفه انها ضيعت كل ده على حفلاتها ومظهرها الاجتماعى

محيى : فى تسجيل من تسجيلات تليفونها.. كانت بتكلم فادى واللى فهمناه ان كان فى علاقة قديمة بين عمتك وابو فادى واللى والدك رفض جوازهم لان عدنان وقتها كان متجوز بالفعل وعنده اولاد، وبعد كده والدك أصر على جوازها من والد نورا واللى ماقدرش ينسيها حبها لعدنان،

وعشان كده كانت ناقمة على والدك.. وانت ورثت النقمة دى بالتبعية بعد ۏفاة والدك الله يرحمه

لأنها كانت شايفاه عايش سعيد مع والدتك لانه كان بيحبها، لكن فى نفس الوقت حرمها من حب عمرها… عل حسب وجهة نظرها

حمزة بحزن : طب ونورا؟

محيى : نورا اتربت على الطمع فبقى طبع عندها

حمزة : هى حالتها ايه دلوقتى

محيى : مش خطېرة… الحقيقة عمتك فديتها بحياتها، لكن لما وقعت اخدت طلقة فى كتفها

خالد  : طب والباقى

محيى : إصابات بسيطة كلها وهنبتدى نحقق معاهم من الصبح

حمزة : ممكن اتكلم مع نورا

محيى : ااه طبعا هخلى النيابة تطلعلك تصريح… بس بعد ماياخدوا اقوالها، يعنى مش النهاردة

انا بس استدعيتك لانى حبيت اسلمك ده بنفسى، قالها وهو يمد يده لحمزة بفلاشة الكترونية

حمزة : عليها ايه دى

محيى : افضل انك تشوفها بنفسك ولوحدك….. عشان ماتندمش لحظة واحدة على اللى انت عملته

ليزوى حمزة مابين حاجبيه باستفهام ولكن محيى لم يمهله اكثر من ذلك فوقف محييا اياهم على أن يتم استدعائهم مرة أخرى لسماع اقوالهم وتحديد موعد لاستلام الشحنة الخاصة بشركتهم

…………………….

فى منزل حمزة تقف حياة فى النافذة تترقب عودة حمزة لتلمح سيارته وهو يصفها بهدوء ويترجل منها وهو يسير على مهل، ليرفع وجهه لأعلى ليلمحها تقف بانتظاره، وقبل ان تلتفت للاتجاه للداخل تلمحه يعود لسيارته وينطلق بها مرة اخرى

لتعود إلى الداخل وهى مصډومة من رد فعل حمزة، فرقية اخبرتها انه سيعاقبها بالخصام ولكنها لم تظن ان وقع خصامه عليها سيكون حادا هكذا لتجلس مع رقية وهما تفكران فى طريقة تجعل حمزة ينسى او يتناسى ماحدث وقد كان هذا بالطبع بعد ان هاتفت رقية خالد وعلمت منه كل مستجدات الامور

……………………

فى شركة حمزة، يعم الهدوء الشديد فى هذا الوقت من الليل، فلا يوجد غير رجال الأمن والحراسة، ليصعد حمزة الى مكتبه ويتجه إلى الحاسب ليقوم بتشغيله وما ان وجده مستعدا لاستقبال الفلاشة وضعها وهو ينتظر بفروغ صبر ان يعلم ماعليها وهو يتذكر همس محيى باذنه قبل انصرافه مع خالد : تشوفها لوحدك يا ابنى وعاوز اطمنك مافيش منها نسخة تانية لانى رفضت انها تتحرز بعد ماعرفت اللى عليها وان عمتك هى اللى عملت كل اللى هتشوفه ده بنفسها، كانت شاطرة جدا فى عمل الفوتوشوب، واكيد نيتها كانت خړاب لما عملت الشغل ده

لتبرق عينا حمزة پصدمة وهو يفتح فمه من الصدمة وهو يشاهد صورا تجمع بين فادى وامرأة بوجه حياة فى أوضاع من المستحيل ان تكون الا بين رجل وزوجته، وبعد الصور وجد مقطع فيديو خارج ..بطلته نفس المرأة بوجه حياة ايضا، ليخرج حمزة الفلاشة من الجهاز پغضب وهو يسب ويلعن بألفاظ نابية وهو يردد : ليه كده.. ليه ليه، وقام بتحطيم الفلاشة بالكامل، ثم اتجه إلى المنزل مرة اخرى

………………….

دلف حمزة الى المنزل ليجد السكون يعم المكان، ليتجه إلى غرفة ابنته للاطمئنان عليها ليجدها نائمة فى هدوء   ويتجه إلى غرفته وما ان فتحها حتى وجد حياة تجلس بانتظاره وهى بابهى صورة وكانها عروس بليلة زفافها، لينظر لها حمزة دون مبالاة ودون اى كلمة توجه لغرفة الملابس واخذ منها مايريد ثم اتجه إلى الحمام لتسمع حياة صوت المياة لتعلم انه يغتسل بعد كل مامر به من أحداث وشد وجذب، لتظل كما هى تفرك أصابع يديها ببعضهم البعض وهى لاتدرى هل سيقبل اعتذارها ام انه سيبيت ليلته غاضبا منها لتنتبه على حمزة وهو يفتح الباب ويتجه إلى الفراش ويطفئ الإضاءة الخاصة به وينام وهو يعطيها ظهره دون أن ينبث ببنت شفة لتعلم حياة ان قضيتها ليست هينة، لتتجه اليه وتعبث بشعره قائلة : انا اسفة، عمرى ماهكررها تانى ابدا، انا بس كنت مړعوپة عليك، كنت ھموت من رعبى ياحمزة، هو ده مايشفعليش عندك

ولكن حمزة ثابت مكانه ولم يبدى اى رد فعل لتعاود حياة الحديث ولكن هذه المرة صوتها يختلط بالبكاء : عشان خاطرى ياحمزة تسامحنى، دى اول غلطة اغلطها فى حقك من يوم ما اتجوزنا، واوعدك انها اخر مرة، انت عارف انى مش هقدر انام وانت زعلان منى، ترضالى ان الملايكة تبات تلعنى عشان مزعلاك

ولكنها تفاجئت بسماع أنفاس حمزة المنظمة التى تدل على استغراقه فى النوم لتضع يدها على فمها وهى تكتم شهقاتها من أثر البكاء، وبعد قليل اندست خلفه وهى تدعو الله ان يغفر لها وان يرق قلب حمزة لها ويعفو عنها، ولكنها تتفاجئ فى الصباح التالى عندما فتحت عينيها انها وحيدة بالفراش برغم ان الوقت مازال مبكرا لتنهض على الفور وتتجه الى الخارج دونما حتى أن تغسل وجهها او تبدل ملابسها لتصتدم برقية فور فتحها لباب الغرفة لتنظر لها رقية ساخرا : اهلا بالفاشلة… صح النوم

حياة : ليه بتقولى كده

رقية : ماعرفتيش تصالحيه ياخايبة

لتنكس حياة رأسها قائلة : وانتى ايش عرفك

رقية : عشان جوزك صحانى من أحلاها نومة وقاللى انه رايح الشركة وعاوزنا نحصله على هناك وناخد معانا خديجة

لتبهت حياة قائلة : هو هيفضل مخاصمنى اد ايه

رقية : مانتى اللى خايبة… لو كنتى عملتى اللى قلتلك عليه كان زمانكم متصالحين

حياة : انتى فاكرة الحكاية سهلة كدة عشان بتتكلمى نظرى لكن لو انتى مكانى كان عمرك ما

لتقاطعها رقية قائلة : عمرى ماهزعله اصلا

حياة وهى تعود لغرفتها : انا هلبس وانتى ياللا اجهزى

رقية : مش هتفطرى

حياة : ماليش نفس… هلبس واجى افطر خديجة، لتغلق على نفسها الباب وتجلس شاردة تفكر متساءلة إلى متى سيظل هذا الحال، فلم يمر سوى بعض السويعات وهاهى تشعر بالاختناق والعجز

…………………..

فى الشركة، يجلس حمزة مع خالد يتناقشان فى أمور العمل ويتدارسان الأسماء المطروحة لتولى منصب منصور وعدلى

خالد : انا شايف ان الاستاذ سعد أحق واامن واحد ممكن يمسك المخازن

حمزة : عندك حق

خالد : طب والمعمل

حمزة : فكر انت من غير ماتتكلم قدام حد عن الموضوع ده حتى رقية

ليسمعوا دقات على الباب ثم ينفتح الباب لتدخل خديجة مندفعة اتجاه ابيها قائلة : باباااااااا

ليستقبلها حمزة ضاحكا رافعا اياها لأعلى قائلا : أميرة بابااااا، من علمك هذه الكلمة

خديجة : ماما علمتنى اياها كى تسعد بى، فعلمتنى ان بابا تعنى دادى وماما تعنى امى

ليتجاهل حمزة النظر الى حياة ويكمل حديثه مع خديجة قائلا : هل تتذكرين المفاجأة

خديجة وهى تصفق بيدها: نعم.. إن موعدها اليوم.. أين هى

ليرفع حمزة هاتف المكتب محدثا أميرة : خلى محمود يجيب الامانة

وبعد دقيقتين يدق الباب ليسمح حمزة بالدخول ليدخل احد العاملين وهو يحمل بيده قفصا كبيرا به ببغاء رائع الألوان لتصرخ خديجة وهى تتقافز بسعادة : الثرثار

ليردد الببغاء بمرح : نسناسة صغيرة… نسناسة صغيرة

لتقوم خديجة بإخراجه من القفص ليقف على كتفيها وهو يردد اسمها مرة تلو الأخرى وسط ضحكات ومرح الجميع الا حياة التى كانت تقف وهى ترسم ابتسامة حزينة على وجهها حتى تتفاجئ بحمزة وهو يناديها قائلا : مدام حياة من النهاردة هتستلمى شغلك فى المعامل مكان دكتور منصور

لتنقل عينيها المغرورقة بالدموع بين عينيه پألم شديد لتردد بخفوت : امر حضرتك يادكتور لتستدير متوجهه إلى الخارج لينظر له خالد باستغراب قائلا : الله، هو انت مش قلتلى

حمزة مقاطع : ااه قلتلك ولسه عند كلامى وياريت تفتكر كويس انا قلتلك ايه، لينظر إلى رقية ليجدها تقف متجهمة لتنظر إلى خالد قائلة : معلش ياخالد، بس لو ممكن تسيبنى دقيقتين بس مع حمزة وبعدين هجيلك قبل ما امشى

ليشعر خالد أن هناك خلاف ما بين حمزة وحياة ليومئ برأسه ويتجه إلى الخارج مغلقا الباب وراءه لتنظر رقية إلى حمزة قائلة بتحذير : انت عارف انت عملت ايه دلوقت

حمزة بحزم: رقية لو سمحتى انتى عارفة طبعى، فياريت ماتتدخليش

رقية : مش هتدخل ياحمزة، بس ياريت تفكر ولو لحظة واحدة ايه اللى ممكن يكون تفكير حياة دلوقتى

حمزة بعدم فهم : ايه يعنى مش فاهمك

رقية : مجاش على بالك لحظة واحدة انها ممكن تأخذها على انك بتبعدها عنك بعد ما وصلت لكل اللى انت عاوزه

حمزة ببعض الڠضب : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده

رقية : كلام فارغ! براحتك، انا حذرتك وقلتلك، لانى لو مكانها دى اول حاجة هتيجى على بالى

لتنظر إلى خديجة قائلة : هيا ديجا لنعود إلى المنزل حتى نعد طعاما للثرثار

وبعد خروج رقية……. حمزة وهو يهمس لنفسه : معقولة تكون فعلا فهمتها كده، بس انا ماينفعش ارجع فى عقابى ليها، طب والحل

ليتجه إلى حاسبه الخاص ليدلف إلى كاميرات المراقبة الخاصة بالمعامل ليشاهد حياة تقف بين بعض المعدات وتمسك بيدها احد الدفاتر وتقيد به ملاحظاتها وهى تتحرك بآلية حتى وجدها تقف فجأة وهى تستند بيدها على احد الجدران وهى تحاول جاهدة كتم شهقات بكائها حتى لمحت احد الأطباء وهو يتجه ناحيتها فتمالكت نفسها سريعا وتحدثت معه وهى تتصنع تدوين بعض الملاحظات فى دفترها حتى لا ترفع وجهها أثناء التحدث ثم انصرفت مسرعة إلى غرفة المكتب الخاص بمشرف المعامل ليسرع بتبديل الكاميرات ليجدها تضع ماكان بيدها وتقوم بإخراج سجادة صلاة من حقيبتها وتضعها أرضا وتقف لتصلى بين يدى الله تبثه شكواها ووجدها تسجد مطيلة السجود حتى خيل اليه انها قد ألم بها سوءا ولكنها بعد طول انتظار رفعت وجهها لينصدم من شدة احمرار وجهها وهو غارقا بالدموع ليقبض على يده بشده  حتى كاد ان يدميها وهو يسب نفسه تحت انفاسه ليرفع هاتفه محدثا خالد قائلا بصرامة : تشوفلى مين هيمسك مكان منصور حالا

خالد : انت هتجننى ياجدع انت هو انت مش لسه

حمزة مقاطع : مش هنرغى ياخالد تشوفلى مين اللى كان تحت منصور على طول وتسلمه شغله فورا وتخلى حياة تطلعلى

خالد بخبث وقد بدا عليه فهم مجرى الأمور : طب ماتكلمها انت خليها تطلعلك طالما ماحناش قد الاسية

حمزة پغضب : خالد،  النهاردة بالذات متحاولش تلعب معايا

خالد بمداهنة : ماشى،  اهدى انت بس يا ابو الڠضب، وكل اللى انت عاوزه هيتم

……………………..

وبعد نصف ساعة يسمع حمزة دقا على الباب

حمزة بهدوء : ادخل

لتدخل حياة ويبدو عليها الانهاك الشديد مع شحوب وجهها الظاهر للعيان بشدة بسبب احمرار جفونها  ليلتاع قلب حمزة عليها حتى أنه لولا بقية من رباط جأشه لقام اليها معتذرا

حياة بآلية دون النظر الى وجهه : اوامرك يا افندم

حمزة بحزم ظاهرى : سلمتى المخازن تحت للمشرف الجديد

حياة وهى ترفع عينيها اليه بلوم مقهور : ايوة يافندم، حضرتك تؤمرنى بايه دلوقتى

حمزة وهو يحاول ان يبتعد بعينيه عنها : استلمى شغلك من نورا وممكن لو حبيتى تحتفظى بيها كمساعدة ليكى…. ده لو حبيتى

حياة پانكسار : حاضر يافندم، تؤمرنى بحاجة تانية

حمزة پغضب من نفسه : متشكر

وما ان خرجت من مكتبه حتى حول الكاميرات ليراها مازالت تستند على الباب وما ان همت بالاتجاه إلى مقعدها حتى تفاجئت بمن يقف أمامها وهو رث المظهر مشعث وكأنه احد المشردين وعندما دققت بملامحه وجدت انه عادل زوجها السابق لتشهق من مظهره قائلة بړعب : عادل….. ايه اللى جابك هنا

الفصل السابع والعشرون

كان حمزة مازال أمام كاميرات المراقبة يشاهد ويسمع كل  مايحدث بمكتب حياة ، وكاد حمزة ان يهرع اليها لولا أن رأى عادل يشير لها بمعنى انه سيظل بعيدا ولن ېؤذيها فظل يتابع الموقف وهو على اهبة الاستعداد لنجدتها فى اى لحظة

عادل : مټخافيش ياسمية، انا اخر واحد ممكن انه حتى يحاول مجرد محاولة انه ېأذيكى دلوقتى

حياة ومازال على وجهها أثر البكاء : ايه اللى جابك ياعادل…. جاى ليه، انا مش ناقصاك

عادل وهو مازال مكانه وكأنه ينظر لحياة باشتياق ممزوج بالالم : مالك ياحياة، ايه اللى واجعك

حياة وهى تسقط جالسة على مقعدها : ايه اللى واجعنى! ……. عاوز منى ايه ياعادل… اتكلم لو سمحت بسرعة… يااما تمشى… انا مش ناقصة

عادل وهو ينكس رأسه ويتحدث برجاء : جاى اطلب منك طلب

لتبهت حياة قائلة : طلب منى انا! طلب ايه ده، ثم انا ماينفعش اتكلم معاك كتير مايصحش، ومابقاش عندى حاجة ليك ياعادل عشان اديهالك…. خلاص

عادل بأسى : اسمعينى ياحياة ارجوكى انا مش هاخد من وقتك اكتر من خمس دقايق

حياة : تتكلم وانت فى مكانك كده ماتتحركش

عادل : ياحياة اقسملك انى مش هأذيكى ابدا

حياة وكأنها تسخر من نفسها : ماعتقدش ان حد ممكن يأذينى النهاردة بالذات اكتر من كده

لتقع جملتها على قلب حمزة كطلقة رصاص اخترقت شرايينه ليلعن تحت أنفاسه وهو يتابع مايحدث بالخارج بكل اهتمام وتوجس

عادل : انا عاوزك تسامحينا ياحياة

ليربت على كتفها مرة أخرى وهو يستديروحياة مازالت تحت جناحه ليقول لعادل  الذى مازال واقفا وعينيه ممتلئة بالاسى والألم : ممكن تتفضل فى مكتبى وتكمل كلامك معانا

ليتردد عادل قليلا… ففى المرة الأخيرة بعدما خرج من مكتب حمزة ظل تحت الإشراف الطبى لفترة ليست بالقليلة حتى تعافى من اصاباته

وكأن حمزة قرأ أفكاره ليقول مرة أخرى وهو يشير إلى مكتبه : اتفضل يا استاذ عادل طول مانت هتتكلم بتحضر هتلاقينا احنا كمان كده

ليهز عادل رأسه ويتجه إلى مكتب حمزة خلف حمزة وحياة

حمزة : اتفضل اتكلم… احنا سامعينك

ليتلجلج عادل وهو يقول : انا جاى النهاردة وانا بطلب من حياة تسامحنا

حمزة : مدام حمزة……. اسمها مدام حمزة

لترفع حياة رأسها وهى تنظر لحمزة ببصيص امل ان يكون سامحها وتغاضى عن ما فعلته

عادل : اانا اانا آسف، كنت عاوز مدام حي….. مدام حمزة تسامحنا

حمزة بهدوء : طبعا دى حاجة ترجعلها لوحدها، لكن اسمحلى أسألك…. اشمعنا

عادل بوجل : افندم

حمزة : اش مع نا، اشمعنا،، يعنى ايه اللى جد خلاك تطلب السماح فجأة كده، اللى يشوفك دلوقتى مايشوفكش من شهرين وانت كنت بتتهجم عليها وعاوز ټقتلها

عادل وهو منكس الرأس : عشان ربنا انتقملها بسرعة اوى

حمزة : ممكن توضحلنا اكتر من كده

عادل وهو ينظر لحياة پألم : العمارة اللى اشترينا فيها الشقق بفلوسها وفى الاخر امى طردتها منها وقعت على امى وانا فى الشغل وكانت فى شقة حيا….. اقصد شقة مدام حمزة بتوضبها عشان جوازى

لتهب حياة متساءلة بفزع : انت بتقول ايه….. وطنط… طنط حصلللها ايه

عادل وهو يغمض عينيه : فضلت فى المستشفى يومين فى الرعاية، وماټت وهى بتطلب منى اجيلك عشان اطلب منك تسامحيها وياريت لو تسامحينى انا كمان، ارجوكى، هى خلاص راحت للى لا يغفل ولا ينام ارجوكى تسامحيها، انا عارف ان فى عمار بينك وبين ربنا كبير اوى خلاه ينتقملك من الكل… ارجوكى، ماتدعيش عليها ولا عليا اكتر من كده

قال جملته الأخيرة بنشيج يدمى القلوب لتقول حياة بشجن : انا عمرى مادعيت عليكم، انا احتسبت امرى عند ربنا

عادل وهو مازال على نشيجه : واهو ربنا اكتفى بده واخد حقك وانتقملك، سامحيها، ورحمة ابوكى تسامحيها، وحياة العشرة اللى احنا ماصونهاش تسامحيها

حياة وقد أثر بها مۏت والدته بهذا الشكل المؤلم : مسامحاها…. مسامحاها من قلبى ويشهد ربنا على كلامى، ربنا يسامحها ويغفرلها

عادل ببارقة امل وهو يخرج شيكا بنكيا من جيبه : ودى كل فلوسك….. بالكامل مش ناقص منها مليم واحد، ويشهد ربنا، انى عملت أقصى ماعندى عشان ارجعلك حقك كامل… اتفضلى

لتأخذ حياة الشيك من يده وهى مشدوهة من المبلغ الكبير الذى يتعدى العشرة ملايين جنية لتنظر اليه بتساؤل : ايه كل المبلغ ده

عادل : ده تمن بيت والدك الحقيقى اللى امى خبته عنك علاوة على فلوس شغلك اللى كنت باخدها منك ، بس انا عارف انك متأكدة انى ماكنتش موافق على اللى بتعمله وعارف برضة ان ده مايعفينيش من ذنبى ولا يغفرهولى، لكن هطمع برضة انك تسامحينى انا كمان، انا خلاص مابقيتش عاوز حاجة من الدنيا غير انى ابقى ماشى وانا مش شايل ذنبك على اكتافى، وحياة اى حاجة حلوة تفتكريهالى اعفينى من ذنبك

حياة بتأثر : خلاص يا استاذ عادل، انا مسامحاك

عادل بفرحة : اشهدى ربنا

حياة : بشهد ربنا انى مسامحاك، ربنا يسامحك ويغفرلك

ليبتسم عادل قائلا : شكرا…. شكرا شكرا

لترفع عينيها اليه متساءلة : سامحنى

حياة وقد بدأت تعود لطبيعتها : وايه اللى كان ممكن يحصل

حمزة بعبث : مشهد غرامى ڤاضح علنى قدام كل اللى فى المعامل، بحب : بس ده انتى فعلا يتخاف منك

حياة باستغراب : انا…. ليه يقى

حمزة : حسبنتى على الراجل ومامته جبتى أجلهم كلهم

حياة دامعة : تصدقنى لو قلتلك انى لما احتسبت اللى حصللى عند ربنا عمرى مااتمنيت اذيتهم، كل اللى جه فى بالى انى هختصمهم يوم القيامة

حمزة بصوت اجش : ايه اللى بينك وبين ربنا

حياة : الرضا…. صدقنى ياحمزة….. طول عمرى كنت راضية بكل اللى ربنا بيكتبهولى، ااه كنت ببكى وبحزن لكن عمرى ما اعترضت…. وكنت دايما بحس ان ربنا هيفاجئنى بحاجة حلوة هتفرحنى

حمزة : وعشان كده سامحتيهم

حياة وهى تطأطئ رأسها : وعشان كمان سبب تانى

حمزة : ايه هو

حياة وهى تنظر بعينيه بلمسة ندم : عشان تسامحنى

بتقدمى السبت يعنى

حياة : اممممم

حمزة : البت رقية وخديجة راحو البيت مع البغبغان وهيتشغلوا بيه طول اليوم، ماتيجى اعزمك على  الغدا فى افخم أوتيل فى البلد

حياة : واشمعنى أوتيل يعنى

حمزة بخبث : عشان نتغدى فى الجناح بتاعنا براحتنا من غير ازعاج… انتى وحشتينى اوى

حياة : هيقلقوا علينا وخديجة ممكن تزعل

ليرفع حمزة هاتفه محدثا رقية وهو يفتح الاسبيكر

حمزة : ايوة ياحبيبتى

رقية بمرح : حبيبتك! تبقى عاوز حاجة ها… اشجينى

حمزة وهو يدعى البراءة : كده برضة… طول عمرك ظلمانى

رقية : بقوللك ياحمزة… انا مش فاضية….. بنتك مصممة تدينى قرص فى لغة البغبغاتات عشان اعرف اتعامل مع البروفسور ثرثار افندى….. فماتسحبش بنزين كتير وقصر

حمزة : مااسحبش بنزين! هو انتى خريجة ايه ياحبيبتى ياريت تفكرينى

رقية مازحة : كلية الحياة قسم لغات حية ومېتة ياميزو… لخص بقى

حمزة وهو يهز رأسه يمينا ويسارا: مافيش فايدة، طب ياحبيبتى اتغدى انتى وخديجة عشان هتاخر انا وحياة

رقية بخبث : امممم، انتو اتصالحتوا بقى؛ ماشى…. عشان خاطر حياة بس

حياة : تسلميلى ياقلب حياة

رقية : انبسطى ياحبيبتى وماتقلقيش، بس مش هنام غير لما تيجوا حاولوا ماتتأخروش اوى

حمزة : حاضر ياحبيبتى، خدى بالك من نفسك ومن خديجة

…………………………

فى صباح اليوم التالى يذهب حمزة الى نورا بالمستشفى ويقدم تصريح الزيارة إلى الحارس ليدلف اليها ليجدها شاحبة، مصډومة، تدور بعينيها بالغرفة وكأن بها مس من الجنون، وما ان وقعت عينيها على حمزة حتى هبت من مكانها ولكن الام كتفها جعلتها تتراجع إلى ماكانت عليه مع انكماش جسدها والتزاقها بالفراش وهى تردد : جايلى ليه… انا ماعملتش حاجة.. ماعملتش حاجة

ليجلس حمزة بهدوء وهو ينظر اليها بتمعن  ثم قال: ليه يانورا، ده انا عمرى مارفضتلكم طلب.. ليه

نورا پغضب : ليه… انت بتسأل ليه.. عشان ابوك السبب

حمزة بتساؤل : السبب فى ايه بالظبط

نورا بهذيان : جوزهاله ڠصب عنها، كرهته وكرهتنى لانى بنته، عمرها ماحبتنى… ولا انا كمان حبيتها، لكن…. كنت بخاف منها ، كانت بتتعامل معايا اكنى انا المسئولة عن اللى حصل معاها، زرعت كرهى لابويا وكرهى ليكم جوايا، رضعتنى كيد وشړ، حتى لما ابويا ماټ ضيعت فلوسها وفلوسى اكنها بكده بتمحى ابويا من حياتها، ولما فشلت تخليك تتجوزنى… رمتنى لابن عشيقها

حمزة پغضب : ايه اللى انتى بتقوليه ده

لتضحك نورا باستفزاز قائلة : ايوة…. ولازم تعرف ان عدنان هو اللى ورا كل ده… هو اللى خطط لكل حاجة عشان ينتقم من ابوك فيك، بس جشعهم و طمعهم كل مادا كان بيزيد، وخصوصا بعد مافادى خسر فى البورصة، عدنان اقنعنا ان فادى يطلقنى على الورق ويرجع يردنى عرفى عشان نقدر نستنزفك حتى لو كانت امى عرفت تقنعك انك تتجوزنى ماكانش عندهم مانع ابدا انى اجمع مابينكم

حمزة : طب وخالد، كنتى ناوياله على ايه

نورا بابتسامة هاذئة : اهو خالد ده الراجل الوحيد اللى كان نفسى فيه

حمزة : كنتى بتحبيه

نورا : انا عمرى ماحبيت، بس كان نفسى اكسر مناخيره بأى طريقة

حمزة وهو ينهض استعدادا للرحيل : طبعا انتى عارفة انك هتتسجنى وياريت تحمدى ربنا على ده لانى كنت ناويلك على عقاپ كان هيخليكى تتمنى المۏت،، لكن معلش.. نصيب

وبعد أن اتجه إلى الباب عاد بوجهه اليها قائلا : انا كنت ناوى اعمللك قضية سړقة وتزوير بسبب العقد اللى سرقتيه والشيك اللى معاكى، بس قلت كفاية عليكى اللى انتى فيه…… ااه ااصلى نسيت اقوللك ان احنا اللى حطينالك الملف بالشيك بالمفاتيح فى الدرج عشان اصورك متلبسة بالسړقة

وكمان مضيتى بنفسك لخالد على اعترافك بالسړقة واشتراكك فى تزوير بيانات المخازن والمعامل مع منصور وعدلى

نورا بفزع : اللى انت بتقوله ده ماحصلش، انا مامضيتش على حاجة زى دى

حمزة : حصل، اللى مضيتى عليه ماكانش عقد للعمل فى شركتى وبس، لا… ده كان اعتراف ممضى منك بكل جرايمك المشپوهة

ليتركها سريعا متجها إلى الخارج وسط صړاخها وهى تلعنه وټلعن جميع ايامها.


 

الفصل الثامن والعشرون

بعد مرور مايقرب من خمسة أشهر وفى غرفة من غرف افخم فنادق القاهرة، كانت تجلس رقية تحت ايدى أمهر العاملات فى مجال التجميل.. فاليوم اخيرا ستجتمع مع عشق السنين تحت سقف بيت واحد وعدت نفسها ان يكون جنتهم على الارض

حياة : يابنتى اثبتى شوية جننتى الست معاكى

رقية : مش قادرة ياحياة.. ھموت… انا رجعت فى كلامى… مش لاعبة

حياة بتنمر : نعم…. مش فاهمة سيادتك تقصدى ايه

رقية بارتباك وهى تزيح يد خبيرة التجميل عن وجهها : مش عاوزة اتجوز، انا عاوزة اروح، خلاص فركش

حياة وهى تنظر اليها بحنان فقد تذكرت يوم زفافها على عادل وهى وحيدة دون امها تشعر بالضياع والرهبة : اهدى بس ياحبيبتى وقوليلى مالك

  : خاېفة ياحياة… خاېفة…. خاېفة اوى

حياة : من الجواز واللا من خالد

رقية ببعض الخجل : من الاتنين

حياة بهدوء : اسمعى يارقية…. ان كان على الجواز فالجواز مسئولية كبيرة لكن انتى قدها… كفاية انك كنتى مهتمة بالبيت وحمزة سنين طويلة رغم سنك الصغير، فعندك خبرة كفاية انك تديرى مملكتك بنجاح، وأن كان على خالد…. خالد بيحبك وعمره ابدا ماهيفكر انه ېأذيكى او حتى يوجعك فى يوم من الايام، بكرة تبنوا مع بعض حياتكم وتكبروا سوا وتربوا ولادكم على حبكم لبعض

حبيبتى ام عقل كبير

حمزة ضاحكا : انا بنتى براحتها لا مؤاخذة، وياللا خلصوا احسن خالد بېهدد انه يخطفك كده

رقية بعدم فهم : كده اللى هو ازاى يعنى

حمزة وهو يشير اليها ضاحكا : كدة اللى هو نص مكياچ على نص لبس ثم وهو يتفحص قدميها…… على حافية

حياة : طب ياللا يا دكتور على برة خلينا نخلص، ماتضيعش وقتنا وابعتلى خديجة عشان البسها

حمزة : لولا خديجة كان خالد اټجنن، دى هى اللى شغلاه شوية

حياة : خلاص…. نص ساعة وابعتهالى

حمزة وهو يقبل رأسها : حاضر ياحبيبتى

ثم استدار للانصراف ولكنه عاد ليسأل حياة : كلتى ياحبيبتى

لترد رقية : لا ياحمزة،  مااكلتش حاجة، وكل اما اقولها تقوللى لما أفضى لحد ماهتقع من طولها

حمزة : وبعدين ياحياة…… انتى بقالك فترة اكلتك مش عجبانى، وشك باهت بقالة فترة، وكل ما اكلمك تقوليلى ماليش نفس…. هبعتلك اكل حالا ولو مااكلتيش برضة انا هوديكى بكرة للدكتور، فياريت تسمعى الكلام

حياة بقلة حيلة : حاضر ياحمزة، بس والله ماقادرة ااكل، مش جعانة

حمزة بحزم : انا قلت اللى عندى

…………………..

فى جناح العرائس بالفندق بعد انتهاء الزفاف، تجلس رقية پخوف واضطراب ليبتسم خالد على نظراتها المترقبة لكل حركة يقوم بها  وهو يخمن مايدور بعقلها، ليقول لها بهدوء : بقولك ياحبيبتى

لتنظر له رقية بترقب دون أن ترد عليه ليكمل قائلا : انا عارف ان اليوم كان مرهق عليكى واكيد جعانة و تعبانة، فقومى غيرى هدومك واتوضى عشان نصلى ركعتين السنة وناكل وننام والصباح رباح

لتبتسم رقية بفرحة قائلة : بتتكلم جد

ليدعى خالد عدم ملاحظة تعبيراتها ويقول : ايوة طبعا، انا كمان تعبت اوى النهاردة ۏجعان وھموت من قلة النوم فيلا بسرعة قبل ما انام منك قبل مااكل

لتنهض رقية مسرعة إلى داخل غرفة النوم وهى تعده بالاسراع، وبالفعل خرجت له بعد خمسة عشر دقيقة وهى ترتدى إسدال صلاتها ومستعدة للصلاة لتجده هو الاخر قد ابدل ثيابه بملابس بيتية أنيقة

خالد وهو يتاملها : صليتى العشا

لتنفى رقية برأسها فى خجل ليرد عليها خالد بابتسامة : يبقى نصليها الأول جماعة وبعدين نصلى السنة

لتومئ رأسها بطاعة وهى سعيدة مطمئنة النفس فكم من مرة دعت الله ان يؤمها فى صلاتها وها قد استجيبت دعواتها، وبعد انتهائهم من الصلاة والدعاء النبوى لم تعى رقية بالوقت الا صباحا وهى زوجة خالد قولا وفعلا

……………………

فى فيلا حمزة بعد عودتهم من الزفاف

كانت خديجة على ذراع حمزة تقاوم النوم الذى يداعب جفونها، فانزلها فى حجرتها حتى تستطيع حياة ان تبدل لها ثيابها، وهو يتحدث مع خديجة حتى لا تنام أثناء تغيير ثيابها

حمزة : ماقلتيليش ياديجا.. حلو الفرح؟

خديجة : القردة كان فستانها حلو اوى يابابا

حياة ضاحكة : عاجبك كده

حمزة مبتسم : معلش، لما تصحى الصبح هفهمها

حياة موجهه حديثها لخديجة : جعانة ياديجا… اعمللك سندوتش قبل ماتنامى

خديجة : لا ياماما، انا كلت سندوتش الشاورما كله ومش جعانة

حمزة بنصف عين وهو ينظر لحياة بتنمر : ومين جابلك ساندوتش الشاورما ده ياديجا

خديجة : ماما وهى بتلبسنى اكلتهولى كله

حياة بهمس مخټنق : ااه يافتانة

حمزة وهو يثبت الغطاء على خديجة : طب يا اميرتى تصبحى على ايه؟

خديجة : على رضا الرحمن

حمزة متبسما : شطورة ياقلب بابا

ليخرج من الغرفة ساحبا حياة فى يده بشبه ڠضب حتى وصلوا إلى حجرتهم وأغلق الباب وما ان الټفت اليها وهو ينوى ټعنيفها لقلة طعامها حتى وجد عينيها تترقرق بالدموع فامسكها من كتفيها ببعض الحزم وهو يقول : ياترى دموعك دى عشان ايه، خاېفة!.... المرة دى بجد هعاقبك ياحياة انا مش هستنى لما تقعى من طولك واللا يحصللك حاجة وانا واقف اتفرج عليكى، انا هنزل اشوفلك اى حاجة جاهزة فى المطبخ وهتقعدى تاكليها قدامى كلها بدون نقاش واللا هيبقالى معاكى تصرف تانى، واعملى حسابك بكرة الصبح هنطلع على المستشفى نشوف ايه حكاية الكلام اللى جد عليكى ده

ليذهب حمزة دون أن يدع لها فرصة للتحدث ولكنه عند عودته تفاجئ بحياة قد بدلت ثيابها واندست بالفراش وراحت فى سبات عميق، ليضع الطعام على المنضدة بجواره ووقف وهو متحير من أمره، ايوقظها ويطعمها عنوة، ام يتركها لنومها الذى يبدو على ملامحها انها كانت تنتظره وتحتاج اليه بشدة، فهى أهلكت نفسها مع رقية فى التحضير للزفاف إلى جانب اهتمامها الكبير بخديجة، واعترف بينه وبين نفسه انه هو ايضا قد أنهكها عشقا، فقد أصبح يتنفسها شغفا وحبا

، ليزفر أنفاسه الحارة بشدة وهو يتوعد لها حين تفيق من سباتها

……………………

صباحا عند خالد ورقية

تتقلب رقية بالفراش وهى تفرد ذراعاها كما تعودت لتهبط بيدها بشدة على أنف خالد الذى كان مستغرقا فى النوم فيصحو مذعورا وهو يقول : ايه ده فى ايه

ليجد رقية مازالت تحرك جسدها فى كل اتجاه حتى سقطت رأسها للأسفل وضړبته بكعب قدمها فى كتفه ليضحك خالد بشده بأعلى صوته لتفيق رقية على ضحاته وهى تحاول باستماته الحفاظ على توازنها من السقوط لتتفاجئ بانف خالد شديد الاحمرار وهو يمسك بكتفه ويتأوه وسط ضحكاته، لتنظر اليه بنصف عين وقد استوعبت للتو ماحدث لتعتدل جالسه وهى ترتب شعرها المشعث بيدها قائلة : بشوف فى الأفلام العريس يصحى من النوم يحضر الفطار والورد لعروسته ويجيبهولها لحد السرير وانت صاحى تضحك عليا

خالد وهو لا زال على ضحكه : مانا كنت ناوى ياحبيبتى قبل الحاډثة، انا اول مرة افهم الواد حمزة اما كان يقعد يشقلبلك فى دماغه ويقولك خفاش

رقية بغيظ : ماتستعجلش على رزقك واصبر اما ابقى اصحى قبلك عشان اقوللك انت من أنهى فصيلة

رقية باشمئزاز : و اشمعنى يعنى العنكبوت الاسود

خالد : بعد خناقة الذكور على التزاوج من الأنثى، لما بيتم التزاوج فعلا الأنثى بټسمم الذكر وبيموت

رقية : ياساتر يارب، وده تشبيه تشبهنى بيه برضة يوم صباحيتى

خالد متبسما : صدقينى يارقية لو مت دلوقتى ھموت وانا عملت كل اللى كنت بتمناه

رقية بحب : بعد الشړ عليك، بس انا لسه معملتش كل اللى نفسى فيه

خالد وهو يمسح على وجهها : وياترى نفسك فى ايه

رقية : نربى ولادنا سوا لحد اما نجوزهم واعجز انا وانت سوا واحنا بنتسند على بعض واغير عليك من البنات الصغيرين لما يعاكسوك وانت تقوللى انا مايملاش عيونى غيرك

خالد : مش هتزهقى منى

رقية : عمرى

خالد : ولا هييجى يوم تقولى انا ايه اللى خلانى اربط نفسى بالعجوز ده

رقية : العجوز ده كان زى الترياق لروحى

 : وانتى كنتى حلم بعيد ولحد دلوقتى مش مصدق انه بقى حقيقة

……………………….

عند حمزة

تصحو حياة بكسل وإرهاق شديد وهى تشعر انها ليست بخير لتجد حمزة جالسا على الاريكة مرتديا كامل ثيابه متأهبا للخروج وينتظرها ان تفيق من نومها

حياة : صباح الخير ياحبيى

حمزة ببعض الوجوم: تقصدى مساء الخير ياحبيبتى

حياة : ليه هو احنا امتى

حمزة : الساعة أربعة العصر

لتهب حياة من الفراش بسرعة وهى تهمس باسم لخديجة ولكنها ما أن حركت قدمها خطوة واحدة الا ووجدت نفسها تتهاوى بعدم اتزان ليلتقطها حمزة فى اخر لحظة قبل ان ترتطم رأسها بالارض

حمزة بقلق شديد : حاسة بأية ياحبيبتى مالك

حياة وهى تحاول الظهور بالثبات : انا كويسة ياحبيبى ماتقلقش انا بس عشان قمت مرة واحدة

كانت تتحدث وهى تتحاشى النظر الى عينيه لتجده قد حملها ووضعها على الاريكة بجواره وهو يلملم لها جديلتها التى استطالت بشده : مالك ياحياة….. انتى مخبية عنى حاجة.؟

حياة وأثر البكاء على صوتها : انا خاېفة

حمزة باستغراب : خاېفة من ايه ياحبيبتى قوليلى

حياة : خاېفة يبقى وهم ياحمزة….. خاېفة يبقى حلم جميل واصحى منه على كابوس

لينظر لها حمزة وهو يضيق عينيه بتفكير وهو يحلل كلماتها وماهى الا ثوانى حتى برقت عيناه بلمعة فرحة سعيدة  ولكنه كتم انفعالاته حتى لا يؤثر عليها فقال بهدؤ حذر : انتى ماعملتيش تحليل؟

لتهز رأسها يمينا ويسارا

حمزة : تصدقى انك عبيطة…. بقى هو ده اللى عامل فيكى كل ده، احنا نعمل التحليل وعلى حسب نتيجته نتصرف ومهما كانت نتيجته خليكى دايما فاكرة انتى مين… انتى حياة حمزة

الفصل التاسع والعشرون والاخير

اصطحب حمزة حياة إلى أحد معامل التحاليل، وبعد الانتهاء من أخذ العينة، يأخذ حمزة حياة ويتجه إلى الخارج بعد ترك رقم هاتفه للمعمل لابلاغه بالنتيجة رغم معارضة حياة وطلبها لانتظار النتيجة بالمعمل، ولكن حمزة أصر على اصحابها لاحد المطاعم لتناول الطعام..

فى أحد المطاعم بالقاهرة اجلسها حمزة بجواره وطلب من النادل الطعام وطلب ايضا بعض العصائر دون أن يسألها عن رأيها، وفور انصراف النادل.. اخذ كف يدها بين يده وشبك اصابعه معا وهو ينظر اليها بابتسامة قائلا : انتى ليه خاېفة كدة، من يوم ماعرفتك وانتى عندك قدرة على الرضا ماشفتهاش فى حد قبل كده، ايه بقى اللى جد المرة دى

حياة بهدوء شديد وكأنها تحدث نفسها : طب مانا برضة راضية الحمدلله، انا بس حاسة نفسى  جوة حلم بتمنى اشوفه من زمان ومش عاوزة اصحى منه ابدا

حمزة : الكلام ده ياحبيبتى لو انتى ماعندكيش ولاد لكن ده انتى عندك اتنين ياحياة

لتزوى مابين حاجبيها بدون فهم ليكمل حمزة قائلا : انتى ناسية خديجة، ده انتى خليتيها تنسى كيت بالمرة

حياة : ديجا دى روحى، بس انت بتقول اتنين…. انت عندك ولاد تانى ياحمزة وماقلتليش

ليقهقه حمزة بأعلى صوته قائلا : ېخرب بيت الأفلام ياشيخة

حياة باستغراب : اومال ايه طيب

حمزة : انا

حياة بابتسامة : ياااه… انت… هو انا عجوزة اوى كده عشان ابقى مامتك

حمزة بحب : انتى مامتى وبنتى ومراتى وصاحبتى…. وحبيبتى

ليرن هاتف حمزة ليرد علي الهاتف بعملية شديدة ويغلق الهاتف وينظر إلى حياة قائلا : معلش ياحبيبتى، هناكل بسرعة ونمشى عشان طالبينى من الشركة

حياة : مالها الشركة، ثم النهاردة الجمعة، ايه اللى حصل

ليرفع حمزة وجهه اليها پصدمة قائلا : تصدقى صح

حياة بعدم فهم : فى ايه ياحمزة… ايه اللى حصل… طمننى

ليضحك حمزة وهو يحك جبهته لدقيقة ثم قال : انتى عارفة ان خالد طبعا خد اجازة وانا مروحتش الشركة امبارح وانتى ماروحتيش من اسبوع بحاله، وعشان كده فى كذا حاجة متعطلة وكلمونى عشان اخلصها

حياة بتفهم : طب هاجى معاك اساعدك

حمزة بسرعة : لا… ماتنسيش ان ديجا لوحدها طول اليوم ومافيش رقية، فأنا هروحك واطلع اشوف عاوزين ايه وهرجعلكم على طول

حياة : ماشى ياحبيبى اللى يريحك

وما ان وصل الطعام حتى بدأ حمزة فى اطعامها ولم يعطيها اى فرصة للتهرب حتى فرغوا من تناول الطعام وقام باصطحابها إلى المنزل ثم غادر إلى وجهنه

…………………..

تجلس حياة بصحبة خديجة وهى تداعبها وتقرأ لها بعض قصص الأطفال المصورة، وكانت مابين الفينة والأخرى تنظر إلى الساعة التى تخطت السابعة وحمزة لم يعد بعد وكلما حاولت الاتصال به يقوم حمزة برفض المكالمة حتى تآكلها القلق لدرجة انها بدأت تتجادل مع نفسها اذا كان من اللائق ذهابها اليه بالشركة ام لا

وايضا يأكلها الفضول والخۏف من انتظارها لنتيجة التحاليل التى قاربت على التأكد بأن نتيجتها سلبية والتى جعلها ربطت مابين تأخير حمزة ومابين سلبية التحاليل، فهو حتما يشفق عليها من معرفة النتيجة ولذلك هرب منها إلى العمل

ووسط أفكارها تسمع صوت سيارة لتخمن وصول حمزة ولكنها قبل ان تنهض لملاقاته تتفاجئ بصوت رقية وهى تنادى عليها وتنبهها إلى وجود خالد بصحبتها، لتضع وشاحها عليها وتتقدم منهم وهى تقول باستغراب : يامجانين! انتو مش المفروض هتطلعوا  شرم

رقية  باشتياق وكأنها غائبة منذ شهور طويلة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى

رقية وهى تتلقفها بسعادة وعدم تصديق : عمتو! ده ايه الأدب ده

خديجة عابسة : بابا قاللى طالما لبستى الفستان الأبيض ماينفعش اقوللك ياقردتى تانى عشان لما تجيبى بيبى ترضى تخلينى العب معاه

لتومئ رقية برأسها وهى ترفع حاجبيها بشكل مضحك قائلة : لا… والله ماقصر

خالد : طب وانا ياديجا

خديجة ضاحكة : انت خلودى وبس، انا قلت لبابا كده

خالد ضاحكا وهو يرفعها للأعلى : وانا موافق ياست ديجا

لازم توافق طبعا دى أوامر الاميرة ديجا

كان هذا صوت حمزة وهو يدخل ومعه مجموعة من الأشخاص بيدهم الكثير من الأشياء ليصطحبهم للأعلى مستأذنا من خالد ورقية على أن يعود بعد دقائق وبالفعل ماهى الا بضع دقائق حتى عاد إليهم وهو يودع من كانوا بصحبته بالأعلى ويشكرهم

رقية بمكر : انت كنت جايب ايه معاك ياحمزة

حمزة بمشاغبة : شوية غيارات و شرابات

ليضحك خالد ورقية بشدة مع ابتسامة هادئة من حياة لحمزة، اما حمزة الذى اشفق عليها من تآكل أفكارها فنهض واقفا وهو يحمل خديجة ويسحب حياة من كفها وهو يقول بمرح: تعالوا اما افرجكم كده عليهم عشان تشوفوا مقاسها مظبوط واللا ايه

ليصعدوا جميعا وسط قفشات خالد ورقية ورهبة من حياة التى وجدت حمزة يقودهم إلى غرفة جانبية بجانب غرفة خديجة وما ان فتحها حتى وجدت فراش للرضع وبعض مستلزماته، وبعض مستلزمات الأطفال حديثى الولادة وسط تهليل رقية وخالد وبالطبع خديجة التى كانت تحتفل لاحتفالهم دون ادراك للاسباب

اما حياة فكانت تحرك عينيها الممتلئة بالدموع وسط المستلزمات والفراش الصغير الذى يرقد بداخله الطاقم الذى اشتراه حمزة من المدينة المنورة أثناء زيارتهم لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم  ثم تعود لعينا حمزة المثبتة عليها بحنان وشغف ثم مد يديه واحتضنها بحنان وهو يهمس باذنها : مبروك ياحبيبتى، مبروك يا ام عيال حمزة وكأنه قد أعطاها الأذن بالافراج عن مشاعرها لتنخرط فى نشيج طويل طويل وكلما ظنوا انها على وشك الهدوء يجدوها تنخرط فى نشيج جديد أقوى ولا تريد الخروج من * زوجها وسط تعاطف الجميع لتقترب منها خديجة وهى تهزها من خصرها قائلة بصوت ېهدد بالبكاء : ماااما… انتى بتعيطى ليه، لتخرج حياة على الفور من بين اذرع حمزة وتنحنى لتجلس على قدميها أمام خديجة وهى تارة تمسح دموعها وتارة تمسح على وجه خديجة ثم قالت : لا يا قلب ماما، انا بس فرحانة اوى

خديجة : طب بتعيطى ليه

ليمد حمزة يديه الاثنين ليسحب حياة بيمينه يساعدها على الاعتدال ويسحب خديجة بيسراه  ليرفعها على كتفه وهو يقول : اصل ماما ياستى جعانة وعاوزة تاكل واحنا اتاخرنا على الاكل

خديجة : طب ياللا بسرعة عشان ناكل

حمزة : طب مش لما تعرفى الأول الحاجات دى بتاعة مين

خديجة : بتاعة النونو اللى هتجيبه عمتو

خالد ضاحكا : شفت بقى، كان المفروض تجيب اتنين

حمزة بمرح : لا ياحبيبى لما تثبت كفائتك الأول وتجيبلى تحليل ممضى من اتنين دكاترة ابقى اشوف الحكاية دى… ثم الټفت لخديجة قائلا : السرير ده بتاع البيبى اللى فى بطن ماما

خديجة وهى تصرخ بفرحة وتصفق بيديها : بجد ياماما، يعنى مش عاوزين البيبى بتاع القردة

لتشهق رقية وهى تنظر لحمزة بغيظ : عاجبك كده، مطلع البت مصلحجية، اول ماستغنت عن خدماتى رجعت لعادتها القديمة ، ثم انا غلطانة انى أجلت سفرنا وجيت عشان احتفل معاكو

ليضحكوا جميعا على ما قالته رقية لتقول حياة بسعادة : سيبك منهم انتى جيالى انا

ليقضوا ليلتهم فى احتفال سعيد ملئ بالحب والود بعيدا ان اى حقد او غل

…………..

فى غرفة خديجة

ترقد خديجة على فراشها استعدادا للنوم وتجلس حياة بجوارها تقرأ لها إحدى القصص المصورة بيدها ويجلس حمزة على الطرف الآخر من الفراش يراقبهما بحب وسعادة لعلاقتهما معا

خديجة : ماما…. هو البيبي اللى فى بطنك هييجى امتى

حياة : لسه مش عارفة ياقلبى.. لما الدكتور يقوللى هقوللك على طول

خديجة : انا عاوزة بنت عشان تلعب معايا

لتضحك حياة ويتدخل حمزة فى الحوار قائلا : حبيبتى مش احنا اللى بنحدد هو ولد ولا بنت، ربنا هو اللى بيحدد

خديجة : بس انا عاوزة بنت

حياة : لو بنت هتلعبى معاها وتاخدى بالك منها، ولو ولد هتاخدى بالك منه لحد ما يكبر…. وهو لما يكبر هياخد باله منك ويدافع عنك من الاشرار

لتبتسم خديجة بسعادة وهى تتخيل ماقالته حياة ثم قالت : خلاص هاتيلى بنت العب معاها وولد يدافع عنى

لينخرط حمزة فى الضحك مع ابتسامة واسعة من حياة وهى تتمنى من ربها ان يرزقها الخير فيما تتمناه

حمزة وهو ينهض : ياللا أميرة بابا بقى تنام عشان تحلم احلام حلوة

فى غرفة نوم حمزة وحياة

حياة : بجد مبسوط انى حامل

حمزة بصوت اجش : عمرك ماهتتخيلى سعادتى اد ايه

حياة : انا عارفة، دى سنة الحياة، الولاد عزوة

حمزة : هتصدقينى لو قلتلك ان سعادتى دى كلها عشانك انتى بس

حياة : مش فاهمة

حمزة : انا قلتلك قبل كده ياحياة…. انتى بنتى ولوكان ربنا كتبلنا مانجيبش ولاد عمر حبك ماكان هيتزعزع من قلبى سم واحد… لكن برضة حاسس بيكى وبانك بتتمنى ده وعشان كده شجعتك تكملى علاجك، وكمان متنسيش الدكتور فى أمريكا قال ايه، قال ان حالتك اصلا مافيهاش اى مشكلة انتى بس كنتى محتاجة تنظيم، بس تعرفى

حياة : اممممم

 بحب شديد : لما قعدت مع نفسى النهاردة شوية وهم بيحضرولى طلباتى فى المول وصلت لنتيجة مهمة جدا

حياة وهى تبادل شغفه بشغف اكبر : ايه هى

حمزة بحب : ان ربنا عمل ده عشان ماتخلفيش من عادل، وعشان تسيبيه، وعشان نتجوز وعشان لما يبقى عندك ولاد يبقوا ولاد حياة وحمزة، مش حياة وحد تانى

يمكن لما حبيتك من زمان ماكنتيش من حقى، لكن راعيت حدود ربنا فى تعاملى معاكى، رغم انى ماقدرتش اشيلك من قلبى، لكن برضة ده كان لان ماحدش فى الدنيا دى كان هيحبك زيى، ولا هيبقى ابو ولادك… غيرى

ولادك هيتسموا على أسمى زيك بالظبط، هيبقوا ولاد حمزة

زى ما انتى حياة حمزة