اسيرة ظنونة كاملة بقلم ايمي نور
انت في الصفحة 1 من 49 صفحات
الفصل الاول
في داخل قصر السيوفي بينما كان الجميع علي جو من التوتر بين جميع ساكنيه
استعدادآ لاستقبال ذلك الغائب عن الوطن منذ اكثر من 6 سنوات ليقرر اخير العودة والاستقرار نهائيا
دخلت فجر الي داخل المطبخ لتجد والدتها تقف و تهتم بالطعام لتسير فجر قائلا في اذنيها
القمر خلص ولا محتاج مساعدة
التفتت عواطف سريعا لتجد صغيرتها تقف و
فجر ايه اللي عمل في هدومك كده اوعي تقوليلي انها خلتك توضبي البيت مع ام جمال تاني .
اخفضت فجر راسها لتنظر الي ملابسها ثم ابتسمت بعدم اهتمام قائلة
اهو بسلي بدل ما انا قاعدة زهقانة واشغل وقتي .
تنهدت عواطف بحزن
اسرعت فجر قائلة
متقوليش كده انا مش زعلانة ابدا وبعدين هو مين اللي كان يقدر لجدي امر وهو كان خلاص قرر اني اول ما اخلص الثانوي اجي للقصر هنا وادخل الجامعة والا مش هيصرف علينا
ماما انا مش عوزاكي تشيلي همي كلها سنة واتخرج وساعتها هشتغل ونشوف مكان لنا بعيد عن القصر ده وان كان علي اللي في القصر انا بقدر اتعامل معاهم كويس المهم انتي متزعليش علشان صحتك
جلست عواطف وبانها السبب في كل ما تعنيه ابنتها من معاملة الناس اليها فلو انها لم توافق فيما مضي علي هذا من الابن الاصغر من عبد الحميد السيوفي منذ اكثر من واحد وعشرون عام لم تكن حتي الان من تلك ابنتها اليوم من معاملة الاشخاص لها فهي منذ ان تزوجت بماهر السيوفي لتنجب له الذكور كما اخبرها والده يوم عقد قرانهم فبعد ۏفاة الابن الاكبر لعبد الحميد من مرض لم يكن له سوي طفله الوحيد عاصم بينما ابن عبد الحميد الاخر ماهر لم تستطيع زوجته انجاب سوي ابنة واحدة وعند محاولتها الانجاب مرة اخري حدثت لها مشاكل ليقرر عبد الحميد قراره الصارم بتزويجه مرة اخري بمن تستطيع انجاب له الذكور لحمل اسم عائلة السيوفي ليقع اختياره علي عواطف وقتها كما انها كانت من عائلة فقيرة فرحت بما عاد عليها من خير من هذة ليتم الزفاف وقتها دون اي مظاهر لاحتفال سوي اشهار بمسجد قريتها ولم يكد يمر وقت بسيط حتي عواطف بطفلها الاول ليسعد عبد الحميد بهذا الخبر والذي به ماهر زوجها فقد كان يعيش فقط غير لتمر شهور سريعا الي ان حان موعد الولادة لتأتي الي حياتها فجر لها الفرحة والسعادة السماوية الواسعة ووجهها الملائكي والذي لم يحرك في عبد الحميد او ابنه ذرة اليها فقد اراد الذكر الذي حلم به طويلا اسم العائلة مع حفيده الاخر غضبه امرآ اخر لها بالحمل فورا مرة اخري حتي تحقق له حلمه ولكن تشاء الاقدار برحيل ماهر في سيارة عودته ليتم هي وابنتها في ذلك المنزل في طوال تلك السنوات لا يأتي اليها احد سوي صلاح زوج شهيرة عمة فجر الصغري متوليا كل شئونهم دون اي اتصال بالجد حتي اتمت فجر مرحلتها الثانوية ليأمر الجد بحضورهم بالعيش في قصره وها هي منذ ذلك الحين تتم معاملتها هي و صغيرتها حتي تكمل وحيدتها تعليمها وقتها ستغادر بعيدا عن هذه العائلة غير اسفة علي شيئ
ماما انتي روحتي فين
رفعت عواطف عينين بالحزن و تنظر الي ابنتها لتهتف فجر بأسف
تاني يا ماما علشان خاطري بلاش تفكير في الماضي وخلينا في المستقبل وان شاء الله ربنا هيعوضنا خير
اخذت عواطف تنظر الي ابنتها بفخر وهي تري كل هذاوالعقلنية ابتسامة تحاول تطمئنتها
و فجر الابتسامة ثم اسرعت تهتف
اما اروح اكمل باقي الجناح قبل ما تاخد بالها اني نزلت
ما ان اتمت كلماتها حتي دخلت زوجه ابيها ثريا مشيتها تنظر في ارجاء المطبخ ترتسم فوق وجهها قائلة موجهة الحديث الي عواطف
خلصتي الغدا يا هانم ولا قاعدة من الصبح
اجابتها عواطف بجمود
هزت عواطف راسها بالايجاب لتلتفت ثريا تهم بالمغادرة لتلمح فجر الواقفة في الطرف الاخر تنظر اليها پغضب لتقرر ثريا حتي تحصل منها علي ردة فعل تستطيع وقتها الشكوي منها الي الجد لتتم وحقدها منها لتقول
ماشاء الله واقفة عندك بتعملي ايه وسايبة ام جمال بتنضف لوحدها يلا يا حلوة شوفي شغلك بدل ما جدك يعرف ثم ابتسمت تكمل
وانتي عارفة ساعتها هيعمل فيكي ايه
همت فجر بالرد عليها ردا مناسبا يجعلها تقف عند حدها لتتوقف في اخر لحظة تدرك محاولتها لتبتسم بتصنع قائلة بهدوء
حاضر يا ثريا هانم اي اوامر تانية
اخذت ثريا تنظر اليها بغيظ لفشل محاولتها ثم قائلة
ايوه الشنط طلعت شوفيها الاول وتاكدي ان كل حاجة تمام وبعدين كمليي تنضيف
لتغادر المكان سريعا بعد بذلك الامر فجر بالضحك بصوت حافض قائلة
انا عرفه هيجي يوم ست ثم اتجهت الي والدتها
انا هطلع اكمل تنضيف وابعتلك ام جمال تساعدك وبلاش تجهزي انتي السفرة بدل ما تسمعك كلمة من كلامها ادام الموجودين
هزت عواطف راسها بالموافقة تنظر الي ابنتها حتي وحزن
سامحيني يا بينتي بس هانت وربنا يصبرنا علي الأيام اللي جاية لينا هنا .
صعدت فجر الدرج وهي تعي للحالة التي عليها القصر والاصوات الأتية من الاستقبال بالقصر احتفالا بذلك العائد يعاودها تري لقائها المنتظر به لتصعد الدرج سريعا
حتي وصلت الي ذلك الجناح له والذي منذ حضورها الي هنا وهي تقوم كل يوم بتنظيفه وتأهيله وذلك بناء علي امر مباشر من جدها فاصبحت تحفظه عن تحفظ ملامح صاحبه
التفتت تنظر في ارجاءه تنظر بعين محاولة الاطمئنان علي كل شيئ تري الحقائب بجوار الخزينة فوقفت تسأل بحيرة ماذا تفعل بها لتقرر اخيرآ تركها حتي تأتيها اوامر بخصوصها لتقف تتنهد
تشعر بمعاودة الدوار اليها فهي منذ الصباح لاتشعر بأنها بخير لكنها تجاهلت الامر حتي تستطيع مساعدة امها دون قلقها لكنها الان لم تعد تستطيع لتسير تجلس عليه تتنهد قائلة
اقعد ارتاح شوية وبعدين اشوف هعمل ايه هما اساسا زمانهم بيتغدوا ومحدش بحاجة ليا .
لتنتبه لتلك الصورة داخل الاطار فاخذت تنظر الي الشخص الموجود بها بعينيه
المعقودين ووسامته لتتنهد باعجاب فوقها كما لو كانت ملامحه امامها لتظل تنظر اليها حتي في غفوة خلالها بشئ حتي صوت الباب وهو يفتح بهدوء ليتقدم عاصم بخطواته الواثقة الي داخل
الجناح
وهدوءمحاولآ تبين هوية صاحبه ليتسمر مكانه وهدوء للجلوس امامه ملامحها الرائعةكطفلة صغيرة
لكن شئ يرفض ان يقوم بأيقاظها برؤيته بهذا السلام
رفض عاصم اليه افكاره يهمس لنفسه
جري ايه يا عاصم عيل صغير انت علشان تتصرف زي كده اللي اول مرة
هز رأسه پغضب من نفسه يكمل بهمس وبعدين مين دي وبتعمل ايه
حاضر يا ماما ثواني
ظهر ابتسامة وهو يراها كطفلة صغيرة ليحدثها هامسا لها
والله كان بس للاسف ومينفعش
ذلك الصوت الهامس لتفتح عينيها تتسع پصدمة تحدق بذلك سريعا خطواتها تهمس بتلعثم
انا.... اسفة... .... النوم
قائلا بهدوء اهدي.....اهدي محصلش حاجة لكل ده
التفتت فجر تريد المغادرة لتهتف بارتباك
طب عن اذنك انا هخرج حال...
واسرعت باتجاه الباب حتي اتاها صوته
استني عندك رايحة فين
توقفت تلتفت تراه لتهمس پخوف
هروح ... اشوف ورايا ايه
وقف ينظر اليها يسألها
انتي بتشتغلي هنا من زمان ! اتسعت عيني فجر پصدمة من ظنه بانها بالقصر تنضف فلا فكرة لديه عمن تكون لاتدري اتصلح لتقرر اخيرا الحديث قائلة بهمس وارتباك
لا انا
سكت كلامتها صوت الباب يفتح فجأة لتدخل الغرفة نادين اختها غير الشقيقة تهتف بسعادة
عاصم حبيبي اتأخرت ليه الكل مست....
حديثها عند رؤيتها لفجر الواقفة تتسع عينيها وارتباك لتتغير ملامحها توجه حديثها الي فجر
انتي عندك بتعملي ايه هنا وماما انجري انزلي حالا علي المطبخ
هزت فجر رأسها بالايجاب تسرع في المغادرة وما ان غادرت حتي الټفت عاصم اليها بصوت غاضب يسألها
في حد يفتح الباب بشكل ده مش تستأذني الاول
نادين بصوت
اسفة بس كنت جاية استعجلك خصوصا ان جدو مش مبطل سؤال عنك
ابتعد عاصم قائلا بجمود
طيب اتفضلي وانا هحصلك
اسرعت نادين بأتجاهه تقف امامه تهمس
طيب تحب اساعدك
هتف عاصم پغضب
قولتلك اتفضلي انزلي وانا جاي واظن انك تعرفي كويس اني مبحبش اكرر كلامي مرتين
ملامح نادين قائلة باسف
عارفة يا عاصم عارفة عاصم
ومدام عارفة لسه واقفة عندك بتعملي ايه !
نظرت نادين باستعطاف اليه في محاولة منها لكنها لم تجد منه اي استجابة لتتنهد بخيبة امل لتغادر الغرفة وهي تغلق الباب عاصم واقفا مكانه دون حراك لعدة دقائق القادمة
الفصل الثانى
جلست عائلة السيوفي تتجمع بعد الغذاء داخل الصالون يتوسط الجلسه عبد الحميد السيوفي يجلس علي يمينه عاصم الذي يتبع الجميع من حوله دون محاولة الاشتراك حتي الټفت جده اليه ينظر اليه نظرة ليؤما له عاصم بالموافقة عبد الحميد وصوت عالي لتتوقف الاحاديث فورا بين الجميع يلتفتوا اليه واهتمام لتحدث قائلا بصوت لكن مازال يحمل من الماضي الكثير
بعد المشاكل والازمات اللي حصلت في الشركة في السنة الاخيرة قررت ان عاصم يرجع يستقر هنا تاني الفرع هنا هيكون الفرع الرئيسي للمجموعة واي قرار يخص المجموعة عاصم هيكون مسئول عنه يعني من الاخر كده عاصم المسئول الاول والوحيد لمجوعة شركات اللسيوفي واظن مفيش حد عنده اي اعتراض
سيف پغضب ناهضا
يعني ايه ياجدي! كلامك كده معناه ان انا وبابا هنبقي شغالين عند عاصم بيه مستنين اوامره في كل كبيرة وصغيرة
اسرعت شهيرة بالنهوض سريعا هي الاخري محاولة تهدئة ڠضب ابنها
استني بس يا سيف الكلام ميبقاش كده ولا جدك يقصد كده ولا يا يا عاصم يابني
نظر عاصم اليها دون اي تعبير فوق وجهه قائلا
اعتقد كلام جدي واضح ليكمل حديثه الكثير
السنة المالية لشركة السنة ازاي في سنة واحدة الشركة متاخدش واحدة من 13 ليلتفت الي صلاح الجالس بتوتر يكمل تقدر تفهمني ده حصل ازاي يا صلاح بيه
صلاح ينهض هو الاخر قائلا
احنا مش مسئولين عن اللي حصل يا عاصم السوق كله في المشاكل اللي احنا فيها يعني مش تقصير مني ولا من سيف ابني
تحدث عبد الحميد بصوته منهيا الحديث
خلاص يا صلاح مش هنعيده تاني واللي حصل ده كان المفروض يحصل من زمان وعاصم كان لازم يرجع يستلم املاكه
هم سيف بالحديث برد لتوقفه والده ليقول صلاح بهدوء
طبعا يا عمي واحنا هنفضل عمرنا ماكنا واكتر كمان ده عاصم زاي سيف عندي
لينظر الي عاصم الجالس بأتكاء وراحة علي كرسيه مكملا
ولا ايه يا عاصم يابني
هز عاصم رأسه ببطء قائلا طبعا يا صلاح بيه
ليستمر حديث النظرات بينهم لعدة لحظات ادراك
صلاح خلالها انه امام وان الايام القادمة
جلست فجر امام الطاولة بالمطبخ بطعامها بشرود تتذكر ذلك اللقاء بابن عمها وما نتج عنه فهي منذ علمها بعودته المنتظرةكانت ترسم الف سيناريو وسيناريو للقاءها به في مخيلتها
فهي منذ حضورها الي القصر تستمع الي روايات الجميع عنه وكيف استطاع انقاذ اعمال العائلة عندما لازمة كادت ان بها الي بسنوات من عمره التي متنقلا بين
عواصم العالم ليدير الاعمال من جديد لتصبح شركات السيوفي من اقوي الشركات العالمية لتكتمل تلك الصورة التي رسمتها له حينما كانت صغيرة حين عنها وعن والدتها امام الجميع لهم
ليصبح من وقتها بطلها لكن تلك الاحلام بذلك اللقاء به وظنه بانها احدي العاملين بالقصر
و بحزن وهي مازالت لا تقترب من طعامها لتلاحظ
والدتها حالتها تلك لتسالها
مالك ياحبيبتي ما بتكليش ليه وسرحانة
اخفضت فجر عينيها الي طعامها تتظاهر بتناوله
ابدا يا ماما انا باكل اهو
ابتسمت عواطف برقة
يا سلام ده انتي من ساعة مانزلتي من فوق وانتي علي الحال ده في ايه ياحبيبتي حد زعلك وقالك حاجة ضيقتك
تنهدت فجر بحزن
لا يا ماما محصلش حاجة بس عاصم قابلني وشافني
ابتسمت عواطف بمحبة قائلة طب وده يزعلك في ايه لتعقد حاجبيها تكمل بحدة ولا يكون ضايقك ولا قالك حاجة زعلتك
اسرعت فجر تهز راسها تنفي بسرعة لا ياماما ابدا مقالش حاجة خالص بس ......
تنبهت عواطف لتسألها بقلق
بس ايه يا فجر كملي قلقتيني
تنهدت فجر قائلة بأنكسار
افتكرني شغالة هنا في القصر يا ماما
ظهر في ملامح عواطف من كلمات وحيدتها لكنها حاولت التحدث بطبيعية قائلة
له حق يا فجر انتي ما شفتيش شكلك كان عامل ازاي وقت ما وصل
قالت فرح
يعني شكلي كان هيفرق في ايه يا ماما مانا وانتي كنا عارفين اننا مش هنكون في استقباله واهو زاي ما توقعنا كلهم في الصالون متجمعين وانا وانتي هنا في المطبخ بناكل لوحدنا
تنهدت عواطف لاتدري بما تجيبها لتهتف محاولة تغير الحوار تتنصنع الفضول
مقلتليش شافك فين وقالك ايه احكيلي
همت فجر بالرد عليها وسكت صوت زوجة عمها صفية تنادي بلهفة
عواطف يا عواطف
عواطف واقفة بقلق تري صفية تدخل الي المطبخ تسألها بفرحة ولهفة
مش هتيجي تسلمي علي عاصم وتخلي فجر تسلم وتتعرف عليه
اخفضت عواطف رأسها قائلةبتلعثم
انتي عارفة اوامر عبد الحميد بيه
اسرعت صفية بالقول سريعا
ده كان علي الغدا وادينا خلصناه وكلنا قاعدين في الصالون لتكمل بلهفة
ايه رايك تجيبي القهوة وتسلمي عليه و يتعرف علي فجر ده مشفهاش ومن وهي بنوتة صغيرة
عواطف بنبرة مترددة
بس يا ست صفية
صفية قائلة
مفيش بس اسمعي الكلام وتعالي يلا ثم الټفت الي فجر تبتسم قائلة