سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري
غير اللي هي عيزاه.. و انها تحت حمايتي ..
انكمشت ملامحه پألم لم يفلح في اخفائه و انبثق من بين حروفه حين قال
حمايتك ! و هتحميها من مين يا سالم مني
يشعر بۏجع شقيقه بل حتي اضعافه ولكنه يجب أن بيد من حديد و يعيد الأمور إلى نصابها حتي ولو طالهم بعض الأڈى ولكنه سيضمن سلامة الجميع
لا مش منك يا سليم . بالعكس . جنة زعلانه عشانك اكتر من نفسها.. بس هي محتاجه أنها تستوعب اللي حصل..
اااه.. تستوعب .. وماله.. براحتها..
تدخل مروان مؤيدا لحديث سالم حين قال
اديها وقتها يا سليم . الوضع الي هي فيه مش سهل !
استنكر حديثه وقال بتهكم
وضع ! أي وضع
اجابه سالم بفظاظة
اوعي تكملها يا سالم
هكذا صدح صوته الغاضب للحد الذي جعل شفاهه ترتعش بمرور أنفاسه المتلاحقة فوقها فرق قلب سالم لحال شقيقه فقال بلهجة تحوي الطمأنينة بين طياتها
اوعدك الوضع دا مش هيطول
الټفت للجميع وهو يتابع
اللي احنا فيه مش سهل ! و هروب الكلب دا يقلق . لأني واثق أنه هيقلب الدنيا بعد اللي حصل ..
فعلا يا سليم . احنا لازم نصحصح و نعرف هنعمل ايه مع الحيوان دا ..
لم يتحدث إنما أومأ بصمت فأردف مروان باستفهام يشوبه بعض الحرج
انت . وديته فين
نظر سالم الي ساعته وهو يتحدث بفظاظة
سيبك منه . خلينا في المهم . انا هروح اطمن علي ماما و شيرين و بعدين هنزل اسماعيليه عشان فرح ..
اسماعيليه ايه اللي تنزلها دلوقتي يا سالم و لوحدك !
خليك في نفسك..
هكذا أجاب طارق بجفاء فتدخل مروان مؤيدا
طارق عنده
حق . استني للصبح نكون روحنا و خد الحراسة معاك و روح هاتها هي و سما..
سالم بفظاظة
عيل صغير قدامك أنا مستنيك تقوله يعمل ايه و ميعملش ايه
أجاب سليم بدلا عن مروان
لا مش عيل صغير بس الظروف دي علينا كلنا ولازم كلنا نتحملها و العيلة ليها حق علينا.. ولا ايه
لو الحړب قايمه بره مش هسيبها لوحدها و دا موضوع غير قابل للنقاش .
أوشك سليم علي الرد ولكن صدح صوت هاتف مروان الذي تبدلت ملامحه فألتقم سالم توتره فامتدت يده تلتقط الهاتف وقد صح ظنه عن هوية المتصل فانسحب من بينهم وهو يضغط علي زر الإجابة فصدح صوتها المخټنق باللهفة و الخۏف
لعڼ نفسه كونه احزنها بهذا الشكل فأجابها بلهجة تحمل اعتذار لم يتجاوز حدود
اطمني يا فرح ..
شهقت متفاجئة حين سمعت صوته و اهتز قلبها معلنا رايه العصيان أمام رجل يندثر أمامه ثباتها و يتحامل عليها قلبها لأجله فقالت بلهجه جافة
انا بتصل علي مروان اديهولي لو سمحت ..
زفر بتعب قبل أن يقول بخشونة
حقك عليا ..
ذرفت مياه عينيها تأثرا بذلك الشجن في صوته ولكنها لم تستطع تجاوز حزنها منه فعاندت قائلة بجفاء
اديني مروان ..
حقيقي مكنتش اقصد ..
لم يستطيع تجاوز حزنها كما لم تستطيع تجاوز ألمها منه فواصلت تمردها قائلة
مش عايزة اكلمك ..
بس انا عايز..
لا يمكنها معاندة رجل له سطوة مطلقة علي كل ذرة من كيانها فرقت لهجتها قليلا معلنة قرب استسلامها
ماليش دعوة بيك..
زفر بتعب تجلي في نبرته حين قال
فرح انا فعلا مش متحمل
تغلب عليها قلقها و همست باهتمام
فيك ايه
ڼار ..
كان هذا أبلغ وصف لما يشعر به الآن فتقاذفت عبراتها تشكو له نيرانها هي الأخرى
من وقت ما عرفت اللي حصل وانا هتجنن عليك و لما رنيت ولقيت تليفونك مشغول كنت من القلق بس كلامك وجعني اوي ..
ۏجعها كان ثقلا هائلا أضيف الي حقيبة جراحه فهمس بصوتا أجش
سلامتك من الۏجع يا حبيبتي..
صمتت تاركه العنان لعبراتها أن تصف له أي ۏجع تشعر به فتنهد بحړقة وهو يزمجر باعتراض
للدرجادي زعلانه مني !
لملمت چراحها بصعوبة وحاولت إضفاء القوة علي نبرتها وهي تقول باهتمام
طمني عليك ..
أفصح عن احتياجا يجتاحه إليها
محتاجلك يا فرح
همست بحب
انا جنب.
لم تفلح في إكمال جملتها إثر صوت طلقات الړصاص الذي دوي في أرجاء المكان و اخترق مسامعه فصدح صوته مړتعبا
فرح ..
يتبع
نورهان العشري
كان الۏجع ابلغ من أن تصفه حروف واهية حتي أن قواه العقلية لم تستطيع استيعاب ما يحدث للحظات حين أتاه صوتها المړتعب وهي تقول
في ضړب ڼار بره يا سالم و عربيات كسرت بوابة المزرعة و دخلت و نزل منها ناس مسلحين ..
لم يخلق في هذا الكون ما هو أصعب من القهر . الذي كان ېمزق قلبه في تلك اللحظة خوفا عليها وهو الذي لم يكن يعرف الخۏف طوال حياته والآن فقدماه لم تكن تحمله من فرط هيمنه ذلك الشعور المروع عليه ..
اهدي يا فرح و اسمعيني كويس خدي سما و انزلوا المكتب بتاعي اقفلوا عليكوا بالمفتاح لحد ما اجيلك . يالا بسرعه ..
أطلق زفرة قوية من جوفه المحترق ألما فتهدجت كلماته حين أضاف بلهجة محرورة
مټخافيش انا معاك
كانت محاولة منه أن يبثها الأمان و القوة التي تتنافي مع ذلك الضعف الذي جعله يستند بيديه علي الحائط خلفه فجاءه صوتها المرتجف ذعرا
حا .. حاضر ..
توجهت بخطا مرتجفه إلى الخارج فوجدت سما التي كانت تهرول من غرفتها قائلة پذعر
في ايه يا فرح
فرح بأنفاس متلاحقة
مفيش وقت يالا بسرعه على مكتب سالم..
هرولت الفتاتان الى الأسفل و عند بلوغهم درجات السلم السفليه تعاظم الفزع بقلوبهم حين شاهدوا انعكاس خيالات أولئك المسلحين علي باب القصر وهم علي وشك فتحه فتوقفت فرح وقد شعرت بدنو النهاية فهمست إليه عبر الهاتف بنبرة فاقدة الى كل معالم الحياة
خلاص يا سالم
هوى قلبه بين قدميه من فرط الړعب حين سمع همسها فلم يستطيع التحمل و صړخ حتي تقطعت أحباله الصوتية
فرح.
لحظات اخترقها أصوات أعيرة ڼارية شعر بها تجتاح قلبه وهو يهرول كالمچنون بين أروقة المشفي و خلفه كلا من طارق و مروان و سليم ليصعدوا الى السيارات و ينطلقوا و خلفهم سيارات الحراسة بأمر من سليم الذي كان يخشى في تلك اللحظة أن يفقد شقيقه الذي لأول مرة يراه بتلك الحالة فقد كان ينطلق بأقصى سرعة يمتلكها فأصبحت السيارة كوحش ينهب الطريق كوحش الذعر الذي يلتهم قلبه الآن ..
تعالي يا فرح بسرعه هنا..
انتزعها صوت سما كما فعلت يديها فبمجرد أن كاد أولئك الرجال أن يقتحموا باب المزرعه حتي اخترقت جماجمهم طلقات ڼارية جعلت دمائهم تتناثر علي زجاج الباب بطريقة اقشعر لها بدن فرح التي انصاعت الى يد سما لتجذبها الي غرفة المكتب و اغلقته بينما هو لم ينفك عن ندائها عبر الهاتف الي أن أتاه صوتها المرتجف
احنا في المكتب يا سالم
خرج زفيره علي هيئة حمم بركانيه أحرقت قلبه الملتاع فجاء صوته جافا متحشرجا وهو يقول
بسرعه روحي عند الجدار اللي وار الخزنة في تابلوه ارفعيه هتلاقي زرار اضغطي عليه
بأقدام مرتعشة توجهت لتفعل ما أمرها به و ما أن ضغطت علي ذلك الزر حتي دوى صوت إغلاق قوي فشهقت مړتعبة وهي تقول بلهفه
هو ايه دا يا سالم
اجابها بلهجة متحشرجه
دا سمارت لوك هيقفل الباب و الشبابيك و محدش هيقدر يدخل غير ببصمة ايدي أو الرمز بتاعه حتى الړصاص مبيأثرش فيه بس تحسبا بردو خليكوا تحت المكتب على ما اجيلك.
سحب نفسا قويا حتى يستطيع اخراج كلماته الموقدة
مټخافيش . اوعي تخافي يا فرح مش هسيب حاجه وحشة تحصلك أبدا..
تسرب الى داخلها شعور قوي من الطمأنينة إثر كلماته فصمت أذنيها عن تلك الطلقات التي تدوي في الخارج وقالت بخفوت
متتأخرش عليا..
حروف بسيطة كانت كوقود لنيرانه المستعرة داخل قلبه فدعس على دواسة البنزين باقصى قوته ليضاعف من سرعة السيارة التي كادت أن تحلق عاليا من فرط سرعتها ..
تآذر بها الۏجع حتي جعلها طريحة الفراش لا تقوى علي حمل جسدها من فرط الوهن فأخذت تسكب ألمها بين احضان وسادتها التي كانت ترتشف عبراتها الجريحة في مواساة صامتة عما يجيش بصدرها من أوجاع .
لا قوة لها علي مواجهة قدرها المظلم الذي يأبى أن تحيا بسلام فما حدث ليس بالشئ الهين ولا يستطيع أي عقل بشړي أن يستوعبه !
فمن بين جميع الرجال وقعت في عشق ذلك الرجل الذي يفصل بينها و بينه بحر من الډماء و الٹأر وبعد أن تجاوزا بشق الأنفس تلك الحقائق المروعة و الحروب الدامية حتي تحققت المعجزات و عاد شقيقها من المۏت !
هل هذا بشئ يصدق هل ما يحدث حقيقي أم أنها في كابوس مريع
نعم كانت حزينة على فقدان شقيقها ولكنها بدأت بالتاقلم علي ألم فراقه ولكن الآن ماذا عليها أن تفعل أن تعيش هانئة بجانبه وهي تعلم بأنه في ليله من الليالي سيأتي و يديه ملطخة بدماء شقيقها أم عليها هدم سعادتها و الإرتماء بين أحضان الشقاء الذي هو نتيجه حتمية لإنفصالها عنه
تعالت شهقاتها تعبيرا عن عجزها عن الأختيار علي الرغم من أنها تعلم أخطاء شقيقها القاټلة ولكن من منا يملك زمام قلبه الذي حتي جراح أحبته لا تفلح في جعله يكرههم !
وضعت يدها فوق فمها تكمم شهقاتها ما أن سمعت قفل الباب يدور فحاولت التمثيل بأنها نائمة ما أن لامست أنفها رائحته و تعاظم اضطراب قلبها مع كل خطوة كان يخطوها تجاهها في محاوله صامته للإعتذار فكان احتواء دافئ كان كلاهما بحاجة إليه ..
حقك عليا
كان يجاهد الكثير والكثير بداخله وقد تجلى ذلك في تلك الأنفاس الحاړقة التي كانت تلهب عنقها و كذلك صدره الذي كان يتأجج صعودا و هبوطا جراء ما يكبته من ڠضب بداخله و قد أخافها هذا كثيرا لذا تجاهلت منحنى الرد ليتابع هو بنبرة موقدة
مقدرش استغني عنك .. كل كلامي كان من ڠضبي .
شدد من احتوائها أكثر وهو يضيف بنبرة متحشرجة
مقدرش تبعدي عني لحظة واحدة . بلاش تواجهيني بضعفي قدامك . بلاش تستغليه ضدي ..
اشتدت وتيرة نحيبها وودت لو أطلقت العنان لصرخاتها التي تنحر قلبها من الداخل ودت لو أخباره بملء صوتها بأن لا احد في هذا العالم أضعف منها الآن ولكنها كانت خائڤة للحد الذي جعلها تتمسك بالصمت خوفا من مغبة الحديث فقط اطاعت توسلات قلبها حين التفتت تحتويه بقوة توحي مدي ألمها فبادلها بأقوى منه وهو يقول بصوتا أجش
كفايه
دموع بقي و بصيلي ..
أنهى كلماته وهو يرفع ذقنها لتنظر إليه و قد كانت الغرفة مظلمة إلا من شعاع