رواية شيماء الفصل الثاني
إليه بيدها ومستمرة بضحكاتها تقول من بينها
تعالى ياآسر قهوة سديم طلعت جميلة أوي !
رفع حاجبه مرددا بدهشة و هو ينظر إلى القدح وهو يميل و يقبل يدها
أنت رجعتي تشربي قهوة امتى
ابتسمت له و أشارت بعينيها إلى سديم قائلة
سديم قهوتها حلوة زيها ! لو كنت جيت بدري شوية كنت دوقتها !
رسم ابتسامه صغيرة و قال وهو ينظر إليها
عقدت سديم حاجبيها و تركت قدحها تنظر إليه بدهشة و لكنها صمتت حين سألت الجدة بدهشة
هتروحوا فين بدري كدا !
اجايها بهدوء و هو يتابع مغادرة زوجة عمه الغاضبة
هنروح الشركة مش عمي عاصم قال كدا من امبارح و هي هتتدرب معايا يبقا نروح بدري احسن بدل ما أخد من وقت شغلي !
مش يلا ولا مستنية سليم وأروح أنا !
رفعت حاجبها الأيسر و قالت و هي تغادر المكان
استنى هروح
اجيب حاجتي !
انتظر مغادرتها و نظر إلى قدحها ثم إلى الجدة و سألها
القهوة عجبتك
ابتسمت بمكر و لم تتحدث لكنها رفعت القدح ترتشف منه بروية و عينيها تنظر إليه بصمت تام !!!
ظلت تعبث بهاتفها طوال الطريق و تضحك بين حين و آخر ثم وجدها تبدأ تسجيل صوتي داخل التطبيق الشهير واتساب وتقول
عبثت قليلا بالهاتف ثم وضعته فوق فخذها و نظرت من النافذة صامتة وكأنها فقدت النطق معه هو فقط ! عقد حاجبيه من تجاهلها له بتلك الطريقة هل تلك الساخرة التي كانت تكيل الكلمات إلى زوجة عمه منذ قليل !
فاجئها حين سأل پغضب طفيف
كانت تنوي تجاهل حديثه لكنها قررت استفزازه بطريقة أفضل حيث أصبحت تعلم نقاط غضبه جيدا و قالت ببرود
أميرة ! اه قصدك الحرباية دي
ضحكت ثم أكملت ببرود
متخلنيش أغير نظرتي فيك طيب هي غبية و عرفنا أنت بقا زيها !
عقد حاجبيه و قال پغضب واضح
هزت كتفيها بلامبالاة و أجابت ببرود
اه أصل أنت بتقول احتكيتي بيها وأنا كل اللي عملته قولت معلومة عن نفسي إيه اللي مش مفهوم في كدا !
أوقف السيارة و هدر پغضب
أنا مبحبش الطريقة دي في الكلام اتكلمي عدل ياااسديم !
رفعت حاجبها الأيسر و قالت ببرود
و أنت شايفني بتكلم من رجلي ولا إيه ما أنا بتكلم زيك أهو !
أنا حقيقي بندم على أي لحظة بنزل فيها لمستوى نصاابة زيك و بتكلم معاهاااا هستنى إيه من واحدة شغلتها من وهي في اللفة الڼصب و اللعب بالناس !
قبض على رسغها بقوة مبالغ بها و اعتصره وهو يهدر پغضب مكملا
إياك وعيلتي ياسديم و لو لمحتك بتتعرض لأي واحد منهم تاني أنا اللي هتصدرلك اوعي تفكري أن اللي حصل مع أميرة امبارح دا عشان سواد عيونك اللي حصل دا كان عشان سيلا اللي أنت واخدة فلوس عشان تمثلي دورها لكن أنت نكرة ! متفرقيش مع حد و حتى مع خالك اللي عارف إنك عايشة في بيت كله شباب و مين عارف عملتي إيه قبل مااعرفك ألعن من كدا !
نظراتها الجليدية الباردة بمنظوره الخاص ماهي إلا اعتياد و أن الإهانة كانت خير الحلول لوقاحتها معه لكنها اشعلته حين ابتسمت ببرود و قالت بنبرة معتدلة
لو هو وحش عشان سابني اقعد في بيت كله شباب و أنا وحشة أوي عشان قبلت دا فتوصف نفسك بايه و أنت اللي طالب مني دا
ثم رفعت جانب فمها بسخرية و أكملت
ياملاك الرحمة !
فتحت باب السيارة في لحظة غفلة منه وهبطت منها ټصفعه بقوة ثم قالت و هي بالخارج
أنا أنضف و أعلى إني اركب مع واحد منافق بوشين زيك !
نظر إلى أثرها بصمت لحظات ثم جز على أسنانه بقوة و قد أدرك سخافة حديثه لأول مرة معها ! هبط من السيارة و ركض خلفها بسرعة وهو ېصرخ باسمها و هي تتعمد تجاهله و حين شعرت أنه يقترب منها وقفت محلها و اعتدلت تصرخ به لأول
مرة پغضب كبير وشموخ
متمشيششش ورايااااا و روح اخبط راسك أنت واللي اتفق معاك على القرف دا في أكبر حيط !!!!!
هز رأسه بالإيجاب و هو يعتذر حين وجدها بأوج ڠضبها و اشتعالها منه قائلا بندم
أنا آسف مكنش ينفع أقول كدا !
صړخت به و هي تدفعه بقوة بعيدا عنها ليرتد جسده إلى الخلف من الغفلة و استمع إليها تهدر
امشييي من وشييي عشان متشوفش وش هيكرهك في كل البنات طول عمرك يامعقد أنت !!!
ثم سارت بخطوات أشبه بالركض و تقول بصوت مرتفع
الإتفاق ملغي بيناا و آآ
صمتت حين استمعت إلى صوت تصادم شديد الإرتفاع يليه صړخة قوية من شفتيه و استدارت تنظر خلفها بأعين متسعة و ړعب واضح ووجدته قد سقط أرضا و سيارته التي على بعد أميال قليلة محطمة حيث اصطدمت بها سيارة نقل محملة بالبضائع و قد عادت السيارة إلى الخلف إثر الدفع و اصطدمت بجسده بقوة بالغة وهو يميل بجزعه العلوي يلتقط مفتاحه الذي سقط منه ليسقط أرضا ېصرخ پألم و رفع يده إلى كتفه !
اتسعت عينيها حين و جدت السيارات ليست مستقرة ومن الممكن أن يتفاقم الأمر و تهبط البضائع فوق الطريق خالي من حولها و الأمر يزداد سوء أسرعت إليه و هبطت بجانبه تقول پخوف
حاول تقوم معاياا بسرعة نبعد عن هنا شوية !!
عقد حاجبيه حين وجدها لم تنظر رد منه بل بدأت ترفع يده بهدوء عن كتفه و تلف ذراعه حول عنقها و ذراعها الأيمن يحيط خصره و يدها تسنده من الأمام تجاه صدره ليعاونها بالوقوف و يسير معها ضاما شفتيه بقوة كاتما صرخات الألم و حين ابتعدت به مسافة كبيرة عاونته بالجلوس أرضا و بدأت تبحث عن هاتفها داخل حقيبتها الصغيرة لكن دون جدوى لقد سقط منها أثناء هبوطها من السيارة !!!!!!
الطريق فارغ و هاتفها غير متواجد و هاتفه بالتأكيد داخل السيارة و هو أمامها يكاد يعض الأرض من الألم وسائق الشاحنة غير موجود !!!!!!
الفصل السادس اضطراب !
وقفت داخل غرفة الكشف بجانبه تتجنب النظر إليه و عقلها يرسم الأحداث مرة أخرى أمام عينيها حاډث سيارة جديد و هي أيضا المتسببة به أصبحت ابتلاء لجميع من يقترب منها أولا والدها يليه والدتها التي كانت تحاول الوصول إليها و الآن هذا الرجل إن لم تحاول الفرار من السيارة لن تحدث تلك الكوارث و لم يتعرض إلى الحاډث الذي أدى إلى خلع كتفه ناهيك عن السائق الذي يجلس بالغرفة المجاورة لهما و كان موجود داخل الشاحنة لكنها لم تتمكن من رؤية جسده النحيل من فرط فزعها !
استمعت إليه يهمس لها بهدوء قائلا
سديم !
نظرت أرضا و قالت بهدوء
محتاج حاجة
ثم أكملت
عارفة إني أنا السبب في اللي حصلك المرة دي كمان وفر أي كلام دلوقت
استغل المسافة الصغيرة بينهما و أمسك يدها بيده السليمة يقول بامتنان شكرا !
رفعت حاجبها الأيسر ونظرت إليه بدهشة ثم إلى يده التي أمسكت يدها و ضغط بخفة عليها مانعا إياها من إفلاتها !
كادت تتحدث ساخطة و لكن دلف كلا من يوسف و سليم يهرولان تجاههما و قد أفلتت يدها بتوتر و لكن قد لاحظها يوسف بطرف عينه وهو يقول بأعين متسعة
ايه اللي حصلك ياآسر !! الدكتور برا قال كتفك اتخلع !!
دلف باقي أفراد العائلة و أسرع رأفت إلى ابنه يستكشفه بهلع بينما اتجه عاصم إلى ابنته ينظر إليها بتوتر قائلا
إيه اللي حصلكم !!
ربتت سديم فوق كتفه وقالت بهدوء
آسر كتفه اتخلع من خبطة العربية و جينا على هنا اسعفوه و ردوا الكتف
تحدث أخيرا وقال
أنا تمام متكبروش الموضوع أنا مش عارف قولتي ليه ياسديم ما أنا كنت هروح معاك أنت و رائف !
نظرت إليه پغضب حين شعرت أنه لازال يسيئ الظن بها ثم أردفت بدهشة
ومين قال إني أنا اللي قولت أصلا !
أجابها رافعا حاجبه الأيسر
يمكن عشان مفيش غير حضرتك معاياا !!!
صاح رائف بتوتر
أنا اللي قولت بصراحة !
كاد آسر يتحدث لكنها ردت ساخرة
ماهو لو تعبت نفسك و سألت قبل ماتتكلم مش هيحصل أي مشكلة لكن إزاي سديم سبب كل المصاېب في نظرك !!
استمع الجميع إلى ضحكة أميرة الساخرة و قالت حين تحولت النظرات حولها
إيه ماهو لو بيفكر كدا يبقا عنده حق من مرة واحدة ركوب عربية دخل المستشفى و أمجد من يومين دخل على إيدها برضه واضح إن وشك حلو زي ماقولتي الصبح !
صاح عاصم غاضبا
أميرة !!!
لكن ابتسمت سديم و قالت بهدوء
لو كنت صبرتي دقيقة واحدة ياأميرة كنت هكمل كلامي و هقول إن عنده حق أنا فعلا ببقا مصېبة على دماغ أي حد بيضايقني ! مش برضه امبارح قالك متتحشريش في حاجه متخصكيش !
رفعت حاجبها و صاحت بإنفعال
شايف بنتك ياااعاصم بتهددني قدامك !!!! عشان مكنتش مصدقني الصبح !
اتجه عاصم إلى زوجته و أمسكها من ذراعها إلى خارج الغرفة يقول بحرج
أنا آسف يابني عملنا إزعاج ليك !
ليقول يوسف فور خروجهما وهو يضرب كف بالآخر
دي أكبر ذنب في حياة عمي عاصم والله !
بينما توجهت سديم إلى المقعد تسحب حقيبتها وترتديها بصمت وغادرت الغرفة !
تابعها سليم بعينيه وهو يوجه حديثه إلى يوسف قائلا بعبث
بس سديم مبترحمش برضه !! عندها رد على
أي حرف يتقال !
وافقه رأفت و قال هامسا
مش هستغرب لو أميرة اټجننت قريب !
ضحك الجميع و ابتسم هو بهدوء و قد غادر عقله معها حين غادرت الغرفة خاصة حين وجد عيني ابن عمه عليها بجراءة أثارت حفيظته !
خارج غرفة آسر قد أصر عاصم على عودة زوجته إلى المنزل بعد حلقة من الجدال الواسع والذي انتهى بما أراده قرر أن يمر إلى قسم المحاسبة وقد كان !
جلس على المقعد بعد أن أبلغ الموظفة ببيانات الحاډث و بحثت عن ضالتها على
الحاسوب قالت
الحساب مدفوع يا مستر عاصم !
عقد حاجبيه و حاول تصحيح المعلومة ببسمة هادئة وقال
لأ أنا عاوز حساب السواق اللي كان مع آسر مش آسر الجندي !
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بتأكيد
ايواا حساب أوضة محسن عبد الرحيم ! مدفوع يا مستر عاصم دفعته الآنسة سديم حتى كانت هنا من دقايق أنا افتكرتها !
ابتسم لها و استقام واقفا يقول بامتنان
تمام شكرا جدا !
وخرج من الغرفة عاقدا حاجبيه من فعلة ابنته الغريبة واهتمامها بأمر السائق رغم