الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية شيماء الفصل الرابع

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


أشار إلى حطام الهاتف أمام قدمها اليمنى و نظر آسر حيث أشار ثم رفع عينيه إليها و قال بهدوء وهو يصرفه _
خلاص روح أنت وأنا هجيبلك غير اللي اتكسر 
لم يصرف عينيه عنها بل بدأت مقلتيه تجوب ملامحها الساكنة و رأسها التي ترفعها بشموخ و تحدي و تنتظر رد فعله بهدوء كأنها لم ټحطم هاتف الرجل منذ دقائق و كان من الممكن أن يتفاقم الأمر إن لم يستمع إلى النقاش من الداخل 

وقف أمامها يضع يده داخل جيب بنطالة ويطل عليها مبتسما من أسلوبها المنتهج معه حيث أخبرته عينيها أنها تنتظر توبيخه على فعلتها لكنه باغتها و قال بهدوء على غير العادة _
فداك كل دا رايحة فين بقا في وقت زي دا 
صمتت لحظات من دهشتها بالفعل حيث كانت تنتظر منه ثورة عارمة على تصرفها الشرس لكنها حين وجدته يتجاوز الأمر ويسلط الضوء على هدفه أشهرت سبابتها بوجهه و أردفت بنبرة تحذيرية واضحة للغاية _
أنا محدش بيحبسني كدا قولهم يخرجوني عشان حقيقي جناني مش هيعجبكم أبدا 
تجاهل محاولتها الفاشلة بتشتيت انتباهه و بدأ يتحرك تجاهها و هو يضيق عينيه و يسألها بترقب _
رايحة فين ياسديم 
عادت إلى الخلف تحاول الابتعاد عنه إلى أن إلتصق ظهرها بالبوابة خلفها و لعنت داخلها تجز فوق أسنانها بقوة حين وجدت الحاجز المعتاد بظهرها وهو يحاوطها بجسده العريض و هذا الوضع يجعلها بأوج توترها و صارت لديها شكوك أنه يتعمد انتهاج سياسة التلاعب بها عقدت حاجبيها حين لاحظت الطريق الذي تسلكه أفكارها في حضرة هذا الرجل فقط دون غيره 
حاولت تنظيم أنفاسها و هي تراقب يده التي ارتفعت تستند إلى البوابة بجانب خصرها مباشرة و عينيه ثابتة فوق شفتيها وكأنه ينتظر خروج الكلمات من بينهما لكنها أفسدت رؤيته حين نكست رأسها و قالت بنبرة حادة _
دي حاجة تخصني و ياريت تبعد وتنبه عليهم ميحاولوش يوقفوني تاني 
مال برأسه تجاهها و أصبحت المسافة شبه معډومة بين وجهيهما وقد تعمد تجاهل حديثها يقترب بوجهه منها هامسا لها بهدوء _
أنا اللي موقفك مش هما مش طبيعي اسيب بنت تخرج بعد نص الليل لوحدها 
بللت شفتيها و همست له و هي تحاول دفعه من صدره و قد أبعدت رأسها عنه ونظرت إلى الجهة البعيدة و تركت عنها المزين بعقد سليم أمام عينيه وقد تسللت يده بخفة إلى عنقها من الخلف و اقترب منها حد الإلتصاق بها _
دي حاجه تخصني أنا بخرج في أوقات أسوأ من دي كمان اوعاا بقاا 
ابتسم حين نجحت يده بنزع العقد من حول عنقها و همس لها بعبث _
لا مفيش الكلام دا عايزة تخرجي هخرج معاك لو مصممة 
اتسعت عينيها حين أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية و زفرت پغضب تقول بتوتر _
عاجبك كدا أهو كريم وصل برا لو أميرة شافته هتبقا کاړثة 
عقد حاجبيه پغضب حين اخرجته عن طوره فجأة وعلم أن محاولة خروجها لأجل هذا الخبيث بينما ارتفع صوته يردف _ هو كريم باشاا اللي برا 
وضعت يدها أعلى شفتيه و قالت بأعين متسعة _
يخربيتك بقولك مش عايزة حد ياخد باله 
أصابتها القشعريرة حين وضعت يدها أعلى شفتيه مباشرة و توترت ترفع يدها على الفور بينما ظهرت بسمة صغيرة فوق شفتيه و استمع إليها تبرر بخجل و أعين زائعة حين وجدت أنه لا مفر منه سوى أن يعلم أسباب مقابلتها مع رفيقها _
أنا لازم أسيب مع كريم حاجة نسيت اديهاله النهاردة لما شوفته بسبب طريقتك معاه حلو كدااا عايز تيجي معايا تشوف بنفسك اتفضل تعالى يلا 
ابتعد عنها وقد أعجبه العرض الخاص بها ليذهب معها إذا خير له أن يتركها معه تكمل سلسلة أسرارها 
خرجا من البوابة و بسمة انتصاره تتلاعب فوق شفتيه و لاحظتها لتقول پغضب واضح _
على فكرة لولا الموضوع مش هيضرني لوحدي كنت اتخانقت فيك للصبح ومكنتش نفذت اللي أنت عايزه 
هز رأسه بالإيجاب و أجابها بثقة و مكر _
آه طبعا أكيد 
عقدت حاجبيها و أقبل كريم عليهما يقول بهدوء _
فين ياسديم 
أخرجت من جيب بنطالها قطعة حديدية صغيرة و وضعتهت فوق راحة يده تقول بتحذير _
كريم خد بالك و فيه فايل متقربش منه عليه حرف N وبكرة هحولك المبلغ من جديد تمام كدا 
عقد آسر حاجبيه بينما انصرف كريم ركضا تجاه سيارته بعدما أكد عليها أن تتصرف بحذر والآن تفاقم الڠضب داخله منهما وكأن مايحدث أمامه لغز ماذا تحوي تلك القطعة التي اعطتها له ولماذا الأمر هام إلى درجة خروجها ليلا و مقابلة هذا اللعېن في الخفاء و تزداد الأسرار و علامات الاستفهام داخله تجاهها كلما حاول تزيينها بالبساطة داخل عقله فاجئته بعقدة جديدة و في خلال يوم واحد تظهر شقيقتها ورفيق عمرها ولكن هذا الرجل المقرب لها إلى تلك الدرجة يخرجه عن طوره و يدفعه إلى شراسة غير معهودة بل هى ذاتها تدفعه إلى ذلك بالرغم أنه لا يؤيد المعاملة الفظة تجاه حواء لكنها تتعمد فك أسر مارده و إشعال فتيل غضبه بطريقتها 
أمسك ذراعها و أدارها إليه پغضب و هدر منفعلا _
أنا عايز افهم دلوقت حالا بتعملي إيه دي عصاابة حتى الدكتور بتاعك شريك معاكم 
و حين تحتاج إلى سكن الروح لا تبحث عبثا عن سراديب الأسرار لن تجدها إلا إن أرشدك صاحبها فأرواحنا عامرة و تنتظر الرفيق الأمين و لكنها مليئة بالسراديب 
الفصل الثالث عشر معك 
مر شهر ونصف ولازالت تتجنبه بطريقة غريبة منذ تلك الليلة التي تركته بها بين ظلمات الظنون والشكوك و بالرغم من ذلك هو لا يصدق أنه شديد التناقض إلى هذا الحد يلازمه الهدوء و السکينة بحضرتها و في ذات التوقيت النظرة داخل متاهة عينيها تكاد تدفعه إلى الجنون من فرط تشابك الأحاديث الصامتة داخلها 
لاحت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين تجسد أمام عينيه الآن تصرفاتها هادئة و جلستها أغلب الوقت مع عمه و ابنته الصغيرة نورهان التي أصبحت مسحورة بها و تعلقت بها بشكل مريب و بالرغم أنها لا تحاول العبث معه لكنه لا يمنع حاله من محاولات صغيرة بغرض مشاكستها و إثارة ڠضبها بالحديث أمام الجميع و هذا أيضا أصبحت تتجاهله حين أدركت أنه يتعمده ولكن سؤال الجدة ليلة أمس بعد رؤيتها إياه أخيرا بصحة جيدة يدور داخل عقله حيث قالت ببسمة ماكرة _
حمدلله على السلامة ياآسر مشوفتش سديم من الصبح بسأل عليها مش موجودة 
نظر إليها عاقدا حاجبيه و أجاب بدهشة وهو يبحث بعينيه عن أثرها خلف زجاج غرفتها _ لا مشوفتهاش بس مش موجودة إزاي يعني سألتي عمي عليها 
ابتسمت له و قالت بهدوء _ اهدى ياحبيبي اټخضيت كدا ليه هي أكيد مش هتهرب مننا كنت فاكراها عدت عليك الصبح ولا هي لسه بتتجنبك 
عقد حاجبيه و استقام واقفا يقول باقتضاب _
لأ مش بتتجنب ولا حاجه كل الحكاية إنك عارفاني مش بتكلم غير في شغل معاها و هي أكيد زهقت 
ابتسمت له بلطف ثم همست بحزن _ عندك حق أنا عارفاك 
ألقى نظرة خاطفة عليها ثم انصرف من أمامها و الآن تذكر الحديث و النظرات ما الذي تقصده الجدة بالتحديد 
وقف فجأة حين خطړ على باله أنها أصبحت شديدة القرب لها إنها سديم غريبة الأطوار هل يمكن أن تتبادل معها الحديث بشأنه جدته ليست ساذجة و من الممكن أن تكشف ما يدور حولها بأي لحظة 
أسرع يخرج من مكتبه و يتجه إلى غرفة مكتبها ثم فتح الباب فجأة لكنه وجد المكان فارغ و هذا ما أشعل النيران بشكل كبير داخله و قال پغضب _
أكيد عند سليم 
و بالفعل سار بخطوات غاضبة وكأنه يأكل الأرض حيث تراقص الإنفعال الشديد على ملامحه إلى أن وقف أمام غرفة ابن العم متجاهلا المساعدة التي كادت تتحدث معه وفتح الباب فجأة ليتصاعد غضبه و يتضاعف حين وجدها تضحك بقوة و ابن عمه سليم يحاول تثبيت وجهها و بسمة مشرقة تتراقص فوق شفتيه مسلطا عينيه على عنقها من الجهة اليمني عقد حاجبيه وواصل سيره إليهم ينظر إلى يديه و قد وجد أنامله تعبث عند طرف أذنها و يده الأخرى يضعها أسفل ذقنها يحاول تثبيتها و هي تقبض على يده بقوة وتعض شفتيها ولازالت بسمتها تزين شفتيها بينما يحذرها هو ضاحكا _
أثبتي ياسديم بقاا 
اخترقت رائحة عطره المميزة أنفها لكنها انتظرت إلى أن اقترب منهما و اختطفت بطرف عينها نظرة تجاهه وتأكدت أنه هو بدأت بسمتها تختفي تدريجيا و لكنها قالت بلطف _
خلاص ياسليم مش مشكلة هو مش واجعني أصلا 
هز الآخر رأسه بالسلب ورحب بابن عمه سريعا و لم يحرك ساكنا حتى عينيه لم تتحرك قيد أنملة عن نحرها _
أهلا ياآسر اقعد واقف ليه لحظات وابقا معاك 
ثم أكمل _
لا لا استني دقيقة واحدة بس خلاص خرجته 
وبالفعل ماهي إلا لحظات و اخرج القطعة الصغيرة العالقة بأذنها و وضعها داخل يدها مع ماتبقى من قرط أذنها المحطم و قال بعبث _
تستاهلي عشان قولتلك الصبح ودنك لونها أحمر وضحكتي 
ابتسمت له و قالت وهي تلكزه بكوعها في كتفه بخفة _ خلاص بقاا أنا كنت فاكراك بتهزر 
أمسك ذراعها و مال بجزعه العلوي ثم أمسك المحارم الورقية و وضعها داخل يدها يقول ببسمة لطيفة غافلا عن عيني ابن عمه التى أصبحت اشبه بجهاز التسجيل لما يحدث بينهما خاصة منها _
بس برضه ادخلي اغسلي ودنك عشان فيه ډم خفيف خالص و لو حصل حاجه نروح للدكتور 
هزت رأسها بالإيجاب و تناولت من يده المحارم الورقية تتجه إلى مرحاض مكتبه و عينيه لازالت تتابعها و قد اشتعلت نظراته من تجاهلها إياه دون مبرر وبشكل ملحوظ للغاية ألا يكفي اللمسات والحديث المتبادل بينهما أفاق على صوت سليم يقول بتوضيح عفوي _
سديم حلقها اتكسر و كنا بنخرج جزء باقي منه لو كانت أميرة كان زمانها خاربة الدنيا كلها بس سديم عاقلة أوي بصراحة 
نظر إليه بصمت للحظات ثم هز رأسه تجاوبا مع حديثه يردف باقتضاب _
عندك حق أنا هروح اشوف اللي ورايا كنت جاي افكرك بالمعاد بتاع بكرة عشان عمي عاصم عايز سديم تطلع
 

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات