الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية شيماء الفصل السابع

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

على وعد بلقاء في الصباح الباكر !!!
تحركت تجاه غرفتها بخطوات متثاقلة و لم تتطلع إلى فعل شيئ سوى تبديل ملابسها سريعا و إلقاء فوق الفراش تغمض عينيها باستسلام و رغبة واضحة بالذهاب إلى سلطان النوم دون مقاومة !!!!
دلف إلى الغرفة بعد مرور نصف ساعة من الحديث مع ابن عمه والذي اقنعه بالهدوء في التعامل مع زوجته وأن أغلب أفعالها سوف تكون نابعة من توالي الصدمات عليها !
أوعي تسيبيني ياسديم أبدا ! أنا بحبك وعمري ماهعرف أتنفس منغيرك !!!
ليه بتقول كدا يا آسر مين قالك إني بفكر أسيبك !
رأت الخۏف داخل مقلتيه كأنه يخشى أن يخبرها بمعرفته عن حربها الباردة مع عائلته و أنها يوما ما سوف تمقت تلك الحالة من الشد و الجذب و تترك الجميع دون عودة نظراته تخبرها أنه يخشى رحيلها و يخشى أن تنزع منه الأمل بقسۏة في لحظة يأس عابرة كما يخشى الآن مصارحتها وإلا زهدت ضعفه و رحلت عنه حروب و عبارات تتراقص داخل مقلتيه اختصرها بجملة واحدة مليئة بالألم زافرا أنفاسه بضيق شديد 
كأن حروبك اللي فاتت مش كفاية عشان أزود عليهم حرب عيلتي جايز أكون أناني وبفرض وضع عليك بس عمري ماهقدر أشوف وجعك وأسكت ومش هقدر أخسر راجل ضيع عمره كله عشاني أنا وأخويا ياسديم !
كلما تحدث عن امتنانه إلى والده أضرم نيران ڠضبها داخلها دون شعور والآن فقط وتحديدا حين عقد مقارنة بينها و بين والده دفع إلى عقلها سؤال واحد فقط ! ألا وهو ما الذي يدفعني إلى المقارنة مع رجل منافق تلاعب بجميع أفراد عائلته و رسم خلفية رجل الحق والعدل والمساواة أمام أعينهم لأعوام وأعوام !
نظرت إلى زوجها ووجدته يحدق بها منتظرا إجابة شافية له خاصة أنها زرعت داخله الخۏف حين سألته عن اختياره بينها و بين عائلته لكنها
وأنا ياسديم تقدري تتضحي بيا عادي !
ازدردت رمقها و سألته بترقب وخوف من نظرته تجاهها 
أنت شايف إيه ياآسر 
آثر الصمت و استمعت إلى تنهيدته التي تحمل الألم و الأسى لتعتدل وتنظر داخل
عينيه محدقة به بدهشة و رددت باستنكار 
هو سؤالي صعب أوي كدا شايفني هضحي بمين فيكم !!!
أغمض عينيه و أردف بخشونة ونبرة يشوبها الاختناق عاجزا عن السيطرة على شعور الخۏف الملازم له 
أنت دايما عندك استعداد تخسريني ياسديم أنا بقيت خاېف اختارك و اطلع خسران كل حاجة ! حاسس إنك بتسرعي كل حاجة بينا الفترة دي عشان هتبعدي عني ! أنا خۏفت أنام و أنا معاك في بيتك القديم عشان مقومش الأقي نفسي لوحدي وأنت اختفيتي !!!! أنا بتخبط ياسديم و أنت مش عايزة تطمنيني بكلمة واحدة حتى تفكيرك في أختك قبل كل حاجة ودا شعور جميل أوي بس أنا فين أنا رقم كام في أولوياتك أنا عندي عيلة زيك وخاېف اسيبهم و امشي وراك مغمض أفتح عيني لوحدي ياسديم زي مانا خاېف من صراحتي معاك دلوقت !!!! 
مؤلم أن تتألم لأجل مرء لا يثق بك لقد كانت دائمة الهرب من الجميع لهذا السبب ليست محل ثقة وهو أيضا يؤكد لها حقيقة ما قاله شقيقه في الصباح لها مهما فعلت تظل داخله نقطة فاصلة سديم محتالة !!!! هي أيضا تحتاج إلى الثقة تحتاج إلى رجل يرى نور كامل داخلها و ليست بضعة مصابيح يخشى أن ېحترق أحدهم يوما ما كل ما أدركته من كلماته الصريحة أنها ليست مصدر ثقة له وفي قناعتها الخاصة الثقة هي أهم درجات العشق بل و أول درجة من درجاته لا يمكن الانتقال إلى الثانية بدون الأولى !!!
طال صمتها و طال تحديقه بها بتوتر كأن عينيه تخبرها أنه نادم أشد الندم على صدقه لكنها لا تشعر الآن سوى بوخزات الألم من ماضيها الذي يلاحقها داخل أحضانه أيضا كأن حقها بحياة سوية ينتهك أمام عينيها من جميع الأشخاص حتى هو أيضا يعشق سديم الحالية و يخشى غدر سديم الماضية !!!!
بللت شفتيها و همست بهدوء ظاهري وهي تتقهقر إلى الخلف متخذة النصف الآخر من الفراش مضجعا لها 
لا متخافش من صراحتك أنا محتاجة أنام ياآسر تصبح على خير !
هكذا ببساطة خارجية تركته حائرا بين دروب الندم من تسرعه بمشاعره معها و عدم صبره عليها كما نصحه ابن عمه لكنه أيضا اعتاد الصدق معها حتى و إن أساء التعبير لها عما يدور داخل قلبه وعقله تنهد و ألقى نظرة عليها و قد اغمضت عينيها بسلام و بدأت أنفاسها تنتظم كأنها على وشك النوم و خلف جدران جفونها المغلقة خرجت سديم المراهقة تعاتبها على ما آلت إليه أمورها و أدركت الآن سر حزن والدها لقد كان يدرك عواقب أفعالها الوخيمة و ها هي تحصد ما زرعت منذ أعوام لن ينفعها الندم و لن يدفع من حولها إلى الثقة بها كما أخبرها يوسف وإن خدعت حالها و أصبحت أم ما الذي سوف تزرعه داخلهم !!! كل ماترغب به الآن أن تقف صاړخة على قمة هاوية إنها عائدة تائبة ناقمة على ماضيها المصير تود أن تصرخ أنها صالحة للحب صالحة للعلاقات و صالحة للثقة و أن ما يحدث لها الآن من نظرات و كلمات طاعنة لها مثلما تتظاهر الآن بالنوم ولكنها تبكي دون صوت كعادتها منذ أعوام ! انتظرت إلى أن استمعت إلى صوت انتظام أنفاسها بجانبها ثم فتحت عينيها تمررها فوقه لتتأكد أنه يغط بنوم عميق بعد قضاء ليلة
شديدة الإرهاق ثم استقامت تنظر إلى الساعة التي تجاوزت السادسة صباحا وهي تهمس داخلها بسخرية ها قد عدنا إلى مجافاة النوم وما البهجة
بعد مرور ساعتين و داخل أشد الأماكن ړعبا لروحها جلست عند مقاپر والديها و دموعها تغطي وجهها بالكامل و استطاعت أخيرا الحديث بصوت متحشرج وكأن روحها تتجسد أمام عينيها ثم استقامت واقفة تتحرك وتقف أمام مقپرة والدتها 
حتى موتك عڈبني لوحدي !!! أنت مشيتي و أنا بدفع تمن اختياراتك ليا محدش مصدق إني مكنتش عاوزة ابقا كدا و اللي مصدق مش قادر يثق فيا و بصراحة مقدرش ألومه مين ممكن يثق في واحدة عاشت سنين بتنصب !!! كأني شايفة قدامي حرامي بيقولي والله مش هسرق تاني !
أنا بقيت أسأل نفسي كل يوم عملت فيك ايييييه عشان تعملي فيااااا كداااااا !!!! لو أنت مۏتي مرة أنا بمۏت كل يوم ألف مرة وأنا لوحدييييي !!!!! بمۏت من نظراتهم مهما اتظاهرت إنه مش فارق معايا كلامهم ولا نظراتهم بس أنا فارق معاياا !!! ومش قادرة اسامحك ولا قادرة انسى نهايتك اللي شوفتها بعنيا استفدتيييب إيه غير القهر والمۏت و الذل من واحد أحقر من إنه يتقال عليه أخ !!! استفديتي إيه غير مۏتي كل

يوم !!!!!!!
جلست فوق الأرض الصلبة بإنهاك و أعين متورمة من فرط البكاء و القهر الذي صار رفيق روحها وعلى ذكر الرفيق نظرت إلى قبر والدها و سالت دموعها تهمس بصوت متحشرج مليئ بالأسى 
أنا عارفة إن دي

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات