رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
أنها ليست الأولى ممن وقعوا تحت يديه ولكنها مختلفة تجعله يشعر باللذة في الحديث معها ثم حرك رأسه مبتسما كالطفل الصغير وهتف بنبرة تشبه الملائكة مما أدهشها
تعرفي انك مش زي أي بنت عادية أنا عايزها معايا وخلاص ولا أنا عايز أقضي علاقة راجل وست كل لما مزاجي يعوز
واسترسل حديثه وهو يجيب على حاله بنفس النبرة التى أدهشتها وجعلت الړعب يدب داخلها كل برهة أكثر من ذي قبلها
ماذا إن رفضت كلام ذاك المعتوه حتما ستضيع عائلتي أبي وأخوتي
ماذا إن قمت بالتبليغ عن ذاك المعتوه هل سيتركني أباه بمنصبه ونفوذه
ثم ردد عقلها إليها كي يجعلها لاټصاب بالجنون
لم تفترضي السوء وقد رمي نبي الله يوسف في غيابات الجب وأصبح عزيز مصر بعناية الله
وأكمل قلبها يحدثها مع عقلها
مابقاش ليا حد غير ربنا دلوقتي
بس الكلمة دي بيقولها الناس اللي قلوبها اتكسرت او اتحطوا في ضيقة وتحس انها كلمة بتتقال وقت الضعف مع ان لما سيدنا موسي مكانش له حد الا ربنا ساعتها البحر انشق والصحراء اڼفجر منها عيون المية اللي لحد النهاردة موجوة
سيدنا يونس لما مكانش له غير
ربنا الحوت ماقدرش يهضمه وطلعه بره من غير ينقص منه ضافر او شعرة
السيدة مريم لما مكانش ليها حد الا ربنا ساعتها ربنا جعل رضيعها يتكلم ويخرس لسان الناس عنها
اللي مالوش غير ربنا في موقف قوة مش ضعف في الفريق الكسبان مش الخسران في الزاوية المسيطرة مش المهزومة المکسورة انتي جامدة جدا ومش كلام انتي معاكب اللي بيقول للشيء كن فيكون
اللي مابقاش مع ربنا هيلاقي ايه من بعده يساوي ويعتبر مكسب واللي مابقاش له غير ربنا هو أغني الناس وكسبان مكسب الدنيا والآخرة
اللي فيها لله مابتغرقش واللي مالوش غير ربنا له كتير قوي وهو مش دريان معجزات هتحصله وبركات هتحل عليه وستر ولطف هيصاحبوه وقوة وهمة هتضاف لقلبه من حيث لا يدري ولا يحتسب
أحست بتلك الكلمات التي أمدها قلبها بها أنها ليست خائڤة منه وأنها الذي ستصلح حال ذاك الشيطان وتبدله إلى ناسك يخشى الله وأن حرب وجودها أنثى في الحياة دون أن تدنس في وحل الخطيئة ليست هينة لطالما ابتلاها الله فلتستعين بالله ومن كان في معية الله لن يضام أبدا
ثم سألته بنبرة مستكينة فهي الآن تيقنت أنه يعانى من انفصام في الشخصية فما الذي رأته صباحا واعتذر لها ولزميلهم ليس الذي يحادثها الآن
طب وأني ايه اللي يضمن لي اني سمعتي وشرفي ميتوحلوش لو نفذت لك اللي انت عايزه
هنا شعر بالانتصار ثم طمئنها بصدق فهو لم يحتاج معها اللف والدوران كي يكتسبها فهو إن أرادها سيأتي بها في لمحة البصر وسيأخذ منها ما يريده دون أن يدرى به بشړ قط ولو النمل في جحورها
مش هقرب منك
أصلا مش عايزك لكدا ولو أنا عايزك لكدا من البداية مكنتش استئذنتك يافيري أنا واضح قووي مع ضحايايا
ضحاياك هتفت بها بذهول وعقبت باستفسار
يعني أعتبر نفسي من دلوك ضحېة هتسمع الصعيد كلاته لو اكده أموت لك حالي وروح شوف غيري بقي
بكل برود نطق بما أرعبها
وماله يابيبي أختك فرح الكتكوتة اللي في
أولى جامعة جميلة زيك وتنفع بردو
شهقت شهقة عالية ثم صړخت بسبابها في وجهه
أه ياسافل يامنحط انت عايز ايه بالظبط مني
أطلق صفيره في أذنها بطريقة زادتها هلعا منه وأجابها
أنا واضح جدا واللي عايزه منك قلته ومبحبش أعيد كلامي مرتين وبعدين يابيبي شغلي دماغك معايا هترتاحي وهتكسبي هتعاندي هزود
طلباتي لحاجات متعجبكيش وبردوا هتنفذيها
أدمعت عيناها وهي تستمع لما يقوله ثم همست له بنبرة خاڤتة
طب اشمعنا أني اللي هتعمل وياها اكده وانت عارف اني مهنفعكش وكمان مش زي اللي عرفتهم قبل اكده يعني مش هتستفاد مني بحاجة واصل
مين قال كده ده انت بيهم كلهم نوع جديد مختلف شرس متمرد نفسي اعيشه تلك الكلمات التى أطلقها من فمه جعلها اهتزت قلقا ثم طلبت منه
طب عايزة وعد منك انه مجرد كلام وبس زي ماقلت
لأول مرة يريح إحداهن ويطمئنه
حاضر متقلقيش
ألقى كلمته وأغلق الهاتف في وجهها فالبداية والنهاية دوما بيده وخيوط اللعبة دوما صاحب شباكها ورجع يحتسي ذاك النبيذ مرة أخرى وهو يضم ذاك الانتصار مع تلك الفريدة ضمن انتصاراته التى لم ولن تنتهي
أما هي نظرت إلى السماء وظلت تردد كثيرا وكثيرا حتى شعر فمها بالتعب
ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
في منزل آدم المنسي حيث كانت مكة تجلس في شرفة منزلها وهي تضع ذاك الأيباد أمامها وتجرى مكالمة الفيديو كول مع شقيقتها مها التى داعبتها
وه الجواز باين عليك قووي يابت أبوي قال ايه مهتجوزهوش معايزهوش
وأكملت بنفس دعابتها
قال على رأي المثل نفسي فيه وأقول أخيه هههه ودلوك حامل منيه كمان الواد أدم دي ينضرب له تعظيم سلام والله من تحولك للدرجة دي قال وبقيتي تحطي ميكب وتسأليني عن أنواع الاسكين كير دي انت بقي عليكي رسمة عين اني مها ذات نفسها اللي عايشة في الميكب من زمان معملتهاش حلوة اكده ياقمرة انت
تلونت وجنتاي مكة باحمرار من تلميحات مها ثم هتفت بدعابة مصاحبة للخجل
ابو شكلك هتكسفيني عاد يا ام الزين بطلي بقي طريقك كلامك داي
ضحكت مها برقة ثم أكملت مشاغبتها
وه هتتكسفي ياموكتي !
لاحظت خجلها يزداد فأكملت وهي تغير مجرى الحديث
خلاص يابت أبوي متتلونيش من الخجل قولي لي بقي هتاجي مېتة اتوحشتك قوووي واتوحشت صوتك وانت هتقرأي القرآن وامامتك ليا واحنا هنصلي قيام الليل سوا
وبنبرة أشبه
للحزن نظرا لحالة الوحدة التي تعيشها ومازال الحزن مسيطر عليها لفقدانها أولادها ولم تنسى بعد
بقيت بتوحشك انت والدكتورة سكون قوووي وحاسة اني من غيركم ضايعة خالص
شعرت مكة بالحزن لأجلها ثم طمئنتها
هاجي قريب ياحبيبتي لأنكم وحشتوني قوووي انتو كمان وفوق ماتتخيلي بيتنا وبلدنا وأوضتي ومصليتي ومصحفي وكل حاجة عنديكم هشتاق لريحتها على الاخر
ثم وضعت يدها على بطنها وأخبرتها بما سيفرحها فهي أخذت وعد من والدتها أن لاتبلغ ايا من اختيها فهي تريد أن تفرحهم بنفسها
هروح للدكتورة علشان تطمني على البيبي وأشوفها تسمح لي بالسفر ولا ايه
تهللت معالم مها فرحا وسعادة وودت أن تكسر شاشة الهاتف كي ټحتضنها وتعبر لها عن مدى سعادتها بذاك الخبر لتبارك لها بسعادة
يا ماشاء الله يا ماشاء الله ياحبيبتي مبروك ياروحي ربي يكمل لك على خير يارب وتفرحي بيه أو بيها قدام عيونك وبين ايديكي
واسترسلت حديثها وهي توعيها على حالها
بس خلي بالك من حالك
زين اطلعي السلالم بحساب وانزلي بحساب هفرح ماجدة بقي
حكت مكة يدها برأسها وتمتمت
له ماهي ماجدة عارفة
وه وه منيكم بقي أني أخر من يعلم بقي
جملة استفهامية نطقتها مها بحزن مصطنع وتابعت مكة مراضاتها
له والله اني لسه مبلغاها النهاردة الصبح وقلت لها متقولوكوش حاجة علشان أبلغك بنفسي وأعملها لك مفاجأة
تهللت أساريرها فرحا وظلتا تتحدثان كثيرا بشغف أختين لم يرو بعضهن منذ كثير ثم استمعت مكة إلى صوت أقدام أدم يهبط الأدراج حتى وصل إليها مقبلا رأسها بحنو ثم دخل معها في المكالمة وهو يلقي سلامه على مها التى رددت بمشاغبة
والله يابني نفسي أعمل لايف وياك واحنا قاعدين مع بعض اكده وأتفشخر على الناس إن انا أبقى قريبة النجم أدم المنسي وألم متابعين قد الدنيا وأبقى البلوجر أم الزين
ثم حركت حاجبيها بعبث
وأكملت بنفس روح المرح التى حبذت الدلوف بها مع أخواتها
تصدق مجاش في بالي فكرة البلوجر داي خالص والله لو عميلتها لاهطلع بلوجر قمرر قووي ايه رأيك يانجم ماتكسب فيا ثواب إحنا اخوات بردو
تبسم أدم ضاحكا على دعابتها ولم تخلوا البسمة من على وجهه طيلة كلامها ومكة هي الأخرى منخرطة في الضحكات من كلام وحركات أختها ثم ردد بمشاغبة مماثلة مثلها
اه ده انت داخلة على طمع بقي يامها هانم وعايزة تتشهري على حسي
وماله يانجم الناس لبعضها وبعدين حطني على أول الطريق ومليكش صالح بيا بعد اكده وأني بعون الله هبهركم تلك الكلمات التى نطقتها مها بتفاخر مصطنع جعلت كلتاهما انهمرا في الضحك ثم رددت مكة بتحذير
يختييي بلوجر مين والناس نايمين دول بقو زي الهم على القلب اللي عايزة تتشهر تطلع ترقص على أغاني مهببة تخلي جيل طالع لسه يقولها وراهم واللي تطلق تروح تتعرى وتقول حرية وتقعد تنزل فيديوهات عن جمالها وإنها بقت رشيقة بعد الطلاق وجمالها عدى الحدود وتنصح كل ست قال متضهدة زيها اتطلقي حبيبتي وعيشي حياتك ولا الترند الأخير البنت اللي ضړبت حماتها بسبب إنها متحكمة في قوتها وقوت بنتها وجوزها اللي نزل الفيديو وشهر بأمه ومراته على العلن وخلى سيرتهم على كل لسان وكأن الفضايح في الزمن دي هي اللي هتجيب فلوس وتغنيهم وميعرفوش إن مابني على باطل فهو باطل
حركت مها رأسها بأسى وانقلبت روح الدعابة والمرح إلى حزينة وهي تصدق على كلام أختها قائلة بحزن
غلابة ميعرفوش إن الفلوس رزق وان الصحة رزق وان الولاد رزق وإن نعمة راحة البال رزق وان كنوز الدنيا متسواش مقابل لو مقفول عليا أني وبيتي وعيالي باب الستر لو هناكلها بعيش ودقة ميعرفوش إن حيطان البيوت مليانة بلاوي وان محدش في الدنيا مرتاح وان كلنا الهموم محاوطانا من كل مكان ميعرفوش غير اللي لابسة وخارجة ومتشيكة توبقى مفيش زيها ولا بتعرف تحزن ولا الحزن يفرق معاها أصلا
أنهت