رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
أبلغ عمران .
قامت على الفور وهي تندب بلسانها وقلبها يدق بني ران الخۏف داخلها وأشرعت في ارتداء ملابسها بهوجاء
أما في الخارج أبلغ عمران الذي انصعق هو الآخر وقام بتبليغ حبيبة هي الأخرى وجميعهم من صدمتهم كأن الطير أكل رؤوسهم
بعد وقت قليل وصلوا جميعا متتالين إلى المشفى بأوجه يملؤها الړعب على تلك الرحمة
في ايه طمني ياولدي بتي زينة صح !
أجابها بأسى يملأ معالم وجهه وعينيه محمرتان من اثر الحزن
ادعي لها يا أم عمران الحالة مطمنش خالص وربنا يستر.
عددت بعويل وهي تخبط بيدها على رأسها
آه يابتي ياصغيرة وملحقتيش تفرحي بجوازك ولا شبابك .
نهاها سلطان وقطع عويلها صارخا بها
انت هتعددي
على البت وهي لسه عايشة على وش الدنيا بدال كلامك دي ادعي لها ربنا ياخد بيدها وتقوم بالسلامة
قطمت عويلها وأبدلته بدعواتها وهي تشهق بشدة ثم وجه سلطان أنظارها إلى ماهر متسائلا إياه
هو الدكتور قالك ايه يا ابني
أجابه وعينيه متعلقة بغرفة العناية النائمة فيها وقلبه ينفطر ألما عليها
أقبل عمران مهرولا عليه هو الآخر ومعه سكون وحبيبة الت يبدوا أنها صعبة للغاية
عدد من الساعات هو الفارق لراحة قلوبهم على صغيرتهم المحببة إلى قلوبهم ولكنها تمر عليهم كالسنوات
ظلوا يدعون إليها كثيرا وأعين بعضهم تذرف دمعا
متقلقش ياعمران هتوبقى زينة وربنا هياخد بيدها وهترجع لنا بالسلامة بإذن الله .
تعلقت عيناه الحزينة بالغرفة الماكثة بها شقيقته ليقول بدعاء
يارب يارب حكم إنتي متعرفيش رحمة داي بالنسبة لي ايه ! هي مش أختى الصغيرة بس له داي بنت قلبي اللي كنت بحكي لها كل اسراري وكانت تحلها معاي بحكمة ورغم شقاوتها إلا إن عقلها كبير ويوزن بلد لو جرى لها حاجة مش هتحمل والله العظيم ما هتحمل .
لااا إن شاء الله مش هيجرى لها حاجة طالما طلعت من المسبح فيها النفس يوبقى إن شاء الله هتروق مجرد ما جسمها ياخد الأكسجين اللي ناقصة ويستكفى هتوبقي زينة متقلقش ياعمران.
سألها بتشتت
بجد يا سكون ولا انت بتهديني وخلاص
أكدت له بما لم تتأكد منه هي الأخرى فبالفعل حالتها صعبة
ثم جالت ببصرها وجدت زينب تبكي بشدة فاستاذنت من عمران ان تذهب اليها كي تهدئها وتقف بجانبها ولكنه توجس خيفة من رد فعل زينب فهي الآن جانية عليهم بشدة لخروجهم من عرينها فقام معها ووقفت سكون بجانبها تطمئنها
متبكيش يا ماما الحاجة هي هتتحسن بإذن الله اني دخلت اطمنت على مؤشرات القلب والتنفس لقيتها ماشية الحمدلله بمعدل كويس .
رمقتها زينب بنظرات لائمة وسط حزنها وصعب عليها حالها أن ترد على طمئنتها لها ثم أدارت وجهها للناحية الأخرى مما أزعج عمران كثيرا فاحتضنها من كتفها وقبلها من رأسها بحنو جعلها ابتسمت له بتقبل لموقف والدته مما جعل حركته تلك تش عل ني ران الغيرة داخل زينب فهي ظنت أنه بتلك الحركة يكيدها بأنه الداعم لزوجته ضد أفعالها
لم يعجب سلطان تصرفها هو الآخر فتحمحم متسائلا سكون كي ينزع عنها الحرج من موقف زوجته ويحفظ لها ماء الوجه
يعني حالتها هتتحسن يابتي ولا هتفضل في الحالة الخطړة داي
أحست سكون باللطف من رد فعل سلطان معها فأجابته بابتسامتها الملائكية
طبعا يابابا متقلقش اني هدخل لها دلوك وهطمن عليها وهطمنكوا وبإذن الله ربنا مش هيوجع قلوبنا عليها .
رمقها سلطان بنظرات ممتنة راقت لعمران وشعللت في قلب زينب أكثر ونظرت لها بأعين تكاد أن تفتك به
مننحرمش منك يازينة البنات روحي يابتي وطمنينا ربنا يجعل في وشك القبول ويراضيكي ويرضيكي يارب .
أمنت على دعائه بابتسامة ثم تركتهم وتلاها عمران فهو صمم ان يدلف معها كي يطمئن على شقيقته ويهدأ قلبه المولع
أما سلطان بادل زينب بنظرات التحدي التي شنتها عليه
انت قاصد تكيدني صوح ! طب اعمل لزعلي منيهم اعتبار ولا اني أصلا مليش اعتبار عندك يا عشرة عمري بالاسم بس !
أجابها بقوة وغيظ وهو يعيرها بنظرات حادة لائمة
إحنا في ايه ولا ايه يامرة إنتي !
اشغلي حالك ببتك اللي بين أيادي الله جوة داي ولا انت ما بتتعظيش !
ربنا عمل فينا اكده علشان خاطر جاية على الغلبانة اليتيمة اللي عماله تقتي فيها كل شوية اداكي فوق دماغك علشان خاطر تبعدي عنيها وبرده مش سالمين منك ولا من نظراتك ولا من نارك يا زينب
قال على راي المثل قال
الحما حما لو كانت نازلة من السما .
حدجته بريبة لتنهره بحدة
ماشي يا حنين يا ابو قلب طيب واني ام قلب شرير ربنا يخليك للغلابة واليتامى واني ربنا يجحمني عشان اني ست قاسېة .
نفخ سلطان بضيق من كلماتها ثم نهرها بحدة وهو يضرب كفا بكف
لا حول ولا قوة الا بالله لمي تعابينك يا زينب اني ما متحملش دلوك واعصابي تعباني بسبب اللي احنا فيه هو انت ايه ما بتحسيش يا ولية انت !
الله الوكيل لو ما قفلتي خشمك ده لهكون مكسر العصاية دي على راسك دلوك قدام الخلق طالما مش متعظة حتى قبر يلم العفش .
زمجرت پغضب شديد من طريقته الحادة معها ثم توعدت له
طب وأيمان الله يا سلطان لهكون فايتاها لك ومش قاعدة لك فيها وابقي شوف مين هيعبرك بقي تاني لما بتي تخرج بالسلامة.
دب بعصاه أرضا من تشبش رأس تلك الثائرة هادرا بها
طب ابقي عتبي برة عتبة البيت اكده من غير اذني وأني هكون كاسر لك رجلك قبل ما تعمليها ومش هخليكي فيكي حتة سليمة .
حدجته بنظرات ڼارية لتقول بإصرار
لما تشوف وهتكسر كيف وبردوا هنفذ اللي في دماغي ومش هطولك شعراية مني تاني اللي لما تتأسف على اللي انت عميلته معاي .
نفض جلبابه بحدة لېعنفها قبل أن يمشي من جانبها
حړق
أبو اللي جابك يابت نفيسة أدي المكان ليكي اهري وانكتي في حالك لحد ما راسك توج من الهرى والنكت اللي هترطيه من خشمك حرمة بدرجة عقرب .
اختمرت الفكرة برأسها وقررت تنفيذها بعد أن تركها مغتاظا من هرائها وهم في تلك الحالة وهي تحدث نفسها بضيق عارم
في ايه يا ماما هتكلمي حالك ليه
فيه ان الدنيا اتقلب حالها وما عادش لست البيت هبيتها ولا كرامتها وكله بقي هينهش فيها ودي كلاته علشان رايدة الخير للكل .
وه حوصل ايه دي أني فايتني كتير بقي عاد
التوي ثغرها بحسرة وهي تلقي اللوم على حبيبة هي الأخرى
أه مانتي التانية من ساعة ما خلفتي ولادك وانتي ما بقيتيش تسألي في امك إلا لما ياجي لك كيفك شكل ما يكون ربيت وكبرت للغايبة والغايب وما بقاش ليا حد اشكي له همي واني وحدي لا اب ولا ام ولا اخ ولا حتى واد ولا بت مفيش غير الوحيدة اللي بين ايادي ربنا اللي كانت واخدة بالها مني وهتحبني وتخاف علي
ثم أكملت پبكاء عليها
ربنا يشفيكي يابتي ويرجعك ليا بالسلامة وتقومي على خير حسدوكي يا الغالية على جوازتك وملحقتيش تتهني بجوزك ولا
يتهني بيكي .
رفعت حبيبة جفونها ببطء ثم قالت باعتذار من تقصيرها في حق والدتها وقد تعلقت عينيها بالغرفة الملقاة فيها شقيقتها بين أيادي الله
معلش يا أمي حقك علي انت عارفة التوم مطلعين عيني ومش مخليني أبص وراي حتى غير اني قاعدة مع حماتي بردو مش وحدي وبعدين ربنا يخلي لك عمران ومرته ماليين عليك الدار هتعوزي مننا ايه تاني احنا وبعدين برده يا امي مش وقته الكلام في الموضوع دي ورحمة دلوك بين ايدين ربنا لما نروح بيها نتعاتب براحتنا
ربنا يقومك بالسلامة يا خيتي .
تأففت بامتعاض لحماقتها فيما قالته عن عمران وزوجته
أها عمران ومرته ! بس يا بتي بس كفاياني حسرة على اللي أني فيه شكل الدنيا قررت تديني فوق دماغي لحد ما تجيب اجلي اهو الواحد يرتاح ويقابل رب كريم من الهم اللي هو عايش فيه .
لم تريد حبيبة أن تستفسر عن ما تقصده والدتها لا الزمان ولا الظرف ولا المكان يسمحوا بتلك الهرائات من وجهة نظر حبيبة ففضلت الصمت وأصبحوا جالسين كل منهم ينهشه القلق على تلك الملقاة داخل غرفة الرعاية
أما بداخل العناية المركزة وبعد مرور عدة ساعات أخرى يجلس ذاك الزوج المنفطر ألما على حبيبته وهي الآن بين أيادي الله متعبة بشدة ويتحدث معها بشجن كما أنها تسمعه
حرام عليكي يارحمة بزياداكي بقي
بقى لك أكتر من عشر ساعات غايبة عني وعن وعيك فوقي بقي يابت قلبي فوقي خلي قلبي اللي هيبكي بين ضلوعي يبطل نبض ۏجع ممتحملش ليه تعملي في حالك وفيا اكده إنتي عارفة اني مليش غيرك وانتي بالذات لو مقمتيش منها ورجعتي لي هعيش مېت بالحيا ماهر الريان الصلب اتولد على يدك ورجع شاف الحياة الحلوة وبهجتها بسببك ولو رحتي فيها مهيرجعش تاني واصل ارحمي قلبي وفوقي يارحمة إنتي قوية وقدها وقدود وهتقدري وهترجعي لي
ثم نظر إلى السماء مناجيا ربه بأسى
ياااااااااااارب رجعها لي يارب وقومها منها سالمة غانمة يارب .
وظل يتحدث معها كما أنها تسمعه كي يسكن صوته عقلها الباطن فهذا ما يبلغه قلبه به أن يفعله
في المشفى التي تعمل بها فريدة فاليوم موعد سهرتها في المشفى
كانت تقف في الشرفة المطلة على غرفة فارسها متيمها ومالك روحها بحالمية
كانت تنظر إليها وتتمنى أن يخرج الآن كي تراه وتستقر عينيها في عينيه فقد شعرت بالاشتياق إليه كثيرا وأصبح يومها لم يكتمل بدونه وبدون مشاغباته معها وبدون كلامه المعسول الذي يلقيه على مسامعها
أصبحت تفكر به ليلا ونهارا وصار النوم يجافي عينيها كثيرا وعقلها لم يتوقف عن التفكير به وقلبها لم يتوقف علي أن يحلم به ويبدوا انها أصبحت مغرمة بها ولن يحلو يومها أو يكتمل بهاه بدون أن تعرف كيف قضى يومه
كيف كان مزاجه
هل دخل دوامة فارس المنفصم اليوم أم لا
كل تلك الأسئلة كانت تراود عقلها وما زالت عينيها متعلقة على باب مكتبه وداخلها يرغب شوقا في النزول إليه وأن تتحدث معه ولكن لا يصح فهو في كل مرة ذهبت إلى مكتبه تكون رغما عنها منه ظلت على حالها هكذا ساعة بأكملها إلى أن رأت مشهدا جعلها انصعقت ذاك المشهد الذي رأته قبل ذاك تلك الممرضة دالفة إليه غرفة مكتبه فلم تفكر كثيرا