الفصل الثالث والاخير بقلم دعاء احمد
اللي حصل لصدفة... مش من حقي اتكلم عني انا.. هو انا مش بنتك و لا انتي مكنتش حامل فيا.. هو أنتي محستيش بيا و لو لمرة واحدة... دا انا كنت يتيمة الام طول السنين دي كلها... أنا طول السنين دي كنت محتاجة لأم..بجد انتم الاتنين بتفكروا ازاي..
ازاي فكرتوا انكم تفرقونا انا و هي... كل واحد اخد واحدة و كأنكم بتقسموا ميراث... ايه اللي انتم فيه دا... حسبي الله ونعم الوكيل..
مريم راحت قعدت مكانها و هي مش متقبلة كلام حد فيهم و مش فارق معها غير صدفة
بليل
سهير كانت قاعدة جنب صدفة و هي ماسكة في ايديها و بټعيط و لأول مرة تتمنى لو كانت هي اللي مكان صدفة ندمانه على كل اللي حصل عاشت حياتها نفسها يبقى ليها كيان و فعلا عملت كيانها الخاص لكن على حساب بناتها...
عايزاه تفضلي في مصر اوكيه و انا بنفسي هجوزك الشاب اللي انتي بتحبيه بس قومي علشان خاطري بلاش علشان خاطري انا علشان خاطر مريم علي الاقل..
بعد كم ساعة
الممرضة كانت قاعدة جانبها مخصوص بسبب سهير اللي قلبت الدنيا في المستشفى و خلت المدير و كل طقم الدكاترة يهتموا بحالة صدفة بسبب علاقتها...
وصل للمستشفى دكتور ألماني مشهور سهير قابلته و وقفت تتكلم معه و تشرح له اللي حصل الدكتور كان جاي لأنها طلبت من شوقي يعرف اشطر دكتور في جراحة المخ و
الطبيب باحترام بالالماني
_يجب على رؤيه الطبيب الخاص بها و التحدث معها و رؤيتها و حينها ساعطيك اجوبه عن أسئلتك مدام سهير...
سهير بجديةدكتور ارجوك افعل اي شيء ما يهمني هو انقاذها فقط... رجاء
الطبيب بابتسامة لا تقلقي سيدتي سأفعل ما بوسعي...
عبد الرحيم قرب منها و مد ايده ليها كوباية عصير
سهير بصت له بيأس و اخدت منه الكوباية بقلة حيلة..
عايز تقول إيه يا عبد الرحيم... جاي ليه علشان تقول اني فشلت في تربية صدفة و في احتوائها و اني السبب في اللي حصل لها...
عبد الرحيم بتنهيدةلا يا سهير مش جاي اقولك كدا... لو قلت كدا ابقى حقېر اوي... لاني للأسف اشتركت معاكي في اللي عملناه دا... أنا و انتي غلطنا... و للأسف غلطنا دا نتيجة مجتش علينا احنا و بس لا دي طالت بنتنا... بناتنا...
صدفة و مريم... يمكن جوازنا من الاول كان غلط اصلا بس للأسف مبقاش فيه وقت للندم على اللي فات...
بس عارفة صدفة طلعت أقوى مني و منك.. على الاقل كانت عارفة تبتسم بعد كل اللي مرت بيه... و للأسف انا و انتي منستهلش بنت زي دي... فضلت تدور عليا و مياستش و قدرت توصل لي و رغم اني قابلتها بأسلوب وحش لكنها قررت تفضل و تكمل
ذكية و روحها حلوة و متسامحة ... للأسف يا سهير انا و انتي منستهلش نكون اب و أم... بس خلاص دا مش وقته.. المهم دلوقتي بناتنا... انا مش مستعد لخسارة واحدة فيهم.. لان لو خسرنا واحدة التانية ھتموت معها... مريم تعلقت بصدفة و كأنها كانت بنتها الصغيرة اللي متعلقه في ديلها طول الوقت... مريم مڼهارة اكتر مني انا و انتي علشان كدا مش مستعد اخسر صدفة.. و أنا عارف ان انتي كمان مش مستعدة لدا.. خلينا ننسى خلافتنا شوية و نفكر فيهم...
سهير تفوق هي بس يا عبد الرحيم.. تفوق
عبد الرحيم أن شاء الله هتفوق ... ادعي لها..
تاني يوم
ابراهيم كان قاعد على الكرسي جنب السرير و ساند رأسه على السرير و هو ماسك في ايدها
و عيونه پتبكي حاسس بالقهر لان دا اليوم اللي كانوا هيكتبوا فيه الكتاب افتكر كلامها عن الخطط اللي كانت عاملها لليوم دا و أنها نفسها تكون جميلة جدا و فستانها يكون مميز و عايزاه يكون في ناس كتير معها... كانت بتتكلم كتير عن اليوم دا لكن ياريته تم على خير...
صدفة بدات تحرك ايدها بضعف ابراهيم اول ما حس بايدها قام بسرعة و بص لها لقاها بدأت تفوق بسرعة خرج من الاوضة و نادي على الدكتور اللي جيه بسرعة هو و الدكتور الألماني...
صدفة بدأت ترمش و هي حاسة بۏجع و مش مستوعبة اي حاجة... كانوا كلهم واقفين و هم مستنينها تتكلم او تقول اي حاجة...
الدكتورصدفة... حاسة بايه
صدفة عيونها اتجمع فيها دموع و لسه على وضعها لكنها شايفه ستارة سوداء و بس
صدفة بضعف وخوف ۏجع... و ضلمه.. ضلمة... انا مش شايفه حاجة... مش شايفه اي حاجة...
الدكتور اهدي يا صدفة... اهدي..
صدفة بدأت تفتكر اللي كان هيحصل لها و بدأت تصرخ و ټعيط و هي مش شايفه اي حاجة حاسه پخوف و رهبة و ضياع
صدفة بدموع انا مش شايفه حاجة.... في ايه... أنا مش شايفة حاجة... حد يشغل النور... انا بخاف من الضلمة...
الدكتور صدفة اهدي... جهزي ليها حقنة. مهدا بسرعة
صدفة كانت بتصرخ و كل اللي عشته جيه في دماغها و حضر عليها.. مريم بسرعة حضنتها بقوة و هي بټعيط
مريم هتبقى كويسة مټخافيش انا معاكي مټخافيش من الضلمة... انا جنبك مفيش حاجة...
صدفة دموعها نزلت بړعبمريم... مريم انا خاېفة... خاېفة اوي...هو في ايه... ايه اللي حصل
مريم محصلش حاجه و مش هيحصل حاجة تانية خلاص علشان خاطري اهدي... ارجوكي هتبقى كويسة...
صدفة كانوا هيعتدوا عليا يا مريم... الحيوان كان...
مريم ههشش مټخافيش انا جانبك و ماما و بابا و ابراهيم كلنا معاكي... مټخافيش هتبقى كويسه....
الممرضة ادت لها الحقنة و هي لحظات و سكتت و جسمها ارتخي لكن كانت پتبكي بصمت قطع قلوبهم...
الدكتور انا آسف بس دا كان متوقع الإصابة بتاعتها خطېرة... و هي اللي عملت ضرر على البصر...
ابراهيم بسرعةطب ممكن نعمل ايه... اي حاجة مش مهم التكاليف بس المهم تكون بخير.
سهير كانت بتبص له و حست انها كانت ظالمه لانه متحركش خطوة واحدة من المستشفى من ساعة اللي حصل و فضل جانبها كلامه و حزنه و خوفه عليها كانوا اكبر دليل على حبه ليها
سهيرممكن كلمة يا دكتور لو سمحت...
الدكاترة خرجوا معها و هي فضلت تتكلم معاهم كتير و هم بلغوها ان الحل واحد عمليه خطېرة بتتعمل نسبة نجاحها ٧٠ في المية و الدكتور الألماني فهمها انها لازم تأكد وقت قبل العملية علشان يقدروا يعملوها لو عايزين يضمنوا نجاحها و أنه مفيش في حاجة موكدة لكنهم هيحاولوا رغم ان الاضمن انها تنسى موضوع العمليه دا دلوقتي خالص و تحاول تتعايش مع اللي حصل لان ٣٠ في المية نسبة مش صغيرة...
الوقت عدي و سهير بلغتهم بكلام الدكتور عن حالتها و كل واحد فيهم كان خاېف و متردد مش عارفين ازاي هياخدوا القرار دا و ازاي هيبلغوها
تاني يوم
صدفة كانت قاعدة على السرير و هي باصه للاشي مكنتش شايفه اي حاجة دموعها كانت بتنزل بعد ما كل حاجة ضاعت... و بتفكر في ابراهيم هل ممكن يكمل معها و هي في حالتها دي... يعني مبتعرفش تطبخ و هو وافق و قال هتتعلم ... كانت مدمنه و قال إنها خفت و بقيت كويسه... مريضة نفسية و قال إنها هتتعافي معاه و حبها بكل اللي فيها... لكن هيقدر يكمل مع واحدة مش شايفه حاجة... حتى مش هتكون شايفاه و هو حزين و لا هتقدر تواسيه...
فكرت في كلام والدتها و انها غبية و متهورة و هنا لأول مرة تسلم الراية و تتأكد انها غبية و متهورة و تصدق كلام والدتها عنها
الباب خبط و هي سمحت له بالدخول...
ابراهيم قرب و قعد جنبها و هو ساكت
صدفة مين
اول ما مسك ايدها ابتسمت و اتكلمت بهدوء
_ابراهيم... شوفت اخرتها وصلت لفين يا ابراهيم... عرفت بقا انه مكنش مفروض نتقابل
ابراهيم سكت للحظات
و بعدها اتكلم
على فكرة احنا اتاخرنا اوي...
صدفة على ايه
ابراهيم كتب كتابنا كان امبارح... أنا هكلم الماذون و يجي يكتب كتابنا يا صدفة
صدفة سحبت ايدها بسرعة
_و تتجوز واحدة زيي...
ابراهيم و انا أطول اتجوزك يا صدفة.. دا أنتي جيتلي زي الهدية من السما.. أنتي عارفة
انا قبل ما اقابلك مكنتش عارف يعني ايه اني احب حد و ابقى موافق على كل حاجة فيه
كنت متوقع اني هغير في البنت اللي هتجوزها و هطبعها على طباعي... بس محصلش
جيتي انتي و القدر لعب علينا و واحدة واحدة وقعت على وشي
حبيتك و انا معرفش انك كنتي مدمنه و لا مريضة نفسية... و حبيتك أكتر لما عرفت و بحبك اكتر و أكتر و أنتي في الحالة دي
و مش عايز نفتح موضوع الماضي تاني... لا المصحة و الوحدة و لا اي حاجة... عايز نبدا صفحة على مياة بيضا و انتي جانبي و بس
و بعدين انتي هتعملي العملية و هتبقى زي الفل و احسن من الاول كمان
و هنعمل فرح كبير... و هيبقى عندنا اولاد و هنحبهم اوي و هيكبروا بينا... بس أنتي لازم تكوني قوية علشان نقدر نكمل اللي جاي سوا.. علشان خاطري يا صدفة
صدفة و لو العملية منجحتش...خلينا ناجل كتب الكتاب لو سمحت
ابراهيم و لو منجحتش يا صدفة هتعملي ايه هتبعدي عني... و اهون عليكي تسبيني
صدفة بتعبيا ابراهيم ريحني علشان خاطري..
ابراهيم ريحي نفسك و ريحيني معاكي يا صدفة و خلينا نكمل اللي جاي سوا... لأن خلاص أنا مش هبعد عنك حتى لو انتي عايزه دا...
صدفة انت عارف انا شايفه ايه يا ابراهيم.. مجرد شاشة سوداء و مفيش اي حاجة تانية.. انا نفسك مش موجود فيها... أنا هبقي عايشة في عالم و انت في عالم فاهمني...
ابراهيم و هو يمسك ايدها بقوة هتخفي و لو مخفتيش انا عندي استعداد اقتحم الستارة السوداء دي علشان اكون موجود فيها...