الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 32 من 157 صفحات

موقع أيام نيوز

 


تعملي حاجه
ابتسم يكمل على حديثها بعجرفة ولا مبالاة
ياه بمۏت في التحدي ده.. من زمان أوي مافيش حد وقف قصادي اينعم مش مقامي بس أحب اللعب مع القطط الشرسة
صاحت بوجهه بغل شديد وكراهية لا مثيل لها تعبر عنها بالكلمات ونظرات عينيها تحاكي أكثر من ذلك
أنا بكرهك... ومازلت أقذر واحد شوفته في حياتي
صدحت ضحكاته بصوت عال في الغرفة وهو يستمع إلى حديثها فجعل غيظها يأكل 

حاولت التحرر من قبضة يده والابتعاد عنه فصاحت قائلة
أبعد عني
سألها بسخرية وبرود

ثمار الفاكهة كما كانت فاستمع إلى صوتها وهي تهتف ببغض
قذر
استدار ينظر إليها وملامح وجهه مكرمشة بسبب ضحكاته يقول بتشفي وبرود
عارف
استمرت ضحكاته وهو يبتعد عنها يدلف إلى المرحاض تاركا إياها تأكل من عقلها أفكار كيف استيقظ ورأى ما نوت فعله ولكن لحسن حظه هو لم ينم من الأساس بل مثل أنه خلد للنوم وظل يتابعها من أسفل جفونه المغلقة..
شعر بها تدلف إلى الغرفة ففتح عينيه ينظر إليها ورأها وهي تأخذ السکين وتتقدم ناحيته به.. لو لم يكن فعل ذلك لكان الآن مع المۏتى..
ابتسم وهو أسفل صنبور المياة التي تتدفق على رأسه هبوطا لجسده ويتذكر تلك اللحظات التي قضاها معها بالعڼف والقوة..
لقد شعر باشياء عدة ماټت داخله منذ وقت كبير والآن أحيت من المۏت مرة أخرى لتعود إلى حياته ولا يعرف أهي ستأتي بالنفع أو الضرر..
تنهد بعمق وهو يتذكرها بين يده ليست سهلة بل سرشة ولكنه لم يترك لها الفرصة لتعترض على فعلته..
كان عليها أن ترى أنه هنا القادر على فعل كل شيء..
الآن هناك من سيفرغ بها رغباته وينال منها ما حرم منه كثيرا.. لقد كانت فكرة والدته صحيحه على الأقل يكن لها شيء من النفع في هذا البيت..
تلك الشرسة صعبة الترويض..
بعد مرور أسبوعين
في أحد شوارع الجزيرة المتوارية وقفت إمرأة تدعى فتحية في الثلاثينات من عمرها خمرية البشرة ذات جسد ممتلئ قليلا بيدها طفل صغير ومعها والدتها يقفون أمام منزل صغير ېصرخون هم الاثنين بألفاظ بذيئة وبشعة..
وقع الحجاب من على رأسها ولم يكن محكم من الأساس وتركت الطفل من يدها تشير بيدها الاثنين بحركات شعبية غريبة تصرخ بعلو صوتها
تعالوا شوفوا يا ناس شوفوا يا أهل الجزيرة حماتي مش عايزة تفتحلي الباب
الشارع بطوله يقف به نساء ورجال في شرف منازلهم يتابعون ڤضيحة هذه السيدة ووالدتها فهي هكذا كل يوم والآخر ټتشاجر مع حماتها وتسبها بأفظع الألفاظ..
صاحت والدتها بصوت عال هي الآخر تساعدها قائلة بشړ وكراهية
افتحي يا وليه يا ۏسخ دا أنتي رجل بره ورجل جوه
بينما الأخرى ارتفع صوتها وهي تشير إلى الطفل
الواد بېموت مني يا عالم مش عايزة تفتحلي أخد هدومه منك لله ربنا ينتقم منك
أجابت والدتها تكمل ما بدأته بكلمات سوقية بذيئة
يا وليه يا بت الكلب يا خرفانه افتحي
لم تجد أي واحدة منهم إجابة من داخل المنزل بل الباب محكم الإغلاق والجيران يتابعون هذا الشجار من شرف منازلهم في الأعلى يعلمون أنها هي ووالدتها من شمال الجزيرة منطقة قڈرة بكل من فيها ومن يسكنها أبشع البشر ليس بهم كبير أو صغير يحترم الآخر يتلفظون بكلمات سوقية بذيئة كهذه ولا يستطيع أحد أن يقف أمامهم سوى جبل العامري
يعلمون أيضا أن السيدة ليالي حماتها امرأة طيبة القلب سريعة نسيان الخطأ الذي يرتكب في حقها مغلوبة على أمرها فولدها لم يقف في صفها يوما أمام زوجته بل يكن ضدها وهي التي قامت بتربيته والإحسان إليه بعد ۏفاة والده وهي من قامت بجعله يتزوج حيث كانت تضع كل مدخراتها في سبيل زواجه وتأتي إليه من هنا وهناك بكل ما يريد ولكنه خذلها بوقوفه أمامها وجعل زوجته تطاول عليها كل يوم والآخر أمام جميع الجيران وليس هناك من يردعها عما تفعله..
كانت السيدة ليالي تجلس داخل المنزل تستمع إلى صړاخ زوجة ابنها ووالدتها عليها يقومون بتشويه صورتها أمام الجميع في الخارج لم توافق على فتح الباب لها لتدلف إلى المنزل فهي رحلت منه بعد أن أعتطها وصلة سابقة من التوبيخ كهذه التي تحدث في الخارج..
وضعت كف يدها على وجنتها وهي تحاكي حزنها وألمها إلى نفسها اشتعلت نيران قلبها بالحزن والشفقة على حالها والتهبت ملامحها بالأسى والحسړة فقد قامت بتربية رجال كل واحدا منهم أطول وأكبر منها وهي من تعبت عليهم ليصبحوا في النهاية يقفون في صف زوجاتهن لا يستطيع أحد منهم العدل إلا واحدا أكلت الغربة عمره في سبيل الحصول على حياة كريمة لأجله ولأجل أولاده وزوجته..
قد أحسن إليها هو وزوجته
 

 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 157 صفحات