الفصل الثاني شظايا القلوب بقلم سيلا وليد
ضحكاتها بالطريقة دي
وصلت الخادمة إليهما بمشروباتهم
مدام فريدة بعتت لحضرتك العصير دا ياباشا والبيه قهوته..قالتها بعدما وضعتهم على الطاولة وغادرت .
رفع مصطفى عصيره يرتشفه ثم تساءل
سألت على فريدة..
توسعت عيناه بضجر وأردف ممتعضا
بابا لو سمحت اتكلمنا كتير في الموضوع دا أتمنى ماتزعلنيش تاني الست دي هاتفضل لآخر يوم في حياتي مرات أبويا اللي استغفلتنا .
جيت في وقت مش مناسب أمشي..
ابتسم مصطفى يشير إليها بالجلوس
لا حبيبتي إنت تيجي في أي وقت دا إلياس كان عايز يعتذر منك بسبب اللي حصل منه في المكتب .
جحظت عيناه يرمق والده بذهول فهمت ميرال ماينويه مصطفى فالتفتت تبتسم إليه
لا ياحبيبي مش مستاهلة أنه يعتذر الواحد لما بيغلط بيعتذر لأن بيكون حس أنه قليل ذوق .تجاهل ثرثرتها ثم هتف
أسبلت عيونها بوميض قائلة
ابتعدت بنظرها عنه وهتفت
أنا اشتريت بيت صغير في آخر الشارع دا خلاص كفاية لحد كدا وجودي بقى تقيل على بعض الناس حتى إنهم وصلوا يتهموني بأخلاقي..رفعت نظرها إليه وترجته بعينيها الدامعة
ليه حبيبتي بتقولي كدا عمرك ماكنتي تقيلة إنت بنتي ياميرال واللي مش عاجبه يشرب من البحر.
توقفت من مكانها وابتسمت قائلة
حبيبي ياعمو مفيش داعي لدا أنا كنت مقررة مالوش لازمة من حق حضرة الظابط ياخد راحته في بيته علشان يتجوز براحته أصلي طلعت عقبته..
إيه الكلام دا ياإلياس..
قاطعته ميرال
بعد إذنكم أنا قررت وخلاص أتمنى تقنع ماما ياعمو مستحيل أقعد في البيت دا يوم بعد النهاردة إلى الحديقة الخلفية لتجثو بركبتيها على الأرضية تضع كفيها على صدرها وكأن حجرا ثقيلا يطبق على صدرها
مع انفجار شلال عينيها دقائق وهي على حالها تسأل نفسها لماذا من صغرها وهو يعاملها بذاك الجمود والقسۏة ذكريات خلف ذكريات تعبر عنها عيناها مع ألم حارق كاد أن يزهق روحها ..
مش شايف إنك تخطيت حدودك في وجود أبوك يا محترم
إيه اللي حضرتك بتقوله دا حضرتك مش شايف هايفتها أشار بكفه بالتوقف
البنت دي لو خرجت من البيت مش عايز أشوفك قدامي
كنت متوقع حاجة زي كدا من حضرتك ڼصب عوده متوقفا لا يعلم كيف توقف بذاك الشموخ أمام والده بعدما استمع لتهديده البائن
رعشة قوية أصابت جسد مصطفى حتى شعر بشحوب جسده وتثاقل لسانه عن الحديث صمت ونكس رأسه للأسفل بعدما شعر وكأن أحدهم طوقه بطوق من النيران..ظل إلياس يحدجه
آسف عارف قسيت بكلامي مع حضرتك حقيقي معرفش إيه اللي بيحصل معايا آسف بابا متزعلش مني .
رفع رأسه يتعمق بعينيه
بتحبني ياإلياس..طالعه مصډوما من حديثه فابتسم يهز كتفه
إيه اللي حضرتك بتقوله دا إنت روحي يابابا ولو طلبت عمري مش هاتأخر .
ربت على كتفه قائلا
عايزك تتجوز ميرال..
ران صمتا هادئا بالمكان ولكنه لم يخلو بتعلق الأعين بالنظرات بينهما فجأة أطلق ضحكة
شوف عايز نعمل الفرح إمتى وأنا موافق واللي إنت عايزه عايز تقعد معانا عايز تقعد مع مراتك لوحدك براحتك ..قالها مصطفى وتحرك من أمامه حتى لا يناقشه بقراره .
باليوم التالي بغرفة فريدة
انتهت من قراءة وردها اليومي ثم جلست بالشرفة تنظر للخارج .
استدارت بعدما شعرت بخطوات أحدهم بالغرفة
نهضت وتبسمت
حمدلله على السلامة يامصطفى ..
مصطفى مالك فيه حاجة حصلت..
جلس على المقعد يفرك جبينه رفعت كفها تخلل أناملها بخصلاته المختلطة بالشعر الأبيض
عندك صداع ولا إيه!
تراجع بظهره على جسدها حاوطته بذراع والآخر تحركها بهدوء كمساج برأسه
ياحنان إيدك يافريدة بحسها بلسم .
افترت شفتاها ابتسامة
بتدلع يامصطفى ولا بتهرب مني ..
اعتدل واستدار إليها
عرفتي إلياس طرد ميرال من مكتبه مش عايزك تزعلي وفيه موضوع طول اليوم بفكر فيه .
طالعته بنظرات مستفهمة احتضن كفيها يربت عليهما
فريدة أنا قررت أجوز ميرال لإلياس ومش عايز اعتراض .
ضيقت عينيها متسائلة بلهفة
ليه يامصطفى علشان راجح ظهر تاني صح..
إيه اللي بتقوليه دا هو أناخايف منه علشان أجوزها لإلياس !..
تأملها بعينين حزينة ونظرات مترجية
فريدة إلياس عمره ماهيتجوز لو فضل كدا عندي أمل في ميرال ..
هبت من مكانها تفرك بكفيها ثم
حانت منها نظرة ممزوجة بعيونها المترقرقة
أصابه الحزن فنكس رأسه للأسفل
كان عندي أمل فيها الولد يوم عن يوم قلبه بيقسى فكرت لما يتجوز قلبه يحن ويبعد عن قسوته شوية ..
هاج قلبها على حالته جلست بجواره
طيب عايزة مؤخر كبير علشان مايحاولش يطلقها..قالتها بابتسامة حزينة...رفع رأسه يطالعها مذهولا
موافقة..هزت رأسها تربت على كتفه
وأجابته بنبرة واثقة
ابنك مش قاسې يامصطفى هو عايز يفهمنا كدا بس لو قربت منه هتلاقي حنية الدنيا كلها عنده المهم مايكرهش البنت