حور بقلم الكسندرا عزيز
هم كانوا في ملجأ... حبوا بعض واتجوزوا... وجوزها اجر شقة في حينا وكان بيشتغل في ورشة.. بس بعد ما ماټ الله يرحمه... يعني.. هي ست وحدانية يا باشا.. والعيون عليها... وبرضه هتصرف منين... ف يعني..
سيف خلاص يا صفاء.. اديني اسمها... وهرد عليكي بالليل
صفاء... بامتنان... تسلم يا باشا... اسمها وعد.. وعد.......
يجلس رأفت ومنى وجين. وذلك الثنائي المشاكس
في حجرة الطعام
رافي بص انا طلعت وناديت ماحدش رد عليا
راني طب اهدي شوية... علشان بابي مايزعلش
منى بتتكلموا ايه يا حبايب نانا
راني ولا حاجة يا نانا
صباح الخير
قالها حاتم الذي دخل حجرة الطعام وهو يمتلك خصر زوجته
راني اتأخرتو ليه
رافي وما رديتوش علينا ليه
جلس مكانه وجلست زوجته بجانبه
جين وانا مالي دلوقتي يا بابي نا انا ساكته اه
حاتم اكيد عايزة حاجة انا عارف.. يا جين هانم... والا كونتي قائد الھجوم ده
راني ايوة يا بابي هي عايزة....
جين هامسة پغضب... راني يا زفت.. انطق وشوف هقول ايه......
رافي اسكت الله يخربيتك.. لوقلت هي هتقول وتبقى كرثة
حاتمايه مخلف عصابة... ربنا يهديكوا... قومي ورايا ياجوي خليني امشي
راني يعني جوي هتعمل ايه لما هتمشي يعني
رافي اكيد هينفخ في عنيها زي كل مرة على الباب
اقترب منهم سريعا ينوي امساكهم من اذانهم
جروا سريعا حتى لايلتقطهم
حاتم بقي كده.. مافيش ماتش انهردا عند حور وسيف
جين وانا مالي بيهم انا.. انا هروح معاك.. والعب الماتش
جوي بغضي.. بص دي بنوتة
دي.. دي كانت جية ولد بس غلطت وجت بنت
منى اخص عليكي يا جوي..في ولد بالطعامة والجمال ده
جين ربنا يخليكي يا نانا دايما ناصفاني
غرق رأفت في موجة الضحك
المعتادة... انهم عائلة مجانين بحق...
اقتربت جوي من حاتم.. لم تعد قادرة على الاحتمال فتبك الزوجة الرقيقة.. الانثي المتكاملة.. تنجب ابنه جمالها كاسح.. لكن جيناتها خاطئة... فوالدها هو السبب...
حقا انهم اشقية.. يتفقون على الكوارث... بتحدثون مع الجميع بطريقتهم.. لكن عند المواقف الجادة.. والحدود... يضعون لهم الف حساب
بالخارج
سيف ابعتيلي يحيى يا اسماء
اسماءامرك يا سيف باشا
دخل يحيى
يحيى صباح الخير يا سيف. قالها وهو يجلس علي المكتب امامه
يحيى رادفا بتوجس... خير..
سيف بسخرية.... هو انا مراتك
يحيى بنبرة حالمة.. يا ريت مراتي كانت هنا.. احسن من شغل الشركة ده... و...
سيف وايه يا أخوية
قالها وهويضع يده اسفل ذقنه يتأمل المتحدث
توتر يحيى
يحيى وو.. ولا حاجة
سيف ايوة اظبط كده.. عايز اعرف معلومات عن واحدة
يحيى واحدة مين
سيف بجدية... انت عارف ان ماخدش بيدخل القصر من الخدم الا تحت اشرافك.. بس صفاء محتاجه مساعدة لجارتها.. انها تشتغل فعايز اطمن انها سليمة
يحيى اممم.. ماشي ياسيف اسمها بس وساعة وكله هيبقى نحت ايديك
سيف تمام.. اسمها وعد..............
مر اليوم وعاد سيف...
سيف خلاص يا صفاء هاتي جارتك من بكرة... ومكانها معاكم في الملحق.. ماحدش يدخل هنا غيرك.. تمام
صفاءتمام يا باشا تمام.. كتر خيرك
سيف تمام.. اتفضلي انتي
جلس في مكتبه يدرس اوراق صفقة ما..
وعد الله يا خالتي. البيت كبير وحلو
صفاءاه يا وعد.. بصي يا حبيبتي.. انتي هتقعدي هنا في الملحق.. هتساعدي الباقيين في شغل المطبخ.. انما البيت الي هناك ده.. ماحدش بيدخله ابدا.. غيري انا
وعدبنبرة حزينة... وانا مالي بيه يا خالتي.. ما انتي عارفة الي فيها
ربتت علي كتفها
صفاءبمواساة... ربنا رايدلك الخير يا وعد..
اغمضت عينيها بحزن تتسرب احدي دمعاتها على حياة يلبت منها كل شئ
في النادي.. يجلس بحيى مع يوسف
يوسف خف على مالك شوية
يحيى وانا مالي ابني ولا ابنك
يوسف.. يحيى.. الواد هتموته كده
اقترب منه يحيى هادرا پحده مضحكة
يحيى بنتي.. والوحيدة.. عايزني اسيبهاله كده يستفرد بيها
زفر انفاسه في حنق
يوسف اطفال.. دول اطفال يا يحيى
تراجع يجلس على كرسيه
يحيى اطفال.. اسكت شايف صباعي الي لسه سنانها معلمه فيه..
يوسف بنبرة مرحة... هههههه.. حرام يا يحيى
علشان عضة
يحيى ماتستفزنيش... البنت بجحة وبتحبه انا عارف.. والواد سم وبيتزفت يحبها.. وبمرة يكبرو. بس مش هنولهاله.. مالك الزفت
يوسف دا ابني على فكرة
يحيى بسخرية... اتنيل انت وابنك
تلك الهادئة بعيونها
الساحرة تجلس بجانبه.
بعد تريبهم
ازاح خصلة من شعرها تمرددت على عينيها
مالك بطفولية... عينك حلوة قوي
حورببراءة... شبه حور
مالك انتي احلي
حوروانت كمان حلو
. امسك يدها يقبلها
مالك.. بطفولية بحتة.. بكرة اكبر ونتجوز..
يحيى پغضب.. بكرة تكبر ونقرا الفاتحة عليك... سيب ايدها يا متخلف انت..
وقف أمامه مالك لا يخشاه.. ووقفت خلفه تلك البريئة
مالك ايه يا عمو.. احنا هنكبر ونتجوز
يحيى يجز علي اسنانه.. يوسف شيل ابنك من ادامي احسن له
ثم امسكه من ملابسه
يحيى بتمسك ايدها ليه ه.. وتبوسها ليه.. مين قالك تعمل كده
مالك مردفا... بابي بيبوس ايد مامي.. هو بيحبها.. وانا بحب حور
قذفه لوالده
يحيى خده بدل نا اقتلهولك
ثم امسك يد صغيرته يجرها خلفه
وهي مازالت تنظر لمالك
من يراهم يقول عشاق وبالغين.. وليسوا اطفال سيطيحون بعقل يحيى
مر شهرين
يجلس معها في الليل في الجنينة
سيف بحنان... خلاص يا حور الجو برد
حورهامسة... سيبني شوية
سيف يلا الجو برد علشان ماتتعبيش
صفاءبصړاخ.. وقلق.. الحقني.. الحقني يا سيف باشا
سيف بتوجس وقلق.. ايه في ايه يا صفاء
صفاءاحقتني يا باشا.. وعد.........
الفصل 2
الحقتي يا باشا وعد
مالها وعد
ووعد بتولد
ثانية واحدة صدمة حلت عليه لم يكن يعلم بحملها من الاصل... وتلك التي في حضنه.. تشبثت به بشده.. حتى أنها جرحت ظهره بأظافرها...
فتماسك السنوات السابقة من صبر ورضاء بحالهم.. بهت الان... في منزلها سيده.. وحامل.. ستنجب... انها تعيش شعورا تأملت حور ان تعيشه...
اغمض عينيه پألم نفسي.. وجسدي.. فهي تضغط بأظافرها بشده
فتح عينيه
طب يا صفاء.. جهزوها وهطلب الاسعاف حالا
م ماه.. مش هينقع
ايه للي مش هينفع
اصل المية نزلت
طب هننقلها بالعربية بسرعة
باشا.. انا عايزة حد بس يساعدني وهولدها هنا
ت. ءي
يا باشا مافيش حد هنا من الخدم غيري انا.. وانا عايزة حد تاني معايا يساعدني
ااا انا هروح
قالت وهي تخرج من حضنه.. وتفك قبضتها
تروحي فين.. هجيب حد من الحرس يساعدك
ياباشا دي واحدة ست.. ومحجبة
خلاص... انا هروح... وعلي الأقل هشوف هي هتحس بإيه
كوب وجهها
حور.. حبيبتي.. حد من الحرس يدخل.. و
سيبني..
قالتها برجاء باكي
لم يستطع الرفض.. فليحدث ما يحدث
ذهبا خلف صفاء.... كلما اقتربا سمعا صړاخها
انتفضت حور ما ان رأتها... ترقد على الارض.. متعرقة بشدة... شعرها مبتل جدا.. تصرخ من الالم...
انتفضت حور... تراجعت خطوة للخلف.. واسندها سيف
فقد تذكرت يومها.. تذكرت تسممها.. ونزيفها
كانت ترتدي عباءة خضراء خفيفة... وشعرها الاسود الحالك مكشوف... انها جميلة للغاية رغم تعبها ومعاناتها..
اه الحقيني يا خالتي.. خلاص روحي بتروح مني
اقترب سيف حملها وهي تصرخ.. دخل بها احد الغرف وهي تبكي بشدة.. من الالم
اقتربت صفاء بالماء الساخن
وجلست حور بجانبها تبكي مثلها...
فأمسكت وعد يدها... تضغط عليها.. ومع كل صړخة تطلقها وعد.. هناك صړخة مطابقة من حور...
اخذت تبكي مثلها... وتمسح جبينها... وتربت على شعرها
باشا..عايزة فوطة..
نظر لها ماذا
ماعلش يا باشا حقك عليا.. بس مش هعرف اتصرف..
مع صرخات وعد وبكاء حور
حتى جاءت روح جديدة الي الحياة...
مع صړخة.. هدأ كل شئ فجأة
من صرخات وعد.... بكاء حور.. وثبت سيف في مكانه
اخذت وعد تنظر لتلك الحياة التي خرجت منها.. ودموعها مسترسلة علي جانب عينيها... رفعت يدها الحرة كأنها ټلمسها.. مبتسمة من بين دموعها..
تضغط بشدة على يد حور.. التي ورمت من ذلك الضغط
اما حور
مذهولة.. كيف جاءت هذه الروح ابتي أمامها وتصرخ.. ما كل هذا الكم الهائل
من الالم...
ما كل هذه الفرحة التي غمرت وجه وعد عند رؤيتها...
دموعها مسترسلة على وجنتيها.. فهي لن تعيش ابدا هذه اللحظة في حياتها... لن تعطي تلك الحياة لاحد
ابدا.... فقط تنظر لهذه الروح وهي خرجت.. وآلمها قلبها مع اول صړخة لها
وعد.. الحمدلله بنت زي القمر...
ب بنتي
ايوة يا حبيبتي.. بنتك... يلا علشان نروح المستشفى.. وتبقي كويسة.. وتشوفيها
ازداد ضغطها على كف حور...
بنتي... بنتي..
ومن ثم اغمضت عينيها مبتسمة..
وعد... وعد.. اصحي... يا وعد اصحي لبنتك.. وعد هتسيبيها لمين.... وعد
اخذت تصرخ صفاء.. تلك السيدة الكبيرة التي احبت وعد كابنتها.... وهي تهزها بشده...
وعععععععد
سيف يحمل الطفلة.. التي فتحت عينيها ببطء.. فأسرته.. وولدت نبض جديد على قلبه.. حركت يدها أمام وجهها.. فرفع اصبعه.. خوفا من ټأذي نفسها.. فأمسكت اصبعه.. وقبضت اصابعها النحيلة ذات البشرة المبتلة بشده... عليه...
ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهه
حور.. بجانب وعد التي القت حتفها.. تركت كفها الان.. اخذت تبكي.. فقط بدون صوت
ترى سيف ينظر بابتسامة للطفلة التي يحملها... صفاء مڼهارة تهز في چثة وعد
قامت اقتربت من سيف.. ناسية ۏجع يدها التي تورمت.. ومازال عليها علامات اظافر وعد
وصلت لسيف الذي تلقائيا رفع عينيه لها.. ثم مد لها الطفلة
نظرت له والدموع ټغرق وجهها.. ثم لها..
حملتعا منه
اصدرت الصغيرة صوت غريب... ومازالت متمسكة بإصبع سيف...
فتحت عينيها مرة أخرى
فأسرت قلبها كما اسرت قلب سيف منذ دقيقة...
ثم اخذت تصرخ من بعد هدوئها المؤقت
افاق سيف من اندهاشه بهذا الملاك الذي يحمله
نظر لصفاء التي تتوسل لوعد ان تقوم.. لكنها فارقت الحياة
جلست حور على الارض وهي تحمل الطفلة.. بعد ان تركت اصبع سيف...
تسند ظهرها علي الفراش..
دموعها تتسرب بغزارة.. وفقط تنظر لتلك الطفلة التي تصرخ فقط.. كأنها تتأمل فيلما سينيمائيا
اخرج تليفونه الذي كان في سترته
بصوت ناعس اجاب
الو
بسرعة تكلم المستشفى وتجيلي علي القصر بعربية اسعاف.. ودكتورة اطفال.. معاها كل حاجة لبيبي لسه مولود.. وتجيب ريم وتيجي..
سيف
بسرعة يا يحيى
لقد كان نائما مستمتعا بدفء احضانها.... حتى افاق من نومه على صوت هاتفه
وجده سيف الذي كان غاضبا وكلامه حاد
انفض جالسا
قالت بنعاس
في ايه يا يحيى
مش عارف.. سيف عايز اسعاف علي البيت ودكتورة اطفال وعايزك كمان
حور.. جرالها حاجة
اهدي.. سيف كان صوته ڠضبان بس.. نبرة لهفته على حور مش موجودة
طب.. يلا.. يلا بسرعة
وصل الإسعاف... حاملا وعد.. تلك اليتيمة التي تربت في الملجأ.. وهي ايضا جميلة بشدة... تزوجت احمد الذي احبها من صغرها.. وتركا الملجأ.. وتزوجا هما الاثنان ملامحهما منمقة وجميلة... وعيونها خضراء.. وهو زرقاء... لمن الحياة لم تكن في صفهما.. ماټ اثر حاډث.. وهي ماټت تاركة صغيرتها التي لم ترى وجهها
وريم بجانب حور التي مازالت تحمل الصغيرة.. لا تريد تركها لطبيبة الاطفال حتى تراها
رغم محاولاتها ومحاولات ريم
دخل سيف...
وجدها متشبثة بها
اقترب وجلس أمامها
حور.. حبيبتي.. يلا.. ادي البنوتة للدكتورة تكشف عليها
رفعت عينيها الباكية هامسة پألم
لأ.. هي هتاخدها... خليها معايا يا سيف.. والله هحبها.. انا اصلا حبتها.. خليها.. هي مامتها.. مامتها راخت.. وانا هحبها والله
تألم لنبرة حزنها
خلاص بللش دموع.. واديهالي وانا هفضل جنبك وجنب الدكتورة... لخاد ماتكشف عليها.. وناخدها جوا على القصر.. يلا يا حبيبتي
تركته يأخذها من بين يديها.. وهي تنظر لها بشده
كشفت عليها الطبيبة.. وكانت جاءت لها بملابس.. جميلة.. البستها لها
وصعدت حور حاملة الطفلة.. لا بل تخفيها من الجميع.. خوفا