الجزء الثاني بقلم امنية سليم
بسهولة . لكن لم تكن تتوقع ان يكون الامر بكل تلك الصعوبة .. وان تجد ذلك الرفض منهما حتى قبل ان يعرفاها .. وما يزيد الامر تعقيدا وجود نجوان التى ما لبثت ان بدات تنشر سمومها فى قلب ابناءها نحوها
حاتم بجدية وهو يمسك يد عليا وينظر لها بثقة ليطمئنها ليحثها على السير معه ليصعدا للطابق الثانى
اظن كدا الموضوع انتهى .. وكل ما تتقبلوا دا اسرع . كل ما الامور هتبقى احسن
فتح فمه پصدمة واغمض عيناه كأنه لا يصدق ما سمعه للتو .. ليجلس على المقعد القريب منه.. ليفك رباط عنقه حتى يتنفس فهو يشعر بالاختناق ..
لتقترب منه هدى بقلق على حالته وتسارع انفاسه منذ اخبرته بان علياتزوجت من حاتم
هدى بقلق واضح
صالح .. انت حاسس بايه لو تعبان هتصل بمالك
عاوز بس اشرب .. ليبتلع ريقه بصعوبة
هدى وهو تلتفت لحور الواقفة خلفها متوترة لتقول بسرعة
كوببابة مية بسرعة يا حور
لتهز حور راسه وتسرع للمطبخ لاحضار كوب ماء .. لتنحى وهى تقدمه لصالح بصوت مهزوز
_تفضل اشرب
ليعتدل صالح فى جلسته ويمد يده يأخذ الكوب منها ليرتشفه مرة واحدة .. ليعيده لها فارغا بابتسامة خاڤتة
_ العفو
ليتنهد بقوة و ينهض مرة واحدة ليغادر لتلحق به هدى وهو يقترب من باب منزلها لتساله باضطراب
_ صالح لازم تسمعنى وتعرف انها مش ..
قاطعها صالح باشارة من اصبعه ليتابع بحنق
_لو حد لازم يشرحلى اللى حصل فهى مش انتى يا هدى .. واكمل بعصبية وهو يضرب بقبضته على الباب
_ اختك لازم تفهمنى عملت كدا ليه ... وباى حق تلعب بيا بالطريقة دى .. لو حد مديونلى بشرح فهى عليا يا هدى
طيب انا هتصل بها عشان تجى هنا .. هتفت بهذا لتضع يدها فى جيب عباءتها المنزلية لتخرج هاتفها .. لتفاجا بصالح يجذب من يددها هاتفها قائلا بنبرة تهكمية
_مالوش لزوم اتصالك .. انا هروحلها
لتشهق هدى
هتروحلها فين !
ليضحك صالح بسخرية
_هروحلها بيتها .. بيت الرجل اللى باعها زمان رماها فى السچن .. داس عليها ودلوقتى هى عملت فيا اللى هو عمله فيها زمان .. بعد اذك
لتزفر بقوة وهو تمسح جبهتها
_ مظنش كان له لزوم تدافع عنى كدا تحت وو
قاطعها حاتم بضحكة بصوت مرتفع ليقترب منها ويتابع ببرود
_ اولا انا مش دافعت عنك !! .. انا بس مبحبش حد يفرض رايه عليا وتانى حاجة انا عملت كدا عشان اصعب الامور عليكى
عليا بعدم فهم
_تصعب عليا الامور !! يعنى ايه
حاتم بهدوء وهو يجلس على مقعد شاغر بجواره ليضع ساق فوق الاخرى
_يعنى عشان اكره عيالك فيكى .. انا عارف ولادى اكتر منك .. وبتصرفى تحت دا خليت مريم ويوسف ياخدوا موقف عدائى تجاهك .. وتابع بتهكم
_والباقى نجوان هتعمله انتى عارفه انها مبتحبكيش من زمان فسهل تبعدهم عنك
شهقت عليا پصدمه لتفتح فاها وتقول پغضب حاد
_ امال تجوزتنى ليه
_عشان ادفعك تمن خېانتك .. عشان احطك فى نفس المكان مع عيالك واخليكى تشوفى كرههم لكى فى عيونهم .. فيكى تقولى عشان اعذبك ودفعك تمن عذابى من خېانتك
اغمضت عليا عيناها پصدمة فهى تعلم انه يكرهها .. لكن لم تتوقع ان يصل كرهه لهذا الحد من الجنون
لتفتح عيناها على طرقات باب الغرفة ليأذن حاتم للطارق ان يدخل .. لتدلف احدى الخادمات تقول بتهذيب
فيه بيه تحت عاوز الهانم
حاتم بتساؤل
بيه مين
_واحد بقول اسمه صالح رشوان
ليهب حاتم واقفا پغضب ليقول بصوت مرتفع
_قوليله الهانم مش فاضية
_قوليله انى عشر دقايق وهنزله
استدار حاتم يرمق عليا پغضب .. لتتابع عليا بثبات
_يلا روحى وقدميله حاجة لحد ما انزل
لتنحى الخادمة فى احترام وتغلق الباب وتغادر .. ليتجه حاتم نحوها پغضب قابضا على ذراعها بقوة المتها لكنها اخفت هذا خلف ابتسامه باردة اعتلت ملامحها
حاتم بزعيق
ايه جابه هنا
_ اكيد جاي يقابلنى ويعرف انا عملت كدا ليه .. لتتابع وهى تبعد يده عنها ببرود
_ بس انا هقوله الحقيقة
_ حقيقة ايه
عليا بابتسامة باردة
انى تجوزتك عشان عيالى .. وانها فترة مؤقتة وهرجعله ونتجوز ومش كدا وبس هرجعله انا وولادى ... واكملت بتحدى
انت جبتنى هنا عشان تذلنى !! واه قلت عشان اشوف نظرات الكره فى عين عيالى صح .. انا بقا جت هنا عشان ادفعك انت وعيلتك تمن اللى حصلى وواوعدك انت هتشوف نظرات فعلا فى عين عيالى ليا بس نظرات حب .. مظنش حتى انهم ممكن يكون بصولك بها قبل كدا .. جايز هو يكرهونى فى الاول بس صدقنى الكره دا كله هحوله لحب وهتشوف .. وتابعت وهى تقتترب منه تنظر فى عيناه بقوة
_انت هتتفرج علىا وانا بدفعك انت وعيلتك بالبطى اوى تمن كل عذاب شفته
لتسير مبتعده عنى وتدير له ظهرها لتتابع بسخرية
انت توقعت تشوف دموع فى عينيا لما تقول كلمتين دول بس للاسف مش هقدر احققلك امنيتك دى .. لان عليا القديمة ماټت وانتم دفنتوها لكن اللى قدامك دى مستعدة ټحرق الدنيا كلها عشان عيالها وصدقنى اول حد هحرقه انت
غادرت عليا لتصفع الباب خلفها بقوة .. لتتقلص ملامح حاتم ليس بسبب ما قالتها فهو نفسه كان ېكذب عليها هو تجوزها حتى لا يسمح لغيره بتملك حبيبته .. كان يشتعل ڠضبا وغيره من نزولها لمقابلته فى عقر داره !!
هبطت عليا بتثاقل للاسفل لتقابل صالح.. فهي تعلم انها اخطأت في حقه وانه لديه كل الحق فيما سيقوله .. لتقف امام باب غرفة الاستقبال تتنفس بهدوء لتستعد لتلك المواجهه .. لتفتح الباب لتجده جالسا علي احدى الارائك بوجه متهجم وينظر للاسفل .. لتدلف وتغلق الباب خلفها وتسير نحوه ببطء .. لتقول بخفوت
_صالح
ليرفع نظره نحوها ليقول بهدوء ما قبل العاصفة
_اهلا يا عليا هانم.. ولا تحبي أقلك مدام