الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الجزء الثاني والاخير بقلم اسراء عبداللطيف

انت في الصفحة 37 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

 

الممرضه فمها في ضيق ثم وضعت العلبه التي بيدها على الطاوله قائله 

_ يا نور ماينفعش كده  لازم تاخدى العلاج دكتوره زينا لو جات و ملقتكيش خدتيه هتزعل منى أنا 

ضمت نور ساقيها إلى صدرها و لفت ذراعيها حولهم و أشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذه و لم تنطق ب كلمه 

أشفقت الممرضه كثيرا عليها ف أقتربت منها و جلست بجوارها لتمسح على ظهرها ب رقه قائله ب هدوء 

_ نور  أنا عارفه إنك أتعرضتى لحاجات كتير وحشه بس صدقينى كده أنت بټأذي نفسك هتفضلى كده محپوسه هنا !

كانت نور تستمع إلى كلماتها و هى تتذكر ما عرفته من حقائق بائسه ف أغمضت عيناها ب قوه لتنساب العبرات على وجنتيها 

لمحتها الممرضه صباح ف حركت رأسها ب حزن قائله ب آسي 

_ ربنا يخفف عنك يا حبيبتى  أنا عارفه إنك شايله كتير جواك  بس لو تتكلمى و تخففي عن نفسك لكن أنت يا حبة عينى مانطقتيش ب كلمه من ساعة ماجيتى 

كانت الأجابه على حديث الممرضه هو الصمت التام من نور ك العاده ف ما كان منها إلا أن تقف و تخرج من الغرفه تاركه أياها ب مفردها

ظلت نور تحدق بنقطة ما من النافذه و العبرات تنهمر على وجهها و خرج صوتها ضعيفا 

_ كڈب  ك كله كڈب لا أبويا هو أبويا و لا أمي هى حتى أخ أختى كانت أنانيه معايا و الش الشخص الوحيد اللى حبيته ب هدلنى ليه  لليه !

 

في فيلا معتز 

جلست زينا قبالة معتز الذى كان منهمك بقراءة أحدي الصحف و مدت يدها لتتناول فنجان القهوه الخاص بها قائله ب هدوء 

_ أدهم أتصل بيا يا معتز 

أنزل معتز الجريده و طبقها ليضعها على الأريكه بجانبه و خلع نظارته الطبيه قائلا ب ضيق 

_ ليه  مش قولنا نقفل على الموضوع ده نهائي  و خلاص على كده  ليه بيتصل تانى 

لوت زينا فمها فى ضيق قائله 

_ ماتنساش إنه ابن عمى يا معتز 

_ ابن عمك !

لا مش ناسي يا زينا  و ياريت ماتنسيش أنت كمان اللى جالنا من مشاكل من ورا عيلة حضرتك الكريمه و أهو المسكينه أختك ملقحه فى المصحه !

_ وقفت زينا صائحه ب ڠضب 

_ خلاص يا معتز  خلاص اللى حصل حصل  و اهو والدى بيتحقق معاه و هياخد جزاته و نور محدش راح قالها تهرب علشان تتجوز جاسر في السر  اللى هو أخونا 

وقف معتز و عقد ذراعيه أمام صدره و أبتسم ب سخريه قبل أن يعلق ب 

_ أنا ملاحظ إنك بقيتى تقولى والدى و اخويا كتير  ناسيه والد حضرتك المبجل إنه هو اللى رماك زمان أنت و نور !

_ يوه  خلاص يا معتز  مش كل شويه تقول كده و ياريت تحترم نفسك و أنت بتتكلم عنهم ده أبويا و دى عيلتى فاهم 

أقترب معتز منها و وضع كفه على ذراعها ثم ضحك ب سخريه قبل أن يقول 

_مش غريب عليك الكلام ده  و أنا أقول جايبه القسۏه دى كلها منين ما أنت زي أبوك ب الظبط 

لم يترك معتز مجالا لزينا حتى ترد على حديثه و صعد إلى غرفته ليتركها تشتعل ڠضبا 

ألقت هى بجسدها على الأريكه و سمحت لعبراتها ب الخروج قائله 

_ أكيد لازم أكون زيه  ما أنا بنته !

 

ب القاهره 

السجون 

جلس أدهم ب غرفه مغلقه بها طاوله و مقعدين من الخشب و ظل ينظر إلي ساعة يده حتى فتح الباب و دخل أحدي العساكر و معه عاصم قائلا ب جديه 

_ خمس دقايق مش أكتر 

ثم خرج صاڤعا الباب خلفه بقوه 

تأمل أدهم هيئة عاصم الذى كان ينظر أرضا بتلك الملابس الخاصه بالسجن مر ما يقرب من شهرا و لم يراه لقد تغير كثيرا إنه عاصم الذى كان مفعم بالقوه و الشده ماثل الآن و هو ضعيفا جدا يبدو إنه قد كبر عشرات السنوات بتلك الأيام القليله 

رفع عاصم وجهه لينظر إلى أدهم ب أنكسار ثم أقترب ليجلس على المقعد المقابل له قائلا بحزن 

_ جاي تشمت فيا مش كده !

حرك أدهم رأسه يميا و يسارا قائلا بهدوء

_ ابدا جاي أطمن عليك !

ضحك عاصم بسخريه قائلا بآسي 

_ تطمن عليا !

أطمن ماتخفش محاكمتى بعد أسبوع و متأكد إنى هاخد أعدام  و عارف إنك جاي تقولى ده جزات اللى كنت بعمله فيك أنت و جاسر صح !

أبتسم أدهم و هو يضم كلتا يديه معا و يضعهم على الطاوله و ينظر إليه قائلا دون أن ينظر إليه 

_ ابدا لو على حقنا ف أحنا مسامحين بس ده حق الناس اللى أنت أذيتهم من غير سبب 

_ ماتفرقش كتير المه

_ لأ تفرق اللى حصلنا و اللى مرينا بيه ده ذنوب الناس اللى أذيناها نهله اللى ماټت على أيدك و جاسر اللى بين الحياه و المۏت و يا عالم هيفوق و لا لأ وبناتك اللى رافضينك تماما وأنا اللى عمرى ما دوقت الراحه فى يوم واحد عايش حياتى كلها و أنا بمۏت في اليوم مية مره 

بكى عاصم و هو يستمع إلى كلامه و ډفن وجهه بين كفيه قائلا برجاء 

_ كفايه يا أدهم كفايه 

سقطت عبره على وجنة أدهم و هو يعلق بسخريه

_ ما هو فعلا كفايا  كفايا لأننا وصلنا للنهايه النهايه البائسه المعروفه و بفضلك أنت !

وقف عاصم و ألتف ناحية أدهم و أمسك يديه قائلا ب رجاء من بين عبراته 

_ أبوس أيدك يا أدهم سامحنى وخلى بناتى يسامحونى نفسي أشوفهم مره واحده بس قبل ما أموت و يسامحونى أوعدنى إنك تفضل جنبهم و ماتسبهمش وجاسر يا أدهم خلى بالك منه ده طايش

حرك أدهم رأسه ب الموافقه من بين عبراته و وقف وأحتضن عمه ب قوه قائلا وهو يمسح على ظهره 

_ حاضر هعمل كده وماتخفش أنا رايح لنور و زينا النهارده و مش هرجع غير بيهم 

أبتعد عاصم عنه قليلا قائلا ب حزن 

_ اللى حص حصلي كس كسرني يا أدهم كسرنى !

_ كل حاجه هتتصلح إن شاء الله 

ثم أبتسم و هو يتابع 

_ و أول حاجه هعملها إنى أطلب نور منك أنت

أبتسم عاصم رغم الحزن الذي يسكنه قائلا و هو يحتضن أدهم 

_ و أنا موافق يابنى ودي أمانه في رقبتك خلى بالك منها 

_ دي في قلبي قبل ما تبقي في عينيا

 

ب الفيوم 

ب المصحه النفسي 

جلس كلا من أدهم و زينا أمام الطبيب المعالج لنور الذي قال بهدوء 

_ حالة نور حساسه أوى خصوصا بعد اللى عرفته منكوا فجاءه كده تلاقي كل حاجه حوليها كڈب في كڈب صعبه

 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 45 صفحات