الجزء الثاني والاخير رواية جديدة
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه
لتتسع عينا يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة!
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب!
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة!
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري!
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ.. هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه..
حلق عليه معايا يا عم بخ!
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي..
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية!
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
هو طلع مش المفروض ياكل فراخ عشان يتغذى كويس!
لأ
يقطعني!
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره... سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع تلك المچنونة... ولكن لم أحس أن چنونها ذاك قد راقه نوعا ما !.....
في القصر.....
كانت أيسل جالسة في غرفتها أمام لوحتها الحبيبة تاركة العنان لفيض افكارها لينطلق سابحا بين بحور تلك اللوحة فيشكلها بألوانه المشعثة...!
خير اللهم اجعله خير متهيألي انك عارفه إن بدر مش هنا !!
لأ منا مش جايه عشان بدر انا جايالك انتي
عقدت أيسل ما بين حاجبيها بتعجب واضح وهي تردد مستنكرة
جايه عشاني أنا!! ليه هو في إيه بيني وبينك عشان نتكلم فيه
فهزت مريم رأسها نافية بنفس البساطة المقلقة
لأ منا برضو مش جايه اتكلم!
امال جايه ليه
برز فحيح الثعبان السام من بين حروفها وهي تخبرها بصوت غامض
جايه أخد حقي
حينها نهضت أيسل لتهز رأسها بعدم فهم مغمغمة بحدة
حق إيه يا ام حق إنتي انتي مچنونة يا بت انتي
وما إن انتهت مريم حتى قالت بصوت بدا لأيسل طلسم لاستحضار شيطان ما
هتعرفي ازاي وانتي حتى مش فاكره ولا على بالك الغلبانة اللي ډمرتي حياتها
كانت أيسل متسعة العينان... تحاول استيعاب ما تتلفظ به تلك المچنونة من تراهات !!...
فيما استكملت مريم وهي تحدق بالفراغ امامها وكأن تلك الذكرى قد وجدت مكانها في عقلها المبطن بالسواد والحقد.. فاشتعلت لتزيده سوادا وظلمة.....
مش فاكره مريم صاحبة اختك مريم اللي كانت مع أختك ريم في نفس بيت الډعارة في اليوم اياه مريم اللي اتصلتي بأختك ساعتها وخلتيها تنزل بسرعة من غير ما تقول لحد عشان عرفتي من البواب إن البوليس جاي! مريم اللي ماخلتيش أختك تروح تشهد إنها كانت معايا وإننا مكناش نعرف إنه بيت ډعارة مريم اللي إتحبست بسبب انانيتك ٣ سنين ظلم مريم اللي اټشوهت في السچن وبرضو السبب الرئيسي إنتي!
إتصدمتي ليه! كنتي