رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن
عليها يا عيني عليكي يا بنتي .. نقول ايه بس دا النصيب كدا!!
أمرها الجد بنبرة حازمة تكلمي بنتك الصبح وابريل في المدرسة وتخليها تيجي من الاسماعلية تشوف بنتها والا انا اللي هكلمها وههزق اللي جابوها
حاولت تحية تخفيف انزعاجه الواضح وهي تربت بلطف على كتفه خلاص خلاص هدي نفسك يا فتحي يا اخويا مش ناقصين السكر يعلي عليك تاني والنبي
صاح فتحي پقهر ممزوج بالكرب وهو يضرب كفا بكف يرضي منين يا ناس ان عيلة صغيرة ماكملتش 10 سنين عايشة مع اتنين عواجيز زينا وكل الناس حواليها بين امهم وابوهم واخواتهم
إتنفضت ابريل من مكانها فجأة مرددة اعتراضا بريئا لا يا جدو ماتقولش كدا انت وستي بالدنيا عندي كلها ..
همهمت ابريل تسترضيه بنبرة صوتها الرقيقة ماتزعلش مني يا جدو خلاص انا مش هسأل تاني
كانت عيناه تتألقان بحب وحنان كبيرين وهو يتحدث بنبرته الدافئة لا يا حبة عين جدك انا عمري ما اقدر ازعل منك .. دا انتي حته من قلبي و ربنا يعلم قد ايه بحبك اكتر وحدة في عيالي وعيال عيالي يا توته
عانقته ابريل بمحبة ثم مغمغمة بتضرع من أعماق قلبها الصغير ربنا مايحرمنيش منكو ويخليكو ليا يارب
ابتسمت أبريل إبتساع وهي تتشبث برقبته بكلتا يديها ثم غمغمت بدلع محبب حاضر
ابتسمت الجدة على منظرهم وهي تفكر في إلهام ابنتها التي لم تستطع أن تكون أما حنونة لتلك الفتاة الصغيرة متسائلة في عقلها كيف لم تشعر تجاهها بعاطفة الأمومة التي تمتلكها كل امرأة بغريزة فطرية ثم إقتربت منها تربت علي شعرها بحنان مرددة بين جنبات عقلها ربنا يكتبلك الخير والسعادة يا حبيبتي ويكون حظك لما تكبري احسن من اللي عايشة فيه دلوقتي.
فى الصباح الباكر
داخل فيلا فهمي الهادي والد ابريل
فى غرفة ابريل
تسرب صوت المؤذن يأذن صلاة الفجر وكانت عيون الجميع نائمة باستثناء عينين فيروزيتين تعبتا من الأرق.
راكعة ابريل بخشوع على سجادة الصلاة مرددة النداء معه كلمة بكلمة وعينيها مغمضتين وهى تشعر بقشعريرة في أطرافها بسبب رغبة ملحة تحثها على البكاء مجددا وهي تناجى ربها الذي إذا أراد شيئا فقال له كن فيكون تلجأ إلى الله وحده فهو قادر على بث الطمأنينة في قلبها المفتور مم أصابها.
أخذت ابريل نفسا طويلا عائدة من ذكريات طفولتها وهى تعتدل فى جلستها على ركبتيها ثم رفعت وجهها وكفيها للأعلى بينما تضرعت إلى الله بصوت مخټنقا بالدموع التي تقطر من عينيها المغلقتين الله يرحمك يا جدي .. اللهم احييني اذا كانت الحياة خيرا لي فانت اللطيف الخبير يارب
بقلم نورهان محسن
في مساء نفس اليوم
داخل فيلا صلاح الشندويلي
في الهواء الطلق تقام حفلة خطوبة ساحرة في حديقة واسعة مليئة بالأضواء الساطعة والطاولات مغطاة بأغطية أنيقة ومزينة بالورود فوقها الأطعمة والمشروبات المختلفة بينما تدوي الموسيقى بنغمات رائعة تبهج المستمعين.
خرج باسم من الشرفة إلى الحديقة الخلفية للفيلا لتنتشر رائحة عطره الرجولي القوي مع نسائم الهواء منتصب القامة أثناء المشي محدقا فى شاشة الهاتف ثم أطلق زفيرا يعبر عن حنقه بعد أن حاول الاتصال مجددا على نفس الرقم دون جدوى.
يخطو نحو المسبح بخطواته الواثقة فهو صاحب وسامة فائقة يرتدي بدلة كلاسيكية باللون الرصاصى وذات مظهر جذاب وفخم للغاية وقميص قرنفلى مع ربطة عنق بدرجة لون داكنة مصففا خصلاته السوداء بطريقة حديثة.
واخيرا حضرت خطوبتك يا مغلبة قلوبنا
قالها باسم بسعادة وهو ينظر إليها بعيون مليئة بالمحبة الخالصة لتلك المرأة الجميلة بإطلالتها المميزة في فستان بتصميم مشابه لفساتين الممثلين القدامى يصل إلى الركبة مصنوع من الساتان بلون الكشمير الفاتح وبالرغم من إنه بسيط جدا لكنه أنيق جدا بينما قالت هالة بتذمر مصطنع بعد أن أسبلت نظراتها إلى الخاتم اللامع في إصبعها بتتريق يا بيسو!!
غمز باسم لها وهو يمد إصبعه ليزيح جانبا خصلة من شعرها على جبهتها وهو يتأمل تسريحة شعرها المرفوعة إلى الوراء لتهتف بنبرة ماكرة هو مين فينا اللي مغلب العيلة دي ومش عايز يفرح امه بيه اللي هيطير برج من دماغها وتجوز...
وضع باسم سبابته سريعا أمام شفتيها قاطعا تدفق المزيد من الكلمات على لسانها قائلا باقتضاب زائف خلاص بالعة راديو هتسيحيلي في المكان استري علي اخوكي حبيبك
ضحكت هالة على مزحته مرددة بابتسامة عفوية خلاص هستر