الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن

انت في الصفحة 8 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


بعينين تلمعان بالإزدراء ربما ما ستفعله فظاعة من وجهة نظر الكثير لكن هم من جعلوها تخرج عن شعورها حينما حاولوا اقټحام خصوصيتها وإعطاء نفسهم الحق فى التدخل فى شؤونها وهو يستحق ذلك قبلهم بعدما أعطته الثقة فلم تتلق شيئا سوى الغدر والخداع وتمزيق قلبها بأنانية لكنها أيضا ملامة لأنها لم تكتشف حقيقته بنفسها عزاءها الوحيد هو أنه لم يفت الأوان والحق الذي منحته إياه سوف تسترده منه بتركه ونسيانه وكأنه لم يكن بحياتها يوما دون أن يشعر بالندم أو الأسف لأنها لا تجيد فن اللوم والعتاب بل تتقن التجاهل والابتعاد عن كل ما يقلل من شأنها.

ازدردت ابريل لعابها وهي تقوم بتعديل قناع الوجه الطبي الأسود على أنفها ثم ضغطت على قابس الألة الفضية وإلقائها على الفستان لتشب فيه الأجيج على الفور.
ابتعدت ابريل خوفا من ألسنة اللهب المنبعثة منه ثم هرعت بخطوات واسعة مختبئة خلف جدار غرفة الملابس بانتظار دخولها.
بقلم نورهان محسن
عودة إلى الوقت الحالى
خرجت ابريل من خلف الجدار والعرق يتصبب من جانبي وجهها وقد ملأ الضباب الكثيف الغرفة كلها وهي تلقي نظرة أخيرة على الفستان الذي التهمته الن لا تصدق أنها فعلت ذلك دون أن يرف لها جفن لكن ما تعلمه جيدا أن هذا الثوب الأبيض كان بمثابة راية إستسلام لحياة لا تريدها والآن فقط تشعر بإرتياح غريب يغمر جوارحها.
حدقت ابريل إلى خاتمها بنظرة طويلة لتزيله من إصبعها وترميه بين اللهيب بلا تردد ثم غادرت غرفتها متلفتة حولها بحذر ثم ركضت إلى الطابق السفلي دون أن يلاحظها أحد حيث أن الجميع الآن في الخارج ما عدا الخدم وهي تفكر بقلب حزين أنها ربما لن تتمكن من رؤية حبيب قلبها إبن أختها الصغير عمر بعد الآن لتتنهد بحزن حقيقى فلا مجال للتراجع ستغادر هذا المنزل وفي قرارة نفسها لا ترغب في العودة إليه مرة أخرى بعد ما عانته فيه.
بقلم نورهان محسن
أمام المرآب
عند باسم
ظلت ريهام في مكانها رافضة التحرك ثم إستفهمت بإستهجان هو انت معندكش ډم .. ما تسبيها تغ ور بعيد عننا!
ارتفعت حواجبه متعجبا ثم تساءل بحيرة شديدة ناجمة عن إستنكاره لجملتها الأخيرة تقصدي مين .. ومالك بتكلميني كدا ليه!!
اختتم باسم كلامه بسؤال آخر محتد وهى تشاهده بعيون مملوءة بالقلق لكنها تشبثت بكل ذرة ثقة بداخلها مانعة تسلل التردد إلى دواخلها ثم ردت عليه پشماتة فظة قصدي علي السنيوره اللي سابتك وحاليا في المطار مسافره وسيباك كده تو لع من الغيظ
قالت ريهام ذلك ثم قضمت شفتيها بأسف مصطنع وهي تستشف رد فعله بينما هو كان يستمع إليها بإنصات وهناك صواعق تلوح في أفق رماديتيه من وقت لآخر قبل أن يتساءل بجمود وانتي جبتي الكلام دا منين
ابتسمت ريهام بإنتصار وهي ترى علامات الصدمة واضحة على ملامحه المفاجئة فتوسع عينيها وهى تميل برأسها للجانب الإيسر متسائلة ببراءة زائفة هو أنت متعرفش ان كل الحوار دا كان لعبة مني..!
رفع باسم حاجبه الأيسر مندهشا مما قالته للتو بينما اقتربت منه بخطوتين مستغلة الأمر كفرصة لها ورفعت راحتيها نحوه مستشعرة نبض قلبه الهادر لتستأنف بقية حديثها ببرود أنا كلمتها واقنعتها بالسفر وقولتلها ان دي الفرصة الوحيدة عشان تقدر تتشهر وارتباطها بيك مش هيفيدها بحاجة
استمع باسم إلى تصريحها جهرا واعتصر قبضتيه بقوة من هذه الخبيثة فى حين أردفت الأخرى بنفس الصوت الخاڤت و شعرها يتطاير بسبب نسيم الرياح إلى الخلف عملت كل ده عشان ابعدها عنك .. واخد مكاني تاني جواك ..
تشابكت عيناها الزرقاوان التائقتان مع نظراته المرتكزة على ملامحها فائقة الحسن والجاذبية ثم غمغمت بغنج مش ممكن اصدق انك تنساني بعد ما كنت متيم بيا!!
غير مدركة لعينيه التي أصبحت غائمة بالغيوم الداكنة وهو يرآها تقترب ليباغتها بنفض ذراعيها من رقبته بسرعة كمن لدغته افعى وهو ينطق بصوت عال انتي اټجننتي!!
تقهقر باسم خطوتين إلى الوراء وهو يلهث بقوة فقد كانت كلماتها الأخيرة بمثابة الترياق الذي أيقظه من سحرها الآسر الذى أعاده لرشده هدر بصوت يرتجف من قوة المشاعر التى تفور بجسده بينما كان يرميها بنظرات ملتمعة بالإحتقار جايبة الس دي من فين !! هو انتي ايه مابتيأسيش..
تأججت زرقاوتيها بالعواصف واضعة إحدى يديها على خصرها ورفعت إصبعها السبابة وأشهرت به في وجهه لتهتف باتهام مصحوب بالسخرية بتتكلم وكأنك ملاك بجناحين .. مش هنمثل علي بعض يا حبيبي .. بأمارة العميلة بتاعت ابوك
لوى باسم شفتيه ساخرا وهو يتمتم ببرودة نقيضة للصواعق الوامضة في عينيه لا دا مش كفاية ق وعدم الكرامه اللي عندك .. كمان تنفعي تشتغلي في المباحث اهي حاجة تشغلك عني
تغضن وجهها بعدم رضا ثم دمدمت بحدة من بين أسنانها هو انت مش كفاياك عك طول السنين اللي فاتت دي .. دا كله عشان تهرب من حبك ليا وبرده مش قادر تخرجني من قلبك
جذب نفسا عميقا محاولا
 

انت في الصفحة 8 من 51 صفحات