رواية قطة في عرين الاسد بقلم سمرة
مراد اليها يراقب تعبيرات القلق على وجهه قائلا بتحدى
ايه المشكلة يعني لو ضعت .. مالك ومالى .. ايه اللى مخوفك كده
قالت مريم بتوتر
كدة عشان مامتك واخواتك محتاجينك
تفرس مراد فيها فأشاحت بوجهها .. عاد الى النظر أمامه بصمت .. توقفا عند احدى الإشارات المزدحمة وكل منهما شاردا .. اقترب بائع متجول يحمل عقود طويلة من الفل من مراد قائلا
فل يا بيه
هز مراد رأسه نفيا .. فقال الرجل بإلحاح وهو يلقى نظرة على مريم
فل للهانم يا بيه .. ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس
شعرت مريم بالحرج لظن الرجل بأنهما حبيبان .. وشعرت أيضا بالحزن وهى تقول لنفسها ليتك تعلم أنه اضطر لمصاحبتى اليوم من أجل شعوره بالمسؤلية تجاهى فقط ..فلا شئ يجمعنى به منذ أن رأيته إلا المصالح المشتركة .. رأت بطرف عينيها مراد وهو يشترى عقدا من الرجل ويضعه أمامه على التابلوه .. بالتأكيد ليتخلص من الحاح الرجل عليه فى الشراء .. انفتحت الإشارة وسارا مرة أخرى فى طريقهما .. توقفت السيارة أمام بوابة الفيلا فقالت مريم وهى تلتفت اليه
بدا عليه أنه منشغل فى التفكير فى شئ ما .. فقالت مرة أخرى وهى تنظر اليه
ياريت بجد تتحكم فى أعصابك لان أى حاجة هتعملها هتتاخد ضدك خاصة انك ضاړبه مرة قبل
كده
لم يجيب فالتفتت وهمت بالنزول من السيارة لكنها وجدته فجأة مطبقا على يدها .. التفتت بإستغراب وهى تنظر الى يده الممسكه برسغها .. دون أن ينظر اليها وجدته يحمل عقد الفل ويلفه حول يدها ببطء .. شعرت بقلبها تتعالى دقاته .. وحبست أنفاسها وهى تتطلع الى يده التى تلف العقد على يدها .. انتهى فسار العقد كالإسورة يزين يدها اليسرى .. لم تنظر اليه .. ولم ينظر اليها .. لكن بدا وكأنهما يتحدثان الى بعضهما البعض .. بحديث تعجز الآذان عن سماعه .. لكن يفهمه القلب جيدا ..ظل ممسكا يدها للحظات قبل أن يطلق سراحها ويعود الى النظر أمامه .. خرجت من السيارة وهى تشعر بإضراب شديد وبشعور لذيذ يغمرها .. سمعت صوت السيارة خلفها لتجده وقد رحل فتوجهت الى الحديقه بدلا من الفيلا وجلست على أحد المقاعد للحظات .. أخذت خلالها تتطلع الى عقد الفل الذى يزين يدها .. تلمسته بأصابعها تداعب البتلات البيضاء .. ثم قربته من أنفها تتشمم عبيره .. ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تتذكر كلام الرجل البائع ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس .. أخذت مريم تتسائل فى نفسها ..لماذا أهدانى اياه .. ترى أيقصد ذلك بالفعل !
هتفت ناهد بتلك العبارة وهى تعانق مريم
قالت سارة وهى تعانقها هى الأخرى
مريم حبيبتى أنا فرحانه أوى أوى انى شوفتك تانى
قالت نرمين وهى تجرى تجاهها لتعانقها
مريم أنا مصدقتش لما ماما قالتلى انك جايه وحشتيني أوى
شعرت مريم بالتأثر وهى ترى المشاعر الفياضة التى تغمرها بها كل منهن .. قالت لهم بتأثر و بأعين دامعة
والله أنا اللى افتقدتكوا جدا
أخذتها ناهد من يدها وجلست معها فى حجرة المعيشة وبجوارهها سارة و نرمين .. قالت نرمين بلهفه
قوليلنا ايه اللى حصل
قصت عليهم مريم ما حدث .. فهتفت ناهد پغضب
قالت مريم بأسى
قالى ان قلبه مېت ومبيخفش من حاجه .. ربنا ينتقم منه
قالت سارة بحزن
أكيد كنتى مړعوپة يا مريم
قالت مريم وهى تشعر بالخۏف من مجرد تذكرها ما حدث
كنت مېته من الړعب .. بس الحمد لله
قالت نرمين بأسى
أنا السبب فى كل ده .. سامحيني يا مريم
ربتت مريم على كفها قائلا
أنا مش زعلانه منك يا نرمين .. وبعدين انتى كنت هتعرفى منين ان معندوش ضمير كدة وانه هيعمل كل ده
قالت نرمين پغضب شديد
ربنا ينتقم منه بجد ربنا ينتقم منه
بس تعرفى أحلى حاجة فى الموضوع ان انتى و مراد رجعتوا لبعض
شعرت مريم بالحرج .. فقالت نرمين
فعلا دى أحلى حاجه فى الموضوع أنا مش عارفه انتوا ايه اللى خلاكوا تطلقوا أصلا
ارتبكت مريم ولم تدرى ماذا تقول فأنقذتها ناهد موجهه حديثها الى الفتاتان
دى حاجة تخصها هى و مراد مينفعش نسألها عنها .. وبعدين سيبوها ترتاح شوية
ثم التفتت الى مريم قائله بحنان
اطلعى يا حبيبتى غيري هدومك وارتاحى وأنا هبعتلك دادة أمينة بالفطار تفطرى وتنامى شكلك مرهق
ابتسمت مريم قائله بوهن
حاضر يا طنط
صعدت مريم ودخلت حجرة مراد .. شعرت بحنين جارف تجاه كل جزء فى تلك الغرفة وكأنها كانت غرفتها منذ الأزل .. شعرت بسعادة وهى تلف حول نفسها وتتأمل كل ما حولها وكأن هذا هو بيتها ومكانها .. شعرت بالدهشة من هذا الشعور .. تذكرت أن حقيبتها فى سيارة مراد نسيت بأن تأخذها .. فتحت الدولاب