رواية جديدة كاملة 1
تمنت يوما غيره والتى أيضا أدركت منذ زمن بعيد أنها لن تستطيع أن تكون له...كيف نهضت من مكانها تدرك أنها لن تستطيع الحصول على الراحة هنا فى تلك الحجرة لتخرج منها باحثة عن الراحة فى مكان آخر.....مكان لم تكن تحلم بالتواجد فيه ولكن ها هي متجهة إليه....وبكل حزم. دلفت بشرى إلى حجرتها بعد أن وجدت المنزل ساكنا على غير عادته فى مثل هذا الوقت..إنتابتها الحيرة تتساءل عن مكان وجود الجميع..وكيف كان لقاء زوجها برحمة.. ورحمة براوية..وإلى متى تنوى رحمة المكوث هنا أم أنها تنوى المكوث طويلاأسئلة وأفكار عديدة راودتها.. ولكنها كانت مرهقة للغاية فتركت أفكارها جانبا..ربما فى الصباح تعرف إجابات تلك الأسئلة فكل ماتحتاجه الآن هو حمام دافئ وساعات طويلة من النوم كي تستعيد نشاطها مجددا..وتنجلى أفكارها..لتدبر لتلك الرحمة مصېبة تليق بها.. أضاءت نور الحجرة..لتنتفض وهي تجد مراد جالسا فى هذا الركن البعيد..ينظر إليها بملامح جامدة..لتبتلع ريقها وهي تقترب منه قائلة خضتنى يامراد ..إيه اللى مقعدك فى الضلمة كدة لم يجيبها مراد وإنما سألها بدوره قائلا كنتى فين يابشرى قالت بشرى بإرتباك هكون فين يعنى..كنت..كنت عند صفاء ..أنا والشلة..حفلة بنات كدة ع السريع..خلصتها وجيت. قال مراد ببرود ومقلتليش ليه إقتربت بشرى منه قائلة إتصلت بيك وتليفونك كان مغلق. نهض مراد قائلا بحدة يبقى متخرجيش..المفروض إنى لازم أعرف مراتى خارجة فين قبل ما تخرج من البيت وياأوافق ياموافقش..مفهوم إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار إيه الكلام اللى انت بتقوله ده يا مراد..ومن إمتى الكلام ده..هامن أول جوازنا وأنا بخرج ومبقولكش وانت مبتعترضش ومبتهتمش أصلا. اقترب منها مراد قائلا فى برود من النهاردة ياستى ههتم وهعترض من النهاردة ممنوع تخرجى من غير إذنى..كان منظرى وحش اوى أدام يحيي وأنا مش عارف مراتى فين رفعت بشرى حاجبها الأيسر وهي تقول بسخرية يحيي..قلتلى..بقى الموضوع فيه أخوك الكبير ومنظرك أدامه وأنا اللى قلت جوزى فجأة بقى مهتم بية وعايز يعرف بروح فين وبعمل إيه. أحس مراد لثوانى بالإرتباك..فبالفعل سؤاله عن مكان وجودها ما جاء سوى من تنبيه أخيه عليه..وشعوره انه مقصر فى حياته الزوجية أما فى الحقيقة فهو لا يهتم ببشرى أبدا ولا يود أن يعرف شيئا عنها.. فهي بالنسبة إليه مجرد زوجة أجبر عليها ولم تستطع أن تكسب قلبه بسبب عنجهيتها وتصرفاتها البغيضة..ليفقد أي إهتمام بها كإمرأة رغم جمالها الرائع والذى يحسده عليه الجميع ق. لا يدرى لما اقټحمت صورة شروق مخيلته الآن..لينفض تلك الصورة وهو ينتبه إلى كلمات بشرى التالية وهي تقول متحاولش تتعب نفسك..وتدور على كلام تبرر بيه موقفك..وبصراحة انا تعبانة ومش حمل مجادلة معاك وعايزة آخد شاور وأنام..بعد إذنك. تجاوزته ليعيدها إلى مكانها أمامه..كاد أن تقع فإستندت إليه تخشى السقوط ليدعمها بيديه ..فتحت عينيها بقوة وهي ټشتم رائحة نسائية تعرفها جيدا وتكرهها فى آن واحد..فهي تذكرها بصاحبتها التى تكرهها بدورها..وبشدة..تبا إنها تقليدية للغاية تلك الرحمة..حتى عطرها مازالت تحتفظ به ..ولم تغيره..ولكن ما الذى أتى به على ملابس زوجها..لتنتفض مبتعدة عنه وهي تقول بحدة إيه الريحة دىفهمنى جتلك منين عقد مراد حاجبيه قائلا بحيرة ريحة إيه قالت بشرى بحدة وهي تشير بإصبعها قائلة ريحة البرفيوم الحريمى دى. أحس مراد بالإرتباك لثوانى وهو يدرك أنها رائحة رحمة العالقة به..ليتمالك نفسه قائلا راوية أغمى عليها ورحمة من قلقها كان هيغمى عليها هي كمان...... قاطعته قائلة بحدة وإنت طبعا الشهم الهمام اللى لحقتها قبل ما تقع وسندتها ..صح قال مراد بحدة بالظبط ..زي ما عملت معاكى دلوقتى..فيها إيه دى كمان إزدادت نبراتها حدة وهي تقول بس أنا مراتك. قال مراد پغضب وهي كمان مرات أخويا . قالت بشرى بسخرية كانت مرات أخوك..كانت .. تجمدت ملامح مراد وهو يقول رحمة هتفضل دايما مرات أخويا..فبلاش مشاعرك الغريبة واللى مش مفهومة بالنسبة لى من ناحيتها وناحية راوية اللى بټموت ومع ذلك مشفتش منك شفقة ولا عطف او حنية عليها..ياريت تصفى قلبك قبل فوات الأوان..ياريت تبعدى من جواه كل مشاعر الغل والكره اللى بحسهم ماليينه قبل ما تخسرى كل حاجة يابشرى..لإنى بجد زهقت ومليت من تصرفاتك. ليتركها ويغادر الحجرة صافقا الباب خلفه لتقول بشرى بغل مش ممكن قلبى يصفى من ناحيتهم ولايمكن انسى إنى بكرههم ..الاتنين أخدوا منى حلم حياتى وحب عمرى..واحدة حبها والتانية إتجوزها..وأنا ورغم انى من دمه زيهم..عمره ما شافنى ولا حس بية..ومش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أخلص منهم الإتنين. ليظهر فى عيونها كل التصميم وهي تدلف إلى الحمام ..لتستسلم للمياه وتريح أعصابها فالغد يوم طويل وعليها الإستعداد له... تماما. دلف يحيي إلى حجرته ليجد راوية مازالت تنتظره رغم تأخر الوقت..نظر إليها نظرة طويلة معاتبة قبل ان يتجه إلى الحمام ليوقفه صوتها الضعيف وهي تنادى بإسمه..الټفت إليها لتشير إليه بالإقتراب..ليقترب منها رغما عنه فملامحها الشاحبة بشدة