الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 11 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


هيئته
طب اسمك ايه عشان اعرف 
اسمي صالح وانت 
قال ورد الاخر معرفا نفسه بكل فخر 
انا بقى اسمي محمد عندي تسع سنين وفي تالتة ابتدائي يعني شهادة .
ضحك بخفة قائلا
بس انت قصير قوي واللي
يشوفك مايدكاش اكتر من ست سنين .
صك على فكه محمد بغيظ قائلا 
ماتقولش عليا قصير انا لسة صغير وجسمي هايفرد لما اكبر امي بتقولي اني طالع شبه خالي حسن كان قصير هو كمان لكن اول مابقى وصل ل١٧ سنة جسده شب مرة واحدة وبجى طول الباب ده .

نظر نحو الباب كابتا ضحكته
يعني انت عامل حسابك لما تكبر انت كمان وتوصل ل١٧ سنة جسمك هايبقى طول الباب ده.
رد بدفاعية محببه
ايوة هابقى طول
الباب ده عندك اعتراض ولا عشان ما انت طويل عايز تتريق الا قولي صح هي امك كانت بتوكلك ايه وانت

________________________________________
صغير عشان تبقى بالطول ده 
ضغط على شفتيه كابتا ضحكه من قلبه بصعوبة خصوصا مع هذا الالم الرهيب برأسه مع اهتزازه هذا الطفل بعفويته البريئة وخفة دمه سوف ېقتله حقا
هدر عليه محمد بغيظ 
بطل ضحك بقى هو انا بقول نكتة 
هز نافيا وهو يجاهد حتى لا ينفجر من الضحك امامه ولكنه اجفل فجاة على فتح الباب وصوت جهوري يهدر على الطفل 
أطلع بره أنت يامحمد.
قال سالم وهو يدلف لداخل الغرفة ولكن الطفل اعترض بعناد
وأطلع ليه بقى وهي اوضتي من الأساس يعني مش اؤضته هو.
رمقه ابيه بنظرة متوعدة ثم أردف بصرامة
بقولك اطلع بره يامحمد أنا مش ناقصك ..
ذم محمد شفتيه ثم خرج على مضض خوفا من ابيه ليلتفت بعدها سالم بوجه متجهم لصالح ويسأله
أنت عامل أيه النهاردة.
كويس والحمد لله أنا بشكرك جدا عشان المعروف اللى عملته معايا و.....
قال بخجل ولكن سالم قاطعه
متشكرنيش أنا عملت الواجب اللى يتعمل مع أي حد متصاب حتى لو كان وحش!
شعر بالحرج من صراحة سالم فأردف 
أنا عارف إنك زعلان من اللى عملته امبارح بس أنا كنت متصاب وعايز أى حد ينجدني ومفيش غير بنتك ممرضة في المنطقة دى القريبة من الجبل.
قال سالم وهو يجز على أسنانه
مافيش داعي تفتح في كلام صعب أنا سبحان من ومصبرني عليك حاليا.
كم ود لو انشقت الأرض وابتلعته من صراحة الرجل وكرمه أيضا أجلى حلقه ثم أردف 
متتعبش نفسك كتير أنا بس تيجى العشيه وهمشى على طول.
وأنت هتقدر تمشي ازاي وأنت مش قادر ترفع راسك حتى!
ما تشغلش نفسك أنت أنا اقدر أتحمل 
أنت مين وأيه حكايتك بالظبط
خرجت من سالم دون سابق انذار أجفلت صالح فلم يستطع الرد...
فاردف سالم بقلة حيله 
شكل موضوعك كبير قوي. وأحنا ربنا يسترها معانا ويعديها سلامات!
كان المساء قد حل حينما طرقت نجية على باب الغرفة الموجود بداخلها صالح فسمعته يسمح لها بالدخول بصوت مټألم فتحت باب الغرفة لتدلف فوجدته جالس على طرف الفراش مائلا وراسه واقعة على الوسادة ممسك بالقائم الخشب للسرير وصوت أنفاسه مسموعة وهي مختلطة بأنين وألم.. 
هتفت نجية بجزع وهي تخطوا نحوه بخطوات مسرعة
بسم الله الرحمن الرحيم مالك يابني وقاعد كده ليه
رد صالح بصوت مجهد وخارج بصعوبة 
معلش هاتعبك ياخالة لو قولتلك ساعديني عشان أقدر أقف وأقوم 
اقتربت منه تردد بحيرة وتشتت 
أساعدك ازاي يابني دا أنت مش قادر ترفع راسك عن المخدة بقى هتقدر تمشي ازاي بس
خرج منه أنين مكتوم قبل يردف بتصميم
ساعديني بس أنت أقوم وأنا هقدر أمشي بعدها.
همت لتساعده بالنهوض وامتدت يدها لتسنده ولكنه لم يتمكن حتى من الوقوف ونزل مضطرا على الفراش جالسا يئن پألم أكبر فصاحت نجية بضيق 
شوفت أهو بنفسك اديك مش قادر حتى تقف على حيلك يبقى هاتقدر تكمل وتمشي ازاي بقى
رفع أنظاره إليها ليردف بتصميم أكبر وهو يحاول للوقوف ثانية متحاملا على أوجاعه 
لا هقدر ولازم أقوم وامشي كمان 
قال الاخيرة وهو يسقط مرة
أخرى بمجرد رفع نفسه عن الفراش ولكنه لم ييأس وظل يكرر ذلك مرات أمامها متعمدا تجاهل أزدياد الامه الباديه بوضوح الشمس على وجهه وهي تهتف برجاء لإثناءه عن تكرار محاولاته التي كانت تصيبها هي بالإزعاح حتى يأست منه ومن توسلها الذي لا يؤثر على رأسه الحجري
لااا! أنت دماغك ناشفة خالص وانا تعبت من اللت والعجن معاك بعدم فايدة أنا رايحة أجيبلك حد يشوفك ولا يشوف طريقة توقفك.
قالتها نجية وهي تتركه مغادرة بيأس لخارج الغرفة.
وفى غرفة الفتيات كانت يمنى جالسة بجانب أخواتها سمر وندى اللاتي يصغرنها في العمر بعدد من السنين تشاهد معهن المسلسل العربي على التلفاز باندماج مع أبطاله والأحداث المتوالية فيه حتى أجفلت على سؤاله شقيقتها ندى التي يبدوا انها لم تكن متابعة معهم
عاملة ايه مع الراجل الغريب يا يمنى ولا هو نفسه بيعاملك كيف 
اللتفت اليها يمنى قاطبة الحاجبين باستفهام 
عاملة ايه في إيه بالظبط مش فاهمة السؤال انا !
تركت ندى المشاهدة والتفتت تعتدل بجذعها نحو يمنى تسألها باهتمام
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 76 صفحات