جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
من القدر المحتوم ثم تدفقت الكلمات من فمها بسلاسة ونعومة انا وباسم مكناش عايزين نعلن الفترة دي عن حاجة
حملق بها باسم بنظرة استنكار مغمورة بالدهشة مم تتفوه به تلك المخلوقة فيما صاح صوت أنثوي مستفسرا نفهم من كدا ان في ارتباط مابينكم من مدة
يتبعها شخص آخر يبتسم ثم عقب بتساؤل نحب نعرف إسمك ايه يا فندم
انا الباشمهندسة ابريل الهادي .. خطيبته..!!
قالت ابريل ذلك بكبرياء وثقة عاليين والإبتسامة تنفرج على ثغرها مم جعل عيون الجميع تتسع في دهشة ثم تساءل أحدهم بابتسامة عريضة صحيح الكلام دا يا استاذ باسم
لم يرد عليه باسم بل أنه ظل متجهما دون رد فعل مندهشا من تلك الشقراء التي لم يتجاوز رأسها كتفه فيما إزدردت الأخرى ريقها وكادت حصونها الزائفة أن تتبخر في الهواء من نظراته المتجمدة عليها والتي اندلعت منها الصدمة والاستنكار لتتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ارتكبت خطأ فادحا.
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الرابع نقطة رجوع رواية جوازة ابريل ج
أسوأ المتاهات التي من الممكن أن يمر بها المرء هي متاهة العقل أن يكون ساكن جدا من الخارج وبداخل عقله يركض في تلك المتاهة متأملا الوصول إلى آخرها.
Flash Back
قبل الأحداث الأخيرة بأربعة أيام وهم بمثابة محور الأحداث.
هيا .. استعداد!!!
صدح صوتا عال فى مكان واسع يعج بالسيارات والجماهير.
داخل إحدى السيارات صاح شخص يجلس بجانب مقعد السائق يرتدي خوذة بقولك ايه .. ما بلاش منه السباق دا
أنهى جملته بنبرة قلقة رد عليه الآخر بسخرية وهو جالس بجانبه وهو يرتدي خوذة مماثلة مالك يا اشرف !! اومال راح فين القلب الحديد
_انطلاق...
بعد فترة وجيزة
حاسب يا باسم
صرخته المذعورة مزقت جوانب السيارة بعد أن اصطدمت إحدى السيارات بهم ليحاول باسم السيطرة على السيارة لكنها استدارت بقوة مما تسبب في انقلابها عدة مرات وتحطمها بقوة على الأرض.
بقلم نورهان محسن
فى مدينة القاهرة
تشرق الشمس في الصباح الباكر معلنة بداية يوم حافل بالعديد من الأحداث.
عند ابريل
داخل منزل كبير في أحد المجمعات السكنية الضخمة محاط بأسوار عالية وحراسة خاصة من أجل الحصول على الأمان الكافي والعزلة الكاملة عن الازدحام والتلوث في مجتمع خاص يضم ثقافات معينة تحترم خصوصية الفرد وتوفر له القدر الذى يحتاجه من الرقى الحضاري.
تجلس ابريل على السجادة بجانب سريرها مربعة القدمين تضبط قاعدة الهاتف على وسادة عالية ثم تنقر على زر الاتصال وبعد بضع ثوان يطل وجه امرأة عجوز مبتسمة ببشاشة من خلال الشاشة فتفرقت شفتيها الممتلئتين بابتسامة مشرقة وخديها اللذان تزينهما غمازات تضيفان على وجهها البهجة يا صباح النشاط والعسل يا توحا قلبي
أدرفت تحية بإندهاش يخر بيت اللي اسمها ايه دي اللي بتلعبيها كل ما اكلمك الاقيكي بنفس القعدة دي يا ابريل
ضحكت ابريل تهز رأسها سلبا ثم قالت موضحة لها يا توحا قولتلك كتير دي رياضة صحية جدا اسمها يوجا
بقلم نورهان محسن
فى إحدى البنايات شاهقة الإرتفاع.
عند باسم
دوى صوت الهاتف الخلوي ليهب جسده بإنتفاضة على السرير الكبير وهو يوزع نظراته الزائغة في تلك الغرفة الفسيحة التي أضاءت بمصباحين كهربائيين بضوء خاڤت على جانبي السرير والشمس الساطعة في الخارج لا تجد طريقة للدخول من خلال الستائر المغلقة ليتنهد بارتياح عندما أدرك أن ما رآه لم يكن سوى مجرد حلم بل كابوس معتاد أن يراه منذ فترة طويلة.
التقط باسم هاتفه من الطاولة الجانبية للسرير وأجاب دون النظر إلى رقم المتصل من بين أنفاسه اللاهثة ايوه!!
رد الطرف الأخر قائلا بسخرية زي ما توقعت لسه الباشا نايم!
اتكئ باسم برأسه على الوسادة مغمضا العينين ثم رد متذمرا وهو حد بيصحي بدري كدا يا صلاح!
قال صالح متهكما بنبرة ساخطة بتقول صلاح حاف كدا لأبوك يا عد يم التربية .. ثم البني ادمين الطبيعيين بيصحوا بدري مش زيك فاشل بيصحي بعد الضهر
رافق ضحكته سعال خفيف ثم سأله بنبرة أجش متجاهلا كل ما قاله له انت ازي صحتك يا بابا!
تشدق صدغ صلاح بجانبية قائلا بصوت شبه ساخر زي الحديد يا روح ابوك وفي الشركة من بدري كالعادة
أفرج باسم عن جفونه ناظرا إلى ساعة الهاتف ليجد أنها لم تكن سوى التاسعة صباحا فقال بصوت هادئ كنت هكلمك علي فكرة انهاردة عشان عايزك في موضوع
صاح صلاح بنبرة تعجب وهو يضحك مستهزئا بكلماته والله !! ضروري يكون موضوع مهم اللي يخليك تلاقي وقت تكلمني وسط انشغالاتك اللي مابتخلصش
هز باسم كتفاه للأعلى وهو يلوى