رواية كاملة بقلم ايمي نور
وتجهم حتى توقفت عند مكان وقوفها خلف الطاولة المخصصة لاستقبال العملاء لتضيق نظراته فوقها ينظر اليها بحدة تتقابل نظراتهم لبضع ثوانى شعرت خلالها بضربات قلبها تتصاعد بقوة تتنفس پعنف وخشونة تقع تحت تأثير عينيه الحادة حتى فقدت اتصال نظراتهم فجاءة مشيحا بعينيه بعيدا مبتعدا عن المكان ليستقل المصعد المخصص له غائبا عن الانظار ليتنفس الجميع الصعداء ويعود الارتياح والهدوء الى المكان مرة اخرى
ده كان نفس رد فعلى اول مرة شوفته بس بعد كده اتعودت
رفعت زينة عينيها اليها تهمس پصدمة
وانا بقى هفضل على الحال ده كل مرة هشوفه فيها لحد ما اتعود
ضحكت مها بقوة من كلاماتها العفوية تربت فوق كتفها قائلة
رفعت زينة ذراعيها تستند عليها فوق الطاولة واضعة خدها فوقهم تتنهد بقوة تهمس
ولا متعودش الحمد لله ان شغلى بعيد عنه خلينى فى الامان اضمن
دخل رائف الى مكتبه تتبعه سكرتيرته الخاصة شاهى تتهادى خلفه فى تنورة قصيرة رمادية اللون وقميص ابيض يضيق فوق صدرها تهتف بسعادة وغبطة
حمدلله على السلامة رائف بيه متعرفش اد ايه انت كنت وحشنى
اقصد وحشتنا كلنا يعنى
جلس رائف خلف مكتبه يريح ظهره فوق مقعده ينظر اليها يقيمها من اعلاها الى اسفلها ثم العكس يدرك محاولاتها الدائمة للفت انتباهه لها فهى منذ عملها لديه منذ اكثر من عام وهى لا تمل من تلك المحاولات والتى اصبحت تشعره بالتسلية اكثر من شعوره بالڠضب يراها لا تستسلم ابدا
اخبار الشغل ايه فى غيابى يا شاهى
هتفت شاهى بلهفة شديدة تشير الى عدة اوراق فوق مكتبه
كله تمام حضرتك وانا عملت تقرير بكل اللى كان بيحصل فى الشركة طول فترة غيابك ادام حضرتك على المكتب
لم يرفع رائف عينيه عنها لا ينكر اعجابه بتفانيها فى عملها فهى تدير كل امور مكتبه بسلاسة واخلاص وهذا ما يجعله يتغاطى عن محاولاتها المراهقة هذه للفت انتباهه لها
اسرعت بالسير الي تلتفت حول المكتب لتقف بجواره تميل عليه بحركة مقصودة ترفع جهها اليه قائلة برقة
كله موجود عند حضرتك فى التقرير
تمام يا شاهى تقدرى ترجعى مكتبك وانا هشوف التقرير بعدين
بهتت ملامحها تعتدل فى وقفتها قائلة باحباط
تمام يا رائف بيه تحب ابلغ ياسر بيه انك موجود فى مكتبك
اه ومدخليش حد عليا لحد ما اديكى اوامر تانية
فى موظفين جداد اتعينوا وانا مسافر
عقدت حاجيبها تستغرب من ذلك السؤال فهذه هى المرة الاولى التى يسألها عن هذا الامر لتجيبه بحيرة
مش عارفة يا رائف بيه الامور دى من تخصص قسم ال....
رفع رائف عينيه اليها بحدة لتتنحنح قائلة بسرعة
ثوانى وهيكون عند حضرتك ملف بكل اللى اتعينوا جديد
هز راسه يشير اليها بالانصراف لتغادر سريعا لتنفيذ هذا الامر الغريب لها تاركة اياه يرجع الى الخلف يستند براسه الى مقعده يتذكر تلك العيون كالبحر الهادىء بنظراتهم المتسعة بانبهار وبراءة
حنى سمع دقات هادئة على باب مكتبه ليدلف بعدها ياسر الى الداخل قائلا بمرح
ايه النشاط ده كله من الطيارة للشركة على طول ايه يابنى
انت ما بترحمش نفسك
نظر اليه رائف بتسلية
انا قلت اجى اطمن هببت ايه فى غيابى قبل ما اعمل حاجة تانية
تقدم ياسر الى الداخل يجلس فى الكرسى المقابل للمكتب قائلا بجدية
لا اطمن كل اوامرك اتنفذت بالحرف
اعتدل رائف فى جلسته يعقد حاجبيه باهتمام وحزم
تمام كده وعملت ايه مع المحامى
هز ياسر راسه بتأكيد قائلا
اجل كل حاجة لحد رجوعك من السفر خصوصا انك سافرت بعد الچنازة على طول يعنى مكنش يقدر يعمل غير كده
كست ملامح رائف مشاعر لايمكن قرائتها بعد انتهاء ياسر من حديثه ينظر امامه بشرود حتى تنحنح ياسر قائلا بخفوت وتردد
سامحه يا رائف هو دلوقت بين ايد ربنا وخصوصا انه كتب لك كل حاجة رغم انه كان يقدر يعمل العكس بعد كل سنين الخلاف اللى بينكم
الټفت رائف اليه تلتمع عينيه بغل وكراهية تخرج كلماته من بين كالفحيح
عاوزنى اسامحه بعد كل اللى عمله وبيعمله معايا حتى بعد مۏته عاوزنى انسى ذلى وذل امى ومۏتها بسبب قهره وذله ليها لا وكفهوش كل ده لسه عاوز يلعب معايا و يتحكم فيا حتى بعد مۏته بس