الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اسلام بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 24 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


 
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة 
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد 
وعند الوصول الى منزل الجد 
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت 

كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح  
وشرفه كبيرة فى المدخل 
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزلمما يمرر داخلها بالهدوء والراحة فالنسمات تحتضن جفونها التى انتفخت من كثرة البكاء تشعرها بالاسترخاء 
_ ازيك ياكبير ايه الاخبار 
هتف بها رامي وهو يحتضن جده بعناق اشتياق فرد علي الجد 
_ ياوحش ياواد ياوحش لسه فاكر جدك 
_ ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو
دا اسلام صحبي 
_ اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها وينظر اليها بغرابة 
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر سحب الجد رامي الى الداخل وقال له 
_ جايب ياخويا الولد الحلو دا منين مش عارف تجيبه لتوفى أختك 
_توفى ايه ياجدي دلوقتى أأأأأه صحيح توفى الواد اسلام دا مفيش زيه أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى 
_ عيل أهبل زي ابوك المهم شكلك مش عجبني انت مبتجيش ليا غير فى المصاېب  
ايه المصېبه اللى عملتها  
_ ليه ياجدو تقول كدا أنا جايا اطمن عليك 
_ اهى نبرتك دى بتقلقنى أصلك ندل متعرفش حد غير فى المصلحة 
تنهد رامي وهو ينظر الى جده فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به 
تنهد رامي وقال بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا  
_ ماشي ياخويا أنا طالع أنادى توفى 
ابتسم رامي وهو يتابع جده وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ومن ثم تخلت عنها والدتها لتقتن معهم لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم وبقت مع جدها ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه 
رجع رامي الى اسلام وهو ينظر اليه بخباثة ويرقص حاجبيه ذهابا وايابا  
فابتسمت ياسمين واطلقت ضحكة وهى تراه بهذه الطريقة ومن ثم جلس مقابلا لها 
_ ها ايه رايك 
_ المكان هنا جنة أنا لو مكانك أجى هنا على طول 
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا وقال 
_ شكلك مكتئب زيى يترى ايه اللى عامل فيك كدا 
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها لكن الخۏف من رده فعله وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر فان نفر منها أيضا الى اين ستذهب فلا يوجد لديها أى أصدقاء 
فأردف رامي وهو يتابع صمته ونظرات عيناه المريبة 
_ قولى يااسلام لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف هتعمل ايه  
هتعيش معاها ولاتسيبها ولا تتجوز عليها 
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
_ لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه 
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب فأردفت ياسمين 
_ هاه سبحان الله مافيش حاجه كامله فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص  
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها على حزنها بأن الجميع لديه حفرة يخشي أن يسقط فيها وينفر منه الجميع 
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر  
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها 
_ دى بقي توفى أختى الصغيرة 
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ونست تماما أنها أمامهم شابا يريدون أصطياده لتلك الفتاة 
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة  
_ توفى معتيش تاكلى موز هتبقي قردة  
قالها رامي وهو يغمز لها وينظر الى اسلام بنظرات لم يفهما هو  
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر
والطيور التى تذهب الى عشها مودعة النهار 
ومع دخول الليل اخذ رامى اسلام الى البيت المجاور لبيت جده 
_ البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات منساش ابدا بنت اسمها تونة كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان أأأه كانت ايام الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه 
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
_ تيييييت همه البنات 
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح أكثر شئ يستمتع به فانتفض مسرعا الى تلك الارجوحة القديمة  
وهتف الى ياسمين 
_ تعالا
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 61 صفحات