رواية اسلام بقلم سارة منصور
_أففف
خرجت من ثغرها بدون قصد فانتبه لها أدم بعيناه التى تتسلل اليها شمس الصباح تزيد لمعتها وترتسم شفتاه بابتسامة تكشف أسنانه اللؤلؤية تعكسها أشعة الشمس ببياضها الناصع
وقفت سيارة أدم الفارهة أمام الجامعة بجانب سيارات فخمة من الجيل الأجنبي
نزلت ياسمين من السيارة منبهرة من هذا المدخل الفخم الذي يطل على البحر من الجانب الشمالى كانت النسمات تمر الى شعرها القصير تجعله يتطاير حتى يخفى وجهها
_ ياأدم احنا مالنا هو اكيد هيعرف الطريق ويسأل اى حد
قالتها لبني وهى تجذب أدم من جاكت بذلته الزرقاء
فأمسك ادم يديها بقوة حتى يمنعها من جذبه
وقال أسمها ياسمين بلاش تقولى هو دي تاني
وروحي على المدرج انا جاي وراك
قالها أدم للبني وهو يشير الى ياسمين حتى تذهب خلفه
كلما كان يخطو خطوة كان ينظر اليها من الخلف حتى يرى ان كانت تخطو وراءه أم لا
قام بالمشي ببطئ حتى يكون بجانبها ويتابع نظراتها الداهشة وهى ترنوا الى مبني الكليات داخل الجامعة والى الطلاب
صدم وهو يراها بهذا الهدوء فقد كان خائڤا إن كانت ستشعر بالزعر من وجود هذا الكم الهائل وخاصة وهى تبدو فتاة
_ الساعة ثلاثة بالدقيقة تكونى واقفه هنا انت فاهمة
واعرفى تصرفاتك هتحدد حياتك هتبقي مريحة ولا صعبة معايا
فى تلك اللحظه سمع صوت يهتف باسمه فالټفت ينظر والړعب يغزو اضلاعه
_ أدم كنت فين ياعم كل دا عشان
إسلام
أنت عامل كدا ليه
مسك ادم يدها حتى لا تهرب فأقبل هذا الشاب ينظر اليها بغرابة وهو يقول
دا لما قالولى الاسبوع اللى فات انهم شافوك فى الجامعة وصابغ شعرك مصدقتش
متسترجل بقي يلا
_ ياسمين ياسيد مش إسلام ومتشغلش بالك بيها
_ انت بتقول ايه يابني فى تلك اللحظة هربت ياسمين بعد أن أبعدت يد أدم عنها بصعوبة
وذهبت الى داخل المبني الذي أمامها
حاولت أن تبتلع دموعها ولا تجعلها تهرب من عيناها حدثت نفسها
دي البداية متعيطيش أنت قوية
حاولت أن تعطي نفسها قدر كبير من الكلمات التى قامت بحفظها طوال الاسبوع
أدارت ظهرها بسرعة وعندما تحركت قدماها لتهرب
الى حد أمتي هتهربي ياسمين واجهي الناس كلها نسيتي حلمك نسيتي كنت بتقولى ايه هتعشي حياتك ازاى وانت بتهربي ومش قادرة تواجهي اى حد اقفى اقفى
_ عاوز اتكلم معاك تعال قالها سيف وهو يقف أمامها وينظر الى داخل عيناها
_ مش عاوز اتكلم سبني لوحدي وابعد
قام سيف برفع يده بتلك البطاقة أمام عيناها التى سقطت منها منذ أخر مقابلة بينهما
شهقت وهى تنظر اليها فرفعت يدها مسرعة تسحبها منه لكن قام بخفيها فى جيب بذلته بجانب صدره
ابتلعت ريقها وهى تخطو خلفه حتى وصل الى المبني الخاص بطلاب كلية تجارة
أشار اليها وهو يقف أمام تلك الغرفة بلافتة المعيدين والاساتذة
_ أعدى
رفعت بصرها اليه وهى تراه يتحدث معها كا أنثى
فأردف بلهجة لم تسمعها منه من قبل
_ أنت كنت بنت بصراحة فى البداية اټصدمت من حاجة زي دي هتصدقيني لو قولتلك أنى كنت بشوفك بنت مش عارف ليه
كنت بحسك غريب دلوقتى حاسس انك طبيعية
معرفش ظروفك كانت ايه بس متهربيش من حد تاني
لا تعلم ماذا تقول فى هذا الموقف فرفعت عيناها اليه لترى أن نظرته لها متغيرة تماما عن السابق
شعورا غريبا أحتل كيانها وهى تنصت الى كلامه
_ انت أقصد ياسمين انت فيك كل حاجة حلوة ياياسمين بس فية حاجة شغلاني ومستغرب منها
لييه كل ماتشوفيني تضربيني لا بتكلم معاك بجد
قالها وهو يبتسم ثم أخرج من جيبه
تلك البطاقة الطبية وقدمها لها
_أنا اسف على كل حاجة
وعندما بسطت يدها لتأخذها قام بسحبها مرة أخرى
وأردف وهو يبتسم
_ اتمني تنسي اللى فات ونفتح صفحة جديدة هاااه ماشي ياياسمين
كان ينطق حروف اسمها متلذذا بكل حرف بطريقة جعلت وجهها يتورد خجلا
فاقتربت منه حتى تأخذ البطاقة لكنه ابعدها عنها كأنه يريدها ان تقترب منه فقال لها
_ بنت زيك مفروض تلبس زي الاميرة ولا إيه
نجحت فى المرة الثالثة بسحب بطاقتها من يديه وخرجت مسرعة من أمامه فقال مودعا وقد شعر بالتوتر من اقترابها منه
_ لو احتاجتي حاجه فى الكلية تعالي هساعدك
كان يتابعها وهى تجرى من أمامه ويتذكر عندما ذهب الى اسم المشفى المذكور فى بطاقتها ويسأل عن معلومات تلك البطاقة