رواية اسلام بقلم سارة منصور
مكان صحراوى لا يوجد به عشب ولا حياة فقط سيارات مسرعة تمشي على الرصيف بسرعة هائلة ومخزن كبير مغلق بأبواب حديدية
دخلوا ثلاثتهم المخزن وألقاها على الارض فسقطت على رأسها مغشيا عليها
_ كل دا بتجبوها
فقال الاخ الاكبر
_ ايه اللى جابكم هنا عاوزين تودونا فى داهية
فى تلك اللحظة فاقت ياسمين على تلك الجملة فاقتربت لبني تنظر اليها وتنزل على ركبتيها لتكون مقابلة لها
وتزيح عن فمها اللاصق وهى تضحك بسعادة غامرة وهى ترى دموعها وآلامها
_ شوفتى دى أخره الطمع كنت فاكرة إيه أنك هتعرفي توقعى جوزى فى أيدك وتستولى على مركزى و نسيتى ان ورايا رجاله وإنك ياعيني لوحدك هاهاههاها
قالتها وهى تقوم بإعطاء الأخ الأكبر قنينة متوسطة الحجم ممتلئة بسائل شفاف
_ منك لله منك لله هتفت بها ياسمين بصعوبة بالغة
فقالت لبني بعد ضحكاتها الرفيعة التى تدوى فى المكان
_ يلا ياماما ياحبيبتي إحنا قلبنا ضعيف ومش هنستحمل
خرجت لبني مع والدتها بخطوات دلال وسعادة ودارت من الجانب الاخر تركب سيارتها
بقي الثلاث رجال ينظرون الى ياسمين طوال الساعتين وهى ممددة على الارض لا تستطيع التحرك
فقال الاخ الثاني وهما ينظرون الى بعضهم بشغف ماكر
_ لا ياسطا أنا الأول أنا اللى جازفت وجبتها من وسط الناس
_ لا أنت ولا هو أنا الوحيد اللى فيك مجربتش أنت متجوز وهو بايت فى بيوت لمؤخذة
وقف الأخان الإثتان مواجها لبعض وقد أنقلبت قسماتهم الى الضيق من يراهم يتنبأ بحدوث مشاجرة عڼيفة
وصل أدم الى غرفته بعد عڈاب فقد كان يوما طويلا من التعب بسبب تأجيل بعض الأشغال حتى تراكمت عليه وكان اليوم لا بد من أن ينتهي من كل أموره
أغلقت الأنوار وجلست بجانبه تتفقد ملامحه بشغف وهى تقول
_ وحشتيني ياأدم
_ ياااه لسه فاكرة تقوليها يالبني
مش أنا اللى جبتلك القميص دا من سنة لسة فاكرة تلبسيه ياترى ايه المناسبة
_ عشان مبتعمليش كدا الا ما تعوزى حاجة
_ لا ياحبيبي مش عاوزة غير أنك تدلعني النهادرة
قالتها وهى تبسط يدها على ربطه عنقه حتى تزيحها
فأمسك يدها برقة وقال معتذرا
_ أنا بجد مش قادر يالبني خليها بكرة
_ لا النهاردة
لم يعلق على كلامها ولم يعيرها بالا فوقف من الفراش وهو يزيح ربطة عنقة هنا صدر صوت ينبأ باتصال
فرفع الهاتف الى اذنه ويجيب
_ ايوة ياأدم انت فين يابني وقافل تلفونك الخاص ليه
_ كنت مشغول ليه فى حاجه
_ الولد الزفت اللى سجنته عشان سرق فلوس الصيدليه رجعته تاني ليه أهو ۏلع فيها والمطافى
_ ااايه
أسرع رامي باخراج هاتفه الخاص وقام بفتحه واسرع الي سيارته شعر بالندم لترك الصيدلية لفترة طويلة واهمالها بسبب تراكم شغل شركة والده
قاد السيارة مسرعا ونظر الي الهاتف الخاص به ليري أن مؤشر المراقبه الخاصة بهاتف ياسمين معلق فقام بتشغيل الهاتف مجددا ليجد أن موقع مراقبه الخاص بياسمين
الذي قد وضعه فى الهاتف الذي أتى به اليه بعيدا جدا عن المنزل
فتوقفت السيارة فجأة وأمسك بهاتفه مقربا منه يتفحصه بعصبيه ويداه ترتعش من الخۏف
أوصل الموقع بسيارته واسرع فى الذهاب الى الموقع الخاص بياسمين بسرعة هائلة وقلبه يخفق پجنون
قلبه يتمني لو كان خيرا ويتسأل هل هربت خوفا منه
مرت ساعتين كاملين على قلبه بالثقل الشديد والړعب يوخز قلبه باأشياء مخيفة تسرب العرق من وجنتيه من الخۏف ورئتيه تقل بالهواء وهو يري ان الطريق صحراويا يعمه الظلام
وعند الوصل الى الموقع رأى مخزن ضخما خطى اليه بتوجس وأخرج هاتفه ليتصل بالشرطة ففرغت البطارية وانطفء الهاتف
سمع صوت مبهم لصرخات جعلته ينتفض مسرعا اليه
عادت الأصوات مرة اخرى الى اذناه لتصعقه أكثر وهو يقترب من الباب الحديدي و يسمع صوتها تطلب العفو
دار حول المخزن يضرب فى الابواب الحديدية كالمچنون ولا بأبي ليده التى نذفت پالدم من أثر العڼف الذي يطرق به
وما إن ذهب خلف المخزن جحظت عيناه عندما وجد سيارة تشبه سيارة زوجته القديمة التى ابتاعتها لأشقائها وجد باب الحديد فى الخلف مفتوحا دخل مسرعا ليجد بابا خشبيا أخر
حاول أن يطرقه باقصي قوته لكي يحطمه وهو يقول
_ ياسمين ياسمين
وبعد جدال طويل بين الإخوة الثلاث إتفقا على أن