رواية اسلام بقلم سارة منصور
لا تعرف أن أصلها لغه القلب المفطور
ولن تستطيع الهرب الا برجوع دماء الحياة الى هذا القلب العليل
_ عيل جبان
هتف بها أدم بعد أن بعثه المدرب حتى يخبره أنه حان وقت الانصراف بحجه أنهم أقارب
لكن لم تتوقف الشهقات وذهب أدم من فوره فبداخله السعادة لان رجولته انكسرت ببكاءه الضعيف وخاصة بعد أن كسر غروره
_ هنفضل مستنين كدا كتير ياحضرت قالها سائق الاتوبيس الخاص بفريق المدرسة
_ ابن عمه هيجيبه من هناك أهو استني بس يااسطي قالها المدرب برجاء
ثم الټفت الى اللاعبين وهم جالسون فى الاتوبيس وأردف
_ يعنى ينفع اللى عمله دا خبطني ووقعنى على الارض عشان ياخد الكورة منى وأحنا اصلا معاه فى الفريق مش خصم
_ مهما كان هو أصغر منكم برضه
_ عشان أصغر مننا يحترمنا
وبعدين الواد دا مايلعبش معنا انا هخليه يخرج
فقال بقيه الفريق بنفس واحد يوافقون على كلام قائدهم
تنهد المدرب وهو يفقد السيطرة على جميع اللاعبين فكلما يكبرون تتعقد الامور اكثر
ولكن يعرف أن كلامه صحيح فاسلام هو من بدا وتمرد عليهم
رامي من الاتوبيس وهو يري أن أدم قادم بمفرده
تلاقت نظراتهم ببعض بشئ من الغموض
دخل رامي على اسلام وهو يراه فى نفس موضعه بشهقاته فقال
_ الرجاله مبتعيطش ولا أنت شايف أيه
مرت الكلمه على مسمعيه فطبعت بملمس خشن داخله
رفع رأسه له بنظرات غاضبه أكثر وعيناه حمراء كالډماء وقال بدون وعى غاضب
_ ليه مش أنسان كل واحد عنده عيون من حقه يعيط زي ماهو عايز
_ طب قوم ياعم عشان نمشي وابقي عيط براحتك
قالها رامي وهوي يقترب منه ويمد يده له
فقال اسلام پغضب
_ كلكم شبه بعض
فأبتلع ريقه بصعوبه وقد توتر قليلا وبدأ وعيه فى استيعاب أن تصرفاته تشبه !
فقام من جلسته بدون أن يقترب من يد رامي الذي كان يتابعه بزهول
وأغرق رأسه تحت سنبور المياة لتخفى أثار دموعه وسخونة وجهه من الانفعال
ورفع راسه بقوة الى الوراء لتتناثر قطرات المياة على رامي
_ ايه دا غرقتنى يا تيييييت
أنا أصلا غلطان أنى
تقطعت كلماته وهو يرى شعره الرطب مطروحا للخلف ليظهر وجهه كاملا بعد أن كان يخفيه بغرته
تحت عبوس وجهه
حتى مر بخاطره كيف لرجل أن يمتلك هذا الجمال حتى يتأثر به حاول طرد تلك الفكرة من رأسه
وخطى بجانبه حتى وصلا الى الاتوبيس
وصعد اليه الاثنان
الجميع يرنوا اليه بغرابة وعلى وجهه حمرة شديدة الفتنة
مقعده الذي يجلس به بالجانب الاخر من هذا الاحمق الذي اصبح يخشاه
كتم خوفه داخل صدره وجلس تحت نظراته التى تشبه الذئاب
طوال الطريق يري بطرف عينه انه ينظر اليه ويراقب كافة تحركاته
حاول أن يبعد شعور النوم من عيناه لكنه استسلم لأمره
وغفى فى أسارير خوفه
وكما الذئب يراقب فريسته كان سيف يراقبه وبعقله علمات الاستفهام كيف يمكن لرجل أن تكون رائحته مثل النساء
لابد أن تكون غليظه نافرة أوليس رجل عاد اليه ذلك الشعور وهو ينظر اليه وهو نائما وشعره الذي مازال رطبا بعض من أطرافه على رقبته
رقبته !!! البيضاء الناعمة !!!
تعلم أن زوجها كاذبا وانه يفعل المستحيل لكى يجعل طفلها رجلا تعلم أن خوفه من البشر قد جعله أعمى البصيرة بل أعمي القلب
لا تتوقف عن البحث وراءه وعن أى وثيقه تثبت صحه كلامها لكن البحث وراء الثعلب كان عبثا
_ انت ازاى مؤمن وبتصلى زينا كدا متفتكرش انى مبفهمش أنا
عارفه نوياك كلها
أنت لو حصلك حاجه بعد اللى هتفذه هتقف قدام ربنا تقوله ايه
فوق حرام عليك مش عشانا حتى عشان ربنا
تمر الايام والشهور تلو الاخر ويظل يسمع هذا الكلام منها ولا يتاثر به ويهمل حق الله كل ذلك لأجل مكانته أمام البشر
معاملة جافة للغاية تخرج منه لعائلته لم تستسلم الام فى المحاولة ولم يستسلم الاب
طوال تلك السنوات يجد بعمله ويثمر المال ويضعه محفوظا برغم الجوع برغم قطع الكهرباء دائما لم يتحدث ففى اوقات الجوع تصب داخل بطونهم المرارة والالم
لطلما كان الظلام داخل أوصالهم فلم يكن لنور طريقا الى أعينهم
ولقد اقترب الموعد
أصبح عمر إسلام ثامنة عشر وقد أنتهى موسم الامتحانات
وظهر مجموع الثانوية العامة الذي لم يحمل همه أحد ولم يسأله أى شخص عن مجموعه الرقمي
_ إسلام انت هتشتغل مع عمك ناجى أنسي أنك تدخل كليه
دهش اسلام من تصريح والده فقال
_ بس انا