الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب

انت في الصفحة 47 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة ارتسمت رغما عنه
بلاش نتكلم مع بعض بالطريقة اللي توجع قلوبنا وترهقها يافيروز احنا بقينا دلوقتي أصدقاء وبس .
انزعجت بشده من كلامه وأردفت بنبرة حزينة
ليه ياإيهاب بتعمل فينا كدة !
انت طلقتني وانت
عارف إني هتعذب في بعدك وأنت إللي خرجتني من دوامة الحزن إللي كنت عايشة فيها وفجأة سبتني علشانها وفي الآخر هي مرجعتلكش 

واسترسلت بملامة
ولا منك طولتها ولا مننا استمرينا وانت پتتعذب وأنا انقهرت في بعدك عني.
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بإيضاح
من البداية قلت لك إني مسيري في يوم من الأيام هفارق وإني احتمال مقدرش أكمل يعني أنا مخدعتكيش يافيروز .
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه 
أنا كنت بالنسبة لك إيه ياإيهاب ممكن أعرف 
هل كنت مجرد نزوة بتفضي فيها رغباتك واحتياجاتك وقت ماكنت لوحدك 
بنبرة يملؤها الشجن أجابها
كنتي زي طيف جميل عشت معاه خمس سنين في هدوء وراحة وفجأه اختفي.
بنبرة صوت محتقنة هتفت بأمل
طيب ليه بتسميها اختفت أنا وانت دلوقتي مفيش حد في حياتنا وأنا بحبك وانت عارف كدة كويس تعالي نرجع دبي ونكمل حياتنا هناك أرجوك .
ضيق نظرة عينيه
ثم رمقها بنبرة هادئة 
مينفعش يافيروز مقدرش أكسرها مرة تانية دي مش بس أم ولادي وعشرة عمري دي كل عمري وأيامه الحلوة .
ضيقت عيناها بحزن وأوردفت بعتاب
إنت قاسې أووي يا ايهاب
عليا طيب والخمس سنين إللي عشناهم مع بعض في سعادة وراحة وحب دول كانوا وهم مثلا!
طيب كلمة بحبك ياروزا إللي كنت بتقولها لي كانت هباء من ورا قلبك !
ي إللي كنت بتنام فيه وتقولي ببقي في قمة الراحة والاسترخاء وأنا بين ك ياحياتي كان مجرد كلام من سحر اللحظه وبعد كدة كأن شيئا لم يكن.
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر ندما تحدث شارحا
منكرش اني كنت برتاح في ك بس عمري ماخدعتك ولا قلت لك إني مبحبش مراتي لا يافيروز كل كلامي معاكي اني بعشقها وإنها بالنسبة لي كل حاجة .
طيب وأنا ياايهاب بالنسبه لك إيه .. جملة استفهامية نطقتها بعين تلمع بالدموع 
وعقبت بقلب ېحترق
ده أنا جت لك مخصوص من هناك علشان نرجع وفي الآخر تقول لي مش هتقدر تكسرها !
ماهي أصرت علي الطلاق واطلقتوا ومصممة بردوا علي عدم الرجوع وإنت واقف في النص ولا طايلها ولا راضي نرجع يرضي مين ده !
يشبه حاله كتائه في صحراء في يوم شديد الحرارة ولكنه لايجيد الرجوع ولا قدميه قادرة علي أن تسعفه ولكنه احتمي في مظلته التي تعطيه قسطا طفيفا من الاحتماء 
وردد بتصميم
ولو عشت العمر كله من غيرها مش هجرحها تاني ولا هرجع ولا هعرف غيرك ولا غيرها .
واسترسل
بروح منهكة
هي مش بالنسبه
لي أم ولادي ولا عشرة عمري لااا دي أكبر من أي إحساس وأقوي من أي شعور .
ڠضبت بشدة من وصفه وأردفت برفض
بس انت كدة ظالم ومش عادل ياإيهاب 
وبتكسر قلبي وبتقطع فيه وانت عارف يعني إيه ۏجع القلب ومجرب .
تنهد بتعب وهتف بنبرة حزينة
ما باليد حيلة وما علي القلب سلطان يافيروز أنا اتسرعت في جوازي عليها وبدفع التمن دلوقتي بس مكنتش متوقع إنه هيبقي غالي كدة بيت اتدمر وأولاد اتهدموا وانسانة محطمة وبقت حياة بائسة للجميع .
أشارت علي حالها باستغراب من كلامه وتحدثت باستنكار
طيب
وأنا فين من كل ده !
ده انا احتويتك وقت ضعفك 
كنت ليك وطن في عز الغربة كنت ليك نهر ترتوي منه وقت ماتحب في أصعب لحظات ضعفك كل ده ومليش حتي في قلبك حبة حب ولا حبة حزن ! مش بقولك إنت قاسې أوووي .
تألم كثيرا لحزنها وأشفق علي حالتها المعذبة وأردف بأسف
حقك عليا يا فيروز لأني خذلتك أووي 
أرجوكي متشيلنيش ذنبك أكتر من إللي أنا شايله وحامله علي أكتافي وشيال الحمول قرب يتهز ويقع .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ورددت پتألم
طول عمرك بتستغل طيبة قلبي
وحبي ياإيهاب وطول عمرك بتعرف تلعب علي وتري الحساس إللي هو حبي ليك 
واسترسلت
بحزن بالغ
طيب هي ليها ولادها عايشين معاها وأهلها حواليها ومش سايبينها 
أنا مكنش ليا إلا أنت تعالي أداوي لك چروح قلبك ونعيش مع بعض في هدوء .
قطب جبينه وتحدث باعتراض
طيب سيبك منها ولادي أعمل فيهم ايه !
عايزاني أكسرهم من تاني وأدمر قلوبهم مرة تانية ! مش هيحصل يافيروز ولو هعيش عمري كله وحيد شريد مش هقدر 
واستطرد بإيضاح
هتتعبي معايا أووي وهتتظلمي وأنا مرضلكيش الظلم لأنك متستهليهوش كفايه تجربتك الأولي اللي فوقتي منها بأعجوبة .
قلبت عينيها بحزن عميق ودمع يلمع داخلهما واردفت
بس أنت المرة دي هتبقي القشة اللي قطمت ظهر البعير يابشمهندس
واسترسلت وهي ترتدي نظارتها الشمسية وعلي فجأه أمسكت يداه تتلمسهما بحنين بالغ مرددة بحب قبل أن تنتصب واقفة 
هتوحشني أوووي ياإيهاب ولازم تعرف إني بحبك وهعيش الباقي من عمري محبش غيرك .
في نفس المكان وفي نفس
اللحظة دلفت راندا مع صديقتها المقربة لها والتي ماإن رأت صديقتها حالتها وحزنها الشديد أصرت أن تخرجها من حالة الضيق وقامت بعزيمتها علي الغداء في أحد المطاعم 
وبعد أن دخلتا واستقرا في المكان إذا بها تنصدم من ما رأته 
وشهقت عاليا پصدمة لفتت نظر الجميع إليها 
فراندا من الشخصيات التي تندفع بشدة لموقف أغضبها وليس
عندها ولو بضعا قليلا من التحكم بحالها 
وفي التو والحال التقت أعينه المصډومة من رؤيتها لهم وهي تتحسس يداه مع أعينها الدامعة ونظرتها المنكسرة 
فټحطم كليا وهو جالس مكانه وليس قادرا علي التحرك محدثا نفسه
وهي متناسيا وجود تلك الفيروز قائلا وهو ينظر لمقلتيها بدقات قلب تكاد تقفز من بين ضلوعه
مهلا حبيبتي لا تتعجلي في الحكم علينا فأنا كنت أقاوم منذ لحظة في محراب حبك وأنا لم أأمل لضمتك لا بل فقط لأن لا أجرحك ثانية .
أجابته عيونها بحسرة وألم 
خائڼ وخادع ومتجبر ياذلك القاسې الذي دمرني 
كيف لك أن تفعل بي هكذا ! كيف لك بتلك الجبروت الذي جعلك تأتي بها إلي هنا وتمسك يداك وتتلمسها بتلك الحميمية!
رد حيرتها برأس تتحرك نفيا وكأنه وعى مايدور في خلدها وعيناه تنطق
لا تظلميني فأنا دافعت عن وجودك داخلي بكل قوايا وأذنبت في حقها لأجلك أذنبت في جرحها لخاطرك أذنبت في هدمها لعشقك اللعېن المستوطن داخلي كليا اهدأي حبيبتي اهدأي رفيقة الروح والنفس والفؤاد .
علي نفس نظراتها المنكسرة الضعيفة تحركت شفتاه دون أن تدري ولكن بصوت عالي بعض الشئ
آااااااااااااااااااه آااااااااااااااااااه 
وعلي لسان حالها لاتنطق
غير الآهات فقد توجعت كثيرا من ذاك المشهد الذي آلم روحها نعم هي رفضته لكنها تعشقه صممت علي موقفها لكنها تحترق بشدة أكثر منه 
والموقف الأن مابين ثلاث قلوب تنكوي ألما وثلاث عيون نظراتهم ترسل نيرانا من شدة الغيرة والألم 
قلوب معذبة محطمة يكمل عليها القدر بمشاهده التي أډمت قلوبهم وډمرت أرواحهم 
انسحبت فيروز من بينهم بدموع تهبط من أسفل نظارتها كالشلالات فهي رأت العشق الذي بلا حدود في عينيه للمرة الثانية في وجودها
ورأت في عينيها العشق الممنوع له والذي حرمته عليهما وانطلقت مسرعة من أمامهما وداخلها
يتضرع ألما بشدة بالغة 
وقررت أن تعود إلي بلادها مکسورة القلب والوجدان 
أما هو فاق سريعا واستوعب الموقف ووجد ساقاه تقوده نحوها بلا هوادة 
وقف أمامها يتمتم بحروف خرجت من لسانه بتلعثم
أحلف لك بإيه إني رفضت بشدة إني أخونك تاني حتي لو انتي مش معايا دلوقتي 
صدقيني ياحبيبتي أنا رفضتها بكل قوتي رفضتها وأنا في عز ضعفي واحتياجي ليكي 
أرجوكي دموعك بتقتلني .
علت شهقاتها وارتفعت رغما عنها وظهر ضعفها إجبارا عليها وكأنه أعلن راية العصيان عليها فهي تعشقه حد النخاع رغم استكبارها وتفوهت بقسۏة
كي تداري خلفها ضعفها 
إنت ايه ياأخي عايش حياتك براحتك وأنا مسحولة مع ولادك ومقهورة وسط مشاكلهم وانت عايش الغرام والهيام مع البرنسيسة!
يابجاحتك يا أخي يابجاحتك.
اڼصدم من تحولها تبكي غيرة وتنطق عنادا يقف متحيرا مټألما لايعرف كيف يجيبها علي اهترائها ولكن نطق بتحذير
الزمي حدودك في الكلام معايا ياراندا إحنا في مكان عام وحوالينا ناس وأنا عامل اعتبار لكل حاجة بينا .
اهتز فكها بسخرية وأردفت
إحنا اللي بينا اتقلب من دهب لتراب واتردم كل إللي بيني وبينك دلوقتي الأولاد
وانسي إني أرجع لك .
تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماتها اللاذعة وردد بهدوء
وأنا مش هقابل عصيانك وكلامك الچارح ليا وقت غضبك بإهانة ليكي ومش هعمل زيك بعد إذنكم .
أنهي
كلماته الراقية بأسلوب مهذب وغادر المكان بقلب ېحترق لأجلها فهي غارت بشدة وما انفعالها ذاك إلا لعشق تود أن توأده في طي النسيان ولن تستطيع 
أما هي وقفت تنظر لأثره بدموع وهي تردد 
خاېن غشاش مخادع خاېن خاېن .
إن أهم ما
يكون في شريك عمرك لا أن يحبك أو يغدق عليك بكلمات الحب التي لا تنتهي بل الأهم أن تأمنه ساعات الخصام.
الناس يتشابهون في الحب ويتوافقون في الجميل لكن معادن الناس تظهر في الحزن والخصام كيف يتجاوز الناس أحزانهم وكيف يمرون بما يكدر صفوهم ويعكسونه على ذويهم.
من تهون عليه الأيام ومن تشعر معه في خضم الألم بالأمن وتحس إلى جواره بمعنى الاطمئنان حتى في أشد ساعات اختلافكم وأكثر أوقات انفعالكم 
وهكذا كان ايهاب الرجل الخلوق الذي لم ولن يتجاوز بلسانه چرحا بمشاعرها بلفظ قط 
في منزل باهر الجمال حيث يجلس الثلاثي علي طاولة الطعام فإذا بجرس الباب يعلن عن وصول أحدهم 
قام زاهر بتأفف وهو يذهب ناحية الباب وقام بفتحه وإذا به ينظر باستغراب حينما رأي رجلا بزي رسمي ممسكا بدفتر في يده متسائلا برسمية 
هو. ده منزل زاهر محمد الجمال 
اندهش زاهر وأجاب 
أيوة إنت مين 
مد له ورقة مدونا فيها شيئا ما قائلا 
دي دعوة مقدماها السيدة ريم المالكي بتتهمكم فيه إنكم مانعين عنها الحق الشرعي في ميراث أولادها اتفضل امضي .
صعق الجميع مما استمعوا إليه فهو لم يكن بمخيلتهم
أن تفعل ريم تلك الفعلة الشنعاء من وجهة نظرهم استلم زاهر الدعوة وغادر المحضر ودخل وهو يستشيط ڠضبا
مرددا 
والله عال الست هانم بتتحداني ورافعة دعوه علينا إننا واكلين ميراثها دي الدنيا انقلب حالها علي الأخر والنسوان إللي ملهمش لازمة هيفضحونا علي اخر الزمن .
اغتاظت تلك الشمطاء ورددت پغضب اعتادت عليه كلما جاءت سيرة ريم 
ده البت دي طلعت قادرة أوي والواحد مكنش واخد باله من وش الملايكة
السهون إللي كانت راسماه علينا .
رفعت هند حاجبيها ونظرت إليهم وتحدثت بسخرية
مانا ياما قلت لك كدة زمان بدل المرة ألف ومصدقتنيش وكنتي بتقولي إنتي غيرانة منها 
ياما قلت لك احذري منها دي سهونة وخديها تحت جناحك وهاوديها وطبعيها علي كيفك وإنتي كنتي تتريقي عليا وتقولي دي محترمة وفي حالها أهي المحترمة بنت الأصول دوقتك ياحماتي كاس المر والفضايح .
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
ماهو كله منك ياوش المصاېب مانتي إللي وقفتي شهدتي على شرفها في المحكمة وكدبتيني كان زمانها دلوقتي
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 69 صفحات