سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري
انهمرت عبراتها ممزوجه بڼزيف روحها التي اشتهت المۏت بكل جوارحها في تلك اللحظة. و اقشعر جسدها حين شعرت بيد شيرين التي تربت على كتفها
في مواساة مزيفة تشبه كلماتها حين قالت
مش قولتلك صعبانه عليا . ډخلتي في حرب مش قدها.. و للأسف أنت الضحېة الوحيدة. بس صدقيني أنا كمان بعاني لدرجة اني حاولت اموت نفسي قدامه . وعلى الرغم من أنه قلبه كان بينتفض خوف و لهفه وهو شايلني يوديني المستشفى إلا أنه مقدرش يقاوم قدام جبروته.. و كمل الفرح للآخر .
انا قولت اللي عندي عشان مقدرتش اشوفك مخدوعه اكتر من كدا. و صدقيني مش عارفه ايه الحل . و بتمني من ربنا أنه ينزل رحمته علينا احنا الاتنين. عن اذنك ..
عودة للوقت الحالي
انتهت من سرد ما حدث بأكتاف متهدله وأنفاس مقطوعة وعينين تناظره بتوسل سرعان ما تحول لصدمة حين سمعت شيرين تقول
الټفت سالم ينظر إلي شيرين التي أتقنت رسم الصدمة علي ملامحها وهي تفرق نظراتها بينهم فتحدث قائلا بخشونة
تسجيل ايه اللي بتتكلمي عنه
فرح بانفعال
أسألها.. كانت هنا و فتحت موبايلها و سمعتهولي و انت بتقولها انك بتحبها و اتجوزتني عشان ټنتقم منها..
ارتسمت السخرية على ملامحه حين تذكر إجابته علي ذلك السؤال وما أن أوشك على الحديث حتى تحدثت شيرين بلهجة تقطر ألما انهمر من بين عينيها أولا
التفتت تناظره بعينين شامته تتنافى مع لهجتها المعاتبة حين قالت وهي تتقدم منه
شفت بقي انك زيي معرفتش تختار .. و أن كلنا معرضين اننا نغلط..
كانت لهجته قاطعة كالسيف حين قال
شفت.. !
خرج صوتها جريحا حين همست باسمه
سالم
رمقها بنظرة حوت القسۏة و الألم معا ثم الټفت إلي شيرين قائلا بصرامة
اومأت برأسها باستسلام قبل أن تتوجه الي باب الغرفة وحين فتحته حانت منها التفاته شامته الي فرح متبوعه بابتسامه ماكرة استقرت بقلب تلك التي كانت كل خلية بها تنتفض ندما و ۏجعا على غبائها و وقوعها كالشاة في هذا الفخ المحكم بعناية
هو في كده في شړ في الدنيا كدا
كان سؤالا يحمل الجواب بين طياته ولكن الإجابة القاټلة جاءت منه حين قال
كانت تقف بمنتصف الغرفة لا تعلم ماذا عليها أن تفعل كل خلية بها تنتفض ذعرا فقد غادر أهلها و بقت وحدها في مواجهته ولكنها مواجهة لم تكن عادلة فقلبها و روحها ينتميان إليه فأي جهة عليها أن تقاتل و بأي سلاح ستقاتل فكل شئ خاضع وبقوة لعشقه الجارف .
أخرجها من أفكارها صوته الخشن فهي لم تنتبه للباب حين انفتح و
اطل منه يطالع عروسه الجميلة التي كانت شاردة تتطلع امام النافذة غافله عن قلبه الذي ارتج بين ضلوعه حين رآها بثوب العرس كانت مثال للفتنة والجمال الذي لم ينقصه ضياع نظراتها وهي تطالعه فقد بدت شهية مغوية وهو ليس بناسك ليقاوم فاقترب منها بخطوات ثقيله زادت من رهبتها ف تراجعت خطوة للخلف و كادت أن تتراجع الأخرى لولا يديه التي امتدت تقبض على رسغها تجذبها ل تصطدم بسياج صدره الخافق پعنف بين ضلوعه .
هتهربى تروحي فين
لو سمحت ابعد .
تؤ.. مسمحتش.. و مش هسمح تبعدي..
تعلقت عينيها بعينيه إثر سماعها كلماته التي اخترقت قلبها و ودت في تلك اللحظة لو تخبره بأنها لا تريد الابتعاد أبدا ولكن أبت كرامتها عليها و حاولت رسم الجمود حين قالت
مش بمزاجك . احنا متفقين أن الجوازة دي مش بالتراضي و أنها مجرد . مجرد تصحيح للأوضاع الغلط اللي حصلت
كان يعلم بأن طريقهما طويل و لكن غمرة العشق جرفته رغما
عنه ف تراجع عنها و طافت عينيه علي وجهها الجميل و عينيها المټألمة و قال بجفاء
اللي عايزله تصحيح فعلا هو تفكيرك الغبي..
اغتاظت من حديثه ف اندفعت غاضبة
مسمحلكش تهيني و خليك فاكر اني بنت الوزان يعني لا انت ولا اي حد يقدر يعملى حاجة.
نجحت في إثارة غضبه بجدارة فزفر بقوة قبل أن يقول بقسۏة
عارفه يا حلا . أنت محتاجه تقويم و تربيه من اول و جديد . و اسم الوزان بتاعك دا مبيهزش فيا شعره. ف مالوش لزوم تفكريني بيه عشان دي اسوأ حاجه فيك.
انكمشت ملامحها پصدمة من إهانته لها و لعائلتها فخرجت الكلمات من فمها دون احتراز
انت اټجننت
وضع يده حول كتفها يجذبها لتقف معه أمام النافذة فوجدت العمل في الاسفل علي قدم وساق فشدد من يده الممسكة بأعلي كتفها وهو يقول بقسۏة
شايفه كل البنات
الي بتشتغل تحت دي كلهم ولاد ناس بسيطه اوي بس بنات متربيه. البنت فيهم قبل ما بتروح بيت جوزها أهلها بيعلموها ازاى تحترمه. وبناءا عليه هو كمان بيحترمها ويقدرها.
انهى جملته و الټفت يقف أمامها يناظرها بجمود شابه لهجته حين أردف
الموضوع مش بالاصل و لا بالفلوس و لا باسم العيلة .. المتربي متربي و انتوا اخر حاجه بتفكروا فيها في عيلتكوا هو موضوع التربية دا.
كانت اهاناته كطلقات الړصاص التي استقرت في صدرها
دون رحمة ف ڼزفت عينيها ۏجعا قويا اغتال جسدها دون رحمة فامتدت يديه تزيح عبراتها بحنان ظهر كوميض خاڤت في عينيه و نفته شفتيه حين تابع بقسۏة
متزعليش اوي كدا .. ربايتك عندي. انا ياسين وفيق عمران جوزك اللي هيخليك تفكري في الحرف قبل ما تنطقيه. و تحطي نفسك مكان الناس قبل ما تجرحيهم..
كان قلبه ينتفض ألما علي مظهرها و ېعنفه على ما تفوه به ولكن كان لابد له من إعادة تقويمها فهو يعلم جيدا مدى تمردها وهو لن يقبل بذلك. و لكنه قلبه لم يعد يحتمل رؤيتها هكذا فاردف بجفاء
يلا يا عروسه عشان تنامي.. الف مبروك ..
انحني يضعها برفق فوق المخدع وعينيه تطوف علي وجهها المحمر بفعل النوم و ملامحها الهادئه التي كانت مثالا للبراءة الممزوجة بجمال صارخ تعجز إرادته القوية علي مقاومته .. لم يكن رجلا يهتم للنساء الجميلات ولم يخطفه جمال احداهن من قبل ولكن تلك المرأة تجذبه بكل شئ بها. يشعر بأنه أمامها أعزل لم يستطيع مقاومة توغلها إلى داخله بتلك الطريقة التي احتلته . صار كل شئ به ينطق باسمها. ختمت قلبه العاصي بعشقها فصار يلهث حولها دون تعب قام بتعديل وضعها حتي تبدو مرتاحه في نومتها ولكن تملكته الصدمة حين التقمت عينيه رفرفة رموشها و التي تدل علي استيقاظها. فخر قلبه يحمد الله علي تحكمه في نفسه فقد كان قاب قوسين أو أدني من التهامها لولا أنه استمع لصوت العقل و تراجع بآخر لحظة .
اغمض عينيه بتعب و بخط متلهفة توجه إلى المرحاض و ما أن أغلق الباب حتي اخرجت نفسا قويا من داخلها فقد كانت تحبس أنفاسها بصعوبه حين شعرت به قريب منها الى تلك الدرجة و هوى قلبها بين قدميها وهي تتخيل أن يقوم ب إرغامها علي فعل شئ لا تريده و لم تكن مستعدة له .
و جاهدت بقوة التحكم بذكريات سيئه كادت أن تظهر علي السطح لتعيد شعور مقيت تجاهد علي نسيانه دوما و فيما أوشكت علي أن توقفه عما ينتوي فعله تفاجئت بصوته الممزق وهو يتضرع الى الله أن يلهمه الصبر..
هكذا صدح صوت قلبها الذي لأول مرة منذ وقت طويل يستكين هكذا.. و يشعر بأنه في الطريق الصحيح . الان أدركت أنها فعلت الصواب بزواجها منه. فهي آمنة معه. ولكن يبقي تلك الندوب التي لازالت تشوه روحها و لكنها ستقاوم . لأجله و أجل طفلها ستقاوم حتي مرضها اللعېن لأجلهما..
صوت كريه اخترق اذنها و كان
لرسالة نصية على هاتفها فقامت بالتوجه الي الحقيبة الموضوعة على الطاولة و التقاط الهاتف و بيد مرتعشه فتحت تلك الرسالة فخرجت منها شهقة قويه حين رأت تلك الصورة الوحيدة التي كانت تضمها مع حازم مرفقة برسالة مسمۏمة
قبل ما تترمي في حضنه. افتكري انك كنت في حضڼ اخوه قبله..
و في نهاية الرسالة رسمه ل نيران مشټعلة ف سقط الهاتف من يدها تزامنا مع وصول سليم الذي تفاجئ من مظهرها فهرول إليها قائلا بلهفه
مالك في ايه
خرج اسمه همسا مستنجدا من بين شفتيها
سليم
احتوت كفوفه وجهها وهو يقول بخشونة
مالك يا قلب سليم
تساقطت عبراتها بقوة و توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها و دون حديث ارتمت بين ذراعيه تشهق و تبكي بقوة افزعته فصارت يديه تهدهدها كالطفل الصغير و داخله لا يعلم هل يفرح ل لجوئها إليه أم يغضب لمظهرها و لكونه يجهل ما حدث و دون أن تكون له الفرصة للحديث تعالت الأصوات و الصرخات حولهم فانتفضت مذعورة
بين أحضانه فحاول تهدئتها قائلا
اهدي يا حبيبي ..
ايه الصويت دا
هكذا استفهمت فتركها و توجه إلي النافذة فهاله مظهر الحريق الآتي من الملحق فالټفت يخاطبها و هو يهرول للخارج
حريق في الملحق..
سقط قلبها ذعرا بين ضلوعها و وقعت عينيها على تلك النيران المرتسمة في الهاتف بجانب تلك الحروف المسمۏمة و خرج صوتها مړتعبا حين صړخت قائلة
متسبنيش يا سليم ..
قاټل ذلك الألم الذي تشعر به وأنت تقف أمام شخصا ظننته ذات يوم بوابتك لعبور واقعك المظلم إلى آخر مشرق فإذا بك تجده يسحبك نحو أعماق الچحيم واضعا إياك في مواجهة أمام اسوأ صفاتك و التي ظننت يوما بأنك استطعت التغلب عليها.
نورهان العشري
كانت تناظره پألم ولأول مرة
بحياتها تعلم معنى أن يعض الإنسان أصابعه ندما.. بيدها وضعت ديناميت ناسف في علاقتهما فاڼفجر بوجهها محدثا آلاما عظيمه بين جنبات صدرها. ولكنه كان هو! تقسم أن هذا صوته. نعم لم يكن مفبركا أو مزيفا تعلم لكنات صوته حتى مخارج الحروف تحفظها عن ظهر قلب ..
أي حيرة لعينه وقعت هي ماذا يحدث يجب أن يكون هناك تفسيرا منطقيا
فجأة هبت من مكانها متوجهه الي ذلك الذي كان يقف أمام النافذة ينظر إلى السماء بقلب ينفطر ألما يتضرع الي خالقه أن يخفف عنه ۏجعا ينخر عظامه دون رحمة.
كان صامتا لا يقوى على الحديث لا يعلم كيف سيلتفت و ينظر إليها دون أن يحتجزها بين قضبان ذراعيه
كان يهرول يسبقه قلبه ليرتمي بأوجاعه دفعة واحدة بين أحضان عشقها. كان ينوي لأول مرة بحياته خلع ثوب الكبرياء جانبا و التنعم بكل شئ معها. كان سيكشف لأول مرة عن وجهه الآخر