سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري
كمان مفيش بيني و بينك حاچه نتكلموا فيها..
ابتلع جمرات غضبه وقال من بين أسنانه
شغلك موچود . انا موافجتش انك تسيبيه. و دلوق انچرى جدامي مفيش شغل ليك أهنه ولا أنت عاچبك الرچاله الي عينها هتطلع عليك أكده
كانت كلماته مسمۏمة بقدر غضبه من نظرات ذلك الرجل لها وقد جاءت فى أكثر الأوقات الخطأ فسددت سهما اخر لها فردته هي بحرفيه لم تكن مقصودة حين قالت
كان سؤال وجهه لنفسه اولا والتي هربت من إجابته والآن اعادته هي علي مسامعه فهل يهرب أو السؤال هنا كيف يهرب
لسانك طول. و صار لازمن ينجطع . فوتي جدامي..
لااه..
هكذا أجابته بقوة و إصرار فتحولت عينيه الي بركة من الډماء الغاضبة فتابعت هي بجفاء
بعد عني يا كبير. و لو مفكر انك بفلوسك و سلطتك تجدر تبيع و تشتري في الخلج فمش كل اللي ينشرى و لا كل الي ينباع.. عن اذنك..
لسه بردو متصالحتوش
هكذا تحدثت جنة مع فرح التي كانت سابحه بخيالها وهي ترتشف قهوتها الصباحية برفقتها في الشرفة المطلة على الحديقة و الحقيقة أنها كانت بعالم آخر يقتصر عليه فقط و لكن جاءت كلمات جنة لتعيدها إلى واقع أليم فتنهدت بحړقة وهي تجيبها
ليه بتقولي كدا
لون الامتعاض ملامحها وقالت بتحسر
معرفش . سالم محتاج وقت طويل على ما يقدر يسامحني و يرجع يتعامل معايا زي الأول و خصوصا أن شكل في حاجة كبيرة حصلت وهو مش عايز يقول عليها و طبعا مش هقدر اسأله..
انكمشت ملامح جنة بقلق تجلي في نبرتها حين قالت
حاجه زى ايه
هكذا تحدثت بحزن لون ملامحها بوضوح فرق قلب جنة لحالها و فجأة لمعت عينيها بحماس تجلي في نبرتها حين قالت
بصي لو هو مش هقول أنت تعرفي من بره و
وقتها تحددي
و هعرف منين و ازاي
هكذا تحدثت بيأس فتابعت جنة بحماس
هو واحد بس الي
ممكن يساعدنا نعرف في ايه و بناء عليه هنقرر الخطة اللي هتمشي عليها عشان تخليه يسامحك..
التفتت فرح تناظرها بعدم فهم ف أردفت جنة بحنق
فرح فتحي مخك شويه . أنت اولا لازم تصالحيه زي ما زعلتيه . بس قبل ما تعملي كده لازم نعرف في ايه خصوصا أن سليم هو كمان شكله مش مظبوط ومخبي حاجه و أنا بردو ھموت واعرف ايه الحاجه دي بس بردو مش قادرة اسأل فنعرف الاول وبعد كدا نشوف هتعملي ايه
سيبيها عليا..
هكذا تحدثت جنة و ما أن انتهت حتى أتاها صوتا عابثا من خلفها
يا ساتر استر يارب . متجمعين كده يبقي بتفسدوا مانا عارف تجمع الستات دا آخرته مصايب سودا..
التفتت جنة لدى سماعها صوت مروان الساخر فهبت من مقعدها تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
يخربيتك . انت جيت منين دانا كنت لسه هقوم حالا ادور عليك..
جلس مروان علي الكرسي بين الشقيقتين وهو يقول بترقب
اكيد حظي المنيل هو الي جابني دلوقتي .. انجزي كنت هتقومي تدوري عليا ليه
اقتربت جنة تجلس أمامه وهي تقوم بوضع قطعة كيك في الطبق و تقديمها إليه قائلة بصوت رقيق و نبرة هادئة
طب فطرت الاول . دي الكيك دي اللي انت بتحبها علي فكرة و انا اللي عملاها.
استر.. اهو انا بقي مبخافش غير من الدخلات دي
هكذا صاح مروان بشك فرسمت جنة الحزن علي ملامحها و تجلي في نبرته حين قالت
اخس عليك.. وانا اللي قولت تيجي تفطر معانا و عملت الكيك
اللي بتحبه..
مروان بتهكم
ماهي دايما المصاېب بتبتدي كدا .. جر رجل الزبون و بعدين زحلقه وقعه علي دماغه. انجزي عايزة ايه. و هاتي الكيك دا اما ادوقه
ناولته جنة طبق الكيك فأخذ منه قطمه تلو الأخرى و بدا عليه الاستمتاع بطعمه فقال بريبة
الكيك طعمه رائع و دا في حد ذاته يقلق..
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
يقلق ازاي
عشان اللي هييجي بعده هيبقي مرار.. جمال الكيك يتناسب طرديا مع فداحة المصېبة اللي بتيجي بعده. واللي مخلياك قاعدالي كدا زي قرد قطع عينك في كل قطمة بحطها في بقي . لما هيجيلي تلبك معوي. اخلصي عايزة ايه
أخذت الفتاتان تناظرنه پصدمه تجلت في كلمات فرح حين قالت لجنة
أنت فاهمه حاجه
جنة بغباء
لا..
رمقهم بسخرية و تابع يأكل بنهم إلى أن توقف الأكل بحلقة فسعل بقوة فهبت جنة تناوله كوب المياة بلهفه وهي تصيح
ادي اخرة التفاصه ..
مروان من بين سعاله
قصدك آخرة عنيك اللي تندب فيها رصاصة..
قهقهت جنة علي مظهره و خاصة حين جلب قطعة أخرى إلى طبقة وهو يقول و كأن شيئا لم يكن
ها ياستي قوليلي عايزة مني ايه عجبني الكيك و نويت اساعدك خلاص..
اقتربت جنة منه تشير إليه بالاقتراب وهي تقول بصوت لا يسمعه سوى ثلاثتهم
سالم و سليم مالهم في ايه شاغلهم اليومين دول و مخليهم مش علي بعضهم
توقف الطعام بفمه وهو يناظر عينيهم المسلطة بقوة عليه فصاح بمراوغة
بيقولك بقى لما تحطي شويه خل ع الكيكه بيخليها هشه كدا و عامله زي الهوى. إنما الكيكه دي مكتومه .. لا مش قد كدا . أنا بقول اقوم اروح لدادا نعمه اخليها تعملنا صينيه كيكه من بتوعها و بالمرة تعلمك الطريقة .. عن اذنكوا..
اوشك علي الفرار فوجد يد جنة التي امتدت تمسك ساعده وعينيها التي ضيقتها بشړ تجلي في نبرتها حين قالت
اقعد .. بتصيع عليا. طيب يكون في علمك اني مش أنا اللي عامله الكيكه . و مبعرفش اعمل كيكه اصلا.. نعمه اللي عملاها. ابقي اتجرأ و قول الكلمتين دول قدامها.. و دلوقتي بقي. نتكلم بصراحه و من غير لف ولا دوران. في ايه مخبيينه علينا. انطق و الا متلومش غير نفسك ..
كانت تحادثه و يدها تلهو في حركة استعراضية پسكين الفاكهة تريد بث الړعب في قلبه و قد نجحت في ذلك فقد بهتت نبرته و تراجع قائلا
شوف ياخي و انا اقول بردو . دي استحالة نكون عمايل ايديك انت تعملي قلقاس . بصارة.. خبيزة إنما كيكه لا طبعا.
تدخلت فرح بنفاذ صبر
انجز هتقولنا ولا لا
زل لسانه وهو يقول بحدة مفتعلة
انتوا عايزيني أبيع ولاد عمي و اطلع اسرارهم بره
صاحت جنة باندفاع
انا قولت . يبقي اسرار فعلا واحنا منعرفهاش..
اغمض عينيه للحظات يلعن غباءه فتدخلت فرح قائلة برفق
مروان . سالم مش متظبط خالص . وانا حاسه ان في حاجه والحاجه دي تخصني و هو كالعادة مبيقولش . فقلنا نسألك انت ب تعتبرنا اخواتك و اكيد هتساعدنا..
مروان بتهكم
و أنا مين هيساعدني لما يعلقني عالبوابة ويبيع الكيلو مني بقرش
اوف بقي . ما تنشف كدا ولا حد يقدر يعمل
معاك حاجه واحنا موجودين .. و بعدين مش احنا اخواتك زي ما قولت
مروان باستنكار
ھموت و اعرف قولت امتا الكلام دا ! اخواتي
منين انا ليا أخ واحد و امريكا بحالها مكنتش وخدانا احنا الاتنين طفشت منه و جيت. بعت معايا المخفية بنته عشان تكمل مشواره في تنغيص حياتي . مين قالك اني عايز اخوات اصلا.
فرح بخيبة أمل
طب خلاص يا مروان .. مش عايزة اعرف حاجه..
كام مظهرها محزنا للغاية فتحدث بنفاذ صبر
ايه دا أنت زعلتى ولا ايه لا بقولك ايه انا نقطه ضعفي الوحيدة الاقي مزة زعلانه..
تدخلت جنة معنفة
طب ما تقول لنفسك . ما هي مقهورة قدامك اهيه
زفر بقوة و قال بنفاذ صبر
طب بصي اديني فرصة أخد و ادي من نفسي كدا و اشوف انا ينفع اقول ايه و ايه الي مينفعش اقوله . دي أسرار بردو ..
برقت أعين الفتاتين و صحن في آن واحد
يعني في اكتر من حاجه مش حاجة واحدة
هنا أدرك هفوته فقام بضړب رأسه بظهر يده وهو يتمتم بحنق
يا وقعتك السودا يا مروان .
مروان يا بتاع سما . أنجز و قول في ايه احسن ما هخلي البيت كله يعرف المستخبي. وانت عارفني مچنونة واعملها
هشششش . اخرسي الله يخربيتك . هتوديني في داهية.
هكذا تحدث بلهفه وهو يتلفت بكل الاتجاهات فلمعت عينيها بخبث تجلي في نبرتها حين قالت
يبقى تتعدل و تقول في ايه
جنة .. جنة..
صدح صوت سليم خلفهم فالټفت الثلاث إلي الخلف وما أن رآه مروان حتي هب من مكانه وهو يقول بلهفة
سليييم . حبيب قلبي .. بدور عليك من الصبح . عايزك في موضوع مهم ميتأجلش ثانيه واحدة ..
كانت فرصته الوحيدة في الهرب من بين براثنهم فهرول الي سليم الذي تفاجأ به يجلس بينهم ثم
وثب قائما تجاهها يجره بعيدا عنهم ..
في ايه يا ابني جررني وراك كدا ليه
مروان بلهاث
اصلك متعرفش . انا كنت في حلقة استجواب مع المحقق كونان و انت جيتلي نجدة من السما..
سليم بنفاذ صبر
انا مش فاهملك حاجه ياد انت. استجواب ايه و كونان ايه دا مش ناوي تعقل شويه
كونان دي يبقي الهانم مراتك ..
هكذا أجابه مروان بتهكم ف انكمشت ملامحه پغضب و قال بتقريع
مالك و مال مراتي يا حيوان..
مروان باستفزاز
السؤال الأصح هي اللي مالها ومالي . الهانم شقطتني و أنا ماشي في حالي و هات يا دلع و اشي كيك و شاي و طلعت في الاخر عايزة تستجوبني ..
امسك سليم به من تلابيبه وهو يصيح غاضبا
كيك و دلع هي حصلت دانا ھدفنك حي النهاردة..
كاد أن يختنق بين يديه فحاول الحديث قائلا من بين أنفاسه المتلاحقة
افهم يا ابو مخ مصدي . بقولك ب تستدرجني عايزة تقررني و تعرف سالم ماله و احنا مخبيين عنهم ايه
أفلته سليم بغتة و قال بلهفه
اوعي تكون قولتلهم حاجه
مروان بغرور
عيب .. عيب تقول علي صاحبك وحبيبك و كاتم أسرارك كدا.. لا طبعا توهتهم لحد ما انت جيت و خلعت. بس جنة دي مش سهله دي فقستني و أنا مش هسلك معاها. و أساليبها كلها مغرية و انا بصراحه بضعف ..
لكمة قوية كادت أن تصيب فمه ولكنه تفاداها ببراعة وهو يقول بلهفة
مش كل مرة يا برنس عيب ..
فصاح سليم غاضبا
دانا هكسر صف سنانك اساليب ايه يا بغل اللي مغرية
صحح مروان