سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري
أنت قلبك ماټ بقي
تفاجئ حين قالت بخفوت
بالعكس . انا محستش ان قلبي عايش غير معاك..
نجحت في تسديد سهم قاټل إلى قلبه الذي انتفض جراء إجابتها التي ضړبت ثباته في مقټل فإنهار أمامها و خرج صوته اجشا حين قال
أنت عارفه عواقب اللي بتعمليه دا
ايا كانت العواقب انا في امان وانا معاك ..
إن بحث داخله لمائة عام فلم يجد كلمات تعبر عن مدي عشقه لتلك المرأة و هل يفلح الحديث في سرد تلك المشاعر الهائلة التي فاض بها قلبه في حضرة وجودها
ف أسندت رأسها علي الذي كان أكثر من مرحب بوجودها و بعد أن هدأ كليهما حتي خرج صوته عابثا
رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق بينما تعثرت الكلمات علي شفتيها حين قالت
انت مفتري علي فكرة
خرجت منه ضحكة صاخبة كانت أكثر من رائعه اتبعها قائلا بخشونة
آدي آخرة الطبطبة.. بطلع مفتري في الآخر ..
تحدثت بعدم تصديق
فين الطبطبة دي معلش
أجابتها يديه التي أخذت تتجول علي ظهرها تدغدغها بينما أكدت شفتيه حديثهما حين قال بعبث
سالم متهزرش بغير علي فكرة ..
هكذا تحدثت وهي تحاول تفادي أفعاله العابثه فتابع بأمر
علي ما ارجع من السفر تكوني شوفتي لك حل في موضوع انك بتغيري دا وإلا الناس هتسمع بينا كل ليلة ..
تجاهلت وقاحته و قد دق قلبها حين سمعت حديثه عن السفر ف تبدلت ضحكتها الي وجوم حين قالت
سفر ايه يا سالم
مش عايز اشوف الحزن ملون ملامحك كدا تاني . عايز اشوف ضحكتك الحلوة دايما. هي اللي بتنورلي حياتي ..
ضحكتي دي أنا كنت نسيتها من زمان . انت اللي رجعت رسمتها علي وشي تاني.
هكذا تحدثت بحزن آلمه ولكنه حاول تجاهله مرتديا قناع الجمود علي ملامحه و في نبرته حين قال
اغتاظت من جموده و قالت بانفعال
يعني أنا بأفور مثلا و بعدين هو انا مش زيي زي اي عروسه من حقي عريسي يفضل جمبي
اقترب واضعا قبل أن يقول بخشونة
بخصوص السؤال الاول ف أة انت مأفورة شويه و بخصوص السؤال التاني فأنا اللي ليا حق عندك و هاخده قريب اوي اخلص بس من كل الدربكة دي و أفضالك ..
أنا هروح اشوف اللي ورايا..
وهو يقول بفظاظة
لما ميعجبكيش الكلام ناقشيني بلاش تجري مني عشان لما اجيبك هزعلك.
تحدته قائلة
متقدرش .
بلاش تتحديني يا فرح
هات أخرك يا عيون فرح
ابتسم علي شقاوتها و دلالها و هي تردد إحدى كلماته المستفزة فابتسم قائلا
اهى عيونك الحلوة دي الي بتشفعلك عندي ..
ابتسمت علي غزله الرقيق و قالت برجاء
خلي بالك من نفسك و متتأخرش عليا ..
مقدرش اتأخر عنك ..
غلفت عينيها طبقه كرستاليه من الدموع .
في الخارج كانت جالسه ټتشاجر مع أنفاسها تارة و ټعنف نفسها تارة أخرى فلم تلحظ تلك التي جلست إلي جوارها قائلة بابتسامة هادئة
قد كدا متضايقة
تنبهت سما
الي جنة التي جلست بجوارها ولكنها من فرط ڠضبها لم تلحظ ذلك و لم تعرف كيف تجيبها فهي تشعر بالخجل منها كثيرا ف أخفضت رأسها بينما تحدثت جنة بخفوت
احنا لسه متخاصمين يعني لسه شيفاني عدوتك بردو
أنت عمرك ما كنت عدوتي يا جنة .. انا اللي كنت غبية في وقت من الأوقات . بس اطمني دلوقتي فوقت و عقلت ..
هكذا تحدثت سما بحزن شاركتها به جنة التي قالت
كلنا بييجي علينا وقت نبقي اغبية . المهم اننا نلحق نفسنا .
عندك حق .. انا مدينة ليك باعتذار .
قاطعتها جنة بحزم
انسي . ولا أي اعتذارات . احنا اصحاب و الصحاب مفيش بينهم الكلام دا . صح ولا انا غلطانه
نظرت سما إليها بعينين مغرورقتان بالدموع واومأت برأسها بالإيجاب فامتدت يد جنة تمسك بيدها و تشد فوقها فقالت سما بتأثر
أنت و فرح كويسين اوي في زمن مبقاش في حد كويس ..
أنت كمان كويسه يا سما .. وإلا مكنتيش هتعترفي بغلطك و تكوني عايزة تعتذري عنه..
تفتكري انا فعلا حد كويس يعني استاهل اني اعيش حياة حلوة زي كل الناس استاهل الاقي حد يحبني بجد
كان إستفهاما مؤلما من شخص اعتاد علي النبذ طوال حياته و ألا يجد شخصا يحارب من اجله حتي في
أحلك لحظاته لم يجد عناق واحد يخفف عنه وطأة أحزانه و قد تألمت جنة لحديثها فقالت مشددة على حروفها
طبعا تستاهلي . تستاهلي كدا و اكتر كمان .. و بعدين أنت ازاي مش شايفه كل الحب الي حواليك دا
تقصدي ايه
استفهمت سما فقالت جنة بنفاذ صبر
معقول يا بنتي. دا مروان
هالو جيرلز . القطتين الحلوين بيعملوا ايه و جايبين في سيرة مروان ليه ياللي تتشكي في لسانك أنت و هي
قاطع حديثها قدوم مروان الذي تدخل في الوقت المناسب من وجهة نظره وقد القي نظرة متوعدة الي
جنة التي كانت علي وشك إفشاء سره ف اغتاظت منه قائلة
بنقول أن لسانك طويل و مبيقولش غير الهيافات انما الحاجات المهمة لا ..
تفهم مقصدها فأرسل نظرات تحذيرية و قام بالمسح علي ذقنه في حركة توعد فهمتها جنة و لكنها لم تبالي فقال بتقريع
والله دا لساني و انا حر فيه . اقول اللي انا عايزه . أنت مالك أنت
تحدته قائلة
وأنا بردو حرة اقول اللي انا عايزاه..
أخذ ينظر حوله وهو يقول بتوعد
كان في فاس هنا راح فين
سما باستفهام
عايز الفاس تعمل بيه ايه
هفتح دماغ حد غايظني..
هكذا أجابها بحنق فقالت جنة بټهديد
الفاس دا اللي سليم هيقطع بيه رقبتك لو جيت جمبي ..
جاء صوتا مستمتعا خلفهم
و سليم جاي عشان ينفذ و هيبقي يوم المني بصراحه . من زمان عايز اخلص منه ..
تحدث مروان بامتعاض
اهو جه بقرعته يقرفنا . انت بتشم اسمك من علي بعد . ولا هي تماحيك
سليم بفظاظة
انا هتمحك فيك انت ليه ان شاء الله
مروان بسخرية
عشان مروان دا سكرة العيلة و اللي مخلي للبيت طعم ..
استفزه حين كرر حديث جنة في الداخل فقام سليم بأغلاق عينيه بقوة حتي لا ېحطم أسنانه فقالت جنة في محاولة لتهدئة الموقف
كنت بجاملك علي فكرة و غيرت رأيي .. دمك يلطش
ناظرها مروان بسخرية قبل أن يلتفت الي سما قائلا بعبث
يرضيك تقول عليا دمي يطلش . عاجبك الكلام دا وأنت حلوة كدا
غمرها الخجل من حديثه الصريح و تغزله بها فتدخل سليم قائلا بحدة
انت هتعاكسها قدامي يا حيوان
صاح مروان مستنكرا
وانت مالك يا عم انت مانت معاك موزتك عايز منها ايه
سليم بإستفزاز
عمتك موصياني عليها ..
صاح مروان مغتاظا
الله يخربيتها. قرفاني في كل حتة .
سما پغضب
متقولش كده علي ماما ..
اسكتي أنت أنا اللي عارف مصلحتك ..
هكذا تحدث مروان فقالت جنة بنفاذ صبر
انا هطلع انام عشان تعبت من المناهدة..
خديني معاك يا جنة.
هكذا قالت سما فصاح مروان مندهشا
خديني معاك يا جنة ! خدي يا بت هنا ..
نهره سليم قائلا
عاجبك كده أهم طفشوا مننا بسببك..
الټفت مروان يناظره بحنق تجلى في نبرته حين قال
والله قرعتك دي هي اللي جيبالنا الفقر..
صاح سليم مهددا
والله لو جبت سيرة قرعتي تاني ل هكون مخلص عليك ..
أوشك مروان علي الحديث ولكنه تفاجئ حين سمع صوت سما تصرخ في أحدهم
انت ايه اللي جابك هنا
تحدث ناجي برجاء
سما . انا ابوكي حد يكلم أبوه كدا
سما پقهر
ابويا الي بسببه عشنا عمرنا كله ضهرنا مكسور و حاطين راسنا في الرمل ..
كڈب ! كل اللي بيتقال عليا دا كڈب . صدقيني ..
سما پقهر
ابعد عني . مش عايزة اشوف وشك تاني..
قالت جملتها
و انطلقت الي الداخل باكية و خلفها جنة مرورا بكلا من سليم و مروان الذي انطلق تجاه ناجي و قام ب إمساكه من تلابيبه وهو يقول پغضب
عملتلها ايه يا حيوان انت
ناجي بانفعال و هو يحاول تخليص نفسه من بين براثن مروان
وانت مالك دي بنتي وانا حر فيها ..
بنتك بتكرهك ومش عايزة تشوف وشك ..
هنا تدخل سليم لفض الشجار قبل أن يشتعل أكثر وهو يقول بصرامة
امشي من هنا يا ناجي يا وزا.
خلص ناجي نفسه من بين يد مروان بمساعدة سليم وهو يقول پغضب
انا لا جايلك ولا جايله
يبقى جاي لقضاك برجليك
هكذا صدح صوت سالم من خلفهم وهو يتقدم الي حيث يقف الثلاثة فقال ناجي بسماجة
لا جيتلك عشان سمعت انك بتدور عليا ..
سالم بقسۏة
لو بدور عليك كان زمانك تحت رجليا من زمان ..
ناجي بحنق
الزمن اتغير يا سالم .
سالم بفظاظة
و الأخطاء اتضاعفت مع الزمن يا ناجي . عشان كدا خلي بالك العقاپ هيبقي أشد من زمان
لم يتراجع ناجي بل تابع بثقة
ماظنش.. اصل اللي اتقرص زمان اتعلم الدرس كويس..
سالم بفظاظة
لو اتعلم الدرس كويس مكنش جه برجليه. لسه يلزمه درس كمان عشان يفكر الف مرة قبل ما يهوب ناحية ولاد الوزان تاني..
ناجي بسخرية
مانا منهم .. انت نسيت ولا ايه
سالم بغطرسة
كنت منهم . دلوقتي لو دقيت علي باب اي حد فيهم هيقرف يدخلك بيته . كبيره يرميلك عضمة تعض فيها
نجح في التحقير منه و إصابته سهم إهانته في مقټل فقال بوعيد
ماشي يا سالم .بس خليك فاكر اني جيتلك لحد عندك و انت هنتني في بيتك . والإهانه مردودة و كله سلف و دين ..
الكلام دا للرجاله . انت ملكش فيه.. يلا وريني
عرض كتافك ..
غادر ناجي فصاح مروان بانفعال
راجل قذر واقف يهددنا في وسط بيتنا مفكرنا ممكن نخاف منه..
تحدث سالم بغموض
بس احنا لأول مرة لازم نخاف منه . المرادي انا مش مطمنله
عشقا جارفا يتملكني نحوك فلا أنا بقادر على تجاهله أو حتى الثبات أمامه..
كل ما يسعني حياله هو أن انجرف معه إلى حيث يأخذني طوفانه..
فإما الإحتراق في عشقك
أو الهلاك شوقا بنيران بعدك.
ف يا فاتنة احتلت القلب و أسرته.
رفقا بفؤاد ما ذاق يوما الهوى و لا عرف لوعته.
فليسعد قلبي معك و لتهنئ روحي إلى جوارك.
و ليسلم قدرا أهداك لي قسرا رغما عن عنادي وعنادك..
فما كان العشق يوما أمرا يمكن تجاوزه وليست قلوبنا رهن قراري أو قرارك..
نورهان العشري
خرجت من المرحاض فوجدته أمامها يغلق باب الغرفة خلفه فقد كان عائدا للتو فتوقفت أمامه لثوان لا تعلم ماذا عليها أن تقول فعزمت علي الصمت و تجاهلته متوجهة إلى غرفة الملابس و