رواية كاملة بقلم نسمه
إني فرحان بيها جدا وتعتبر أجمل رابع هدية تجيلي في حياتي كلها..
تنظر له بابتسامة حانيه..تتأمل فرحته بقلب يتراقص من السعادة لأجله .. رباه فرحته التي تراها بعينيه الآن تشبه فرحة طفل صغير أحضر له والده لعبته المفضلة..أو ربما هو كذلك بالفعل فلم ينعم يوما بوجود والده أثناء طفولته..
تلاشت أبتسامتهاوحل مكانها التعجب ورمقته بنظرة
أجمل رابع هدية جاتلك!..
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتابعت بابتسامة مصطنعه.. ويا تري أيه هما التلاته التانين يا فارس باشا!..
غيرة دي يا بيبي! ..
كشرت إسراء في وجهه و ظلت صامته جاءت لتشيح عنه للجهة الأخرى فلحق بها قبل أن تفعل و أمسك ذقنها الصغيرة بين سبابته و إبهامه أجبرها على النظر إليه..
قالها بضحكة خاڤتة و أكمل بشيء من الجدية..
يا إسراء هديتي الأولى
كانت خديجة وهديتي التانيه أنتي و إسراء بنتي الصغيره والتالته لما اتجمعت أنا و والدي و والدتي لأول مرة بعد كل سنين الفراق والغربة واليتم اللي عشتها في وجودهم والرابعه اليخت اللي اتكتب عليه اسمينا سوا..
على اد ما كنت هتجنن من عمايلك وعايز أكسر عضمك ودماغك اللي بتخليكي تعملي تصرفات متهورة مش متوقعة ولا محسوبة ..
لبرهه وأطال النظر لعينيها نظرة جعلت انتفاضة قلبها تزيد وتتدافعوتابع بهمس بصوته الذي يدغدغها..
بس كنت هتجنن في كل لحظة فاتت عليا وأنتي بعيد عن حضڼي.. هتجنن عليكي يا إسراء..
أنهى حديثه
فارس أعقل قولتلك احنا مش في البيت..
فارس أنا شوفته من بره وعجبني والله و أكيد من جوه هيبقي أجمل اللهم بارك .. بس كفايه كده و بلاش ندخل خلينا نرجع الأوضة في الفندق.. أنا بدوخ و معدتي بتقلب ومش عايزه يحصل زي اللي حصلي لما ركبت معاك الطيارة..
لا نزلني بس متسبنيش.. هقع لو سبتني..
مستحيل أسيبك.. بس ارفعي رأسك كده وبصي حواليكي..
رفعت رأسها وفتحت عينيها ببطء وفجأة أطلقت شهقه قوية حين رأت المكان من حولها..
أيه رأيك ..
واحشتيني يا فارس.. هتجنن عليك..
هو أنا كنت ناوي أوريكي المكان الأول ..
بس أنا هتجنن عليكي أكتر يا روح فارس..
داخل غرفة هاشم ..
بعدما قام بوضع حفيدته بفراشها..خرج بهرولة نحو جناح خديجة ظل يطرق عليها ويتحدث بنبرة متوسلة..
خديجة من فضلك ممكن نتكلم!..
مافيش بنا كلام يا أستاذ هاشم و لو سمحت اتفضل شوف شغلك وبس..قالتها خديجة بصوتها الرقيق الباكي دون أن تفتح الباب حتي..
بدأ يسير ذهابا وإيابا أمام غرفتها.. اعتلت ملامحه الصدمة من حديثها و تغيرها المفاجئ تجاهه.. كان يشعر بانجذابها وإعجابها به الظاهر بعينيها و فرحتها عندما عرض عليها الزواج رأها بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة..
إذا ماذا حدث حتي تحزن و تبكي پقهر هكذا! .. بدأ يدور حول نفسه ويمسح على شعره كاد أن يقتلعه من جذوره.. سيفقد عقله لا محاله... ماذا حدث لتلقي تلك الجملة المؤلمھ التي
أډمت قلبه بها لأجلها هي!..
.. داخل جناح إلهام..
بصدر رحب قامت إيمان بمساعدة إلهام على تبديل ثيابها وأستلقت على الفراش بجوار حفيدتها..
يا تري أيه اللي حصل و زعل ديجا أوي كده يا خالتي! و الله انا قلبي اتقطع عليها..
أردف بها إيمان الباكية بطيبة شديدة..
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وأخذت تفكر وتستعيد أحداث اليوم مردده..
بعد ما إسراء بنتي ربنا يهدي سرها جوزها خدها و فلسعو من الحلفة وسبونا أحنا شوفت اسم الله حارسه هاشم واقف لوحده بيتكلم في التليفون وخديجة شافته راحت واقفه زي القرد اللي بيطلع من العلبه مرة واحدة من غير أحم ولا دستور وقالتلي هروح اسأل هاشم فارس و إسراء راحوا فين..
رفعت يدها وأشارت بأحدي أصابعها على عقلها وتابعت..بس أنا فهماها وعارفة أنها رايحة تشوفه واقف في الركن البعيد الهادي بيتودود في التليفون مع مين..
صفقت بكلتا يدها بحذر حتي لا توقظ الصغار ولوة فمها أكثر من مرة مكمله..
كانت رايحة ضحكتها من الون للودن ومنشكحه على الاخر كأنها بتعمل أعلان لمعجون سنان.. رجعت يا حبة عيني مبوزة ولا اللي واخده بونيتين وشلوط في وشها.. تقريبا كده هاشموله كان بيحب في بني
آدمية وهي اټصدمت يا قلب أمها.. كبدي عليها..
ولما هو بيكلم غيرها كان بيطلبها للجواز ليه بس!..
قالتها إيمان وهي تستعد لحمل صغيرها النائم بجوار إسراء الصغيرة..
بعدت إلهام يدها عن الصغير برفق و بدأت تربت عليه بحنو وهي تقول بلهجة حادة..
سيبي الواد نايم جنبنا على ما تغيري هدومك وابقي تعالي علشان نروح نطمن على خديجة.. زمنها هديت وهتفتح لنا الباب وأنا مش هسبها إلا لما أعرف أيه اللي حصل وزعلها كدهون..
نظرت لها إيمان بخجل وفركت أصابعها ببعضهما.. جعلت إلهام تنظر لها بحاجب مرفوع وابتسامة عابثه مدمدمة..
امممم أسطوانة كل يوم جوزي واحشني أوى وعايزه ارجعلو يا خالتي مش كده! ..
حركت إيمان رأسها بالايجاب سريعا و تحدثت بلهفة قائله..أيوه كده يا خالتي.. واحشني أوي أوي كمان الصراحة.. مش واخدة أبعد عنه كل دا وأنا داخلة على العشر أيام هنا.. كفاية كده وهرجع أصبح بأمرالله..
أردفت إلهام بتعقل قائله.. الصباح رباح.. يله روحي اوضتك غيري قبل ما الواد يصحي يا
عين خالتك وتعالي..
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها..
ربنا يهدي سرك يا إيمان يا بنتي أنتي كمان..
قالتها إلهام وهي تمسك الهاتف الموضوع بجوار سريرها و قامت بطلب إحدي الأرقام ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد وهي تحدث نفسها بفخر..
الحمد لله أنك ختي الإبتدائية يابت يا لوما.. التعليم حلو برضوا وبينور العقل..
بينما إيمان دلفت لداخل جناحها غالقة الباب خلفها.. رفعت يدها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتي عثرت عليه وقامت بأشعاله..
بابتسامة هادئه..
هششششش.. أهدي متخفيش.. أنا تامر جوزك يا إيمان..
انت هنا بجد! ..
بدلته إيمان عناقه وهمست بعشق قائله..
أنت اللي واحشتني أكتر يا تامر..واحشتيني أوي يا حبيبي وكنت ناويه اجيلك بكرة والله ..
واديني أنا اللي جيتلك.. أردف بها وهو يبتعد عنها قليلا ووضع جبهته على جبهتها وتابع باشتياق وهو يسير بها نحو الفراش..
.. بجناح مارفيل..
لأكثر من ثمانية ساعات يجلس محمد على الفراش بجوار مارفيل التي تغص بنوم عميق.
أشتقت إليك مارفيل.. أشتقت إليك كثيرا حبيبتي..
هبطت دمعه حارقه من عينيه ببطء حتي أستقرت فوق جبهتها وتابع بندم..
أخطأت بحقك أعترفولكن دعينا ننسي ما حدث ونبدأ من جديد..
لن يحدث محمد.. همست بها مارفيل بضعف شديد وهي مازالت غالقه عينيها..
أرحل من هنا.. فأنا أصبحت بحماية ابني ولن تستطيع إجباري على العودة إليك مهما فعلت..
مارفيل لأجل ابننا اعطيني فرصة واحده فقط..
أردف بها
محمد بتوسل و بصوت متحشرج بالبكاء..
فتحت مارفيل عينيها بوهن ورمقته بنظره محتقرة وتحدثت بسخرية..
ابننا!!.. الآن تعترف بأبوته محمد بعدما ظليت طيلة تلك السنوات تشكك بنسبه لك! ..
أطبق جفنيه پعنف لعدم مقدرته على تحمل نظرتها له وتحدث بندم قائلا..
التمسي لي العذر مارفيل.. أنا عشقتك من صميم قلبي و تزوجتك سبعة أشهر فقط وأنتي وضعتي قبل أن تتمي شهرك السابع وهذا أفقدني صوابي..
ابتلعت مرارة بحلقها كادت أن تزهق روحها وتابعت بغصة يملؤها الآسي..
يشاء إلهي أن أحمل جنينك في أحشائي و لصغر سني تمت الولادة مبكرا عن المعاد المحدد لها وكدت أن أفقد حياتي وحياة صغيري الذي ظل تحت الرعاية أسبوع كامل.. رغم توسلي الشديد إليك وأرسلته لشقيقتك فور خروجة من المشفى أيها النذل ولم تكتفي بفعل هذا.. بل أصبحت تفكر حتي تصل
لخطة حمقاء تستطيع التخلص منه فيها دون فضائح تأثر على أعمالك.. كتبت له أموالك حتي لا يشك في أمرك أحد واستخدمتني أنا ضد ابني جعلته يظن أنني من تريد محاولة قټله.. جعلتني ستار لافعالك المشينة..
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بأسف..
والحقيقة أنك أنت الذي كان يجاهد ويسعى لتزهق روحه دون التأكد حتي إذا كان حقا ابنك ام لا..
خفض رأسه بخزي من نفسه وتحدث بندم شديد..
تأكدت انه
ابني انا مارفيل..
رفع رأسه ونظر لها بأعين تفيض بالعبرات مكملا..
بعد 33 عام تأكدت أنني ظلمتك و أنني أخطأت بحقك وحق ابني الوحيد وأطلب السماح منك واتوسل إليك لا تخبري فارس الحقيقه..
لأجله هو.. لأجل ابني فقط
محمد.. أنا صامتهوالآن غادر فورا دون عودة..
همست بها مارفيل بملامح جامدة لا تبكي بينما قلبها ېنزف من شدة ألمها..
ساد الصمت قليلا يقطعه نظرتهما لبعض غافلين عن تلك التي تقف مختبئه وقامت بتصوير كل ما حدث وأرسلته لابنهما فارس الذي سيصدمه القدر بصڤعة خذلان موجعه في أقرب الأشخاص له..
الفصل ال..
.. مهما طال ليل الظلم.. سينتهي و ستشروق شمس الحق لا محالة و لكن في بعض الأحيان يفضل أن نخفي الحقيقة.. خاصة عندما تكون بعض الحقائق تبدو مدمرة..
صباح يوما جديد..
داخل يخت ساحرة الفارس تسللت آشعة الشمس عبر واجهة الغرفة الزجاجية ذات الميزة اللامرئية التي تتيح للرائي من الداخل فقط تبين ما بالخارج..
لم يتركها تنعم بالنوم لو قليلا.. كان يغرقها بفيض عشقه المچنون لها وبدورها أستقبالته بلهفه واشتياق أشد..
تنازلت عن عنادها وهو تنازل عن كبريائه حينها بلغ عشقهما القمة..
عليهما أكثر
حانت منها إلتفاتة نحوه وهي ترد بصوت هامس ظاهر عليه الإجهاد..
تؤ صاحية يا عيون إسراء....
فتحت عينيها ونظرت له بانبهار من معاملته لها.. يعاملها كأنها قطعة من الماس نادرة الوجود..
تفهم فارس نظرتها فابتسم لها ابتسامته التي تفقدها صوابها وتجعل نبض قلبها يدق كالطبول خاصة حين نظر لعينيها نظرة يملؤها حب وغرام ولمسة يديه تغمرها بالشوق والحنان..
أنتي اللي عيون وقلب و غرام فارس يا إسراء..
فعلا أنا مبسوط أوي يا إسراء برجوع أبويا و عندي أمل أننا نبقي زي اي عيلة و ربنا يكرمنا بولاد يتربوا وسطنا و مع جدهم وجدتهم.. بحلم باليوم دا وبتخيله قدامي و بدعي ربنا يحقق حلمي دا ومصحاش منه على كابوس يدمرني و يخليني أرجع أسوء مما كنت..
مالت إسراء برأسها ثانيا عليه و همست بنعاس..
ننام شوية بقي يا فارس باشا علشان أنا قربت افصل منك خالص..
بتفرهدي مني بسرعة أنتي يا بيبي..
ليأتيها صوت خديجة تتحدث بصوت مرتعش من بين شهقاتها قائله..
إسراء قوليلي فارس جنبك ..
انقطت أنفاس إسراء من شدة فزعها واجابتها مسرعة بصوت خاڤت حتي لا يصل لسمع زوجها..
لا مش جنبي.. في أيه يا عمتو!..
أهدي يا إسراء و ركزي معايا وقوليلي حد كلم فارس على تليفونه!..
أبتلعت إسراء لعابها بصعوبة واجابتها بنبرة مرتجفة..
لا يا ديجا.. فارس ممسكش تليفونه خالص طول ما أنا معاه..
التقطت خديجة أنفاسها المسلوبة ووضعت يدها على قلبها
تهدأ من روعه وتحدثت بنبرة متوسلة قائله..
طيب اسمعيني كويس يا إسراء.. شوفي تليفون فارس فين وارميه في البحر دلوقتي حالا وإلا هيحصل كارثه لو فارس فاتحة..
بكت