رواية شيماء الفصل الثاني
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الرابع دعم !
قضت سديم يومها مع عاصم الذي استمتع للغاية بالحديث معها و رأى نضوج و عقلانية واضحة داخل آرائها ومع نهاية اليوم و بعدما علم أن زوجته سوف تعود في صباح اليوم التالي قرر إبلاغ العائلة بما تحويه جعبته على طعام العشاء خارج المنزل عدا الجدة التي إلتزمت المنزل نظرا لظروفها الصحية وحيث اجتمعت العائلة قال عاصم بنبرة معتدلة لكنها لاتحمل النقاش
لم يحدث جدل كما توقع الجميع بل أجاب آسر
تمام ياعمي زي ما تشوف !
رفعت عينيها أخيرا عن صحنها و نظرت إليه لحظات قليلة ثم أعادت نظراتها إلى شوكتها التي تعبث بها منذ وضع الطعام و قد لاحظت نريمان ذلك فقالت بلطف
توقف عاصم عن طعامه حين قالت نريمان ذلك ونظر إلى صحن ابنته وجده كما هو ! ليقول بقلق
إيه ياحبيبتي مش بتاكلي ليه
ابتسمت لهما و قالت و هي تستقيم واقفة
بصراحة أنا مش جعانة بس محبتش أضايقكم أنا هقوم أقف هناك شوية
خليك ياعمي أنا هشوفها !
هز عاصم رأسه بالإيجاب و تعلقت عينيه بابنته التى أولتهم ظهرها ووقفت تنظر إلى حركة المياه بأعين لامعة منذ أعوام كانت هذه الأماكن هي الأحب إلى قلبها حيث كان يصطحبها الأب الحنون يحتضنها و يغرقها بوابل من القبلات فوق خصلاتها و جبهتها حيث علمها دروس الحياة النبيلة و الحفاظ على عقلها الراشد و أخبرها أنها حرة لا يجب أن تترك أحدهم يقود عقلها حيث أخبرها أنه معها أينما ذهبت ! وأنه لن يتركها لكنه خان العهد و تركها !
واضح ان القصة كبيرة أوي احكيها أنا بحب اسمع الحكاوي !
تحكمت بنبرتها و أخفت لمعة الدموع بعينيها بأعجوبة و قالت بهدوء
ولا قصة ولا حاجه أنا مصدعة و بصراحة أكلت من الكافتيريا قبل ما نمشي !
آآه دا إحنا بنغير الموضوع بقا على العموم أنا مكنتش عايز أعرف انا أصلا مبحبش الحكاوي !
ضحكت بخفة و مالت برأسها إلى الأمام ثم اعتدلت تواجهه و قد تطايرت خصلاتها برقة مع نسمات الهواء وقالت مبتسمة
ولا أنا بحبها ياسليم روح كمل أكلك بقا و أنا هقف شوية وارجعلكم !
عقد حاجبيه و قال پغضب مصطنع
رفعت حاجبها الأيسر بتعجب ليكمل
اه ماهو مفيش راجل طبيعي هيشوف واحدة قمر كدا نفسها مسدودة ويسيبها في حالها يعني !
ضحكت بقوة تلك المرة و ابتسم عاصم الذي علق عينيه عليها بقلق ثم قال
هقوم اكلم أميرة عشان قالت هيرجعوا بكرة الصبح أنا كدا اتطمنت على سديم !
ثم استقام و ابتعد عن الطاولة وقال يوسف وهو يتابعهما ببسمة واضحة
سليم قرب يتبني سديم بس جدع أنا مقدرش أقوم من الأكل ببساطة كدا !
ضحكت نريمان وقالت
أنت لا يمكن تقوم يايوسف
من وأنت صغير و ده طبعك !
ضحك يوسف و كاد يجيبها لكنه عقد حاجبيه وقال بدهشة
إيه دا هما هيرقصوا لا دا ياريتني كنت قمت أنا بقاا !
ضحك الجميع عدا آسر الذي راقب حركتها مع سليم بل داخل أحضانه بنظرات هادئة خارجيا فقط لكن داخليا تصرفها أغضبه بل أشعله خاصة أنها تتعمد تجاهله منذ أن جلست فوق الطاولة و من الواضح أنها وجدت ملاذها منه مع ابن العم ومن الواضح أيضا تجيد الرقص والتمايل داخل أحضانه ببراعة ! طرقع رقبته بقوة و استقام قائلا
هعمل مكالمة مهمة و ارجع بعد إذنكم !
توجه إلى الطرف البعيد و وقف هناك يتحدث بهاتفه و عينيه لم ثابتة عليهما أو عليها هي تحديدا ماذا تفعل تلك اللعېنة هل تحاول الإيقاع بابن عمه أم أن ابن العم يتودد إلى تلك المحتالة وكأنها تتمايل بشكل مبالغ به و ابتسامتها تلك تستفزه للغاية انتهت الرقصة وكاد يعود لكنه توقف حين بدأت رقصة التانجو الشهيرة و كانت تتمايل عليها و تضحك وكأنها طفلة !!!
نظر الجميع إلى الثنائي اللطيف و المرح في الوقت ذاته و نجحا كلا منهما بلفت انتباه العائلة واشتعلت الرقصة بنيران غضبه و انتهت بتصفيق حار من الجميع سليم أمسك يدها و عاد معها إلى الطاولة جلست و جلس هو فوق المقعد الفارغ بجانبها يتحدث إليها و من الواضح أن شقيقه أيضا بدأ يتفاعل معهما بالحديث و الضحكات !
عاد إلى عائلته يقول بهدوء
طيب ياجماعة كان نفسي أكمل معاكم الوقت اللطيف دا بس أنا ناسي حاجة مهمة في المكتب وهرجع اجيبها وبعدها احصلكم على البيت
ثم جمع متعلقاته ورحل !
بعد منتصف الليل دلفت سديم إلى غرفتها بإرهاق و أغلقت الباب بإحكام كادت تسير بظلام الغرفة الدامس لكنها توقفت فجأة و عقدت حاجبيها تقول بصوت مسموع
وقاعد في الضلمة كدا ليه خاېف يقولوا بيعمل إيه في أوضة بنت عمه بليل كدا
أنارت الإضاءة الخاڤتة و ألقت نظرة خاطفة تجاهه حيث جلس فوق الأريكة و هو يضع ساق فوق الأخرى قائلا
رقصتي مع سليم ليه النهاردة
لم تلتفت إليه بل اتجهت إلى الفراش و وضعت ساق فوق الأخرى
أردفت بلامبالاة وهي تعكس وضع ساقيها وتنزع الأخرى
إيه دا كان مكتوب في ورقة الممنوعات وأنا مش واخدة بالي
ثم استقامت واقفة و كادت تسير لكنها عقدت حاجبيها حين و جدته يجذبها إليه پغضب و يقول بجدية
أنت مش واخدة بالك إنك في بيت كله شباب !
رفعت حاجبها الأيسر و أوشكت أن تفتح شفتيها ليضع يده فوقيهما و هو يكمل بنبرة معنفة و قد برزت عروق وجهه وعنقه تخبرها أنه على وشك الإڼفجار بها !
إياك تقولي وأنت مالك أنا بحافظ على ابن عمي و أخويا من واحدة زيك !
بدا الذعر لأول مرة داخل عينيها لقد بث داخلها الړعب دون أن يشعر من هجومه البربري عليها لذا رفع يده عن شفتيها و أرخى قبضته عن يديها لتفلتها مسرعة وتبدأ بفركها پألم تأوهت و مالت برأسها قليلا إلى الجانب تفرك يديها بعفوية كاشفة عن عنقها و كتفها الناعم حيث كانت تجمع خصلاتها على الكتف الآخر و هي تقول بإنهاك
إيه الھمجية دي أنت مبتعرفش تتكلم و إيدك جنبك
صمت يراقبها عن كثب بهدوء لترفع يدها تجمع خصلاتها بقوة و هي تقول
بملل
لو عندك أي خناقة وفرها لبكرة أنا بجد مرهقة جدا النهارده و مش ناقصة أوامر ولا فروض خلاص عرفنا مشكلتك و مش هقرب من سليم تاني اوعي بقااا !
رفعت يديها إلى صدره تدفعه لكنه أمسك يديها بهدوء و قال هامسا
مقصدش اوجعك كدا !
آسر ! اوعى من فضلك !
توقيت خاطئ لذكر اسمه من شفتيها و حين اقترب انتفضا معا حيث طرق سليم الباب وقال بصوت واضح
سديم ! صاحية !
دفعته بقوة فجائية و كادت تتجه إلى الباب حافية القدمين لكنه امسكها عاقدا حاجبيه
هتفتحيله بالمنظر دا كمان وبعد نص الليل انتوا إيه حكايتكوا !
زفرت بملل لكنها عقدت حاجبيها حين طرق سليم مرة أخرى وقال بصوت مسموع
سديم !
أجابت وهي بمحلها بصوت مرتفع
صاحية ياسليم فيه حاجه
أردف من خلف الباب بهدوء
آه أميرة ونورهان برا وصلوا من شوية و عمو عاصم كان عاوزكم تتعرفوا على بعض !
استمع إليها تقول
حاضر روح أنت وأنا جاية وراك !
انصرف بالفعل و قال آسر
خدي بالك من أميرة عشان مش سهلة و متتكلميش كتير معاها لو مش عارفة تجاريها في موضوع فاهمة !
أولا أنا بعرف اتصرف كويس في أي موقف مش مستنية أوامرك ثانيا متقربش مني بالشكل دا تاني لأي سبب فااهم !
تعمدت أن تختم جملتها مثله ثم تركته و تحركت باتجاه المرحاض وصفعت الباب بقوة بوجهه !!!!
جلست سديم بجانب نورهان الصغيرة اللطيفة التي لم تتجاوز العشر أعوام و بدأت تقص طرائفها الصغيرة على سديم التي أصغت إليها باهتمام واضح وشاركتها بعض الأحاديث لكن قاطعتها أميرة التي جلست تضع ساق فوق الأخرى و قالت بلطف
قولتيلي درستي إيه في كندا ياسيلا و كنت قاعدة فين تحديدا هناك ! معلش ياروحي أصل أنا بهتم بالتفاصيل !
نظرت إليها سديم ثم قالت بهدوء
سديم !
عقدت حاجبيها الأخرى و قالت باعتذار واهي
آه آه سوري أنا لسه متعودتش على الاسم ! المهم متهربيش من أسئلتي بقاا وقولي درستي إيه و كنت فين !
ابتسمت لها سديم ببرود و أجابت بسخرية واضحة
بصراحة أنا مكنتش هجاوبك فعلا بس كنت هصحا الصبح بدري اجهز ال cv بتاعي و ابعتهولك أسهل من كل دا ! شوفي يامروة أنا آآ
قاطعتها تقول بدهشة
مروة مين أنا أميرة !
عقدت سديم حاجبيها و قالت بلا مبالاة
آه آه سوري أنا لسه متعودتش على الاسم ! على العموم لو مستعجلة ومش هتقدري تستني للصبح بابا ممكن يحكيلك كل اللي نفسك تعرفيه عني !
ابتسمت الجدة بوقار و أشارت بعينيها إلى عاصم الذي كان يراقب حديثها بإعجاب بالغ لتقول الجدة بلطف
سديم حبيبتي تعالي وصليني الأوضة بتاعتي
استقامت سديم و توجهت إليها و بذات اللحظة وقف عاصم يقول لصغيرته نورهان
تعالي ياحبيبتي شوفي جبتلك إيه وأنا بجهز أوضة سديم !
واصطحبها و غادر ثم تحركت سديم بجانب مقعد الجدة المتحرك لكن توقفت حين أردفت أميرة پغضب بعد أن تأكدت من مغادرة زوجها
أنت شايفة إن دا أسلوب محترم مع واحدة أكبر منك أنا من حقي اتطمن واعرف تفاصيلك متنسيش إنك عايشة معايا في نفس المكان !
كانت قد وصلت إليها و أمسكت ذراعها لتلتفت سديم و
تنظر إليها بهدوء بينما وقفت نريمان تقول بلطف
أميرة احنا مقدرين تعبك وأنك لسه راجعه من سفر بس دي مش طريقة !
اجابتها أميرة بحدة
ومين قال إن دا كلام تعب أصلا !
عقدت حاجبيها حين وبختها الجدة بحدة وقالت
أميرة صوتك عاالي ! و ده مش اسلوب تتكلمي بيه مع حفيدتي خدي بالك من طريقتك مع سديم بالذات !
وقفت سديم تنظر إلى دفاع العائلة عنها بحزن و داخلها يقول ماذا إن كانت تلك هي عائلتها الحقيقية لقد اعتادت صد هجمات من حولها بمفردها حتى أمها تركتها ذات يوم داخل التيار و فرت هاربة دون أن تودعها وداع يليق بأعوام عمرها التي افنتها في
سراب !
عقدت حاجبيها حين هدرت أميرة پغضب
ونورهان مش حفيدتك ولازم تخافي عليها زي سديم
كاد رأفت