رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
مفيناش حاجة ويكدب علي ويقرطسني !
هنا تحدثت رحمة وهي تنهي والدتها عن الكلام بتلك الطريقة
عمران معملش حاجة غلط يا حاجة هو عيمل الصح مينفعش يخرج سر مرته لأي مخلوق ولا حتى لامها اللي خلفتها إلا إذا هي قالت لها لحالها اخوى راجل بيحافظ على هدوء بيته بالطريقة اللي هيشوفها صح ومش من حقنا ندخل خالص
وتابعت نهيها بنصح
ضړبت زينب كفا بكف وتكاد تجلب رحمة من رأسها على نهيها اللاذع لها من وجهة نظرها
اكتمي يابوز الاخص انت كل الكلام دي مايفرقش معاي كل اللي يفرق لي اشوف عوض ولدي على يدي دي ولدي الوحيد ياناس وداخل على الأربعين كمان ليه مش مقدرين ڼار قلبي اللي قايدة جواي واني كل يوم بحلم اشيل ولده على يدي وأفرح بيه .
مالك يازينب مكبرة الموضوع ليه مالدكتورة خبرتك إنها مسألة وقت وان حملها مش مستحيل ولا صعب بس محتاج صبر هبابة وبعدين أني ولدي راجل يخلف لو عنديه تمانين مش أربعين لا دي وقته ولا دي مكانه خالص واكتمي يازينب وحذاري البونية المرمية جوة داي تحس بحاجة الله الوكيل أقطع خبرك النهاردة ولا هي ولا ولدي ناقصين كفاية اللي فيهم .
وه كيف اعملها ازاي دي ياسلطان اعرف ان ولدي مهيخلفش وان مرته يا عالم ربنا يكرمها ولا له واتحمل واسكت !
حاولت رحمة تهدئتها ناهية إياها
يا امي وطي صوتك إحنا اهنه في المستشفى وسط زمايلها اهدي بقي الله يرضى عنيكي وبعدين حطيني مكان سكون لو اني اللي حالتي زيها بردو هيوبقي دي رد فعلك
نفخت زينب بضيق وهي تحاول أن تهدئ من نوبة الخۏف التي انتابتها جراء ما حدث
هي مقتنعة تمام الاقتناع بكلامهم ولكن مايحزنها انها سألتهم كثيرا وكثيرا وكانوا لايشفون صدرها بالإجابة وفوجئت بما حدث لما لايراعون نوبة خۏفها على ولدها الوحيد
لما يتحدثون معها بتلك الطريقة وكأنها ليس لها الحق في الحزن على ماجرى الآن
تلك الكلمات التى ظل داخلها يرددها وتنهش بها ثم حاولت أن تنظم أنفاسها الثائرة بسبب نوبة عصبيتها وبعد قليل هدأت ثم دلفوا جميعا بعد أن علموا بإفاقتها تماما فقد
انطلقت رحمة مسرعة بأقدامها إليها كي تطمئن عليها وهي تردد بدعابة كي تدخل السرور على قلبها
اها شكل القمررر أهي ووشها زاده النور مرت أخوي على البنج والمستشفى
ثم هبطت لمستواها وهي تتحسس رأسها بحنو
إلا قولي لي يامرت أخوي هو المستشفي عنديكم البنج اللي فيها دي بيوبقي في علاج
تنظيف بشړة أصلك اللهم صل على النبي في عيني وشك أبيض ومنور وكأنك خارجة من الكوافير دلوك .
ابتسمت سكون وكادت أن تضحك ولكن منعها جرحها الذي أوجعها من حركتها الغير محسوبة نظرا لتفاعل جسدها مع دعابة رحمة ثم كبر عمران في وجهها
الله أكبر في عنيكي يابت إنت هتحسدي مرتي قدامي وقدامها اكده عاد ومهتختشيش
ثم نظر إلى سكون وهو يسمي في وجهها بدعابة مماثلة
لرحمة
اسم الله عليك ياغالية من عين رحمة وكمان من عين رحمة .
الف سلامة عليك يابتي ربنا يقومك بعافية وترجعي بيتك ومطرحك بالسلامة .
كانت سكون خائڤة من رد فعل زينب بالتحديد والآن شعرت بأن خۏفها في محله من سلامها الممتلئ ببعض البرود ولكن ليس لها ذنب فكل ما بها ما هي إلا إرادة الله ثم نطقت بخفوت
الله يسلمك يا ماما وتسلمي من كل شړ .
أما سلطان تقدم بخطواته
وبوجه بشوش أردف
حمد لله على سلامتك يابتي وعكة وتزول وربنا يديكي الخير من عنديه .
علمت سكون الآن أن ح ربها الآن ليست مع أيا منهم غير زينب وأنها الآن سوف تعاني من ملامها هي وحدها وعرفت ذلك من سلامها البارد غير سلام سلطان ورحمة الممتلئين بحرارة الاطمئنان عليها
مر الوقت وأتت مها أختها وماجدة والدتها فقد أبلغتهم رحمة وما إن وصلوا حتى هرولت إليها ماجدة وقد أدمعت عينيها من منظر ابنتها
الف سلامة عليكي ياحبيبتي ايه اللي جرى لك ياغالية
ابتسمت لها سكون وطمئنتها
متقلقيش ياماما اني زينة قدامك أهو الحمدلله عدت على خير .
أما مها وقفت جانبها وقد أفسح لها عمران المجال وقد شعرت بالشفقة على حالتها
معلش ياحبيبتي ربنا يعطيكي من عنده الخير كلاته متزعليش ياسكون ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا .
وظلوا بجانبها يواسوها ويدخلوا الطمئنينة على قلبها إلى أن مر نصف اليوم وجاء موعد خروجها فاستئذنت ماجدة من عمران
معلش ياعمران بتي هاخدها على عندي علشان اعرف اراعيها و آخد بالي منيها .
وتابعت استئذانها وهي توجه باقي كلماتها الي سلطان وزينب
بعد اذنكم طبعا ياحاج سلطان انت والحاجة زينب .
رأت رحمة وجوم عمران فاستغلت انشغال ماجدة مع والديها ونصحت عمران
سيبها ياخوي تروح مع امها هتوبقى هناك وسط أمها وأخواتها مرتاحة أكتر وكمان علشان رد فعل أمك ليك لما نعاود بيتنا مش مطمني بعدها الأسبوع دي خالص.
شعر عمران بالاحتراق داخله أليس من حقه الخصوصية هو وزوجته
أليس من حقه أن يحتضن زوجته ويخفف عنها في شقتهم الخاصة !
ثم فكر سريعا في نصح رحمة ووجد انه الأفضل لها ولكن أجاب ماجدة
مطرح ما سكون ترتاح تختار مهغصبهاش على حاجة واصل .
هنا شعرت سكون بمدى حزنه من طلب والدتها ولكنها خاڤت أن تسمع من زينب كلمات توجعها فتؤثر عليها هي وعمران فابتلعت ريقها وهي تستأذن بخجل من عمران
معلش ياعمران وديني عند ماما اسبوع بس .
ابتسم عمران لها وداخله حزين ولكنه راعى
خۏفها ثم ردد بموافقة
روحي ياحبيبي مكان ما ترتاحي وأني مش هسيبك وهكون وياكي .
ووافق أيضا سلطان بدون أدنى اعتراض وبدأوا في تجهيزها لمغادرة المشفى فقد دخلتها مټألمة وخرجت منها مکسورة الخاطر وما تشعر به الآن لن يشعر به أحد سوي من ذاق مرارة الفقدان من الأمومة .
في نفس المشفى كان ذاك الفارس يبحث بعينيه عن الدكتورة فريدة فهو قد أحس بالحنين إليها فمنذ الموقف الذي حدث بينهم لمس فيها الاختلاف عن أيا منهن وبالتحديد أنها لن تتمسح به كباقي الفتايات ظل يبحث عنها أكثر من نصف ساعة فهو يشعر وبشدة انه يريد التحدث معها وبالصدفة علم ماحدث لصديقتها سكون فهو قد سأل عنها كثيرا وعرف ان سكون صديقتها المقربة فبالتالي بدأ بفحص حالة سكون واستكشف ما حدث لها ووجد حجة كي يتحدث مع فريدة ولكنه لم يجدها إلي أن وقعت عيناه أخيرا عليها فقد صال وجال في المشفى بأكملها كي يراها
إلى ان وجدها تجلس في استرخاء تام في حديقة جانبية للمشفى ويبدوا على ملامحها التعب الشديد والإرهاق ساقته قدماه إليها بقلب يخفق تطلعا للحديث مع تلك الفريدة ثم وقف أمامها واستند على جذع الشجرة ثم ربع ساعديه أمام صدره وغروب الشمس آنذاك انعكس على ملامحه الشقراء وجدها تغمض عينيها وهي تستند على ذاك الكرسي برأسها للخلف وقدميها مرفوعتين قليلا على ذاك السور الأرضي ثم تحدث بصوت رجولي هادئ
دورت عليك كتير يا دكتورة لحد ما لقيتك
أصابتها رعشة خفيفة اجتازت جسدها فور ان
ترجم عقلها لمن يكون هذا الصوت فشعرت بالغثيان وأن معدتها تكاد تنقلب الآن فقد أصبح صوته أبغض صوت تسمعه ثم فتحت عينيها رويدا رويدا وجدته يقف أمامها فعبئت صدرها بزفير وفير كي تستعد لمجابهة ذاك المصاپي ثم سألته بنفس نبرته الهادئة وحتما ووجب عليها أن تتعامل بكل هدوء مع ذاك الفارس حتى لا تفقد طاقتها معه من اول وهلة فهو يحتاج الكثير من الطاقة والكثير من فراغ الذهن
ليه يا دكتور أني خلصت الشفت بتاعي بس بستريح شوية قبل ما أمشي
ابتسم ابتسامته العذبة وبوجه بشوش أردف
مش علشان شغل خالص يادكتورة وبعدين انا هنا زي زيك بالظبط ما ليش اوامر عليك علشان اكلفك بشغل .
امال في ايه جابك لحد عندي وخلاك تدور عليا جملة استفهامية نطقتها فريدة بنفس هدوئها فأجابها وهو يجذب الكرسي الموضوع جانبها وجلس مقابلها
عرفت بحالة الدكتورة سكون وبجد انا زعلان عليها قووي فجيت أتكلم معاكي واقول لك اني عندي حل ليها ولحالتها وكمان في اسرع وقت باذن الله .
استطاع جذب انتباهها حينما رأى اللهفة في عينيها بعد أن عرض عليها حلا لمشكلة صديقتها مما شرح صدره كثيرا أما هي سألته بلهفة
بجد ! طب ازاي يا فارس
اسم فارس طالع منك جميل قووي من غير دكتور
ثم سألها بلهفة
هو احنا ممكن نبقي أصحاب يادكتورة
هنا استشفت انه يتعامل معها كزميل راقي طريقته المتأدبة في الأخذ والرد نظرة عينيه رقيه في التعامل معها الآن فعلمت أنه لم يدخل قوقعة الانفصام في ذاك الوقت فحثها عقلها أن توافق على صداقته وأن تستغل وقت هدوئه النفسي ووقت تعامله كما الإنسان المنظبط فقررت أن تتحدث معه كثيرا وتسأله عن حياته لكن بطريقة ذكية لايستطيع كشفها فمريض الانفصام أذكي مما يكون فلابد أن تأخذ الحيطة والحذر منه ثم سألته عن سكون أولا
طب ممكن تفهمني انت تعرف تساعد سكون كيف الاول وبعدين نشوف موضوع الصداقة دي
ابتسم سنه مما أظهر أسنانه البيضاء اللامعة ببريق بدى لها اهتمامه بحاله لأبعد الحدود ثم طمئنها
حالة الدكتورة سكون سهلة جدا زميل بابا الدكتور سلامة المحمدي شاطر جدا في جراحة المناظير والحقن المجهري وعنده مركز كبير قووي في مصر
دكتورة سكون تروح له وهو مفيش حالة بتاخد في ايده اكتر من تلت شهور بإذن الله لأنه كل أجهزته حديثة من برة وأكيد هي عندها حاجة هي اللي بتسبب لها مۏت الجنين وإنها تسقط بعد الشهر الأول من الحمل فيه ممكن يكون ميكروب او عندها بطانة رحم مهاجرة أو عندها تليف
وهو الأجهزة اللي عنده حديثة جدا وكل اسبوعين تقريبا بيسافر برة يجيب أجهزة جديدة فتروح له هي وجوزها وانا هوصي عليها توصية جامدة انه ياخد باله منها وكمان هحجز لها الكشف بنفسي لأن الحالات اللي بتروح له بتاخد حجز من قبلها بأسبوعين لأن المركز عنده مزدحم جدا بسبب قبول الناس عليه من جميع أنحاء العالم وكمان العلاج اللي بيكتبوا للمرضى بيتاخد من