رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
يابختها بيك يا ماهر.
ابتسم لها ثم أخرج ورقة من جيبه مناولا إياها وهو بتجاهل كلامها
طب سيبك من الحوارات داي خدي الورقة دي فيها عقد إيجار شقة في الكومباوند اهنه على بالليل تكوني جاهزة هوصلك هناك
وكويس إن موبايلك القديم اترمي علشان عمك ميقدرش يوصل لك وكمان أنا رفعت قضية إعلام وراثة علشان تشوفي حقك في بيت باباكي وشفت لك شغل عند واحد معرفتي هتشتغلي عنده بمؤهلك .
ماهر بيه في واحد برة جاي ومعاه حرس وبيقول إنه مدير مكتب محافظ القاهرة وعايز حضرتك.
نظر اليها ماهر نظرات ثاقبة ثم أعاد بصره إلى ذاك الواقف وطلب منه
خليه يتفضل .
انصرف الحارس ثم أعاد النظر إليها متسائلا إياها بشك
عمك عرف منين ان انت اهنه وباعت مدير مكتبه ليه
ماهو عارف ان مليش حد اروح له غيرك وأكيد دماغه وصلته لهنا علشان كدة باعت مدير مكتبه
ثم سألته بتوتر
هو انت ممكن تسيبني ليه وتتخلى عني علشان أنا عملت لك مشاكل مع رحمة
تنفس بضيق من مجمل الموضوع ولكنه لم يعهد الخۏف أبدا لطالما خطواته سليمة وبعيدة كل البعد عن الشبهات ثم طمئنها
أراد بتلك الكلمات أن يوصل لها معان عدة ومن أهمها بث الثقة بداخلها وعدم انشغالها بأحد مهما كان
قطع حديثهم وصول ذاك الضيف فقام بالترحاب به بكل وقار ثم بعد تعريف الضيف لشخصه نظر إلى شمس قائلا
سعات الباشا باعتني اخد الآنسة شمس بكل هدوء
ومن غير ما نعمل شوشرة .
ايه رأيك يا شمس عايزة تروحي لعمك ولا تفضلي كل حاجة بإرادتك انت مش قاصر ومحدش يقدر يغصبك على حاجة واصل .
كان يتحدث معها بقوة جعلت ذاك الجالس يشعر بفشل محاولته ثم رددت شمس بقوة اكتسبتها من كلام ماهر لها
مش هاجي معاك وقول لعمي بيني وبينه المحاكم في الوصول
لحقي ومش هرجع بيتي إلا لما المحكمة تسلمني حقي فيه .
طيب ليه تعملي عداوة ومشاكل بينك وبين عمك وتفتحي طرق مش هتقدري عليها ولا حد في الدنيا هيقدر يسد قصاد الباشا حافظ الهنداوي ومهما كان انتو لحم ودم متدخليش الغريب بينكم .
هنا أجابه ماهر وهو يرجع رأسه بكبرياء للخلف بنفس طريقته
له متشغلش بالك انت بموضوع حمايتها وبلغ
حافظ باشا إن ماهر الريان مبيتهددش وإذا كان هو له مكانة كبيرة في منطقته فاحنا لينا مكانة كبيرة في البلد بحالها وبرة البلد كمان ولو حابب يجرب تمام معنديش مانع والبقاء للأقوى .
استدرك ذاك الشخص مدى قوته من طريقته في الحديث ثم قام مستئذنا وهو يبلغها مرة أخرى
تمام يا آنسة شمس طالما ده ردك هبلغ عمك وهو حر في اللي هيعمله معاكي أنا مجرد فاعل خير عن اذنكم .
ودعه ماهر وهو بنفس مكانه دون أن يتحرك فهو قد هددهم بطريقة مخبئة في منزله فلابد أن يتعامل معه بكل حسم لأنه سينقل كل شئ لذاك الحافظ
مع السلامة يافاعل الخير وبلغ سيادة المحافظ إني هرد له زيارة فاعل الخير داي عن قريب وكل واحد وطريقته بقي في فعل الخير .
ابتسم له الآخر بسماجة ثم غادر المكان وفور خروجه هاتف عمها وأبلغه بما سمعه من ماهر مما جعله يزداد ڠضبا وهو يتوعد له ولابنة أخيه التي هربت يوم زواجها من ابنه وفضحتهم بفعلتها تلك
اما في الداخل تحدث ماهر
عمك بدأ المشاكل ومش هيسكت فأنا هعرض عليك عرض ايه رأيك اشوف لك شغل برة مصر خالص وتبعدي عن هنا لحد الأمور ما تهدى
شعرت بالاختن اق من عرضه فهي لاتريد الهجرة أو بالتحديد لاتريد الابتعاد عنه فهي وجدت فيه الرجل القوي الشهم الذي سيتصدى كل الصعاب لأجلها ولكن عقلها ينهرها على تفكير قلبها بتلك السذاجة فهو رجل عاشق لامرأته وما تفعله الآن بالتودد إليه لايسمن ولا يغنى من جوع ولكن ما زالت عقول الفتايات تنسج أوهامها بقصة لاتمت للواقع بصلة وتعيش داخل عالم تلك القصة
لاحظ صمتها على عرضه وتبدل ملامحها للحزن فسألها
مالك قلبتي وشك اكده ليه لو مش حابة السفر خلاص براحتك بس اني قلت اريحك من ۏجع الدماغ دي خالص لحد ماقضية حقك في بيت باباكي تخلص وكمان تضمني أمانك من جبروت عمك.
على صدرها صعودا من أنفاسها العالية ثم تحدثت بما يؤرق صدرها
انا مش عايزة اسافر يا أبيه ماهر انا عايزة اقعد في بلدي واستقر فيها واشتغل واعمل كيان لنفسي والاقي الانسان اللي يحبني ويقدرني ووقتها هبيع الدنيا بحالها وهكون ليه احسن زوجه في الدنيا لاني بجد نفسي اكون عيله زهقت من السفر وسن المراهقه اللي انا كنت عايشاه انا عايزه استقر في بلدي فاهمني .
إلي الآن لم يستطيع فهم شخصية تلك الشمس وما ورائها ولكنه سيكمل
شهامته معها إلى النهاية ثم هز رأسه للأمام ليقول بتعجل
تمام زي ما تحبي جهزي نفسك بالليل هعدي عليكي تكوني جهزتي نفسك همشي دلوك لأني ورايا مواعيد كتير مش عايز اتاخر عليها .
نظرت اليه بحزن لمفارقته إياها ثم سألته
طب هو أنا مش هشوفك تاني لما اروح الشقة دي وأستلم الشغل
نظر إلى ساعته باستعجال ثم هتف
له أكيد هتواصل معاكي وهسأل عنك وقت بعد وقت .
تفهمت كلامه ثم اخفضت بصرها للأسفل مرددة بحزن حقيقي بصوت رقيق
طب متنسانيش أرجوك علشان انا هنا لوحدي
وأكملت بعيناي لامعة
علشان ماليش غيرك يا ماهر .
اهتز داخله من نبرة الضعف التى تتحدث بها ثم طمئنها
متقلقيش ياشمس مش هسيبك إلا لما اوصلك لبر الأمان ودي وعد وعدته لك قبل اكده.
انهي كلماته وحمل أشياؤه وتحرك بخطواته ولكنها تحركت بجسدها قليلا وعلى حين غرة أمسكته من يده وهو يعطيها ظهره مما جعله نفخ بضيق من حركتها تلك فالټفت إليها متسائلا إياها بنبرة رجولية حادة قليلا وهو ينظر إلى اصابعها المتمسكة بيديه
في حاجة ياشمس
بنبرة مستكينة راجية وعيناي استقرت بقصد داخل عيناه
شكرا قووي على كل اللي
بتعمله معايا ربنا يخليك ليا يا أحن راجل في الدنيا .
سحب يداه من يدها ثم اتكأ على أهدابه بابتسامة باردة فهو الآن بدأ يشعر بأن مشاعرها ليست مجرد احتياج وأنها تتبدل كل حين فض رب الخۏف برأسه في تعلقها الغير مسؤول عنه ذاك ثم تحرك بخطواته وهو يجزم بأن القادم صعب جدا للغاية لثلاثتهم اما هي فور مغادرته أسندت رأسها على الكرسي وما يدور في عقلها لا يفهمه احدا غيرها .
في غرفة مها تجلس على تختها وهي ممسكة بهاتفها كي تنشر قصتها اليوم التى اعتادت عليها منذ أن أصبحت وحيدة واليوم قررت أن تنشرها بصورة لها قد التقطتها بهيئة جميلة كعادتها
ثم دونت على قصتها
في الوجه هدوء غريب لا أمتثله هل هي الشيخوخة وبعد المسافة أم حكمة في نهاية المطاف
ولكن أحيانا لا اعلم من أكون كل ما اعرفه انه هناك شيئ بداخلي أحبه وأشعر بروعته وهو الهدوء والصمت أجهل السبب لكنهما نجاتي من ضجيج البشرر وازدحام التفاهات.
ثم قامت بنشرها عبر قصتها على الفيسبوك وقامت بإعلانها للعامة كي ترى بعض الآراء فيما دونته وداخلها يشعر به أو كي ترى ما إذا كان أحدا يشعر بوجودها أو بأهميتها في الحياة فتلك الصراعات التي يتخبط داخلها بها وبعد قليل حصلت على كثير من التفاعلات ولكن كان أحدهم يغ لي داخله فقام بمهاتفتها وهو يشعر ببعض الڠضب
رأت نقش اسمه على الهاتف وتلقائيا نظرت إلى الساعة ووجدت انها لم تتأخر وموعد عملها لم يأتي بعد ولكنها أجابته بصوتها الهادئ الرقيق
السلام عليكم .
أجابها باقتضاب
وعليكم السلام كيفك
أحست بأن نبرته في الرد عليها فيها بعض الجمود فسألته بتخوف
زينة الحمد لله هو في حاجة يامتر
لم يحبذ المماطلة معها فيما يريد قوله وسلك طريق الصراحة معها
لاغيرها هاتفا بانزعاج
بصراحة أه فيه
واسترسل بسرد مايزعجه مما أدهشها
انت ليه بتنزلي صورك علي قصصك دي حاجة مش حلوة وبتضايقني .
بتضايقك ! طب ليه إن شاء الله يامتر ممكن أفهم أكتر جملة استنكارية نطقتها بتعجب فأجابها هو الآخر بما يشعر به دون تحوير
علشان خاېف عليك مش حابب حد يشوف صورك أو متنزليهاش تاني من الاساس .
سألته بعدم فهم لتدخله في أمر خاص بها
بمناسبة ايه حضرتك خاېف عليا أعتقد دي حرية شخصية وشغلي معاك ملهوش علاقة باللي أنزله أو حياتي الخاصة عموما !
خلل أصابعه بين خصلات شعره الاسود ثم هتف بنبرة حزينة ولكن يغلفها الهدوء حتى لاتشعر بأنه يضغط عليها
يعني انت زعلانة من خۏفي عليك واني مش حابب حد يحتفظ بصورك عنده
تفهمت حديثه وظل عقلها يتسائل لما ېخاف عليها
لم يهتم بأمرها هكذا
لم اهتز فور أن نشرت قصتها وهاتفها على الفور فنطقت بحيرة
طب الخۏف دي نابع من أنهي احساس بالظبط عنديك يامتر
متقوليليش يامتر إلا لما نكون في المكتب ومعانا زملاء قولي لي ياجاسر زي أني مابقول لك يامها ممكن ... كلمات راجية طلبها منها مما أثار فضولها فرددت باستفسار
هو أنا ليه حاسة من أول مقابلة ليا في المكتب بحاجة غريبة
تنهد بأنفاس طويلة فهو لا يريد التسرع في إظهار مشاعره فتلك المرة لابد أن يتأنى فعبر لها عن وجهة نظره
طب الحاجة الغريبة اللي انت حاسة بيها داي مزعجة بالنسبة لك أو مش لطيفة ومحبيتيهاش
ابتسمت لتفهمه وأحبت طريقته في الحديث معها وصراحته وذوقه الراقي في معاملتها فهي لم تقابل رجل مثله يتعامل معها بتلك الرقة دون أن يتغشم معها ثم طمئنته
له خالص يامتر يعلم ربنا اني مشفتش منيك غير كل ذوق ولطف بتحسسني بحاجات عمري ماحسيتها قبل اكده .
دق قلبه بوتيرة سريعة عقب استماعه لمدحها في شخصه فأحب طريقة الحديث معها وبدايتهم الرائعة فطلب منها
طب إيه رأيك نوبقى أصحاب لما توبقى في حاجة مضيقاكي تحكي لي وأنا بردو لما توبقى حاجة مضايقاني أحكيها لك .
فركت أصابع يديها بخجل من طلبه فهي لم تصاحب