رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
لينا ياباشا معلش اصل الأستاذة مش بتسلم وموكلاني من أول يوم اشتغلت معايا فيه انها مهتسلمش على رجالة واصل .
أعادت مها يدها سريعا وتمسكت بحقيبتها حرجا وأدارت وجهها للناحية الأخرى حتى يمشي ذاك الرجل الذي تحدث لجاسر مستئذنا بخجل وهو يشعر بانجذاب تجاه تلك المها بخجلها وأدبها
أه تمام على معادنا يامتر في المحكمة وخلي بالك مني .
متقلقش ياباشا كله هيوبقى زين وبالنسبة للمواعيد مهتلاقيش اكتر مني التزام .
كان ذاك الموكل عيناه تجول ناحية مها التي جلست تقلب في صفحات هاتفها كي تشغل حالها ولم تركز معهم مما أثار حفيظة جاسر فتحرك خطوتان حتي وقف أمامها ومنع رؤيتها عن ذاك الأبله
الذي لم يبالي بحركة جاسر في حجب رؤيتها عنه حتى استئذن وغادر المكان أما جاسر فور تأكده من مغادرة موكله استدار بجسده إليها وهو يشعر بني ران الغيرة تأكل في صدره ثم ض رب على المنضدة بحدة أذهلتها وفي نفس الوقت أرعبتها وهو يهدر بها
تطلعت بمقلتيها بذهول لذاك المستشاط ولم تدرك سبب حدته تلك إلى الآن ثم سألته بنبرة هادئة كعادتها دون أن تتعصب
ممكن تقعد ونتكلم وأعرف جرى ايه لعصبيتك داي وصوتك العالي وحدتك معاي في الكلام حوصل ايه لدي كلاته
فيها انك مينفعش تمدي يدك وتسلمي على راجل غريب عنك وكمان واني واقف وياكي دي أني معملتهاش لحد دلوك تقومي تمدي يدك للسمج دي
تحدثت بهدوء كي تفهمه مقصدها وما زالت تحتفظ برقيها في الحديث معه
طب ماهو اللي مد يده هكسفه يعني !
من الذوق اني اسلم عليه بكل هدوء وخلاص .
الذوق ده تبليه وتشربي مايته أو من الأحسن تروحي تدفنيه وتخلصي منه علشان ميمشيش معايا خالص مليش في التحضر بتاع اليومين دول أصل اني راجل دقة قديمة قوووي .
تهجمت ملامحها بامتعاض من كلماته وأوامره وكأنها زوجته أو اخته وليست مجرد عاملة معه ثم سألته بنبرة جادة
ابتلع غصته بروح منهكة من استفسارها ثم اعترف لها صريحا دون لف كي يريح قلبه ويعرف مشاعرها تجاهه قبل أن يجذبها أحدهم
بمناسبة اني راجل بغير وبغير جدا كمان ولازم تراعي نقطة زي دي ولا تتكلمي مع راجل ولا يدك تلمس يد راجل حتى لو بالسلام من باب الذوق .
بتغير عليا بردو كيف مفهماش يامتر
لوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة لوهلة أخذه فؤاده لشعور أن يغمرها بين يديه ويعترف لها بعشقه لها ثم استجمع شتاته وانطلق الاعتراف صريحا من
على لسانه
واللي هيغير يا أم الزين على حد قوووي توبقى معناها ايه الغيرة داي يمكن علشان هحبك وكل لما اجي المكتب محبش إن يومي ينتهى والدقيقة الأخيرة تطول من عمري وعمرك علشان متسبنيش وتمشي
واسترسل حديثه باستفسار وهو مازال يتعمق النظر ببحر عينيها العسليتين
هو انت قلبك محسش بقلبي وبحبي لحد دلوك يا ام الزين
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ثم بللت حلقها الذي جف من كثرة خجلها وخۏفها وعدة من المشاعر المتضاربة داخلها ثم هتفت بنبرة ضائعة مشتتة
أني منفعكش يا جاسر انت لسه الدنيا قدامك تختار منها اللي تناسبك وتستحق توبقى معاك أما أني مجرد واحدة عايشة وخلاص بتقضي أيامها ولياليها بقلب م يت .
حرك رأسه رافضا بقطع ماتقول ثم أعلمها بنبرة واثقة
مين قال إنك متنفعنيش ! بنيتي احساسك وحكمك دي على أي أساس !
هو القلب اختارك انت وأمور القلوب ملناش يد فيها وبعدين ليه هتستكتريني عليكي انت مينقصكيش اي شئ عن أي ست وبالعكس أني حاسس أننا شبه بعضنا قووي نفس الهدوء نفس الرزانة في الأمور فندي لبعض فرصة نتعرف أكتر وكل طرف فينا يدرس التاني عن قرب من قبل ما تحكمي .
رفعت جفونها ببطء ثم قالت بنبرة بائسة
صدقني يا جاسر أنا منفعش اكون معاك ولا مع غيرك ولا انفع اربط انسان بيا علشان أنا جوايا حطام وعندي تفاصيل ۏجع تكفي الدنيا بحالها
واسترسلت حديثها وقد تعمقت عينيها بالنظر داخل عينيه كثيرا وهي تبتلع ريقها
منكرش اني حسيت معاك مشاعر عمري كست وكأنثى عشتها مع غيرك حسستني اني كست متشافة ومهمة بكل المواقف اللي هتعملها معاي وبكل كلامك الجميل اللي يجذب أي ست بس صدقني أنا وأنت مننفعش مع بعض لازم تختار واحدة انت اول راجل في حياتها محدش داقها غيرك ولا كشف تفاصيلها الحلوة غيرك تعيش معاها تفاصيل البدايات الحلوة اللي تبسط اي راجل .
دق
على المنضدة بأطراف أصابعه والتوتر أصبح سيد الموقف بينهم ولكنه لم يقتنع بأي من كلماتها وما تفوهت به الآن هراء بالنسبة له ثم رد على كلامها بنبرة متشبسة بها بوجودها بجانبه
ليه مصممة تقفليها يامها ! لحظات السعادة بين أي راجل وست ملهاش علاقة بالتجارب ولا الزمان ولا المكان
ثم أشار ناحية قلبه بقبضة يده مكملا بإصرار لخوض التجربة وهو على ثقة في نجاحها
طالما القلب ده عشق يوبقى كل حاجة ليها حل وحكاية الأحاسيس والمشاعر بتاعت البدايات اللي هتقولي عليها
تغلغل الشعور بالفقدان داخلها ما إن ذكرها بكلمة الحضن فطالما عاشت امرأة متزوجة مايقرب من عشرة سنوات لم تعرف معنى الحضن معنى الدفئ ومعنى الاحتواء لم تعرف في تلك السنين غير الجفاء غير الشعور بالحرمان من اي احساس ومشاعر من حقها كأنثى وللعجب أن لحظات البدايات التي قالت عنها لجاسر ستجعله يحياها معها بشراهة فلم تجربها من قبل لم تجرب شعور الاحتواء بين أحضان رجل بالرغم من سنوات زواجها ولكنها تقل له أية أسباب كي تجعله
يبتعد عنها لما اقترفته في حق ربها
ولكن ايها المها إلى متي ستعاقبين حالك !
لقد حرمتي من كونك انثى سنوات لأجل الإحساس بجريمتك !
الى متى ستقحمين حالك داخل دوامة الماضي الأليم وتعاقبينها على أن نفسك مازالت حية تتنفس على قيد الحياة
لاحظ شرودها تخبطها ۏجعها تيهتها فأكد لها أنه يفهم ذلك بل ويعيه بشدة
طبيعي التخبط والتيهة والخناقات الكتيرة اللي جواكي دلوك مابين الحاضر والماضي والمستقبل طبيعي إنك تخافي تتقدمي خطوة أو انك تدي قلبك من جديد لتجربة جديدة وتتوجعي تاني بس مين فينا بيعيش لحظات السعادة كاملة ! مين فينا مش بتجي له أوقات بيحس أنه محطم وأنه كاره نفسه وكاره الدنيا وان الناس كلها وحشة وان الدنيا أضيق من خرم الإبرة في عنيه وبعدين لما يهدي ويفكر هنلاقي نفحات ربنا بيبعتها لنا تحسسنا إن زي ما فيه ناس حوالينا وحشين فيه كتيير قوووي حلوين وزي ما تجربة فشلت ننساها ونعيش غيرها وربنا يبارك فيها
واسترسل حديثه بنبرة راجية
ها ايه رأيك في
كلامي مش ننسي بقي اللي فات من حياتك وحياتي ولا اني عايز اعرف عنيها شئ ولا انت تعرفي عن حياتي القديمة شئ وندفن الماضي تحت التراب ونعيش ولاد النهاردة بمشاعر اتولدت جديدة على يدنا احنا الاتنين بشخصية مها الجديدة
اقتنعت باقتراحه نوعا ما ثم نطقت پخوف
بس حاسة پخوف ورهبة يا جاسر من التجربة .
يووه على جاسر وسنينه يا ام الزين كمان مرة وهشدك من يدك وعلى المأذون طوالي تكتب الكتاب ونعلى الجواب والأميرة جوة مدينة عشقه هتستكين والقلب يرتاح
ثم أكمل
بمشاكسة وهو يغمز لها بكلتا عينيه
بس العواصف العاطفية هتشعلل ووقتها هياجي دورك بقي علشان تطفيها وتهدي الن ار يا بطل .
ابتسمت برقة مصاحبة للخجل من مشاكسته لها ثم هتفت وهي تنظر جانبا
يوووه انت يادي بطل اللي كل شوية هتناديني بيها والله انت واخد فيا مقلب .
بنفس طريقته الدعابيه أكد لها
طب ما تيجي ابحث واكتشف بنفسي المقلب الجامد بالقووي اللي هتقولي عليه ووقتها هطلب منك مقالب ملهاش اخر ياأم الزين .
ضحكت بشدة على طريقته وملامح وجهه في الحديث معها التي تشعرها بعد الملل وأنها تريد المزيد والمزيد ولكنها شعرت أنها تأخرت كثيرا فنظرت في ساعتها ثم وجهت انظارها اليه قائلة
على فكرة الوقت س رقنا واني اكده اتأخرت وماجدة هتخليني اقعد من الشغل خالص .
حمل مفاتيحه وقام على الفور آمرا إياها
له وعلى ايه كل الا زعل جدة العيال وتقعدك من الشغل وأحتاس اني قومي يالا اركبي عربيتك ونتحرك حالا.
هتفت باندهاش
جدة العيال مين انت عليك كلام ...
قبل أن تكمل غمز لها
يدوخ صح ويجنن ويخليكي مش عايزة تمشي وتفارقيني يا أم الزين
حملت حقيبتها وهاتفها ثم قالت
لاااا دي انت لو قعدت شوية كمان معاك هتجبلي تروما من كلامك الغريب دي يامتر .
ضحكا كلاهما بشغف بقلبان يتفتحان من جديد لحياة يتمنوا أن تكون الافضل على الاطلاق كي تنسيهم أياما مريرة عاشوها في تجاربهم الفائتة ولكن ماذا يخبئ لهم الزمان
ونمضي بخيالنا إلى ذاك الثنائي المتعب آدم المنسي وزوجته مكة الجندي حيث مرت ليلتهم كئيبة عليهم بسبب عناد كلاهما وتيبس رأسهم هو يرى أنها لم تحتويه في أشد لحظات احتياجه لها وهي ترى أنه تركها في عز تعبها وهي في تلك البلدة وحيدة لا أم معها ولا أخت كي ترتمي في أحضانهم اوقات تعبها وليس لديها غيره تحتمي من أوجاعها داخله
ولكن هو لام نفسه كثيرا على تركه لا ولكن وساوس الشيطان هي من جعلته تركها في لحظة غضبه كانت حبيسة الغرفة على حالها ولم تريه وجهها منذ ليلة أمس فهي شعرت بالحزن منه
وقف أمام باب الغرفة التي تحبس حالها داخلها يقدم قدما ويؤخرها وهو في شتات بين كرامته وأوامر قلبه وفي الآخر استجاب لنداء قلبه ثم دق على الباب مناديا إياها
مكة أنا جهزت الفطار وعايز نفطر مع بعض ممكن تفتحي الباب
لم يجد منها ردا غير البكاء مما جعله يمسح على شعره بضيق من تركه لها فمهما كان ليس لها غيره ثم دق على الباب برفق مستجديا إياها باستعطاف
طب ممكن تفتحي الباب علشان تفطري اللي في بطنك على فكرة ملهوش ذنب في إنك تذنبيه من غير أكل والدكتور مأكد عليكي الغذا ووجبة الفطار بالذات علشان الانيميا اللي عندك وجسمك الضعيف وبعدين الأكل والشرب ملهمش علاقة بأي زعل بينا .
كانت في الداخل تبكي بدموع