رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
من ربنا انها ترميه في صندوق في البحر وهي أم في موقف لا تحسد عليه ومفيش حد يقدر يتحمل اللي هي اتحملته وهي بترميه في البحر .
قط ع حديثها معللا
بس ربنا خلق في قضاه رحمة معاها وحرم عليه المراضع كلهم وخلاها تروح للقصر وتبقي المرضعة بتاعته وبردو مسبتهوش .
أمائت برأسها للأمام بموافقة وعللت هي الأخرى
بس كانت مړعوپة من فرعون لا يكشف أمرها فيق تل ابنها ويحرمها منيه ومكانتش مطمنة بردو وعاش طول عمره في كنف عدوه وخرج هربان من بلده وهو لايملك شئ وداي طبعا تدابير ربنا سبحانه وتعالى.
طب تدابير ربنا ايه في القهر والذل والخۏف والهلع اللي انا عيشته
تحدثت بيقين لثقتها لأمر الله
تدابير ربنا لينا مش محتاجة غير رضا منينا وهو له حكم في أموره لعباده وبعدين هو خلق الإنسان في كبد فلازم منعترضش .
ضغط على مقود السيارة بحدة ارعبتها
اصلك متعرفيش اللي انا عيشته وعانيته كان ايه علشان موضوع الرضا اللي بتتكلمي عنه ده أقتنع بيه .
طب أني اتأخرت دلوك هنزل وانت روح البيت نام وارتاح واهدى .
نظر إليها نظرة احتياج
بس أنا لسه حاسس اني عايزك محتاج وجودك جنبي بحس بالأمان وانتي معايا بحس انك وانتي جنبي براحة نفسية محستهاش من زمان بحس ان كل حاجة حلوة مختصرة فيكي انتي بالذات .
وأني مش هسيبك خالص ولا هبعد عنيك بس كفاية النهاردة علشان بابا ميستعوقنيش وتوبقى ليلة مش معدية خليني ماشية معاك بستر ربنا .
ابتلع غصته بمرارة معتادا عليها ثم تحدث بنبرة ضائعة أرجفت ذاك القابع بين أضلعها
أنا ليه لما برتاح لوجود حد في حياتي وبتعلق بيه مبيكملش معايا وبسيبني وبيمشي هو إنت ممكن تتخلي عني في يوم من الأيام أو تسيبيني وتمشي
طب ليه تتعلق بالأشخاص واللي خلقهم قادر ينسيك هموم الدنيا كلاتها اتعلق بيه هو اكتر عمرك ماهتخاف علشان هو موجود علطول مش بيمشي
وتابعت حديثها بابتسامة عذبة
عارف يافارس العيب في ايه فينا
وجدت ان يصب كامل انتباهه معها ويشير إليها بعينيه ان تكمل فتابعت هي
بنحب شخص بنفتكر اننا امتلكنا الدنيا باللي فيها وننسى ربنا في بعض المواقف ونتجه للشخص دي علشان هو أقرب حد لينا هو خد الحب الكبير في قلبنا ونفضل نبني له قناعات ومحبة وقصور وسكن جوة قلبنا بالجامد وفجأة يجي أمر الله والشخص دي يختفي من حياتنا نحس بالقهر من كتر ما احنا خلاص مش متخيلين حياتنا من غيره فاحنا بقي لازم نستعين بالله والله ربنا هو الوحيد اللي بيجبر المحروم من حبايبه وبيهدي العاصي من جرايمه وبيرمم چروح القلب من كل حاجة متعبة ليه فكل ما تحس حالك مخڼوق والدنيا ضلمت واسودت في عينيك اقف في مكان لوحدك وابعد بعيد عن الناس وقول يارب بصوت عالي وافضل قول يارب والله وقتها لا هتحس إن قلبك مرتاح وبالك راق بس انت قول يارب .
ليقول ما أدلته عليه بقلب خاشع سليم
يااااااااااااااااااارب يااااااااااااااااااارب.
مر اليومان وأتى موعد زفاف الثنائي المشاغب وبالتحديد في الساعة السادسة مساء قبل الزفاف بساعتين يقف ماهر أمام المكان التي تتزين به رحمة وقد ضاق ذرعا فهو موعد ان يأخذها من صالون
التجميل ذاك منذ ساعة وقد نفذ صبره ثم أرسل إليها رسالته العاشرة المتسمة بالضيق
هفضل واقف كتييير مستني البرنسيسة ولا ايه بقالي ساعة وزيادة واقف مستني هو في ايه بالظبط
لم تجيبه على رسالته تلك المرة وتأفأفت بضيق من تسرعه في وجهة نظرها وكأنه أتى للتو ولم ينتظر أكثر من ساعة امام باب الصالون ثم قالت للخبيرة بضيق
لاااا أني مش عاجبني لون الروج دي غيريه مش حابة لونه خالص حساه فاقع قووي وانتي متعرفيش جوزي ممكن يقلبها ليلة غامقة النهاردة بسبب لون الروج بس .
نفخت الخبيرة بغيظ وقد أهلكتها رحمة هي الأخرى وهي تهتف بنفاذ صبر
ماهو يا أستاذة رحمة دي لون الروج العاشر اللي عايزة تغيريه اني تعبت والله ولسة كمان هلف الحجاب ورجلي بتصرخ عليا بقالي تلت ساعات متواصلين واقفة جنبك وايدي متعلقة وأعمل لوك وتهديه وأعمل غيره وتهديه بردو لحد ما ربنا كرمنا واستقرينا على لوك جاية بقى على اخر حاجة فيه لون الروج ومش عاجبك مېت مرة أني خلاص مقدراش اتحمل اكتر
من اكده .
استشفت رحمة ضيقها منها وأنها من المحتمل ان تتركها قبل أن تكمل ثم ابتسمت ابتسامتها الطفولية البريئة ورددت لها بعيناي مبتسمة وهي تنظر لحالها في المرآة وهي عروس
طب بذمتك مش شايفة القمر والجمال اللي طالع من تحت يدك يافنانة بجد تسلم يدك ويكون في معلومك أني محامية ويتعامل مع ستات كتييير هعمل لك شهرة واسعة قوووي دي غير إن جوزي محامي كبير وله معارف كتيرة هجيبهم لك كلهم لحدك اهنه ودي وعد عليا.
انفرجت أسارير تلك الخبيرة وهللت بسعادة من وعد رحمة ثم سألتها وهي لم تصدق
بجد يارحمة هتعملي وياي اكده اني فاضل لي خمس الاف متابع وصفحتي تتوثق على الانستا والترويج بياخد وقت وفلوس ومجهود ووقتها والله العظيم هعمل لك أجمل لوك لأي مناسبة عندك هدية مني .
ابتسمت
رحمة بانتصار بأن كلماتها لها أتت بنتيجة فورية ثم أكدت عليها
طب وعد تاني لا هيكون ٥٠٠٠ متابعين اللي فاضلين كاملين كمان اسبوع من دلوك بس اصبري يعدي يومين الفرح دول وأنا هروق عليكي بس دلوك انجزي بقي وروقي عليا اني أصل هولاكو واقف برة وشوية وهيهد الصالون على دماغي اني وانت ومهتلحقيش تفرحي بالمتابعين ولا نيلة .
اتسعت مقلتاي تلك الخبيرة ورردت پذعر
وه هو يخوف قووي اكده ! امال هتتجوزيه إزاي هولاكو دي
ضحكت رحمة على كلماتها وأكدت عليها بدعابة
يختي انجزي الله يسترك عمال يرن علي وباين اكده يومي مش فايت بصي هتلاقي زعابيب أمشير داخلة عليكي دلوك .
تابعت الخبيرة عملها وقد استقرا على لون الروج من البنك الغامق فهو يليق بها وهي تردد
طب ودي هتعيشي معاه كيف يارحمة هي ناقصة روشة
رفعت حاجبيها الايسر والأيمن لتنطق بمشاغبة
تكفير ذنوب باين حضرتك.
ضحكتا الاثنتين على كلام رحمة ثم أنهت تجميلها وحقا كانت بارعة في الجمال بوجهها الصغير الرقيق ثم بدأت بلف حجابها ورحمة تنهاها بنفس الدعابة
شوفوا هسيبك تختاري اللفة اللي هتليق عليا بس خلي بالك ولا تخرجي لي شعراية واحده ولا عايزة رقبتي ولا قفايا باينين اصل بدل مايوبقى فرح يقلبها لي جنازة واني عارفاه مچنون ممكن يسحبني من عندك اهنه وعلى بيتنا طوالي اصله عقله في الحاجات داي رهييب هيكبر الصغيرة قوووي .
أدمعت عيناي تلك الخبيرة من كلمات رحمة ودعابتها وحقا شعرت انها مختلفة عن كل العرائس التي زينتهم بروحها الجميلة حتى أنهت حجابها وأصبحت الآن جاهزة للخروج وأرسلت رسالة لماهر ان يدلف إليها فهي قد انتهت أخيرا والذي تنفس الصعداء بعدما أذنبته واقفا مايقرب من ساعة ونصف أمام الباب في الخارج دلف إليها وكانت تعطيه ظهرها وأبدل معالم الوجوم التي ارتسمت على وجهه إلى أخرى سعيدة بتلك اللحظة الذي انتظرها وما إن رأته الخبيرة حتى تسمرت عينيها من هيئته المهلكة للمراهقين مثلها حتى رددت في أذناي رحمة بذهول
هو اللي دخل الطول بعرض المز دي هولاكو اللي هتقولي عليه يا رحمة ولا دي واحد غيره
كبرت رحمة في وجهها بصوت عال دون أن تحرج منها
بسم الله الله أكبر اه هو ياعسل .
ما زالت عيناي تلك الخبيرة مثبتة على خطواته القادمة مما جعل رحمة تريد اختناقها
طب بقولك ايه اني لا عايزة توثيق ولا يحزنون أني عايزة هولاكو زي دي ينوبك ثواب فيا يارحمة .
لكزتها رحمة من كتفها هادرة بها بنفس الدعابة
له يختي هولاكو بتاعي نسخة واحدة بس مفيش منيه تاني خلصت إنتاجها من السوق واحترمي نفسك هتعاكسي جوزي قدامي ولا ايه .
ضحكت على شراستها وأتى ماهر وهو يقف خلفها ووضع اصبعه على كتفها بحنو يعلن لها عن وصوله ولكنها تقدمت خطوة للأمام كي تثير جنونه ثم تحدث بنبرة صوت خشنة وهو ينهى الخبيرة أن لا تتحدث ليقول بنبرة لائمة مصطنعة جعلتها نظرت له على الفور
لو هتتأخري كمان شوية في الهزار دي اسيبك بقي وأشوف عروسة غيرك تقضي معايا الفرح ياهانم .
اتسعت مقلتيها على الفور من كلامه ثم استدارت بجسدها إليه ولكزته من كتفه معنفة إياه پجنون
طب اعملها اكده وأنا أوديك انت وهي لعزرائيل بطيارة يا ماهر .
أمسكها من يدها التي لكزته بها وجذبها إلى أحضانه وعلى حين غرة رفعها أرضا وهو يدور بها في المكان تحت أعين الخبيرة الفرحة بهم وباختلافهم الجميل الذي لم ترى مثلهم قط والكاميرا الخاصة بها تسجل اللقاء من أول دلوفه إلى الداخل
مبروووك عليا إنتي يارحمتي مبروك عليا إنتي يا صغيرتي .
نظرت أرضا وهي تخجل بشدة من كلماتها لها وقبلاته ونظراته الهائمة بها ثم أكمل وهو يغازلها
زي القمر على فكرة وأحلى من القمر كمان
تستاهلي الانتظار يارحمتي .
كل ذلك تحت أعين الخبيرة التى تشاهد خجلها بذهول وهي تتذكر تلك الخجولة الآن بچنونها معها منذ قليل ثم اقتربت منها وهتفت بشهادة حق وهي تقوم بترتيب
فستان زفافها لها
بقى دي زعابيب أمشير اللي كنتي هتتحدتي عنيه والله صدق الكلام اللي هيقولوه الرجالة علينا جنس مفتري منك لله يارحمة جبتي لي تروما النهاردة
ثم تبدلت معالم وجهها الدعابية إلى أخرى فرحة بها واحتضنتها بسعادة غامرة
والله انك من احسن العرايس اللي انا عميلت
لها ميك اب وحسيتك طيوبة قوي غير خفه دمك ربنا يتمم لك على خير يا حبيبة قلبي .
شددت رحمة على احتضانها هي الأخرى ثم ودعتها واخذها ماهر من يدها كالأميرة المدللة كان اهلها وبضعا من صديقاتها في انتظارها في الخارج منهم عمران وسكون ومها ومكة التي اتت ليلة أمس وجميعهم اتوا منذ نصف ساعه ىاقبلوا عليها بالتهليل والمباركة ووصفها بالجمال الفتان ثم استعدوا وصعدوا
الى سياراتهم وانطلقوا ورائهم وذهبوا الى القاعة التي سيقومون فيها بالتصوير سيشن وبعد مده قضتها رحمه في التصوير ابتدت مراسم الزفاف وتركها ماهر ودخلت القاعة في يد أخيها عمران وحقا كان منظرهم خاطفا للأنفاس وعلى صوت الغنوة المعروفة والتي أصرت