رواية بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
وماجدة لم ترتكز الا على نقطة واحدة لامتها بقسۏة
يعني دلوك هتجيبي سبب مۏت ولادك فيا أني اخص عليكي يابنت بطني ربنا يسامحك لكن قلبي مش مسامحك
لاحظ عمران وسكون أن الموقف بدأ يحتدم فهتف عمران على الفور
يا أمي اهدي على حالك وعليها مش شايفاها افتكرت ولادها وهتتقطع عليهم !
اي ام هتتحمل ولادها وبتتحمل اي كلمه منيهم طالما موجوعين قوي واللي حصل لها يقطم الضهر وما حدش يستحمله واصل ألمه تقيل قوي وهي ما تقصدش اللي انت فهمتيه واصل .
حرام عليك يا امي بزياداكي عاد !
ليه هتحمليني ذنبك في اللي هتفتكريه هو اني ناقصة اللي فيا مكفيني
كل اللي اني محتاجاه منك انك تشوفي راحتي اني قبل اي انسان تشوفي ايه اللي هيسعدني قبل ما يسعد غيري اني أولى بعطفك من اي حد .
يا امي مها تقصدش اللي وصل لك ممكن نهدى عاد ونسيب اللي فات ومنفتحش في القديم ونطويه كل لما هنفتح النفوس هتشيل .
تنهدت ماجدة بحزن وهي ترى انفطار ابنتها الكبرى وتذكرها أبنائها وتبدل حالتها إلى السوء فور أن أتت سيرة عامر فتفهمت الآن وجهة نظر عمران وخطت إليها وهي تهدهدها بحنان بالغ
جواز
ولا من دي ولا من دي هقعد وياكي اهنه.
شهقت سكون وماجدة وهتفن في آن واحد وهي تشدد على احتضانها
له يا حبيبي مهتحملش كله إلا دموعك اهدى يادوك .
تمسكت بأحضانه الحانية فشدد عليها وقبلها من رأسها قبلة محب عاشق ثم ترك ماجدة و مها تفرغان شحنة حزنهما فالحضن الآن بمثابة الوطن يحتضن الۏجع والألم حضڼ بمثابة الاحتياج للرغبة في المعيشة ثم ردد عمران أخيرا
خلاص يا أم الزين جواز ايه دي اللي مريداهوش واليتيم الغلبان اللي مستني على ن ار دي مين هتتجوزه غيرك كانك أمك داعية لك والله بحق
ها يا أمي أتصل على جاسر وأقول له ياجي بكرة إن شاء الله
ربتت على ظهر مها متسائلة إياها
ها يابتي موافقة نقول له ياجي
صمتت ولم تجيب فرددت سكون على الفور
وه يا ماجدة لساتك هتستني رد السكوت علامة الرضا ياحاجة
ثم نظرت إلى عمران وطلبت منه
يالا ياعمران كلمه دلوك خير البر عاجله خلى الفرح يدخل قلوبنا والحزن يبعد عنينا .
نظر عمران إلى ماجدة متسائلا بعينيه فأومأت هي الأخرى برأسها للأمام ورمشت بأهدابها كعلامة للموافقة فقام عمران وهاتف جاسر الذي فور أن سمع الخبر هلل بسعادة أخيرا لنيل مبتغاة ثم عبر عن سعادته لعمران
الله الوكيل لو أخوي ابن أمي وأبوي ماهحبه زييك يابن عمي جميييل عمري ماهنساه لك ابدا .
زمجر عمران بضيق من كلمته
جميييل ايه يابن عمي احنا اصلا خوات وان مكنتش أقف جارك وأكون شقك اللي يتمنى لك السعادة والفرح من غيري ياجدع !
ابتسم جاسر قائلا بتسرع
طب احنا لسه بدري أجي دلوك
منعه عمران بشدة
لااااا دلوك ايه دي هتبكي هي وأمها لما شبعانة خليك بكرة أحسن تكون هديت .
وه بكيتوا أم الزين ياعمران والله حرام عليكم ! كلمات استنكارية نطقها جاسر بنبرة معترضة حزينة على حبيبته فعقب عليها عمران بنفي عن حاله
وه وأني مالي ياجدع واحدة وأمها هيبكوا مالي أني !
خلاص هقفل دلوك علشان أخد مرتي ونمشي وبكرة عاد من النهاردة ميفرقش .
أغلق معه الهاتف وظل جاسر يدور حول نفسه پغضب وهو يشعر بالضيق على حبيبته ومعشوقته وهي تبكي الآن وحزينة ويود ان يذهب إليها كي يخفف عنها آلامها وينهاها عن البكاء فهو يشعر بأن قلبه ېتمزق من الداخل لأجلها الآن .
في الساعة العاشرة مساء خرجت فريدة من المشفى وانهت ورديتها ثم هاتفت سكون قبل أن تصعد سيارتها وبعد أن أجابتها
اللي وحشاني وما بتسألش عليا انت فين من ساعة ما أخدتي الأجازة ما بتساليش عني يا وحشة عايزة اقعد معاكي نص ساعة لكده قبل ما اروح .
اعتذرت لها سكون عن تقصيرها معها
حبيبه قلبي انت عارفه ما اقدرش استغنى عنك ولا أبعد بس موضوع عمليتي وبعدين فرح رحمة وحوارات كتير اكده هبقى احكي لك عنها اول ما نقعد مع بعض وحدينا .
تفهمت فريدة ظروفها ثم طلبت منها
طب عايزة اقعد معاكي دلوك ضروري عايزاكي في موضوع مهم قولي لعمران يجيبك وتعالي لي
على البحيرة نقعد هناك شوي في الهوا ونتكلم مع بعض الموضوع ضروري حبيبتي.
كانت سكون مفعلة السماعة الخارجية فسألت عمران بعينيها فأومأ برأسه بموافقة فاجابتها
خلاص يا فيري عشر دقايق وهكون هناك في المكان اللي بنقعد فيه على طول استنينا .
أغلقت الهاتف فسألها عمران بتعجب نظرا لإلحاحها
يا ترى في ايه اللي مخليها مستعجله قوي اكده استر يارب
ابتسمت له سكون وطمئنته
ما تقلقش يا عمران اكيد ما فيش حاجة صعبة طريقة كلامها هتقول انه خير بإذن الله .
تعجل في سرعته كي لا يجعلاها تنتظر كثيرا ثم وصلا اليها في دقائق بسيطة وجدوها تجلس امام البحر تنتظرهم ذهبوا اليها وبعد السلام والاطمئنان كل منهم على حال الآخر تحمحمت فريدة قبل ان تبدا حديثها
أممممم ... في حاجة زينة قوي عايزة اخبرك بيها يا صاحبتي يا حبيبتي بس خلي صدرك واسع وياي علشان خاطر اني هحبك وهتمنى لك الخير من كل قلبي .
نظرت سكون إلى عمران نظرة اندهاش وبالأخير اومائت برأسها بموافقة فأكملت فريدة بوجه بشوش كي لا تصيبها بالذعر لأن تلك المسألة أصبحت بالنسبة لسكون رعبها الأول والأخير
شوفي يا حبيبتي في دكتور زميلنا جاي منتدب من بقاله شهر اكده في المستشفى ولما شاف حالتك وسمع عنها لما كنت هتعملي العملية فجالي بعد ما عملتيها وكان عارف كل حاجة عن حالتك وقال لي على دكتور كبير قوي في مصر ووراني
فيديوهات كتيرة قووي ليه وبصراحة اني شفت الفيديوهات حالات انت ما تجيش جنبها حاجة وما شاء الله تبارك الله حملت وكملت حملها وبقيت ام وانت الحمد لله مشكلتك مش معضلة قوي زيهم فقال لي ان هو هيحجز لك هناك بنفسه هو والد صاحبه وهيتابع معاكي الحالة وبيقول كمان ان كل الحالات اللي عنديه ما بتكملش خمس شهور وبأمر الله بتحمل لأنه دكتور شاطر جدا وكل الأجهزة اللي بيستخدمها من برة ومفيش حالة بتستعصى عليه ودايما يقول للحالة ان ربنا عنده الكتير والكتير لدرجة ان في حالات حملت عنده وهي في سن ال 45 بعد ما عملت عمليات ملهاش أول من آخر
اني شايفة يا سكون ان انت تروحي له وربنا هيكرمك على يده بإذن الله وممكن يكون ربنا بعت فارس في الوقت دي علشان خاطرك انت هو في مشكلة واحدة بس ان الكشف عنده غالي قوي والعمليات غالية ودي طبعا مش هتستعصى عليك يا عمران .
تبسم وجه عمران بأمل ثم نظر إلى سكون مرددا بانتصار
مش قلت لك ربنا ما بينساش حد ابدا
مش قلت لك اصبري الصبر جميل واني عارف ان ربنا مش هيكسر بخاطرنا ابدا ياسكون
ثم نظر إلى فريدة مشجعا اياها
انت لسه هتسألي خليه يحجز طبعا ونروح ونعمل كل اللازم داي سكون يعني فداها كنوز الدنيا كلاتها ولو هبيع عمري مش هستخسره فيها كله اللي هي .
كانت سكون في ذاك الوقت متمسكة بيده فضغطت عليها بامتنان وهي تشعر بالفخر بكون ذاك الرجل
زوجها بل أعظم انتصاراتها ودقات قلبها اعلنت الطبول مما قاله ولكنها خائڤة وما زالت فهتفت بنبرة ضائعة فاقدة للأمل
بلاش يا عمران نروح مش عايزة ادي اللي حوالينا أمل جديد وفي الآخر لو ما حصلش نصيب يحسوا بالهزيمة وساعتها الدنيا هتوبقى وحشة قوي في عيني .
لامها بنظراته بشدة ثم نظر الى فريدة وهو يشد يدها للقيام مؤكدا عليها
خليه يحجز يا فريدة واني هتابع معاكي أول بأول وان شاء الله نروح واللي فيه الخير يقدمه ربنا سواء كان بالجبر او بالصبر كل أقدار ربنا خير وما حدش هيعرف بالموضوع دي خالص غير لما ربنا يكرمنا ولا امي ولا ابويا ولا اي حد في الدنيا ولا حتى اهلها هنروح مننا لنفسنا نتابع كل حاجة ومعلش يا سكون ما تجيبيش سيرة لحد خالص مش عشان خاطر يزعلوا او ما يزعلوش عايزين كل حاجه تتم في الدرا عشان ربنا يكرمنا وعلشان نشيل همنا بنفسنا .
بعد أن أنهى كلامهما وشكرها اخذها عمران وطيلة طريقهما يلومها على كلامها وعلى احساسها بالتشاؤم الذي أزعجه كثيرا حتى وصل الى المنزل فسبقته إلى الداخل وبدور يصطف سيارته وسيطمئن على خيله قبل ان يدخل
دخلت سكون وجدت زينب تنتظرها في بهو المنزل وحدها في ركن جانبي بعيدا عن الأعين وكانت شمس قد خرجت إلى البحيرة في جانب المنزل او تبعد عنه بمسافة بسيطة فقد أرسلت زينب معها الخادمة التي تعمل بالمنزل كونيس فنادت على سكون تستدعيها للجلوس معها وبعد أن اطمئنت على حالها وعلى والدتها دخلت في صلب الموضوع الذي ستتحدث فيه على الفور مما جعل سكون قلبها يهوى بين قدميها من كلمات زينب
شوفي يا سكون يا بتي عمران لما يدخل دلوك هتحدت وياه في الموضوع اللي اتفقنا عليه كل ما عليكي انك تقولي انك موافقة ودي الوعد اللي انت وعدته لي قبل سابق لما اتكلمنا ويا بعض انا قلبي متشحتف على حفيد لولدي اللي خلاص داخل على الأربعين ما تزعليش من كلامي زي ما قلت لك قبل اكده والله قلبي بيتقطع وانا بقولها لك بس من جوة كل حتة في قلبي وفي كل كياني