رواية كاملة بقلم سارة مجدي
مش هعرف أعمل أى حاجه من غيرك و أنت عارف كويس إللى هواجهه من أهل البلد
قالتها بأقرار ليومئ بنعم بتفهم لتقترب سناء و هى تقول
أنا خاېفه من أصلان و كمان يا بنتى خاېفه عليكى جدا
نظرت إليها قدر بأبتسامة واثقه و قالت
لا يا عمتى مټخافيش أصلان مبقاش يخوفني و لا لازم ېخوفك و مش هسمح أنه يعرف حاجه دلوقتى هو برا حياتنا تماما
أنا أسمى قدر و كل إنسان له من أسمه نصيب ربنا مخلقنيش صفر على الشمال ولا علشان
أعيش فى ظل راجل و لا خلقنى علشان أتذل و أتهان أنا هرسم قدرى بأيدى هبنى نفسى و حياتى مش هستنا حد و مش هكون تابع لحد أصلان قرر يقتلنى بالحيا بس أنا هعيش و هكون قوية و هحقق حلمى و هخلق قدرى و هبقا الدليل إللى هتمشى عليه كل بنت فى البلد
و أنا جنبك و معاكى
و أنا كمان يا قدر أنت مش لوحدك و هفضل فى ظهرك لحد ما تحققى كل إللى أنت بتتمنيه
لتبتسم قدر بسعادة و هى تحاوط بطنها بحركة حماية تعد صغيرتها أن تصنع لها مستقبل لا يشبه ماضى و حاضر والدتها فهى بداخلها تشعر أنها تحمل ب أحشائها فتاة ستحقق لها كل ما تتمنى و كان يرتسم على وجهها إبتسامة صغيرة و بداخل عينيها إصرار و قوة كبيرة
و من بعده تستطيع أن تغير فكرة كل الرجال عن النساء و أن النساء لم يخلقوا هبائا أو لخدمة الرجال و الإنجاب فقط هى الزوجة التى تبنى يد بيد مع زوجها و هى الأم التى تربى و تخرج أبناء صالحين قادرين على تغير العالم و هى الأخت التي تصبح أم بعد الأم و هى الأبنه التى تكون سببا فى دخول والدها الجنة قدرها الله فكيف ېهينها البشر ستكشف لهم أن كل رجل يظهر قوته على سيدة فهو ليس برجل هو إنسان يشعر بالنقص و يغطى هذا النقص بأظهار قوته على من هم أضعف منه كما كان يفعل أصلان معها كان فاشل فى دراسته و حين وجدها متفوقة عليه كان الحل الأسلم له أن يقهرها و يمنعها عن حقها فى إكمال دراستها لكنها لم و لن تنكسر بل كل ما قام به جعلها أقوى و قادرة على الوقوف على قدميها و رسم قدرها بيدها و لن تستسلم و ستحقق ما تريد أن ترى أصلان يركع أمامها أسفا و ترى فى عينيه الأنكسار و الخزى و الذل يرجوا منها السماح و لن تسامح
و أنت يا حج رمزى موافج على إللى بنت أخو مراتك عايزاه ده من أمتى و الحريم بيكون ليهم رأى أو بنسمع كلامهم فى حاجه و كمان ماشى وراها أجده مش راچل أنت و لا أيه
ليضرب رمزى قدمه بقوة و هو يقول
ألزم أدبك يا عوضين و أحفظ لسانك قدر بنت ب ١٠٠ راجل و أنا معاها خطوة بخطوة و أنت شايف من وقت ما أتكلمت معاك هى ساكته و متكلمتش كلمة تانيه زيادة منك رد فعلى مش هيعجبك
أنا موافق على البيع بس ليك مش ليها
لتقف قدر و هى تقول
طبعا بأسم عمى رمزي هو صاحب المال
لينظر إليها رمزي بلوم ثم قال
أخلص يا عوضين خلينا نخلص من الموضوع ده
و بالفعل ذهب معهم للمحامى الذى أتفق معه رمزى على الأمر و منه إلى الشهر العقارى للتسجيل و ها هم يقفوا فوق الأرض
كانت قدر تنظر فى كل أرجاء الأرض و هى تتخيلها مبنى كبير به الكثير من الألات و الفتيات التى تعمل عليها و أناس يقفوا عند الباب يريدون منتجاتهم نظرت إلى عمها و قالت
من دلوقتى
و أشار لشيء خلفها لتنظر لما يشير لتجد العمال و المعدات اللازمه لبناء الورشة ابتسمت بسعادة و نظرت إليه من جديد بأمتنان و شكر ليقترب منها و هو يقول
عايزك
تطمنى يا قدر أنا
فى ظهرك و معاكى و هتحققى كل إللى بتتمنيه و بتحلمى بيه
عادت إلى البيت سعيدة لقد رأت بعينها أول خطوات حلمها يتحقق لتصعد إلى غرفتها
و لأول مره تأخذ هذا القرار سوف تكتب كل شيء سوف تسجل كل ما حدث معها سابقا و ما سيحدث معها و تتركه لأبنتها حتى تتعلم مما حدث لوالدتها
أخرجت تلك المفكرة التى أشترتها يوما من دون علم جدها و أصلان و بدأت تكتب بها كل شيء و بالتفاصيل التى لم تنساها يوما
و فى مكان بعيد و بالتحديد داخل شقة فخمة فى أرقى أحياء العاصمة كان أصلان يجلس على الأريكة الكبيرة ممد قدميه أمامه باسترخاء و بين يديه كوب يتمايل بهدوء مع نغمات الأغنية الشعبية الشهيرة مترافقه مع حركات تلك الفتاة و وجهها المليئ بمساحيق التجميل و حين أنتهت الأغنية جلست و هى تحرك الهواء بيديها أمام وجهها ثم قالت
عجبك يا بيبى
ليهمهم ثم قال
جدا يا بيبى جدا معقول ميعجبنيش ده أنا حاسس أن أنا هارون الرشيد
هى تقول
أحلى هارون الرشيد تعرف يا بيبى أن أنا من أول ما شفتك عند بابى فى الشركة و أنا وقعت فى غرامك
ليضحك بصوت عالى و هو يقول مؤكدا لكلماتها
أنا متأكد من ده لأنى ليا سحر لا يقاوم
مرت ثلاث أشهر كانت من أصعب الأيام على قدر
من آلام الحمل المعروفة فى تلك الفترة من الحمل و بين محاولاتها المستميته هى و زوج عمتها فى إقناع رجال البلده بما يقومون به
و لكن أصرارها و ثباتها و هى فى تلك الظروف جعل الكثير يساعدها و ها هى اليوم تفتتح أول مشروعاتها
مشغل الخياطه الخاص بها و الذى أصر رمزى على أن يكون أسمه لكل منا قدر
يحمل بداخله الكثير من الماكينات و سبع فتايات و خمس شباب غير الحارس و الإدارة مقتسمه بين قدر و رمزى
سعى رمزى بكل ما لديه أن يجعل المحافظ هو من يحضر ذلك الإفتتاح رغم أن ذلك صعب جدا لكنه كان يعلم جيدا بخطة قدر و ما تسعى إليه أنها تريد أن تحقق لأبنتها و لجميع الفتايات فى القرية ما لم تستطع تحقيقه لنفسها من الحصول على جميع مراحل التعليم و أيضا الرعاية و الأهتمام و الحصول على كافه حقوقهم التى هدرت على يد جدها كبير البلده منذ زمن طويل
كانت تقف داخل المشغل تشعر بالسعادة و الفخر ها هى أول خطوات حلمها يتحقق ها هو بداية الطريق التى رسمته فى عقلها لسنوات يمهد أمامها حقيقة أنه ينبأ بالكثير من التعب و الألم إلا أن الوصول إلى ما نتمنى يجعلنا ننسى كل هذا الألم
دلف رمزى من باب المشغل ليبتسم بعطف أبوى و هو يقول
مبروك يا بنتى
نظرت إليه بابتسامة واسعة و هى تقول
الله يبارك فيك يا عمى الفضل كله لحضرتك من غير وقفتك جمبى أنا مكنتش هقدر أعمل كل ده
ده تعبك و مجهودك و أفكارك أنت الأساس يا بنتى
تلك الكلمة من جديد التى تجعل قلبها يزهر سعادة و فرح لتقترب منه و أنحنت تقبل يديه بإحترام و حب و قالت بصدق
أنا فعلا لو أبويا كان عايش مكنش هيحبنى و يقف جمبى بالشكل ده يا بابا
لتتسع إبتسامة رمزى و هو ينظر إليها بعدم تصديق و ردد الكلمة خلفها عدة مرات لتقول هى بمرح
يلا بقا يا بابا خلينا نروح البيت نجهز ده المحافظ بذات نفسه جاى
ليتحرك معها و الإبتسامه مازالت ترتسم على وجهه و لم تكن سناء أقل منهم سعادة أن زوجها يحقق نجاح كبير مع إبنة أخيها و أيضا ترى تقارب كبير بينهم و هى تعيش مع قدر رغم أنها تخطت العشرون عاما إلا أن إحساس الأمومة تجاهها و كأنها طفله صغيرة فى عامها الأول يغلب على قلبها المتعلق بها و الذى حرم من ذلك الإحساس تجاه طفل من رحمها
أجتمع الثلاثة على طاولة الطعام و كان الحديث الدائر بينهم عن سعادتهم بأول خطوات النجاح
صعد كل منهم إلى غرفته حتى يستعدوا لأستقبال المحافظ و كان رمزى قد أعد كل أركان الإحتفال بأفتتاح المشغل بكل الأشياء المناسبة من فرقة شعبية مميزة و أيضا بعض الأطفال
الذى أشترى لهم ملابس جديدة موحده يقفون على جانبي المشغل و البالونات الكبيره المزينه بإسم قدر و الأضواء المنتشرة فى كل مكان و سعادة الفتايات الذين أصبحوا من عاملات المشغل كل شىء كما
تريده قدر و أكثر
وقفت أمام
مرآتها تنظر إلى نفسها بفخر و سعادة أول خطوات نجاحها
نظرت إلى هيئتها النهائية بفستانها الذهبى و حجابها البسيط و زينة وجهها التى لا تذكر و أخذت نفس عميق و هى تدعوا الله أن يوفقها فيما هو قادم
الفصل الخامس
واقفه بجانب زوج عمتها فى إستقبال المحافظ الذى أشاد بكل ما يراه و الذى أصدر قرار بمساعدة قدر فى كل ما تريد فعله فى البلده
و ذلك جعل الكثير من الرجال يتحمسون ليجعلوا بناتهم ينضمون للعمل مع قدر
التى أعلنت أنها ستقوم بتوسيع المشغل و عمل مشروعات أخرى و طالبت من المحافظ ببناء مدرسة للفتايات بها الثلاث مراحل حتى لا يجعل أمام الآباء أى إعتراض أو سبب لعدم إرسال بناتهم للمدرسة
أبتعدت عن الجميع و وقفت فى مكان هادىء نسبيا تتابع ما يحدث بعيون ضاحكه رغم تلك الدموع التى تملئها أخذتها أفكارها لأصلان و ماذا
سيكون موقفه إذا رآى ما وصلت إليه و ما أستطاعت أن تحققه من نجاح
و عند هذه النقطه أخذت نفس عميق و عادت تقف بجانب المحافظ و قالت بهدوء
عايزه أستأذن حضرتك فى زيارة علشان أخد موافقة على بناء المدرسة بعد ما أقوم بتوفير كل الشروط
نظر إليها
المحافظ بابتسامة عمليه مشجعة و قال بصدق
بابى مفتوح ليكى فى أى وقت
أبتسمت بسعادة و ها هى تخطوا خطوة جديدة فى طريق ما تريد
وضعت يديها فوق بطنها المسطحة وقالت هامسة
خطوة كمان علشان خاطرك بكرة هخليكى