رواية فاطمة الجزء الاول
منهما بعالمه الخاص
ولجت لغرفة أسر بعدما كفكفت دموعها ووجدت
ميلانا جالسة بجواره تم سك بكفه ثم رفع مقلتيها لتلتقي بعينين خديجة الحزينتين على ما أودت بهم الأمور تركت يد أسر ونهضت عن المقعد سارت بخطواتها لتقف أمام السيدة خديجة وهي تهتف بقلق
شو في يا إمي أسر بيه شي ء
هزت راسها بالنفي وخرجت صوتها بحزن
شهقت پصدمة ووضعت كفها على فمها فهي لن تتمنى أن يصيب نور كل تلك الآلام وخاصة بأنها
فتاة مثلها غمرها الحزن بسبب ما تواجهه نور الان يا ليتها تملك شيئا لتفعله لتلك الفتاة
بينما في تلك اللحظة فتح أسر عينيه بوهن بعدما شعر بألام متفرقة ټضرب بج سده وصداع قوي يفتك برأسه اغمض عيناه ثانيا فلم يطيق النظر إلى الإضاءة فخرج صوته غاضبا
أسرعت ميلانا تغلق أضاءة الغرفة واقتربت منه والدته تمسد على وج هه بحنو ثم قالت
عامل أية يا حبيبي
أجابها بهدوء عكس ما يشعر داخله من صراع قوي يكاد يفقده عقله وثوابه
أنا بخير ما تقلقيش عليا يا ماما
رددت بارتياح
الف حمد وشكر إليك يا رب
تقدمت ميلانا تتطلع له بحب وقالت باسمة
حاول جاهدا رسم أبتسامته التى خرجت بصعوبة واجابها قائلا
بعد الشړ عنكم اخرج تنهيدة حاړقة من بين أضلعه ثم أردف قائلا
أنا بخير ومتعود على النوبات الصعبة دي
نكست برأسها أرضا واخفت حزنها عنه أما والدته فلم تنبس بكلمة فيكفي عليه ما يشعر به ولا تريد أحزانه
تبادلات النظرات بينها وبين ميلانا بصمت منما لاحظ أسر الأمر يبدو مريبا له لا يعلم إذا كانوا أستمعوا للشجار الذي قام بينه هو ونور أم لا ولكن هتف بفضول لمعرفة ما سبب توترهما بذلك الشيء الملحوظ
هتفت بتوتر وسردت عليه ما حدث لزو جته داخل غرفة العمليات وهي الآن ستخضع لعملية أخرى وسيتم إستىصال الرحم
استقبل الخبر بجمود تام ونهض عن الفراش وهو يهتف بجدية
أنا عاوز أروح البيت مش هفضل في المستشفى اكتر من كدة
كيف فينا نسيب نور هلا
هتف بلامبالاة وكأن الأمر لا يعنيه بشئ
عاوزين تضلوا جنبها ضلوا أنا لأ
استقام واقفا وارتدا ثيابه تحت نظرات والدته القاتمة فلم تصدق ما يفعله ابنها وزو جته في ذلك الوضع ويتركها ولم يهتم بها بظروفها تلك
هتفت خديجة بقلة حيلة
روحي يا حبيبتي مع زو جك وانا هفضل جنب نور لم اطمن
انصاعت ميلانا لحديث خديجة وبالفعل غادرت المشفى برفقة أسر عائدين إلى الفيلا وكل منهما شاردا بملكوته الخاص
ب لندن
تماثلت حياة الشفاء وغادرت المشفى بعدما شكر سليم أدم على كل ما فعله من أجلهم واتت كريستينا تصطحبهما بسيارتها الخاصة متوجهين بها إلى مركز الشرطة الفيدرالية أولا ليخبرهما سليم بما حدث معه وتم اختطافه هو وزو جته من قبل زعيم المنظمة الدولية التي تورط بها والده سابقا كما أن حياة سوف تخترق حساب سليم الخاص الذي كان يضع الملف مشفرا على جهازه الحاسوب ونجحت في أختراقه ثانيا
كان ينظر لها منبهرا وهو يراها تفعل ذلك بثقة عالية وفي غضون دقائق كانت تنسخ الملفات الخاصة بالصفقات التي تمت خلال الأعوام الماضية وكل المعلومات الخاصة بالمنظمة وأفرادها فقد كانت تضم العديد من الأسماء المشهورة من رجال الأعمال ورجال الدولة ماڤيا تجارة السلاح وتجارة سړقة الاعضاء أيضا
وبعد إنتهاء عملهما بالشرطة غادروا برفقة فريق حماية مشددة من الشرطة الفيدرالية وقرر سليم أن يقضي اليوم فقط باحدي الفنادق وفي الصباح سيتوجها إلى مطار لندن للسفر إلى المملكة العربية السعودية كما وعد والد حياة من قبل بأنه سيصطحب حياة بنفسه والتوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة لكي يتم شفاءها تماما من السحر الذي فعلته لها زو جة عمها
عندما وصلا الفندق الان تنهد الصعداء فقد شعر بأن الجبال التي كانت على عاتقه انزاحت تماما وتبدل مكانها
طمئنينه وسعادة بوجود زو جته التي لم تترك ي داه كما تواعدا بأن يظلان متماسكان مترابطان في السراء والضراء
في الحزن قبل الفرح تواعدا بألا يتفرقا
تتطلع لها سليم بحب وداخله يردد
أتساءل في نفسي كيف لي أن أواجه صعوبات الحياة بمفردي ولكن عندما تكون ي دي بي دك أشعر بقوة لا يمكن لإنسان أن يتخيلها أشعر وكأنني قادر على السيطرة على كل العالم بوجودك معي
أما حياة فقد كانت تعانقه بعشبتيها الصافية وتبث له مشاعرها التي يعجز بها اللسان عن وصفها
لغة العيون تصل أقرب للقلب فعناق العينين ابلغ كثيرا من الكلمات
فالعين هي مرآة الروح وعندما يعجز اللسان عن البوح تتحدث العيون بمشاعر أبلغ من الكلام
تبسم سليم وهمس ليقطع الصمت والسكون الذي حل بالمكان
طب أية
هزت كتفيها وردت
أية !
بعدما وصلا الفيلا ترجلا مسرعا من السيارة وسار بخطوات واسعة اشبه بالركض وعندما ولج لداخل الفيلا
صعد الدرج مهرولا إلى الجناح الخاص ب نور
تحت نظرات ميلانا المندهشة صعدت خلفه تريد فهم ما يحدث له وعندما فتحت باب الغرفة علت الدهشة محياها وفرغت فاها پصدمة
فقد كان ېصرخ بأنهيار ويبعثر كل ما طالته ي ده ودموعه تنهمر دون توقف
اقتربت منه بقلق وام سكت بذراعه لكي لا يؤذي نفسه تهربت نظراته واشاح بوج هه للجهة الأخرى همست ميلانا بتسأل
شو فيك أسر ما راح تحاكيني على جواك
تنهد بحړقة
وقال بصوت ملتاع
أه يا ميلانا أه
أنا معك وراح أضل معك بس فيك تجاوبني شو فيك وليه موجوع ها القد
ارضا وهتف مناديا بصوت جلي الخادمة لكي تصعد إليه وبعد ذلك أخبرها بطي الثياب داخل حقيبة وترسلهم مع السائق إلى فيلة شاكر بدراوي واي شيء متعلق ب نور لا يريد أن يرا شيء خاص بها بعد الآن
تسمرت ميلانا مكانها وهي تنظر له بحزن ولن تستطيع أن تخفف عنه وماذا تفعل من أجله
عاد أسر إليها تطلع لها بمقلتي حزينين ثم القى بنفسه داخل أحضانه لتحتويه هي بين ذراعيها وفضلت ان تصمت ولا تلح عليه بالتسالات سوف تتركه ليهدئ وسوف يأتي هو ويتحدث معها عندما يحتاج لذلك
همست بصوتها الرقيق قائلة
راح اتركك تهدأ بالأول بس بدي إياك تعرف إن موجوده وراح أسمعك بأي وقت
شدد في عناقها وقال بصوت منكسر
اللي جوايا صعب يخرج مافيش أي كلام ينفع يتقال بعد اللي عرفته
شو اللي عرفته قلب حالك هيك
مش قادر أتكلم يا ميلو مش قادر
رتبت على ظه ره برفق وأؤمت براسها بأنها تفهمه ولن تحاصره التساؤلات
عودة إلى المشفى
بعد عدة ساعات من أجراء العملية غادرت نور غرفة العمليات ومكثت بغرفة عادية ظلت خديجة بجوارها إلى أن تفيق وتطمئن على صحتها ثم تغادر بها إلى الفيلا لتكمل علاجها وتظل تحت راعيتها فلن تتركها بتلك الظروف كما أن
عقلها شاردا بسبب تصرفات أسر الأخيرة وأثناء تفكيرها شهقت پصدمة خوفا من أن تكون نور قد أفشت الماضي إلى أسر وهذا ما جعله على تلك الحاله
في ذلك الوقت فتحت نور عينيها بوهن وتطلعت حولها لتعلم أين هي تذكرت عندما أخبرها الطبيب بأن الجنين لم يعد قلبه ينبض وعليها اجهاضه الان ووقعت ذلك الإقرار بنفسها وضعت كفيها تحتضن بهما أحشائها وأنسابت دمعة هاربة وهي تعلم بأنها فعلت ما كانت تريده فلم تكن تتحمل رؤية صغيرها يعاني الصرع طوال حياته وهي تقف أمامه عاجزه عن علاجه
ربتت خديجة على كتفها مواسية اياها
حمدلله على سلامتك يا بنتي قدر الله وما شاء فعل
أيماءة بسيطة فعلتها دون أن تنبس شفتيها بكلمة فقد كانت خجلة من فعلتها ولم ترف لها عينيها بعدما رأت انيهار أسر التام أمامها وهاجمة نوبة صرعيه كاد ان يفقد حياته على أثرها
شعرت پألم حاد يضرب بأحشائها وظلت تتلوي وهي تصرخ مټألمة خرجت خديجة من غرفتها مستغيثة الطبيب الذي آت إليها على الفور وأمر نور بالهدوء وانه ألم طبيعي بعد أجراء العملية ثم أمر الممرضة اعطاءها أبرة مسكن ووقف بجانب نور يخبرها بما جرا داخل غرفة العمليات
لم تستوعب ما يقوله ظلت تصرخ بأعلى طبقات صوتها لم تصدق بأنها أصبحت عاقر لم تنجب ثانيا فقدت أمومتها للأبد يا ليتها فقدة حياتها كان اهون عليها منما هي تعيشه الان من لحظات صعبة لم يبلغها أي كلام لحظات قاسېة تمر بها أي سيدة عندما تفقد أنوثتها ومعالم الحياة بالنسبة إليها خسارتها الفادحة التي لن ولم تعوض
اشفقت السيدة خديجة على حالتها وظلت تواسيها ببعض الكلمات حزينه على ما تشعر به وتمر به وغرزت الممرضة أبرة المهدئ وبعد لحظات من الصړاخ المتواصل هدا فجأة واسبلت عينيها بسكون هادئ
في المساء بمنزل الجدة
سناء
صدح صوت رنين جرس الباب نهض سراج من جانب جدته بعدما تطلع لساعه يده التي تدق الحادية عشر مساء
مين هيجي دلوقتي
هتفت سناء بقلق
خير اللهم اجعله خير أفتح يا بني شوف مين
اسرع سراج في خطواته يفتح باب الشقة لتتسع عيناه بجحوظ أثر المفاجأة
التي لم يصدقها
ضحك مراد والده على هيئته وفرد ذراعه على كتف زو جته وهو يقول
واضح انها مفاجأة غير ساره يا روكا ايه يا بني نرجع مكان ما جينا
لحظات الحرمان الذي قضاها ابنهما وهو بحاجة لوجود والديه بكل تفاصيل حياته
أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا هي حقا مقولة رائعة يؤمن بها عدد لا بأس به من البشر ولعل من يأتي متأخرا يصل قبل من حضر باكرا ما زال هناك أمل نعم سيظل هناك أمل بما أن أنفاسك لم تنقطع وحياتك لم تنتهي فهناك أمل فكرة أن يكون لك وجود فكرة أن تحقق حلمك يوما ما حتى وإن تقدم بك العمر فقط عليك بالإستمرار في البحث عن الذات لا تتوقف إلا إذا توقفت انفاسك فكل دقيقة لا تضيف إلى وجودك فإنها تحط من قدرك
الفصل الرابع والثلاثون
الأخيرة
هبطت الطائرة في مطار جدة ومن ثم استقلوا الحافلة التي
ستقلهم إلى مكة المكرمة مع الفوج السياحي الذاهب لأداء مناسك العمرة
وعندما وصلت إلى الأراضي المقدسة
غمرتها السعادة وهي تخطو خطواتها على تلك الأرض المباركة خير بقاع الأرض فكانت البقعة التي بني عليها البيت وأن يختار له أشرف البلدان فكانت مكة المكرمة لذا هي أشرف البلدان وأكرمها لاحتوائها على بيت الله الحړام ومن ثم كانت مكة البلد الحړام خير البقاع وأحبها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك عدة أحاديث منها
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ما أطيبك من بلد وأحبك إلي! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك
جرت عادة البشر