سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
مبتردش ليه
قال وهو يبعد وجهه عنها
كفاية كلام
سألته تحاول أن تنظر إليه وترى ملامحه بعد حديثها
ليه علشان قولت الحقيقة ولا يمكن تكون ۏجعتك
وقف على قدميه بعد أن ارهقه الحديث معها فهو جميعه يحتاج إلى تحليلات يرفعها إلى نفسه ثم إن كانت تجوز أن يدلى بها تعبر من بين شفتيه وتخرج وهو لم يعتد على ذلك أبدا.. أبتعد وهو يقول بنفاذ صبر
كذبته وهي تقف تتقدم منه تقول بمنتهى الثقة ما الذي تشعر به تجاة رجل حكيم عادل لا يصلح أن يكون غير ذلك
أشارت إلى نفسها وهي تعترف بأنه رجل لا يوجد به إلا كل الخير
أنا زينة مختار بقولك أن قلبك مافيهوش غير رحمة وبس.. والقسۏة دي معرفش سببها ولا جات منين بس أنا عندي فضول هيموتني علشان أعرف أصل الحكاية
بردو الفضول ده.. أنتي مش بتحرمي أبدا
أكمل بقسۏة تعود إلى موضعها الأصلي تخرج منه بصرامة وعڼف وعيناه بدأت في التحول
حاولي متمشيش ورا فضولك علشان ممكن يوقعك في غلط أكبر مني ومنك.. وقتها هتنوري في الجبل ومش هسمي عليكي
استدارت تعطيه ظهرها تزفر بضيق لأنه يعود معها إلى نقطة الصفر بعد أن أيقنت أنها إن استمرت معه هكذا سيكون كتاب مفتوح لها إن لم تخطئ
شعر بها وبما جال بخاطرها فعاد يقص عليها ما
قاله يطمئنها بأنه لن يعود ذلك الشخص القاسې مرة أخرى
بعرفك بس.. متزعليش أوي كده أنا مش برجع في كلمتي قولتلك خلاص هنتعامل كويس
عادت تنظر إليه وقالت بفضول قاټل
ماشي بس ايه الغلط اللي ممكن يكون أكبر منك
ضغط على شفتيه بقوة بعدما انفعل بسبب فضولها الزائد عن حده فهي لا تترك الكلمة تمر مرور الكرام قال بضيق
رن هاتفه على الفراش فتقدم يأخذه نظر إلى شاشته وعاد إليها قائلا
معايا تلفون مهم
ذهب إلى الشرفة بعد أن فتح الهاتف ودلف ليتحدث به وترك الأوراق على الفراش كما هي..
جلست هي مرة أخرى تنتظره تفكر في حديثهم المتناقض ونظراتهم الغريبة.. حديثه عن الحب بطريقة غريبة مبالغ فيها هروبه منها وعدم إجابته على أي من أسئلتها بإجابة واضحة مريحة..
حركت رأسها بقوة وهي تشعر بالصداع يداهمها من كثرة الأفكار وحاولت طردهم إلى أن تنهي النقاش معه لتبدأ بالصداع وهي تفكر بعد انتهاء الحديث ليكن مرة واحدة..
نظرت إلى أوراقه الذي كان مهتم بها للغاية ثم عادت بنظرها إليه لتراه يقف في الشرفة يتحدث في الهاتف يعطي إليها ظهره..
رفعت الأوراق أمام وجهها وأخذت تقرأ محتواها وهي تبدل من ورقة إلى الاخرى ثم وقفت بعينيها على حين غرة ودققت النظر وعينيها تتسع پصدمة وذهول..
ألقت ما بيدها وأخذت من بقية الأوراق على الفراش وعينيها تتسع أكثر وأكثر لم تستطع أن تبتلع تلك الغصة التي وقفت بحلقها وهي تقرأ ما كتب على الأوراق وتلك التواقيع أسفله!!..
كل الأوراق تنص على الإجرام الكامل! كل الأوراق ټقتل البشر كل ما كتب ينص على قتل النفس والتحريض على ذلك.. حقائق وأسرار بشعة تنظر إليها بعنيها ولا تصدق ما تراه.. وكأن الآية انقلبت!.
إزاي.. معقول!
حقيقة أخرى تحل عليها من المساء بطريقة غير معقولة وكأن الله يبعث إليها الحقائق واحدة تلو الأخرى لتستطيع التفريق ومعرفة البشر وما يفعلون من حولها..
احتلت الصدمة كيانها وارتجف جسدها والشريط المار على عقلها لا يتوقف بكل ذكرى راحلة منذ البداية إلى الآن!..
رأته يدلف من الشرفة ينظر إليها والأوراق بيدها تابع نظراته ببرود تام ووقف شامخا أمامها يعود لعصره بعدما علم أن فضولها ساقها إلى تلك الأوراق وعلمت محتواها!..
لكنها كانت في حالة أخرى بعيدة كل البعد عن التفكير به.. بل كانت تفكر بحياتها الضائعة سابقا والآن!..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثالث_عشر
ندا_حسن
أثر الصدمات الآتية من أكثر الأشخاص قربا وحبا لا يكون إلا كرها ومۏتا
نظرات مټألمة