الأربعاء 11 ديسمبر 2024

الفصل الاول شظايا القلوب بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


كتر ماتعودنا .. 
اتجهت ببصرها إلى ابنتها الصامتة 
ميرال مابتكليش ليه!
توقفت تمسح فمها ورسمت ابتسامة 
شبعت حبيبتي لازم أتحرك علشان متأخرش استدارت إلى مصطفى وطبعت قبلة فوق رأسه 
صباح الفل ياحضرة اللواء..ضمھا بحنان أبوي 
صباح الخير على القمر..حملت حقيبتها واتجهت إلى والدتها ثم دمغتها بقبلة على وجنتيها 

دعواتك ياست الكل..توقف إسلام يشير إلى غادة 
ياله يادودي هنتأخر على المحاضرة هبت واقفة واتجهت تجمع أشياءها  
باي يابابي باي ماما فريدة..قالتها غادة وغادرت برفقة أخيها ..
ظلت فريدة تطالع ذهابهم إلى أن اختفوا بعد فترة انتهى مصطفى من طعامه ثم هم بالمغادرة توقف لتوديعها 
خلي بالك من نفسك لو حسيتي بحاجة كلميني فورا أنا مش هتأخر ..
أومأت له دون حديث..نهضت من مكانها متجهة إلى الحديقة جلست بمكانها المفضل تنظر لتلك الأشجار التي بدأت تتأثر بقدوم فصل الخريف .
غامت عينيها لذكريات تلك الأشجار التي قامت بغرسها والعناية بها بكل حب جلست بجوارها تلملم أوراقها المتساقطة تنهيدة عميقة حړقت جوفها متذكرة الماضي بآلامه ..
بقلم سيلا وليد 
فلاش باك قبل خمسة وعشرين عاما
بإحدى أجمل محافظات مصر المطلة على البحر الأحمر والتي تعد من أكبر المراكز التجارية والحضارية ألا وهي محافظة السويس خاصة في ذاك الحي القديم ..انتهت تلك السيدة التي تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما من صلاتها ونهضت متجهة إلى موقد الغاز لتقوم بتجهيز طعام الإفطار لزوجها قبل ذهابه لعمله في البحر حيث يمتلك متجرا كبيرا للأسماك أنهت فريدة إعداد الطعام ثم توجهت إليه وقامت بإيقاظه 
جمال ..قوم الساعة تمانية زمان الصيادين على وصول..فتح عينيه بإرهاق ينظر بساعته ثم اعتدل يمسح على وجهه مستغفرا ربه عله يطرد شيطانه 
صباح الخير ياأم يوسف اتجهت إلى النافذة وفتحتها مبتسمة 
صباح الخير ياحبيبي نهض معتدلا وابتسامة زينت وجهه
يزيد عامل إيه..ابتسامة زينت ثغرها تشير على بطنها 
خلاص سميته يزيد مش يمكن تكون بنت..
إن شاء الله ولد إنت قولي يارب .
استدارت واتسعت ابتسامتها التي أنارت وجهها حلو التقاسيم 
ربنا يرزقنا بالذرية الصالحة أهم حاجة بنت ولد مش مهم المهم يكون ولد ياخد بأيدينا للجنة في الآخرة ويكون عونا لينا في الدنيا دمغ جبينها بقبلة حنونة
إن شاء الله ياحبيبتي راضي باللي يجيبه ربنا نفسي في أخ ليوسف يبقى يوسف ويزيد .
ربتت على كتفه  
إن شاء ياجمال أنا راضية مع إن نفسي في بنت بس في الأول والآخر اللي ربنا يجيبه كويس .
حاوط بطنها بكفيه 
إنت في الشهر الكام دلوقتي..
وضعت كفها على كفيه وأجابته 
لسة في بداية الرابع خير إن شاءالله حبيبي..إجهز وأنا هشوف يوسف صحي ولالأ..الولد من إمبارح وجسمه سخن 
تحرك بعدما شعر بالخۏف على ابنه 
ياخبر أبيض ليه مقولتيش كنت أخدته للدكتور 
وصل إلى غرفة ابنه الذي يبلغ من العمر سنتين وجده مستغرقا بالنوم انحنى وطبع قبلة فوق جبينه 
ربنا يباركلي فيك ياحبيبي وأشوفك أحسن واحد في الدنيا .
قطع حديثهم طرقات على باب منزلهما اتجهت متحركة تشير إليه  
اطلع إفطر وبعدين صلي الضحى..قالتها واتجهت تفتح الباب دلفت سيدة تبلغ من العمر ثمانية وعشرون عاما 
صباح الخير يافريدة ..جذبتها من ذراعها 
صباح الخير حبيبتي أدخلي هتفضلي واقفة ..دلفت بخطى متعثرة تكاد قدميها تحملنها أسرعت فريدة تساندها 
رانيا مالك ياقلبي!..سحبتها لتجلس على الأريكة التي تقابل طاولة الطعام ثم جلست بجوارها ..ارتفع بكاؤها  
شوفتي راجح عايز يرجع طليقته.. 
شهقة خرجت من فم فريدة 
ليه يرجعها هو مش كان طلقها وخلاص..ابتلعت جمرة حاړقة وهي تشيع جمال بنظرة قائلة 
علشان قولتله مش عايزة ولاد دلوقتي .
ضړبت على صدرها بحركة تنم عن ڠضبها 
إنت مچنونة!..بعد إيه إنت حامل يارانيا مينفعش تنزليه حرام عليكي .
رمقها جمال مستاءا ثم أردف 
أنا لو منه كنت كسرت رقبتك ارتفعت شهقاتها ومازالت نظراتها عليه .
توقف يستغفر ربه ثم اقترب منهما 
عايزة تقتلي روح يابنت سيدة إيه الجبروت اللي إنت فيه دا إحمدي ربنا إن راجح سابك عايشة ثم أشار إلى زوجته 
اتعلمي من بنت عمك الصغيرة عندها ولد والتاني جاي في السكة وحضرتك لسة عايشة صغيرة على الحب..
فريدة هنزل الشغل وعقلي بنت عمك وعلميها تكون ست زيك .
توقفت تصرخ بوجهه 
إنت ليه دايما شايفني شيطانة ياجمال إيه قولي عملت لك إيه ..
استدار وتحرك للداخل يردد الاستغفار .
حضنتها فريدة تربت على ظهرها 
طيب إهدي حبيبتي متنسيش إنك حامل ودا غلط على اللي في بطنك أقعدي وإحكي لي إيه اللي حصل ..
توسلتها برجاء فجلست على المقعد وداخلها نيران الغيرة تكوي أحشائها 
إحكي لي إيه اللي حصل ليه عايزة تنزلي الولد إنت ممكن ماتعرفيش تخلفي تاني حرام عليكي ..
قطعت حديثها عندما خرج جمال من الغرفة 
أنا نازل يافريدة وخلي بالك من نفسك ومن يوسف واللي في بطنك دول أهم حاجة عندي قالها بنبرة مشمئزة وهو يرمق رانيا ثم تابع حديثه
هبعتلك مرات حودة تشوف طلباتك هزعل منك لو عملتي حاجة..تحرك بعض الخطوات ثم توقف مستديرا يرمق رانيا 
وهبعتلك معاها لزوم الغدا علشان رانيا تتغدى معاكي وتغذي الولد كويس ..تحركت إليه 
متبعتش حاجة ياجمال خيرك موجود ياحبيبي بلاش مصاريف على الفاضي 
حمل جاكيته يشير إليها بالتقرب إليه ثم طوقها بين أحضانه  
حبيبتي أنا ومالي تحت رجليكي اوعي تسخسري حاجة في نفسك والولاد ..حاوطت خصره 
ربنا يخليك ليا ياجمال يارب دمغها بقبلة فوق جبينها ثم غادر إلى عمله .
كانت هناك عيون تطلق شرار من ذلك المشهد..هبت واقفة واتجهت إلى بنت عمها كالنيران التي تريد التهام كل شيئ .
سايبة بنت عمك اللي بتقولي عليها اختك في همها وحزنها وحضرتك قاعدة تحبي في جوزك!..
أنا غلطانة مفكراكي أخت بحق وحقيقي لكن إنت كل همك جمال وبس إنما أختك لا هقول ايه ماانا مش شقيقتك..
سحبت كفها تجذبها إلى الداخل 
إهدي حبيبتي ايه اللي بتقوليه دا انت زي اختي وحبيبتي ومالناش غير بعض بعد مۏت عمي ارتاحي واسحبي نفس إنت دايما كدا تقفشي..جلست ټضرب على ساقيها 
أنا عايزة أطلق يافريدة من راجح مستحيل أفضل على زمته لحظة واحدة بعد اللي قاله .
أطلقت فريدة تنهيدة عميقة وحاولت تهدئتها 
طيب ممكن تهدي دلوقتي علشان الولد اللي في بطنك الطلاق مش سهل وخصوصا معاكي ولد راجح ابن حلال احكي لي اللي حصل ووعد لما يرجع جمال من الشغل هخليه ينزل يكلمه بس المهم تشيلي فكرة تنزلي الحمل حرام عليكي .
لم تستطع الرد عليهاكيف ستقص لها أنها تريد الطلاق لأنها تحب زوجها..فكرة شيطانية خطرت بذهنها فتمتمت
عايزة بيت جديد يافريدة البيت دا بقى قديم لازم يشوف شغل مع جمال هنفضل في الشقة القديمة دي لحد إمتى .. وليه ماسك في الوظيفة
تأففت فريدة بضجر وهي تسحبها إلى طاولة الطعام وهتفت بنزق 
تعالي إفطري يارانيا وإحمدي ربنا جوزك ربنا أنعم عليه بوظيفة كويسة ليه بتحاربيه في شغله يابنتي فيه رجالة كتير تتمنى تكون مكانه .
مصمصت شفتيها معترضة وضړبت بكفيها بعضها البعض 
على إيه ياحسرة الكام ملطوش اللي بياخدهم هو فيه أحسن من الشغل الحر
 

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات