رواية كاملة بقلم دهب عطية
كفاحك
الى بتاخد عليها فلوس مني قد كده.... انا جيت اقبلك عشان أنت قولتلي في تلفون ان فيه حاجه مهمه حصلت
إيه هو المهم الى منزلني من البيت عشانه...
اخرج ايمن هاتفه ومد يداه قال وهو يتطلع على وليد..
اتفضل يابيه اسمع المكالمه ديه لسه صاحبي بعتها ليه........
مسك وليد الهاتف وشغل هذا المسجل لسماع محتواه.......
ايوه يابسنت وصلتي البيت.......
بسنت.....
ااه وصلت.... بقولك ياخوخه ..انتي خلاص قرارتي تكلمي سالم بكره وتحكي ليه عن المسجل ده..
خوخة....
ااه طبعا.... انتي نسيتي الفلوس ولا إيه....
بسنت....
لاء طبعا مش ناسيه... بس اوعي وانتي بتكلميها على تلفون يطلب منك تشغلي المسجل ساعتها ممكن
خوخة...
لا متقلقيش انا عارفه هعمل إيه كويس اوي وبعدين
سالم أول مايعرف اني معايا المسجل الى يعرفه
مين هو قاټل اخوه وليه عمل كده هيوفق على طول
يسلمني الفلوس وبعدين دول نص مليون مش حاجه
يعني من الى عنده..... سبيها انتي بس على ربنا ..
يارب.... ياخوخه.... الدنيا تضحك بقه في وشنا لو مره واحده....
خوخة...
انشاء الله يابسنت..... طب هقفل معاكي انا بقه عشان
نزل شغل في فرح كده قريب ويمكن أتأخر لنص
اليل ....
بسنت
طب تمام هكلمك بليل....
انتهت المكالمة بنغمة اخترقت أذنيه بقوة ألمته لا
لم يكن صوت نغمة تنبيه انتهاء المكالمة بل الحديث
وعن طريق تسجيل سجل له بدون ان يلاحظ
خائڼة... والخائڼة عقابها المۏت.... وهي من حكمة
على نفسها بذلك وهو أسهل شيء عليه ازهق روح
وما أسهل من ذلك على قلوب اتت لتفسد في لارض قبل رحيلها المكتوب !...
أبتسم وليد بسماجة.... لينظر الى أيمن قال
اسمها خوخه دي فين دلوقتي..
رد ايمن وهو ينظر في ساعة يداه.... المكالمة من حوالي تلات ساعات يعني زمنها دلوقتي في
الى الفرح الى قالت عليه......
سائلا وليد وهو يصعد السيارة في محل القيادة.... وأشارمن بصعود بجانبه.....
معاك عنوان المكان الى فيه....
صعد أيمن بجانبه إجابة قال.....
بمرقبتها مكاني يعني لحد مراجع.....
نظر له وليد مبتسم باعجاب من ذكاء وتفكير
هذا الايمن الذي يسهل عليه خططه الحاسمة....
برافو عليك ياايمن ...هي دي الدماغ الي تستحق
تشتغل مع وليد بكر شاهين..... هتف باسمه بغرور
ولكن شعر آن الاسم ليس بهيبة هذا السالم... هتف بخفوت ساخرا....
حتى الإسم متنمرد عليه .....
نظر له ايمن باستغراب
بتقول حاجه ياباشا.....
اشار له وليد بي لاواكمل قيادة السيارة الى وجهت
معنيه........
التخلص من خوخة وهذا التسجيل اللعېن
.........................................................
يجلسون على سفرة الطعام ......يجلس رافت على راس مادة الطعام و راضية بجانب الايسار على اول مقعد.... وسالم بجانب الايمن مقابل لها وحياة بجانبه وبجانب حياة ورد ابنتها التي تاكل تارة بيدها وتارة تاكل من يد حياة .....
كان سالم ياكل بهدوء وهو ېختلس النظر الى هذهي
الحياة التي لم تضع في فمها الى معلقتين من الارز
من وقت ان جلس على مادة الغداء.....
ترك الملعقة التي ياكل بها ...ثم امسك باملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة
تحت انظار رافت والجدة راضية التي ينظرون لبعضهم بابتسامة ذات معنى .....
لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس السفرة..
قال لحياة بامر...
ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها ...البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل....
نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة..
دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها..انت مش شايف ورد عمله ازاي دي نحيفه اوي ياسالم ولازم
تتغذى......
مال عليها قال بوقاحة وعبث....
يعني هي طلعه نحيفه لي مين ما ليكي ...انتي
عارفه انتي لو تزيد شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت...
نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها وقالت بهمس
ياسلام .....طب هو الى واضح من
كلامك كده انك
مش عجبك عودي الفرنساوي....
مال اكثر على أذنيها قال بوقاحة...
بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل الى عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك... وزي ماانتي
خاېفه على ورد من قلة اكلها... انا كمان خاېف عليكي
من انعدام اكلك ياملاذي... فهمتي....
ابتسمت بسعادة تشرق وجهها الذي أصبح ناصع اكثر
حياة من أسمها بذاته..... العشق يفعل المعجزات
العشق يولد حياة جديدة على يد سالم... سالم الذي
حنانه....و اهتمامه ....وعشقه لها جعلها تتذوق نعيم
الدنيا الحقيقي في قربه وفي أحضانه الدفء.....
بدأت تضع الطعام في فمها وتمدغه...
نظر هو لها بتراقب وحب... ولكن وجدها متذمر وهي
تمدغ الطعام للحظة كادا ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء
معلشي يامريم هعذبك معايا ينفع تجبيلي
حتة جبنه قديمه من جوه ...عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده...
أبعدت الطبق عنها وهي لا تقدر حتى على النظر
الى محتواه.......
نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب
من امته وانتي بتاكلي الحودق ياحياه....
وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن...
نظرت حياة الى الجبنة الحادقة ذات الون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او اغمق قليلا....
بدأت تاكل منه بشهية
مفتوحة تحت أنظار سالم المتفحص تصرفها باهتمام..... إجابة حياة عليها
قائلة بحيرة....
ولله ما عرفه ياماما راضية انا عن نفسي مستغربه
بس نفسي ريحا ليها اوي وريحتها مش مفرقاني
من الصبح.....
ابتسمت الجدة راضية وهي تنظر الى سالم وحياة بسعادة......
مشاء الله معقول معقول ياحياة تبقي حامل
معقول......
اتسعت اعين حياة بعدم تصديق وهتفت بجملة
سريعة متهورة..... أشعلت قلب سالم الذي كان
قد نبع داخله فرحة عارمة اثار حديث راضية منذ قليل.....
حامل مستحيل طبعا.... لاء مافيش الكلام ده انا اوقت كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا مش ببقى بكلها من الأساس .....
أكملت راضية طعامها باحباط وهي تنظر الى أبنها
رافت الذي بدوره حول انظاره الى أبنه الشارد
وكانه كور نفسه في عالم اخر عنهم......
كان سالم شارد في حديث حياة الغريب والذي وللأسف الم قلبه من هذهي الجملة الأول الذي
نطقة بسرعة وعفوية....حامل مستحيل طبعا
لم تكن العفوية شيء
سيء الى انها تصنفت في بعض الأوقات بطبع
سيء فقط لأنها عفوية حديث صادق لم يتزين
قبل الخروج للبشر لذالك جملة حياة العفوية
لم تكن إلا الصدق.... ولصدق أنها لا ترجح
فكرة الانجاب منه..... هل بعض كل شيء مزالت
لا تشعر بالأمان بتجاهي مثلما قالت لريم عبر
الهاتف حينما كأن في الإسكندرية في بداية
زواجهم..... كانت تتحدث بكل هذهي العفوية
والإصرار عن رفض فكرة الإنجاب منه....
لكن السؤال الأهم هنا....
هل تاخذ شيئا ما حتى تتحدث بكل هذا الإصرار الذي من الواضح أنها تفرضه عليه وتحرمه منه بكل هذهي الأنانية.....
كور يداه پغضب من وسوسة شيطانه له بكل هذا المكر في الاحديث ولتفكير لشك بها ولكنه....
داخله كان يقسم بصدق.....
ان كانت فعلا تتناول شيء ما لحرمانه من اقل حق
له منها كم يقال طفل من صلبه....... ان كانت تفعل
فهي وضعت نفسها امام قسۏة من لم يغفر لها يوما
انانيتها معه !......
وضعت يدها على يداه وابتسمت له بحب متأمل
وجهه الرجولي الشارد....
مالك ياسالم....
في حاجه مضيقك.....
هز راسه لها بي لا ليكمل طعامه بصمت لا يريد
لهذا الشيطان التحكم به لا يريد ان يدمر ملاذه
بشك مشين وأفكار حمقاء فطفل سياتي يوما ما
وسيخطف منه ملاذه له معظم الوقت.... سياتي
يوما ما !......
يعلم انه يهرب من الحقيقة او يكذبها ولا يريد البحث وراها فاذا بحث واكتشف مايخشى تصديقه
متاكد بعدها بل يثق انه سيدمر كل شيء وهي اول الأشياء التي ستنال الدمار حتما !.....
............................................................
بعد ساعتين......
وقف وليد في مكان ما بعيد عن ضوضاء هذا الفرح
الشعبي..... اتى عليه أيمن قال بجدية..
تحب نعمل إيه ياوليد بيه نخطفها ونجبهالك هنا مكتفه.....
اشعل وليد سجارته قال بأمر خشن
لاء مش لدرجادي..... انا هحل الموضوع ده بنفسي
أنت تاخد رجالتك وتمشي دلوقتي... وتنتظر مني اتصال كمان ساعتين عشان عايزك في شغل مهم لازم يخلص قبل مانهار يطلع علينا......وكمان الصبح لازم تدور على البت الى كانت بتكلمها في تلفون تعرف ليه عنوان بيتها فين .....
هز راسه أيمن بإيجابية
الى تامر بيه ياباشا..... بعد اذنك....
ذهب ايمن من امامه...... دلف وليد الى سيارته وعيناه
متربصة على المكان الذي ستخرج منه خوخة الآن...
بعد دقائق.... كانت تسير خوخة على رصيف الطريق
الذي كان فارغ من البشر وسيارات تسير فيه بسرعة
كان يسير بسيارته وراها ببطء وتراقب وعقله ينسج
له الف سيناريو بشع لتخلص منها .....
نظرت خوخة وراها بتوتر وارتجف قلبها وهي ترى
مراقبت هذهي السيارة منها ببطء وتتابع سيرها
بإصرار...... وقبل ان تلتفت لترى من بها.... وجدت
سيارة تسرع لتقف امامها تصدر سرينة عالية
جعلتها تغمض عينيها پخوف.....
خرج وليد من سيارة وهو يتطلع عليها ببرود
ويستمتع بملامحها الطاغي عليها الخۏف وجسدها
الذي كان يرتجف پخوف.... همس لها ببرود
مافيش حمدال على سلامه ياوليد.....
فتحت عيناها وهي لا تصدق أن هذهي السيارة المراقبة لها منذ قليل بإصرار ليست إلا سيارة
وليد ولكن لم فعل ذلك ولم هو هنا الان...
منعرفش حاجه عن بعض ..اي ده دا انا نسيت
احنا حتى مشفناش بعض من وقت اخر زياره
في المستشفى....
هو انتي زعلتي مني ولا إيه
ياخوختي......
بلعت ريقه پخوف لا تعرف لما كل هذا الارتباك ولكن حين تنظر الى عيناه الشيطانية ...وتتذكر معاد مقابلتها لسالم شاهين ولمال.. تتوتر وتخشى ان يعلم وليد بهذا المخطط....... ردت عليه وهي تنفض الأفكار .....
انا كنت الفتره دي مشغوله وامي كانت تعبانه فا معرفتش اذورك و......
لم يسمح لها بالمزيد...... قال بنبرة هداء...
صدقه ياخوختي..... بس انا من راي نكمل كلمنا في حته تانيه.... تعالي اركبي......
صعد السيارة وشغل وقود سيارة منتظر صعودها
كانت تسير للوصول الى سيارته ببطء وكأن احساسها
بتذوق المۏت كان الأصدق وسط كل هذهي المشاعر
النابع في ان واحد داخلها.....
دلفت الى سيارة وانتلق هو سريعا بها....
وقف في مكان شبه خالي من الحياة حتى سيارات معډومة من المرور في هذا الطريق.....نظرت له خوخة پخوف وهتفت بخفوت وتسأل....
هو احنا هنا ليه ياوليد.....
خرج وليد من السيارة واغلق الباب ليقف بمسافة بعيدة قليلا عن سيارته يوليها
ظهره وكان ضوء مصباح السيارة بتجاهه مباشرة ....
خرجت باقدام ثقيلة ترفعهم من على الارض
بصعوبة......نظرت الى ظهره الذي يوليها إياه
لتساله بتردد....
انت مش بترد عليه ليه ياوليد احنا هنا ليه في المكان المقطوع ده.....
الټفت لها في لحظة وهو يرفع يداه امامها لتنظر پصدمة الى هذا السلاح الذي يصدره في وجهها...
قال وليد ببرود
انتي كده عرفتي احنا هنا ليه صح....
ارتجف جسدها پخوف وهي متسعت الأعين پصدمة
أنت بتقول إيه انا مش فهما حاجه.... انت هتقتلني
هتقتلني بجد طب ليه.....
ضحك بقوة وسخرية....وعيناه تنبع شرارة من الشړ
الشيطاني الذي جعلها تيقن ان الحياة انتهت بنسبه لها في هذهي الدقائق المعدودة..... اجابها وليد بسخرية....
انتي بتسالي ليه.... طب اسمعي كده....
شغل المسجل الذي بينها وبين بسنت.... لتسمع
حديث كلاهما عن المسجل ولمال الذي ستاخذه من
سالم بعد تسليم هذا المسجل الذي يلف حبل المشنقة
حول رقبة وليد.........
بعد ان انتهى التسجيل قالت پخوف وهي ترجع
الى الوراء پخوف....
ااانا........... انا........ ياوليد كنت......
التوت شفتاه بامتعاض وهو ينظر لخۏفها بتسلي
وتشفي.... ارجع ظهره على سيارة وقال ببرود
كملي ياخوخه انا سمعك... التسجيل ده متفبرك صح
وانتي فعلا مش مسجلا ليه حاجه... صح كلام