دقة قلب الجزء الثاني بقلم مروة حمدي ومني عبدالعزيز
تقف بالنافذة المطلة على بوابه الفيلا تنظر للأمام بشرود والقلق يتسلى بقلبها تنظر الى الساعة بالهاتف تعيده إلى أذنها مرة أخرى وهى تعاود الاتصال للمرة التي لا تعلم عددها تستمع لنفس الصوت المزعج يخبرها
الهاتف المطلوب غير متاح حاليا
تتحدث مع نفسها وهى تجاهد فى عدم نزول دموعها وقد فاضت بها عيناها لتنتصر عليها وهى تهبط بغزارة تحجب الرؤية أمامها.
تبدلت ملامح وجهها المرهقة لأخرى جامدة وهى تزيح دموعها بيدها پعنف وقد علت نبرة صوتها تتابع حديثها بهجوم.
أنتى ايه هتفضلى غبية كده لحد أمتى فوقى بقا ده الدنيا كلها خذلتك لسه عندك عشم وأمل إنه يشتريكى ال خلى ال من لحمك ودمك باعك بدل المرة مليون ويعالم بيفكر فى ايه وبيدبرلك ايه بس لا كفاية كده لازم اتغير وابقى وحدة تانية تأخذ حقها بنفسها ما تستناش ال يبجبهولها ما استناش الحماية من حد لازم ابقى انا سلوى مش سيمى المتحررة ال كله واخد عنها فكرة غلط ولا سلوى الضعيفة ال بتسلم أمرها بسهولة المرة دي لازم اتمسك بحياتها وحقي ان اعيشها بطريقتي انا عايزة ابقى ام ليا بيت واولاد وزوج اعمل لنفسي عيلة زى زى اى ست انا معملتش حاجة غلط صحيح انا عطيت لنفسي حرية زيادة طمعت كتير فيا بس عمرى ما غلطت ولما غلطت اتجوزتفوقى وبطلى عياط انتى خاېفة من ايه خاېفة إنه يسيبك مش هيقدر.
ترتد إلى الخلف وهى تراه باعين حمراء مشټعلة كالجمر يرفع يده يطوق عنقها بهما يتحدث بصوت عالي هيستيري انتى السبب يا نوال هانم انتى السبب فى ال انا فيه ضيعتينى وضعيتي عيلتي منى أمي جدى أخوالي حتى مراتي وعيالي كله منك انتى يا نوال بسبب حقدك وكرهك خلتينى نسخة تانية منك ومن ابنك وفى الاخر ضيعت زيه.
سلوى اهدى يا أمير أنا معاك مش هسيبك هتكون ليا ابنى وابويا واخويا وكل عيلتي
وكل ال بتتتماه هتلاقيه وكل أحلامك ال كنت بتحلم بيها هنحققها سوا هننسى الماضي وهنعدى الحاضر ونخطط لمستقبلنا سوا
رفع نظره لها كالغريق يخرج صوته بۏجع..
أوعدينى هتفضلى جنبي مهما حصل منى هتحتوينى فى كل حالاتي اعتبرينى ابنك ال مخلفتوش لا لا ما تعتبرينيش ابنك انا عايز أولاد انا عايز اخلف عشرة واربيهم احسن تربيه يكون صحابي قبل ما يبقوا أولادي واخواتي قبل ما يبقوا صحابي. يكمل پبكاء وحسرة زى ما شفت جدى واخوالى وزى ماكنت انا وخالد ويوسف وياسين زمان
نظر لها متسائلا تجيبه بإماءة من رأسها معلله خالد وايه الصغيرين صدقني حتى ايه الكبيرة لا هقدر اخد مكانتها ولا اعوضك عنها بس هبذل أقصى جهدي واكون بديل للباقية كلها.
بقلم منى ومروة
مالك يبنى من ساعة ما خرجنا من بيت الخديوي وانت مش على بعضك وتنفخ كنت هتقلب بينا العربية اكتر من مرة.
سمير وهو يرتمى على أقرب مقعد مشفتيش عمى عادل وال عمله.
تطلق ناهد ضحكاتها تحت نظراته المستنكرة.
اكيد شفت والراجل طبعا ليه حق فى ال عمله انا كنت لسه يدوب رايحه اتعرف فهوب الراجل لقى نفسه ادبس فى جوازه.
يعتدل لها بجلسته يرفع لها إحدى حاجبيه وهو يضرب يديه ببعضهما بطريقة مضحكة اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب مش انتى ال كنتى رايحة تخطبيها ومستعجلة على الجوازة.
يلوى شفتيه بحركة نسائية يرقق من نغمه صوته نفسى اشوف ولادك يا سمير يبنى قبل ما أموت..يكمل بصوته الطبيعي بإمارة تيته إجلال.
لم يتلقى سوا ضحكاتها كرد ليتابع بغيظ وحنق انتى معايا ولا معاه.
ناهد بضحك مع الحق.
سمير نعم!!!
الراجل اتاخد على مشمه من الدار للڼار وده اب برضه. ودى مش اى بنت دي اسماء الخديوي اصل وأدب واخلاق وجمال متزنين بالعيلة الكبيرة النظيفة فأي اب عنده المواصفات دي لازم يتمسك ببنته وبالأخص أنها بنته الوحيدة وكمان خلى بالك اخواتها فى حاجه شغلاهم لكن لما يفقوا من الصدمة هتشوف ال عمرك ما شفته.
سمير وهو يتنهد يعود بظهره للخلف بفرحة رسمت على وجهه كل ده انا عارفة وهو سبب إصراري انى اكتب عليها إنهاردة من ساعة مشفتها مع ابوها وانا مشدود ليها.
ناهد بحيرة اومال ايه بس ال مزعل وانت خلاص اتجوزتها وكلها كم شهر وهتبقى فى بيتك.
سمير ال عمله عادل بيه مخوفنى وكلامك عن ابوها واخوتها ال انا عارف طبع حميتهم كووويس خوفني اكتر.
طب ايه ال يريحك دلوقت.
اخرج تنهيدة عميقة حرك عينيه باتجاه والدته خاېف اقول ما تصدقنيش.
ناهد بمرح جربنى... تكمل بغمزة من عينيهاوحشتك صح
سمير يغمض عينيه بهيام وهو يسترجع صورتها أمامه وتلك النظرة الخجولة التى اطارت لبه اوى اوى.
صمت شاردا بها ابتسامة صغيرة على تلك الحمرة التى غزت وجنتيها عندما تلامست يده بكفها الرقيق ليتابع بدون وعى اد ايه نفسى اكلمها واسمع صوتها دلوقت مشتاق اسمع أسمى من بين شفايفها.
تضحك الأخرى بسعادة وهى تراه على هذا الحال طب ما تكلمها.
يفتح عينيه وهو يقفز من مكانه يجلس متربعا يضع يده على خده بتذمر طفولي مالحقتش اخد رقمها حمايا العزيز عمل عليا كماشة خدنى من قفايا زى حرامى الغسيل وخرجنى بره البيت.
ناهد تدفع كم للى يديك رقمه.
قالتها وهى تهز هاتفها بيدها بمرح أمامه تراقص له حاجبيها تشهق فجاءة عندما هب بسرعه افزعتها يلتقط الهاتف من بين يديها صاعدا لأعلى صارخا ميه بوسة بعشقك يا نهوووده.
ناهد وهو تتكا على المقعد تضع ساق فوق الأخرى يا بكاش يالا علشان تعرف قيمتى كويس.
يعود لأعلى الدرج مرة أخرى والنعمة عارف ورحمة تيته إجلال ال انت ماشفتهاش عارف.
ناهد اقرأها الفاتحة يا بن ناهد ده الجوازة تمت ببركتها.
سمير وهو يدلف لغرفته ده انا هطلع صدقة على روحها.
ناهد بسعادة ربنا يسعدك يا بنى واعيش لحد ما اشيل ولادك.
سمير عادا مرة أخرى بظهره ينظر لها ان شاء الله يا ماما ربنا يديكى طولت العمر وتشيلى ولادى واولاد ولادى ويخليكى ليا وتحمينى من عادل وأولاده وال هيجرالى.
ناهد وهى تقف من مجلسها
تتابع بتوعد ان كان هو عادل الخديوي فأنا ناهد ام سمير.
سمير وهو يصفق بيديه ايوه كده يا نهوده عيدي إمجادك.
تطلق لضحكاتها العنان روح يالا كلم مراتك قبل ما تنام وسلملى عليها وقولها حماتك بتسلم عليكى.
قالت جملتها الأخيرة بمغزى.
سمير وهو يهمس بصوت مسموع عائدا إلى غرفته مش مطمئن للكلمة الاخيرة دى يا ام سمير.
وصل صوتها إلى مسامعه تعقب على حديثه قصدك ايه يا بن ناهد
سمير يغلق الباب بسرعه خلفه مقصدتيش حاجة.
يقلع جاكت بذلته ويلقيه على الفراش بإهمال لاحقه قميصه ليجلس على فراشه عارى الجزع يمسك بهاتفه وهو يبحث عن اسمها حتى وجده لتتسارع الدقات بقلبه يتأمل الرقم لثوانى ارسل الرقم من هاتف والدته لنفسه عبر تطبيق الواتس يخرج الهاتف يفتح التطبيق وبسمه صغيرة ماكرة تزين وجهه وهو يبعث برساله
اسماء ثانية وهرن عليكى افتحى على طول انا جوزك
مرت ثوانى استجمع بها شتات نفسه عقب رؤيته لقراءتها لرسالته يضغط على الاتصال واضعا اياه على أذنه متلهفا لسماع صوتها حتى أتت الإجابة المثلجة له ولقلبه تنهد على أثرها وهو يعود بظهره للخلف يستند به على الفراش واضعا يده خلف رأسه والأخرى ممسكه بالهاتف منصتا لها بهيام.
تجلس اسماء بعد رحيل والدها على الفراش أمامها مجموعة من الكتب والمذكرات تنظر ليدها وتبتسم ټضرب على جبهتها بخفه
هو انا بحلم انا وافقت أزاي يعنى الموضوع ده مر أزاي وافقت واتجوز فى ساعتين وال بابا وال عمله
انطلقت ضحكاتها العفوية وهى تتذكر مواقف والدها اليوم متمتمه والله صعب عليا دوله بس برضه عنده حق مكنش متوقع ان الصدمة تيجى منى
أطلقت تنهيدة طويلة وهى تمسك بإحدى خصلات شعرها وتستند على الفراش شاردة أمامها متابعه بهمس.
انا نفسى مش عارفة ليه وافقت حاجة اكبر منى هى إلى خلتني أوافق طول عمرى بحلم اتجوز حد شبه بابا فى كل حاجه هههههههه ومن الواضح أن سمير وبابا فولة واتقسمت اتنين.
تضئ شاشة هاتفها معلنة عن وصول رسالة.
أمسكت الهاتف بيدها وهى تقرأ تلك الرسالة اكثر من مرة وهى تعقد حاجبيها بدهشة وشك.
أنا جوزك
أتت رسالة أخرى ثانية وهرن
قرأتها تزامنا مع ورود اتصال.
تفتح الهاتف سريعا الو
احلى الو سمعتها فى حياتى
ابعدت الهاتف عن أذنها تبتسم بعفويه وخجل
سمسم حبيبتي روحتى فين الو روحتى فين يا سمسم.
ااحم انا موجودة .
لا ابوس ايدك اخشنى شويه وانتى بتكلمينى إلا انا ممكن اجئ وتحصل معركة بينى وبين ابووكى.
انطلقت ضحكاتها العفوية عند ذكره لأبيها لتمر عليها أفعاله من جديد لا تدرى بحال ذلك الولهان وقد قفز من على فراشه صارخا.
لا بقولك ايه انا اصلا على تكه انا فيا ال مكفينى
اسماء بعدما تداركت حالها صمتت بخجل عقدت حاجبيها بدون فهم لمغزى حديثه لتسائل بفضول فطرى.
قصدك ايه
سمير وهو يعود للاستلقاء على فراشه من جديد واضعا يده على قلبه يمسك الهاتف باليد الأخرى شاردا بها .
توتو تو يا سوسو دى حاجات ما بتتقلش يا قلبى.
اللاه انا مش فاهمه ممكن وحدة وحده تقولى قصدك ايه
يبعد الهاتف عن أذنه ناظرا له بريبه هامسا.
ايه يا بو سمره معناه ايه الكلام ده هى فعلا خام ومش فاهمه كلامي ولاا بترسم عليا وابقى كده انا لبست! الالاه الالاه هو انا ازاى مفكرتش فى الحكاية دى من الاول ولا اخدت بالى موافقتها السريعة على الجواز. لا يا سمير متخليش الشيطان يلعب بدماغك ويضيع فرحتك انت شفت بنفسك إلتزامها وعفويتها وكلامها مع صحبتها.
يرد مرة أخرى على حاله ما ده ال مخوفنى وده ال يخليك تتأكد ان الموضوع فى انه .
كلمات قاسېة خرجت من تفكيره وقعت عليها كسهام مخترقه لقلبها الصغير تمزقه سالت بارتجافه تمكنت من أوصالها عما يقصد لم يجبها مستمر بحديثه المهين لشخصها وضعت يدها تكتم فاهها حتى لا يصل له صوت شهقاتها لم تستطع الصمود اكثر لتنهى المحادثه فورا
شاردا مع نفسه لم ينتبه لصوته الهامس الواضح لها ولا لسؤالها عما يقصد لتغلق الهاتف مرتمية على الفراش تبكى باڼهيار.
جسدها ينتفض وهى تسترجع كلماته غصة علقت بحنجرتها تبكى بحړقة على حال قلبها وحالها.
هو انا ليه بيحصلى كده ال فضلت سنين فاكره نفسى بحبه طلعت بالنسباله ولا حاجه وال قلبى اتشدله
ولغيت عقلى ووافقت قلبى ووافقت عليه يكون ده تفكيره فيا
لا مش هينفع اسكت على الكلام ده ده هأنى وشك فيا.
أمسكت الهاتف بعصبيه متابعه اتصل عليه واقوله ان ال بيفكر فيه ده مش انا وان انا بنت الخديوى المتربية احسن تربيه.
هزت رأسها پعنف لا لا يا اسماء ميستهلش انى أكلمه حتى ده مفكرش يتصل يعتذر عن الكلام ال فكر فيه بصوت عالى طب اعمل ايه هتجنن لازم ارد لازم أنهى الموضوع ده حالا مش هينفع استمر معاه اكتر من كده سكوتى إثبات اكتر لكلامه وتفكيرهانا لازم اتصرف واتصرف صح.
وقفت بسرعه من على الفراش متمته
ما فيش حل غير بابا
متجهه إلى الخارج تضع يدها على مقبض الباب لتقف فجاءة.
لا يا اسماء المرة دى مش هينفع عادل الخديوى يحلها ولا حتى أخواتي ولا حد من الخديويين عموما انسان مريض بالشكل ده ممكن يستغل الموضوع بطريقة تانية اعمل ايه ايوه هى ماما ما فيش حل قدامى غيرها.
تأخذ نفس عميق تخرجه ببطيء تهدئ دقات قلبها المتعالية تفتح الباب بهدوء وهى تزيح دموعها عينيها التى تتساقط دون توقف.
وعلى الرغم من قصر المسافة ما بين غرفتها وغرفة والدتها التى لا تتعدى المتر الا انها شعرت بثقل كبير على قفصها كمت لو كانت تسير لأميال.
تعصف بها الأفكار وهى تحدث نفسها.
هقولها ايه افتح الموضوع ازاى والاهم ازاى انفرد بيها بعيد عن بابا
تقف أمام غرفة والديها تغمض عينيها تخرج تنهيدة عميقة ترفع يدها تدق على الباب بهدوء ليأتيها الرد سريعا لترتد خطوة إلى الخلف متفاجئة عندما فتح الباب بسرعة وخرج والدها أمامه يتساءل بلهفة.
فى ايه يا اسماء يا حبيبتي أنتى كويسة
تبلع ريقها وهى تجاهد فى رسم ابتسامة.
ماما صاحية
يقترب منها والدها محتضنا وجهها بين كفيه يتساءل پخوف بعدما ارعبته ملامح وجهها الباهتة .
مالك يا حبيبتي انتى تعبانة محتاجة حاجة
اسماء وهى تجاهد فى حجز تلك الدموع التى تهدد بالسقوط واجلاء صوتها وهى تحاول الهرب من حصار عينيه المتفحصة لها بعناية وهى تجاوب بصدق.
محتاجة ماما
تقفز من على الفراش بقلق فور سماعها المخټنق تسرع بخطاها باتجاه الباب لتنتبه إلى ما ترتديه تلتف سريعا تجذب المئزر من على حافة الفراش تضعه فوق جسدها تخفى ما ترتديه وتخرج سريعا متحدثة.
فى ايه يا اسماء
اسماء ناظرة لها وقد فقدت السيطرة على حالها.
محتاجاكى اوى يا ماما
قالتها وهى تضع يدها على فمها عائدة مرة أخرى إلى غرفتها.
لينظرا فى أثرها ثم لبعضهما بتساؤل تنهيه آمال وهى تذهب مسرعة خلفها مغلقة للباب.
يقف ناظرا فى اثرهما يتساءل بينه وبين نفسه.
فى ايه البنت مش طبيعية مش دى اسماء ال كانت بتتكلم وبتضحك من عشر دقائق يا ترى عمل ايه الحيوان ده وصلها للحالة دى
يقف مترددا ايذهب خلفهم يستمع إلى ما يقولون ويعرف