رواية كاملة بقلم ياسمين ج 1
طعامه وسط نظرتها المسلطة عليه بتبصيلي كده ليه قالها عمار وهو يتفصح ملامحها
مرام بضحك...... اصلك كنت بتقول عمرك ما اكلته بس مشاءالله طلعت شكلك عجبك الفول
ارتفع صوت ضحكاته وهو ينظر إليها وهتف بجدية...... بصراحة انا اول مره احب الاكل مش علشان طعمه بس علشان معاكي لان في ناس كده بيفتحوا النفس على كل حاجه
بينما هو نهض من مجلسه ومد يده اليها يالا بينا علشان متتاخريش على جامعتك
وضعت يدها في يده وانطلقا الاثنين سويا يسيروا على اقدامهم لا يهتمون لطول المسافة فقط يهتمون لمشاعرهم هي في داخلها تتمني ان تجعله اقوي هذا لذلك ستبقى بجواره مهما حدث
اخيرا وصلت امام جامعاتها نظرت إلى يدها التي لم يتركها بعد وهتفت قائلة....... ايه ناوي تاخد ايدي معاك
هتف بضحك..... والله لو عليا اخدك انتي بذات نفسك
قائلا....... خلي بالك من نفسك
لم تعرف بم تجيب فهو دائمآ يجعلها مغيبة اماما عشقه اكتفت بالصمت واخفضت بصرها وهمست..... حاضر خلي بالك انت كمان نفسك
انتقلت نظرتها بينه وبين يدها الذي مازال
لتصدر منه ضحكة خفيفة وهو يتركها قائلا...... والله نسيت
تركته وانصرفت إلى الداخل بينها ظل يتابعها إلى ان غابت عن عينيه و بدأ هو مسيرته في البحث عن اي عمل تجول بين المطاعم والمقاهي محلات الملابس لم يترك مكان الا وبحث به حتى وصل إلى احد اسوق الخضار ينتقل ببصره بين الناس حتى وقع بصره على رجل قد بلغ عليه الشيب بالعقد الخامس يحاول حمل بعض
خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام عنه قائلا...... تحب انزلها فين يا حاج
الرجل...... لا يا ابني ده شغلي
اردف بتعجب...... ازي يعني تشيل كل ده
الرجل...... اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك
عمار....... طيب خليني اساعدك
الرجل....... كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني
جابر.....ولدك ده يا عم عوض
عوض...... ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا
جابر..... خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش پهدلة
عمار...... ابدا انا كنت بدور على شغل وشفت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
عمار....... انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
٤ جابر...... طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس
عمار..... هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر...... طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صاحب الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
عمار....... اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر..... من دلوقتى لو تحب كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن
في اقل من دقيقة خلع قميصه وظل بملابسه القطنية التي تبرز عضلات جسده تصلب جابر امامه فهو شاب بمقټل العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن
اخيرا انهي عمله فقد عمل طوال اليوم لم يريح جسده لدقيقة واحدة فكان الارهاق والتعب تملك ثائر جسده غادر إلى المنزل وانعم جسده بحمام دافئ ثم اخرج هاتفه وهو ينظر إلى كمية المكالمات التي لم يرها تنهد بتعب ونهض متجه إلى الشرفة حتى يحدثها
ارتفع صوت رنين الهاتف فنظرت الي صاحب
الرقم واجابت بسرعة...... كنت فين قلقتني عليك
عمار..... معلش يا حبيبتى ما اخدتش بالي
مرام...... طيب احكيلي عملت ايه
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا
في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من نومه وعلامات التعب تتمكن من ثائر جسده تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجديد بعدما ترك لها رسالة تنص على...... حبيبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بحبك...
تابع عمله بكل نشاط
كانت اعين الجميع عليه وبالاخص الچنس الناعم من بينهم سيدة في اوائل الثلاثين توفى زوجها منذ عامين واصبحت هي صاحبة كل شيء لديها محل خضار كبير كانت تتابعه بعينيها باعجاب ظاهر نادت على احد صبيان العاملين لديها قائلة..... عتمان يا عتمان انت يازفت
عتمان..... نعم يا معلمه بدور
بدور...... ساعة علشان تيجى يازفت
عتمان..... معلش يا معلمه كنت بشوف الناس الي بيحملوا الخضار
بدور...... طيب شايف الجدع الي بينزل الخضار عند المعلم عبد العزيز
عتمان.... انهي واحد يا معلمه هما كتير
بدور.... ركز معايا يازفت الجدع الي لابس فلنة بيضة بحملات الجدع ابو عيون ملونه يازفت
عتمان...... اهااا شفته كل السوق بيتكلم عنه من ساعة ما بدأ شغل وهو موقفش دقيقة واحدة
بدور..... اسمه ايه
عتمان...... بيقولوا اسمه عمار
بدور..... طيب روح نادي عليه
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلاء بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله
عتمان..... ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار..... قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام بجذب كيس الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا . .... لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
يا عيني عليك يا عموري هتلاقيها من مين ولا من مين
الحلقة 1415
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلئ بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله
عتمان..... ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار..... قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام بجذب كيس
الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا...... لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
وقف عمار وهو بداخله نيران ڠضب خاملة تكاد ټنفجر ليهتف من بين اسنانه..... قولها مش فاضي ايه البعيد مبيسمعش
كاد أن يحمل الكيس مرة اخرى ولكن منعه مجدد يد عتمان الذي دفعه بقوة حتى اوشك علي السقوط ليهتف پغضب........ في ايه ياجدع انت اعمي
عتمان ظنن منه انه يستطيع اخذ عمار الذي بمجرد أن وضع عتمان يده لكمه عمار في وجهه أسقطه ارضا على اثرها
لينهض هو الاخر مسدد لعمار تلك اللكمة حتى نشاء بينهم شجار وسط ذهول الجميع لم يستطيع احد التقدم خوفا من بدور فالكل يعرفها ما ان وضعت عينها على شيء لن تصمت حتى تاخذه
ايه بيحصل هنا بالظبط قالها المعلم عبد العزيز الذي اتي للتو من سوهاج
ابتعد الاثنين عن بعضهما وهما ينظرون إلى صاحب الصوت
مفيش حاجه يا معلم قالها عتمان
بينما تعجب عمار من امر صاحب الصوت بملامحه الهادئة رغم صلابة صوته ولكن هناك شيء بداخله جعله يرخي اعصابه حين نظر اليه فكانت ملامحه تدل على القوة والجبروت ولكن بشوش الوجه للحظة شعر بأنه يعرفه ربما التقي به من قبل وهو لا يتذكر
هتبصلي كده كتير قالها عبد العزيز مبتسما
بداله عمار الابتسامة قائلا..... معلش اصلي بشبه عليك
عبد العزيز..... شكلك جديد هنا تعال معايا
انصرف عمار إلى محل عبد العزيز بعدما جلس امامه
عبد العزيز..... اسمك ايه بقي
عمار...... اسمي عمار
عبد العزيز.....اممممممم عامل مشاكل ليه يا عمار وانت شكلك ابن ناس مش وش پهدلة
عمار....... والله انا معملتش حاجة أنا كنت في حالي لحد ما جه الجدع الي اتخانقت معاه وعايزني اكلم واحدة بينها المعلمة بتاعته ولم قولتله مش فاضي حصل الي حصل
عبد العزيز..... وانت ليه مروحتش شفت المعلمة عايزة ايه
عمار...... الي عايزني يجيني انا مش شغال عندها
علشان تأمرني
عبد العزيز..... بس دي المعلمة بدور وطالما طلبتك يبقى دخلت دماغها وعجبتها
عمار...... نعم ايه عجبتها دي انا مليش في طريق الغلط وانا هنا للشغل وبس غير كده يفتح الله
عبد العزيز...... كلهم في الاول كده وبعدين بترحوا علشان الفلوس
عمار..... ملعۏن ابو الفلوس الي تقلل كرامة رجل وعلى العموم انا مش من النوع ده انا سبت الفلوس علشان ابدأ من الصفر حتى لو كان الصفر ده كلوا تعب وشوك احسن بكتير من طريق كلوا ورد بس طريق حرام انا جايه هنا وهستحمل اي تعب علشان احس اني قادر اعتمد على نفسي وافتح بيت علشان اكون مع الي بحبها
عبدالعزيز...... انت شكلك عاشق عينك بتلمع كيف العشاق
عمار....... انا خلاص عديت المرحلة دي من زمان انا دلوقتي بتنفس عشق
عبد العزيز..... طيب خلي بالك من نفسك ودلوقتى انت واحد من رجالتي شغلك كله هيكون ليا و يوميتك هتاخدها كاملة كمان يعني مش هتحتاج تكون تحت رحمة حد ومفيش اي معلم يقدر يقولك تعال اشتغل عندي
عمار...... ليه كل ده
عبد العزيز...... انا بحب الرجل الدغري وانت مشاءالله تكيف اي حد بس اهم حاجة ابعد عن سكة بدور علشان ست مش مظبوطة
انصراف حتى يكمل عمله وسط نظرات عبد العزيز التي لم تفارقه تمني للحظة ان يكون لديه ولد مثله قوي وعاقل متزن
نهضت من فرشها بتكاسل وما ان نظرت إلى ساعتها اصابتها الصدمة فكانت الساعة الحادية عشر ظهرا خرجت من غرفتها متجهة إلى المرحض اغتسلت و خرجت ابدلت ملابسها في اسرع وقت وهي تتمتم ببعض الكلمات...... ماشي يا رهف تسبوني نايمة كل ده
همت بالانصراف ولكن سمعت صوت شقيقتها مما اصابها بالدهشة عادت مجددا ودلفت إلى غرفة شقيقتها وجدتها مازالت ممدة في الفراش وبجوارها سمر
انتو لسه هنا قالتها مرام بتعجب ظاهر
سمر.... انا مكنتش قادرة اروح الجامعة وكمان رهف جات عليها نومة
مرام..... نعم ازاي جات عليها نومة انا لما جيت كانت نايمة معقوله كل ده نوم يا رهف
رهف بكذب....... معلش يا مرام اهو يوم واحد من نفسي ما انا بروح كل يوم بنظام
مرام...... خلاص بس طالما قاعدة النهاردة يبقى لازم تزكري شوية اتفقنا
رهف..... حاضر بس غريبة انتي كمان رايحة متاخره ليه
مرام...... والله جات نومة عليا انا كمان نومه المهم اول ما ارجع عيزاكم انتو الاتنين في موضوع مهم سلام
تركتهم وانصرفت حتى تبحث عن عمل جديد
يعني ايه مرضيش يجي معاك قالتها بدور وهي تشتعل من الڠضب
عتمان...... والله ده الي حصل يا معلمه الواد شايف نفسه و انا كانت هعلمه الادب بس المعلم عبد العزيز جه
بدور...... طيب غور انت جتك البلاء
ظلت تتابعه وهو يعمل إلى ان نهضت من مجلسها وهي تبتسم بخبث على ما عزمت امرها من اجل فعله
حمل احد الاكياس وسار بها إلى داخل المخزن
سالخير عليك يا اخينا
كان يواليها ظهرها
فالټفت لها حين سمع صوتها...... مساء الخير
إلا انت اسمك ايه قالتها بدور وهي تقترب منه حتى اصبحت مقابل له
نظر إليها مشمئز من هيئتها وطريقة تراجع للخلف قليلا واردف قائلا...... اسمي عمار
عاشت الاسامي قالتها بدور بعدما تقدمت إليه وهي تضع يدها على صدره حتي اصبح لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات قليلة...... عنيك حلوة قوي عمار
تركها جالسه على الارض وفي داخلها نيران مشټعلة نهضت بغيظ قائلة...... انا هوريك الژبالة دي هتعمل فيك ايه اتجهت إلى محلها وهي تنادي پغضب ظاهر..... انت يا زفت يا عتمان يا زفت
عتمان...... نعم يا معلمة
بدور..... اسمع تاخد اتنين معاك وتروح للجدع الي ضړبك من شويه عيزاك تعلمه الادب كسروا في بعضه متخليش في حتة سليمة
عتمان...... بس يا معلمة ده
بدور مقاطعا..... مبسش اخلص اعمل الي بقولك عليه من سكات
عتمان..... اومرك يا معلمة
انصرف عتمان حتى يفعل ما امرته به
بينما هو سعيد بعمله رغم انه شاق إلا أنه كلما اخرج هاتفه ونظر إلى صورتها تتسع ابتسامته ويعود للعمل بنشاط اكبر
انت يا اخينا واقف ليه كده اقف على جنب احسن ما انت واقف في وسط الطريق كده
نظر عمار إلى صاحب الصوت فكانت هيئته لا تبشر بالخير..... عمار معلش ماخدتش بالي
الرجل...... ايه معلش دي هو انا عيل صغير قدامك متخلي بالك من كلامك يا بئف انت
كتم عمار غيظه ولم يجيب حتى لا يحدث المشاكل وكاد ينصرف ولكن وجد م ولكمه في
وجهه وهو يردف قائلا...... لم اكون بكلمك تقف وترد عليا
نهض عمار بكل قوته وكور يده ورد تلك اللكمة وهو يمسك الرجل من ياقته ومازال يسدد له اللكمات إلى أن اتي من خلفه اثنين اخرين من بينهم عتمان الذي كان يحمل شىء يشبه العصي الخشبية و نزل بها فوق رأس عمار من الخلف حتى سقط ارضا على ركبته والډماء تنساب من رأسه
وضع يده على جرحه وهو يتألم بشدة بينما انهال عليه عتمان و الاثنين الاخرين بتسديد الركلات في جميع أنحاء جسده
مصېبة يا معلم قالها جابر الذي دلف إلى مكتب عبد العزيز وتكاد انفاسه تنقطع
عبد العزيز بانصات...... خير يا زفت مصېبة ايه
جابر وهو يلهث...... رجالة المعلمة بدور هيموتوا الواد الجديد
يانهارك اسود وانت لسه واقف هنا قالها عبد العزيز وهو يهرول إلى الخارج فكانت صډمته اكبر حين وجدهم ينهالوا عليه بالركلات والډماء تغطي سائر وجهه وملابسه مصطح علي الارض
عبد العزيز....... ياولاد ال عملتوا ايه في الجدع
ما ان جاء عبد العزيز فر