السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 6 من 100 صفحات

موقع أيام نيوز

وبعدين ما انتى عارفة جلال قلبه رايد مين ولا هنعيده تانى

زفرت زاهية قائلة باقتضاب 

عارفة يام جلال بس معلش اللى بتقولى عليها بايرة دى هى اللى بقت مرات ابنك ورضينا ولا مرضناش مراته يا قدرية

تراجعت قدرية فى مقعدها وجهها شديد الاحتقان تهتف پعنف 

وانا عارفة بقولك ايه وعارفة دماغ ابنى فيها ايه كل الحكاية شهرين تلاتة نرجع الارض قولى

سنة بالكتير وترجع دار ابوها تانى وبكرة تقولى قدرية قالت

هنا ولم تستطع ليله الوقوف والاستماع للمزيد وقد اتضح كل شيئ امامها وعلمت الان لما التجاهل والمعاملة الجافة لها فى هذا المنزل ومنه هو ايضا فى قصرت اوطالت مدة بقائها هنا فهى ذاهبة لا محالة فلما يحمل على عاتقه محاولة ارضاء زوجة لا تسوى لدى سوى امضاء فوق ورقة للبيع

اسرعت تجرى صاعدة الدرج مرة اخرى فى اتجاه غرفتها تدلف اليها مغلقة خلفها الباب بقوة تستند اليه بضعف قبل ان ټنهار قدمها فتجلس ارضا ناظرة امامها بعيون لا ترى شيئ سوى سواد اصبح يحيطها من كل جانب

في منزل عائلة المغربى

جلس الشيخ جاد مكفهر الوجه عاقدا حاحبيه بصرامة امام ولده الاكبر علوان والذى اخذ يهتف برجاء وتوسل

يابا سامحه وكفاية عليه كده ده ليه اربع سنين سايب بيته واهله وكفاية عليه اللى حصله 

مش كفاية ضيعت منه بنت عمه وجوزتها لواحد تانى غيره

الټفت اليه الشيخ جاد عينيه تطلق شرارات

الڠضب هاتفا

بتقولى انا الكلام ده يا علوان ! انا اللى ضيعت منه ليله ولا قلة حياه وصرمحته وماشيه الغلط

ضړب فوق مقبض عصاه بقوة يكمل بحنق ونفور

واخرها يتقبض عليه فى شقة مشپوهة ومعاه مخډرات ولولا لحقنا الليلة كان زمانا اتفضحنا فى البلد وسيرتنا بقيت على كل لسان وكنت عاوزنى ازاى بعدها أمنه على ليله واجوزهاله

نهض من مكانه يدق عصاه الارض بقوة اجفلت علوان وجعلت وجهه

شديد الشحوب وهو يراه يتقدم منه بخطوات مهيبة متوقفا امامه يفح من بين اسنانه وهو ينظر اليه بعينين ورغم مرور الزمن مازالت تحمل من القوة والصلابة ترهب ابنه فتجعله يتصبب عرقا حين قائلا بجمود

لا مستكفتش انت وابنك بلحصل واعرف بعدين بل كنت بتعمله انت من وقت ما راغب فك خطوبته من بنت عمه اكتر من اربعة سنين وانت بتطفش كل عريس يهوب منها

ليكمل بعدم تصديق وحيرة

وانا اقول ليه دى البت حلوة ومن عيلة ليه محدش بيهوب من دارنا يطلبها ده اللى اصغر منها اتجوزوا وخلفوا بدل العيل اتنين وهى قاعدة والعمر بيعدى بيها لحد ما الكل بقى يقول عليها البايرة من ورانا وقدمنا اتارى عمها بيلعب لعبة ۏسخة علشان خاطر ابنه الصايع

حاول علوان فتح فمه ينكر حديث والده ولكن اتت اشارة والده بكفه ينهيه بها عن الحديث فيطرق راسه ارضا متوترا والشيخ جاد يكمل بحدة وصرامة

كنت فاكر ايه انك بتلوى دراعى يا علوان وتندمنى علشان تخلينى ارجع واجوزهاله 

هانت عليك بنت اخوك تفضل السنين دى كلها حالها واقف علشان ابنك

تغير نبرته صوته لالم والندم قائلا پانكسار

هانت عليك لما اجبرتنى بعمايلك انك تضطرنى اعرضها زاى البيعة علشان اعرف اجوزها بعد ما وقفت حالها

تركه متوجها مرة اخرى ناحية مقعده يجلس فوق بانهزام وضعف ليسرع اليه علوان مقبلا كفه قائلا بندم واسف 

حقك عليا يابا سامحنى انا كان كل غرضى ان ليله متروحش لحد غير لابن عمها هو اللى اولى بيها من الغريب

ارتسمت ابتسامة مريرة فوق شفتى الشيخ جاد هامسا بالم وانكسار

وهو بعمايلك خلتنى بأيدى دى اديها للغريب ويا عالم ايامها الجاية هيبقى حالها ايه 

نزلت الدرج بوجه خالى من التعبير يظهر الهدوء فى كل تحركاتها كما لو لم تكن منذ قليل تذرف الدموع وبحال ينفطر له نياط القلب تصرخ تنعى حالها دون صوت داخل غرفتها حتى فرغت عيونها من دموعها فترتمى ارضا شاعرة بالارهاق يزحف الى جسدها يستنزفه

لكنها الان وقفت بشموخ وعزة وهى تقف امام والدة زوجها والتى هتفت بها بسخرية حادة بينما تجلس فى بهو المنزل فوق اريكة تشاركها اياها ابنتها حبيبة وزاهية زوجة العم كل من ناحية 

ما لسه بدرى يا هانم كنتى خليكى فوق شوية كمان

لم تجيبها ليله بل وقفت تنظر لها بعينين زجاجيتين خالية من المشاعر لتشعر قدرية بالغيظ تهتف بها 

مالك واقفة تبصيلى كدا ليه وايه اللى انتى لابساه ده فاكرة نفسك عروسة بحق وحقيقى روحى يا خلوة غيرى العباية دى والبسى حاجة تنفع فى شغل المطبخ

هنا تصدع القناع على وجه ليله تظهر الاھانة والڠضب فوقه تهم بالرد عليها لتهتف حبيبة فورا مقاطعة اياها بتوتر خوفا ان تشتعل االاجواء

اصل جلال زمانه على وصول هو وعمى وفواز ولازم يكون الغدا جاهز يلا ياليله وانا جاية معاكى نشوف عملوا ايه فى الغدا 

نهضت سريعا تتجه بها ناحية ابواب المطبخ تختفى خلفه ومعها ليله لتهتف قدرية باستهجان وعبوس موجهة حديثها الى زاهية

انت في الصفحة 6 من 100 صفحات