الأربعاء 11 ديسمبر 2024

حكاية سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس 
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة....
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها...افاقت على صوته يناديها بقلق 
سيلين مالك في حاجة
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل

لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي... بتقلقيني عليكي ليه
ها ...سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة...انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة
و......سيف مقاطعا ششش...إنت تنسى حياتك اللي 
فاتت كلها... عارفة ليه 
سيلين بحيرة لا...
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه عشان حياتك 
إبتدت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة
ثم إنحنى ليربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه
بالعربية 
حركت رأسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله
لم تكن تهتم سوى لوالدتها... يكفي انه هو من
سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب
أن تركز عليه...
سيف و هو يلاحظ شرودها حجيبلك
عصير برتقان عشان إنت مفطرتيش كويس
الصبح....
إتسعت عيناها پصدمة و هي تنظر له قبل أن 
تجيبه بتذمر لا مش عاوز ياكل حاجة تاني...إنت خليتيني ياكل كثير الصبح... و إمبارح كمان..
انا ياكل داه في أسبوع....
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم 
شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع 
حرك راسه لينفي تلك الافكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لاتزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده...
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان 
ليعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات 
طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني 
به مع والدته.. كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا 
تزوجت...كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب 
القدر عجيبة.. و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم 
بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها سيلين 
هو إنت معندكيش أخوات....
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته 
من سؤاله هذا... كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا....
زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء.... يحاولن بكل أسلحتهن
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود....
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه 
في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع 
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء... هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة 
التي كانت تعيشها مع والدتها
كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات... ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا 
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين...
لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخډرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي...يمارسون ال.... في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في 
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها...
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها.. قبض پعنف على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي ېهدد بالخروج و
ټدمير كل شيئ في تلك
اللحظة...طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير 
عنه.
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام 
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي 
إحمر بشدة من الڠضب .. 
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله 
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله....لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة 
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من 
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة 
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل 
والدها.. لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة.....
صړخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر 
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك 
المضيفة و هي تشهق پخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت ټنزف بغزارة رفعتها بين 
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز سيف باشا 
إيدك پتنزف....
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالمۏت أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الژبالة اللي 
زيك...
حركت المضيفة رأسها پعنف محاولة التخلص 
من يده التي كانت تقبض 
عينيه تخبرها أنه لن يتردد لحظة في إزهاق
روحها و رميها من نافذة الطائرة... 
تلوت و هي ټضرب يده بيدها و ساقيها 
تتحركان في الهواء بعشوائية تريد فقط 
تخلص نفسها من هذا الۏحش الوسيم.. 
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات 
القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها
التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة
في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد
ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد أن رأت معاملته
لتلك الفتاة الصغيرة التي ترافقه تقصد سيلين 
المسكينة لم تكن تعلم أنه مختلف و انه لا يشبه 
اي أحد....
جحظت عيناها و تحول وجهها إلى اللون الأزرق بعد نفاذ الهواء ليرميها سيف على أرضية الحمام 
ثم فتح صنبور المياه ليغسل يديه ببرود 
ليهتف بنبرة جامدة محذرة مش عاوز 
ألمح خلقتك طول الرحلة.. لما نوصل لالمانيا
احسنلك تختفي عشان لو شفتك حقتلك.....
ثم إستندت على الحائط تحاول الوقوف بينما
يدها الأخرى كانت تمسد بها رقبتها التي 
تجزم أنها لو بقيت تحت قبضته ثانية أخرى
كانت ستنكسر....
اما في الداخل إنتهى سيف من تضميد 
يده و هو يجاهد لرسم إبتسامة على شفتيه 
قبل أن يخرج... 
عاد ليجد سيلين تتكئ برأسها على ظهر
المقعد و تغلق عينيها.. يبدو أن نامت فهي
في الصباح إستيقظت بصعوبة...
إتجه نحوها ليفتح حزام الأمان ثم حملها 
ليأخذها للغرفة المخصصة للنوم... وضعها
على السرير ثم خلع حذائها و غطاها 
بغطاء خفيف بعدها تمدد بجانبها متكئا على
ذراعه .... 
امسك بإحدى خصلات شعرها ليلفها حول 
إصبعه ناظرا أمامه بشرود....
في قصر صالح عز الدين....
ركضت إنجي بسرعة و هي تنزل الدرج تريد 
الالتحاق بهشام الذي كان يقف أمام سيارته 
يتحدث في الهاتف... 
وصلت إلى مكانه لتنحني قليلا تأخذ أنفاسها 
التي تسارعت بسبب ركضها... رفعت رأسها 
لتجده انهى مكالمته إستدار ليفتح باب سيارته 
لكنه فوجئ بها تعترض طريقه لتضع يدها على 
يده...
هشام ببرود عندي عملية مستعجلة و مش 
فاضي.
إنجي انا مش حعطلك يا هشام هما خمس دقائق
و بس مش أكثر.
هشام بنفاذ صبر عاوزة إيه يا إنجي خلصي 
ورايا شغل....
إنجي و هي تفرك يديها بتوترعاوزة أعرف
إنت ليه متغير معايا مبقتش بتكلمني زي زمان 
و لا حتى بتوصلني الجامعة..
هشام و هو يرفع حاجبيه قائلا بسخرية ليه سواق
الهانم و انا معرفش.. إنجي إبعدي من قدامي 
بلاش دلع .
طأطأت إنجي رأسها و هي ترمقه بنظرات 
حزينة بعينيها البريئتين متعمدة
لتشعره بالشفقة عليها فهي 
دائما ما تتبع ذلك الأسلوب معه حتى يخضع 
لما تريده على العموم انا آسفة لو أزعجتك 
اوعدك مش حتسمع صوتي من النهاردة .
تحركت من أمامه و هي تمسح عينيها من 
الدموع التي لم تكن موجودة ليزفر هشام 
پغضب و قلة حيلة...قلبه الخائڼ الذي يعشقها لا يستطيع التفريط فيها مهما فعلت رغم انه عاقبها لمدة
كافية فهو منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه تقف 
مع أصدقائها و شاهد ذلك الشاب الذي كان يتلمس 
شعرها بحرية لم يكلمها بل إكتفى بتجاهلها 
و هذا كان أكبر عقاپ لها...
أمسك ذراعها پعنف و هو يديرها نحوه لېصرخ
پغضب بقلك إيه بلاش الحركات دي إنت عارفة
إني بعديها بمزاجي...لكن المرة دي مش حقدر 
اسامحك... اللي إنت عملتيه غلط كبير إنت إزاي
تسيبي حد غريب ېلمس شعرك انا لسه مش مصدق 
لو كان حد حكالي مكنتش حصدقه لكن للأسف 
شفتك بعيني.
إنجي بصوت خاڤت داه علي زميلي و... و الله 
كانت خطيبته واقفة معانا...قالها تغير لون شعرها 
زي لون شعري....
هشام و هو يزيد من ضغطه على ذراعها و كأنه 
يفرغ غضبه فيها يا سلام يعني عشان زميلك مسموحله ېلمس شعرك عادي...ها...لا و كمان 
عاجبه لون شعرك و إيه كمان... عملتي إيه كمان 
أكيد في حاجات انا مشفتهاش...
هزها پعنف ليتمايل جسدها حتى كادت تقع 
لكنه كان يمسكها بقوة و هو مازال ېصرخ 
ما تجاوبي يا آنسة يا محترمة...عاملالي فيها 
اوبن مايندد و فري و قرف...... ياخسارة يا إنجي
يا خسارة... مكنتش فاكر إن بنت عمي الصغيرة
اللي تربت على إيدي تطلع كده......
دفعها لتترنح لكنه تمالكت نفسها و هي تنظر 
له بحزن حقيقي هذه المرة...
لم تستطع حتى 
إجابته فما فعلته خطأ و حتى لو كان زميلها 
ذلك لا يعطي له الحق بلمسها حتى دون قصد 
شعرت بغصة في حلقها و هي تشاهد نظراته 
المشمئزة التي كان يرمقها بها كان سيسامحها 
لكنها كعادتها عنيدة غبية فهي لحد الان لا تزال
ترفض الاعتراف بخطئها لا بل أيضا تختلق 
الأعذار حتى تبرر ما فعلته لذلك إضطر ان يقسو 
عليها رغم انه كان ېتمزق بداخله على حزنها ...
لأول مرة يعاملها هكذا لطالما كانت أميرته
المدللة التي لا يرفض لها طلبا حتى أن ندى 
شقيقته تغار منها و دائما تتذمر منها و تتهمها
أنها أخذت مكانها...
راقبته و هو يتحرك بسيارته بعيدا نحو بوابة القصر 
لتجهش بالبكاء بصوت عال و هي تخفي وجهها بيديها....
في المقر الرئيسي لشركات عز الدين قروب 
رن هاتف آدم بنغمته المميزة التي كان يضعها 
خصيصا لذلك الجاسوس الذي دسه في فيلا 
سيف حتى ينقل له جميع أخباره... 
فتح سماعة الهاتف يستمع لكلمات مخاطبه بتركيز دون أن يتكلم فهو كان حريصا جدا حتى لا يسمعه اي 
شخص في الشركة.... انهى المكالمة التي دامت 
لعدة دقائق و هو يبتسم بشړ متمتما داخله بقى 
كده..سيف عزالدين الملقب بالشبح معاه بنت 
في فيلته....دي حتكون ڤضيحة الموسم....
قهقه عاليا قبل أن يكمل و الله يستاهل مش 
عاملي فيها شيخ جامع قدام الناس... انا بقى 
حخلي فضيحته بجلاجل و حخلي صورته 
تتشوه قدام الصحافة الإعلام...خليهم يعرفوه
على حقيقته بس انا لازم أملي إيدي و اتأكد من 
الخبر داه....
همس و هو ينظر بغل لإسمه المكتوب على مقدمة مكتبه آدم عزالدين نائب رئيس مجلس الإدارة
كل حاجة حتتغير قريب جدا حتنتهي 
ياسيف و حبقى انا رئيس مجلس الإدارة 
و كل شركات و املاك جدي حتبقى ليا انا 
لوحدي....
إستند بجسده على كرسيه الدوار و هو يفكر 
في تلك المعلومات التي وصلته منذ قليل عازما
بكل جهده على التخلص من غريمه بكل الطرق
حتى لو اضطر لقټله...
لطالما كان هو سيف من ألد الأعداء او بالاصح 
هو من يعتبره عدوه و منافسه على كرسي 
رئاسة مجلس الإدارة التي منحها
له جده و ذلك
لذكائه و قدرته الكبيرة
في تسيير أمور العمل 
و حل المشاكل التي تواجههم بكل سهولة 
بفضل ذكائه الفريد من نوعه و هذا ماجعل 
آدم يكرهه فهو يرى نفسه الأحق
 

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات