الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية شيماء الفصل الثاني

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


من كل الجهات ! يبقا عاصم و آسر ثروة كبيرة برضه !
ثم ابتسمت و قالت بمكر وهي تقترب منها بجسدها هامسة بأذنها 
أنا متأكدة إنك مش جايه عشان عاصم بعد كل السنين دي في حد يسيب باباه كل دا برضه 
ابتسمت لها سديم و قالت و هي تدثر حالها بالغطاء جيدا و ترفع إصبعها تدفعها عنها بإشمئزاز واضح ترتسم فوق قسمات وجهها 

أنت أكيد عارفة إنك آخر واحدة ادخل معاها في حفلة سمر و حكاوي عن النوايا بتاعتي ياأميرة مش كدا برضوا ولو متعرفيش أنا عرفتك أهوه يلا اقفلي الباب وأنت خارجة كويس أحسن آسر يدخل منه ولا حاجه !
ثم أمسكت جهاز التحكم الصغير و ضغطت على زر خفض الإضاءة تماما و أغمضت عينيها متعمدة تركتها في حالة صدمة بالغة من ثبات تلك الفتاة المستفز لها و حرصها المبالغ به في جميع كلماتها معها ليست محتالة فقط بل هي ماهرة و لأول مرة تخشاها منذ أن رأتها لقد ظنت أنها فتاة محتالة يسهل التلاعب بها واستغلالها بالابتزاز والضغط عليها و لكنها الآن لم تتوتر أو تندهش من الحديث كما أنها تحافظ على ثباتها الإنفعالي بشكل كبير يشعل ڠضبها بينما هي لا تبالي !!!!
استقامت أميرة وغادرت الغرفة بصمت تغلق الباب جيدا خلفها لتبدأ المعارك داخل عقلها و قد رفعت الهاتف إلى أذنها و همست بخفوت و هي تصعد الدرج إلى منزلها 
سمعتي بنفسك طريقتها !
عضت شفتيها و أكملت مسرعة حين استمعت إلى باب منزل في الطابق العلوي يغلق بقوة 
سلام دلوقت و هكلمك بكرة !!
كادت تدلف إلى منزلها لكن أوقفها سليم يقول بدهشة 
إيه دا أنت كنت عند تيته ولا إيه 
هزت رأسها بالسلب و قالت بابتسامه صغيرة 
لا أنا كنت بعتذر لسديم و اتصالحنا وطلعت !
رفع حاجبه و قال بهدوء و هو
يشير إليها تجاه باب المنزل 
طيب تمام تصبحي على خير !
هزت رأسها بتوتر و دلفت تغلق خلفها بهدوء ليواصل هو الهبوط متجها إلى المنزل الخاص ب آسر الذي كان يتحدث إلى رائف قائلا 
أنا إيه خلاني امشي ورا واحد زيك !! دي افتكرتني مچنون و قالتلي بتتحرش بيااا !!! مكنتش عارف ابرر حتى اللي عملته !
كتم رائف ضحكاته وقال محاولا تهدئته 
لحظة هو أنت عملت إيه بالظبط أنا قولتلك روح اعتذر عن اللي عملته معاها الوضع اتطور لفين بالظبط !
عقد آسر حاجبيه و قال پغضب 
هكون عملت ايييه يعني !!! أنا محبتش تفكر إني بتعمد اضايقها بس هي بتستفزني جدااا بتخرجني عن شعوري و حقيقي مبحبش اتكلم معاها كتير !
اعتدل رائف بوقفته حين دلف سليم يقول بعبث 
هي مين دي اللي بتستفزك بس 
استدار آسر له وتنهد بهدوء بينما أجاب رائف 
تعالى ياسليم كنا لسه بنتكلم على بنت عمكم آسر مكنش عايز يدربها و بيقول عليها مستفزة !
عقد آسر حاجبيه حين قال سليم مسرعا 
خلاص ادربها أنا ومتزعلش أوي كدا حد يتضايق من سديم !!!! دي حتى أميرة اعتذرتلها !
وقف آسر متشدقا بتهور أثار حفيظة رائف و أدهشه تناقض صديقه 
هو مين قال إني مش هدربها أصلا الشغل حاجة و الأمور الشخصية حاجه تاني ! و بعدين مين قالك إن أميرة اعتذرت أنت عديت على سديم دلوقت 
تحدث و هو ينظر إلى ساعته التى تجاوزت الواحدة صباحا ليعقد سليم حاجبيه و يقول بضيق 
فيه إيه يا آسر هو أنا قليل ذوق عشان اعدي عليها دلوقت ! أنا قابلت أميرة وأنا نازل طالعة من عندها وقالتلي إنها كانت بتعتذرلها و بعدين متعصب كدا ليه أصلا دي بنت عمي زي ماهي بنت عمك !
حدق به آسر صامتا ثم تنهد و توجه إلى الأريكة يجلس فوقها بإرهاق و ترك صديقه يقول بدهشة 
هو فيه إيه ياجماعة مالكم سخنتوا كدا على بعض آسر يقصد انه مش بيحب أسلوبها عامة لكن الشغل حوار تاني ما أنت عارف دماغ آسر ياسليم مالك 
رفع آسر حاجبه وعلق قائلا 
مالها دماغي بقاا 
زفر سليم و عقد حاجبيه بينما أجاب رائف قائلا بلطف 
احم ما كلنا عارفين ياآسر إنك بتشتري دماغك وكدا !
نظر إليه آسر پغضب ثم استقام يقول بهدوء ظاهري 
طيب أنا محتاج أنام دلوقت اتفضلوا عشان ارتاح !
تركهم يتجه إلى الغرفة و قد شعر سليم بالحرج و قال 
واضح إن احنا كبرنا الموضوع معاه أنا كنت نازل اطمن عليه و اقعد معاه النهاردة عشان ميبقاش لوحده بس شكله متضايق أنا مش فاهم سديم عملتله إيه واحدة عرفت تتصرف وتروح بيه على مستشفى وبعدها كلمتك و وقفت معاه النهاردة كله فين الغلط اللي استفزه منها مش فاهم !!
توجه إليه رائف متشدقا بعقلانية 
مكبرناش حاجه ياعم أنت سيبه بس متقلقش عليه هو قال هينام و هنجيله الصبح نشوفه لما يقعد مع نفسه هيهدا و يرتاح من ضغط اليوم مش أكتر !
هز رأسه باقتناع و هو يقول رابتا فوق كتفه 
طيب تعالى عندي النهاردة بدل ما تمشي دلوقت كدا 
هز رأسه بالسلب قائلا بهدوء 
لأ لأ أنا هروح عشان اجهز كمان ورق لشغل بكرة جدتك اكيد مش هتسيب آسر يعمل اللي في دماغه
وينزل 
ابتسم له سليم و قال بامتنان 
معلش بقا تعبناك معانا !
عقد الآخر حاجبيه و قال بجدية 
تعب إيه هو أنا غريب انتوا اخواتي يابني روح نام بقاا و اشوفك بكرة !
و بالفعل صعد سليم مودعا إياه و رحل رائف و مرت ساعتين بهدوء و سلام داخل المنزل إلى أن استقيظت سديم من كابوس مروع كعادتها منذ وطأت قداماها هذا المنزل و اعتدلت فوق الفراش تنظر حولها لحظات و كأنها تبحث عن أحدهم وخاب أملها زفرت و هي ترفع يدها تضعها فوق قلبها لحظات ثم تنهدت بصوت واضح و خرجت من الفراش بل من الغرفة بأكملها و قررت التجول داخل الحديقة و رؤية الحديقة الخلفية إلى أن تهدأ و تبدأ بترتيب أفكارها أو تسعيد قدرتها على النوم مرة أخرى أيهما أقرب !
بدأت أنفاسها تنتظم و عاد إليها سلامها الداخلي و لكن لازال الحديث الدائر بين عقلها وقلبها و لازال قلبها يطالبها بالمحاولة مرة أخرى مع والدتها و أن لديها فرصة جيدة للابتعاد عن سامح و ظلامه و أن تبدأ جولة جديدة داخل عالم أحلامها و لما لا !!!
ضحكت بخفوت من حالها و همست 
عايزة ابعد عنه وأنا هنا أصلا عشان اكمل معاه في القرف دا !! معادلة مضحكة وملهاش حلول فعلا !!
لم تشعر بحالها إلا و هي تقف أمام زجاج منزله و اتسعت عينيها حين وجدت جسده يفترش الأرض الرخامية يرتدي فقط سرواله الرياضي و معالم الإعياء واضحة على وجهه هل كان يمارس الرياضة بهذا التوقيت و بتلك الحالة !!!
بدأت تبحث عن باب منزله پذعر واضح والعجيب أن الباب مفتوح كيف لم يدرك أحدهم أو يلاحظ هذا المشهد !!!!
توجهت إليه و هبطت أرضا ثم بدأت تستكشف انتظام أنفاسه لكنها استقامت مسرعة و أخرجت هاتفها من جيب السروال القصير تعبث به لحظات قبل أن ترفعه إلى أذنها تقول مسرعة فور أن أتاها الرد 
أنا هوصفلك حالة قدامي ياكريم و قولي اتصرف ازاي بسرعة معلش آسفة للتوقيت دا !
فتحت مكبر الصوت وتركته ثم بدأت تصف له و تنفذ تعليماته بشكل حرفي إلى و أمسكت الوسادة تضعها أسفل رأسه و تتأكد أن سقوطه لم يصحبه كدمات أو چروح و تنفست الصعداء حين وجدت أن الأريكة منعت سقوطه فوق الكتف المصاپ دقائق عصيبة مرت عليها و ها هو يعود إلى وعيه بعد عناء و صادف دخول يوسف يقول بهلع حين وجد أخيه فوق الأرض 
ايه داااا !!! حصله ايه !!!
نظرت إليه و أشارت إلى الطعام هي تغلق هاتفها 
متقلقش هو بس من المجهود تقريبا جرى جامد و مكنش أكل هنكمله الكمادات و حرارته تنزل و يبقا بخير تعالى بس ارفعه معايا فوق الكنبة أو ندخله أوضته أحسن !
هز رأسه و ترك مابيده جانبا و أسرع إليه يعاونها برفع جسدها و هي تحذره بلطف 
حاسب يايوسف عشان كتفه و اسنده بس هو فايق معانا متقلقش عليه !
ثم وضعت يدها أعلى ذقنه المشذب و وجهت وجهه إليها تقول بهدوء 
آسر أنت معاياا مش كدا !
همس بخفوت وصوت متحشرج و هو يستند بجسده إلى أخيه و يحاول فتح جفنيه حتى يبصر الطريق جيدا 
آه !
تأكدت سديم أن الأخوين وصلا بسلام إلى الفراش و بدأ يوسف يعاون أخيه و يضع الوسائد خلف ظهره لتتوجه هي إلى الخارج و
تبدأ بإعداد ما تحتاج إليه لصنع كمادات باردة ثم أسرعت إلى أفراد الأمن بالخارج تأمرهم بإحضار الدواء الذي أملاه عليها كريم و عادت إليهما مسرعة بينما كان يوسف يتابعها قائلا بقلق 
نطلب الدكتور أو نروح بيه على أقرب مستشفى أحسن 
أمسكت القطعة القماشية الصغيرة و وضعتها داخل المياه و هي تتحدث معه قائلة 
لا متقلقش أنا اعرف دكتور واتواصلت معاه و الأدوية هتيجي ياخدها بعد الكمادات و هيبقا تمام متقلقش !
ثم أكملت 
لو تقدر تجيب تيشيرت و تساعدني يلبسه بس بعد ما نخلص يبقا تمام أوي !
هز رأسه بالإيجاب و قال بتأكيد وهو يتوجه إلى غرفة الملابس 
اه طبعا حاضر !
عاد إليها يقول بهدوء 
طيب اقولهم في البيت أحسن 
كادت تتحدث لكنها عقدت حاجبيها متأوهه حين قبض فجأة آسر على يدها و قال بخفوت و هو يقاوم حالة الإعياء يرفع رأسه محاولا الاستقامة مغمضا عينيه 
لااء !
ابتسمت و أفلتت يدها بهدوء و أعادت يده فوق
الفراش ثم وضعت يدها فوق كتفه و دفعت جسده بخفة إلى الوسائد مرة أخرى قائلة بلطف 
خلاص مش هنقول متقلقش !
مر الوقت و بدأت درجة حرارة جسده بالاعتدال قليلا و أردف يوسف حين طرق فرد الأمن فوق الباب الخارجي 
شكله جاب الأدوية هروح أخدها !
كانت سديم قد جلست على طرف الفراش بمواجهته و أمسكت المنشفة الأخرى تجفف القطرات التي تنساب بعشوائية تجاه أذنيه و ضعت يدها أعلى جبهته و فوق عنقه تتأكد أن الأمور على ما يرام فتح حينها عينيه و أمسك يدها يثبتها فوق صدره من جهة الإصابة و يضع يده فوقها يثبتها و يهمس لها بصوت متحشرج 
مش عايز أدوية !
توترت ناظرة إلى يدها التي يحتفظ بها فوق صدره الدافئ وهمست 
أنا مبحبش الأدوية بس باخدها في حالة هتساعد جسمي يرجع أحسن اخوك اتخض عليك أوي أظن دا سبب قوي إنك تساعد نفسك !
صمت و حاولت إفلات يدها بهدوء و نجحت أخيرا بعدما أغمض عينيه منتظرا عودة شقيقه بالدواء و قد عاد يوسف بالفعل يهمس لها 
هو نام !!!!
هزت رأسها بالسلب و استقامت واقفة
 

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات